أماني ومنال: الفرح في عيون الناس

⚠️تم تصوير الحلقة قبل السابع من اكتوبر من عام 2023 فجر تونس يشرق بدفء على بيوت المدينة. السعادة تستيقظ من الشبابيك والأزقة، تلك السعادة نوعها خاص، حيث يولّدُها العمل والعطاء، ويحرّكها حبّ خدمة المجتمع. اماني ومنال، سيدتان وجدتا الفرح في عيون الناس، هل التغيير المجتمعي صعب تحقيقه، أم لا شيء مستحيل؟

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>فجر تونس يُشرق بدفءٍ على بيوت المدينة، السعادة تستيقظ من الشبابيك والأزقّة، تلك السعادة نوعها خاص حيث يولّدها العمل والعطاء ويحرّكها حب خدمة المجتمع. أماني ومنال سيّدتان وجدتا الفرح في عيون الناس، هل التغيير المجتمعي صعبٌ تحقيقه أم لا شيء مستحيل؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: مَن يسمع عن Dabchy لا يتخيّل بأن تكون خلفه امرأة جميلة. بدايةً ما معنى Dabchy؟</p> <p>أماني منصوري: هي كلمة تونسية تعني ملابسي، نحن لدينا منصّة إلكترونية يبيع من خلالها الناس ملابسهم، من هنا جاءت التسمية لكن اخترعنا كلمة "دبشوشة" لكي نصف النساء اللواتي يستخدمن هذه المنصّة. درستُ بعد البكالوريا في فرنسا وعشتُ هناك 12 عاماً، درستُ الصيدلية والهندسة البيوطبية وكنتُ أعمل في مجال اللقاحات، تركتُ عملي في فرنسا وعدتُ إلى تونس وغيّرتُ مجال عملي. &nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: كيف انتقلتِ من مجال الطب والمستشفيات واللقاحات والأبحاث الطبية إلى الملابس؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: أنا شغوفة بالعِلم والبحث وفي الوقت نفسه شغوفة بالأزياء والموضة.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هل تحبّين الموضة؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: منذ الصِغَر، في الصباح كنتُ أختار الملابس التي سأرتديها، الملابس بالنسبة لي هي طريقة تعبير عن مزاجي وهويّتي. &nbsp; &nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: كم كان عُمرك حين أسّستِ Dabchy؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: 27 عاماً.</p> <p>لانا مدوّر: كيف خاطرتِ؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: كنتُ مؤمنة بالفكرة وفكّرتُ ماذا سأخسر؟ بإمكاني أن أتّخذ هذه الخطوة سواء نجحت أو فشلت.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: كيف بدأتِ ب Dabchy؟</p> <p>أماني منصوري: أنا أعمل برفقة شريكين، حين كنتُ في فرنسا اكتشفتُ هذا النوع من المنصّات، الناس يشترون الملابس وقد لا يلبسونها فيحتاجها شخص آخر بسعرٍ أقل ويربح المال ويشتري به شيئاً آخر أو حتى ملابس جديدة، الفكرة أننا نسعى إلى توفير الموضة بتكلفةٍ معقولة وأن يتمكّن الناس من الوصول إلى الموضة. لدينا اليوم قائمة فيها أكثر من 2.5 مليون قطعة، كل 40 ثانية تُعرَض قطعة جديدة على المنصّة.</p> <p>لانا مدوّر: هل الناس هم مَن يعرضون الملابس؟ وكيف تُحدَّد الأسعار؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: الناس هم مَن يعرضون ويحدِّدون السعر المناسب ولكن المُشتري بإمكانه أن يُفاصِل في السعر.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: مثل السوق. ُ</p> <p>أماني منصوري: بالطبع. المرة الأولى التي حصلنا فيها على تمويلٍ كانت في العام 2017 أو 2018.</p> <p>لانا مدوّر: ألم يكن لديكم التمويل؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: نحن ثلاثة شركاء مؤسّسون حين بدأنا لم ندفع ملّيماً واحداً، الفكرة كانت في تجربة الأمور البسيطة وغير المُكلفة، وإذا لاقى سوقاً حينها يمكن المضيّ بالمشروع.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: كم كانت ميزانيّتكم عند البدء في المشروع؟</p> <p>أماني منصوري: في السنة الثانية صرفنا حوالى الألفي دولار. &nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: كيف افتتحتم المنصّة؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: الشركاء المؤسّسون هم مطوّرو برمجيات، هم اهتمّوا بتطوير المنصّة وأنا اهتممتُ بإدارة الأعمال. &nbsp;&nbsp;</p> <p>---------------------------------------------------</p> <p>لانا مدوّر: منال ما هو شعوركِ حين تدخلين إلى هذا المكان؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: ذكريات كثيرة وتحدّيات والكثير من الحب.</p> <p>لانا مدوّر: أيّة ذكريات؟ &nbsp;</p> <p>منال الغربي: كان حلماً أن أعمل مع الأطفال المرضى، وأن يتّحد التونسيون من أجل قضية إنسانية، كان هناك تحدٍّ كبير وحينما تربح التحدّي تشعر بالنشوة. &nbsp;&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هذه العيادة لمركز زراعة النخاع العظمي في تونس وأنتِ مَن بادرتِ إلى إنشائها وقلتِ إنها بدأت كحُلم، ماذا يعني ذلك؟</p> <p>منال الغربي: المركز كان موجوداً ونحن قمنا بتوسِعته وزدنا عملية لم تكن متوفّرة وهي عملية زراعة النخاع للأطفال في تونس.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هذه العملية تعني لكِ بشكلٍ شخصي.&nbsp;</p> <p>منال الغربي: جداً لأن هذه العملية كانت السبب في استكمال حُلم مرام التي كانت من الضروري أن تخضع لهذه العملية بغية الشفاء من السرطان ولم تكن هذه العملية مُتوفّرة في تونس.</p> <p>لانا مدوّر: مرام هي ابنتك وحين أصيبت بالسرطان في عُمر الثالثة كان يُفترض أن تخضع لهذه العملية في فرنسا.&nbsp;</p> <p>منال الغربي: تأسيس الجمعية كان بهدف جَمْع التبرّعات لإجراء عملية مرام، حين توفّيت مرام أيقنتُ بأنها رسالة، حين تدفن قطعةً منك تحت التراب، هي توفّيت بجسدها لكن روحها ما زالت، أردتُ أن أخلِّد ذِكراها وأنّ ما عانيتُ منها ألا يُعاد مع أمّهات وأطفال آخرين.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: توفّيت مرام في العام 2014.&nbsp;</p> <p>منال الغربي: 8 أكتوبر 2014.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: كيف أصبحت حياتكِ بعد هذا التاريخ؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: هناك مرحلة ما قبل مرض مرام وما بعده.</p> <p>لانا مدوّر: كيف كانت الحياة قبل مرض مرام؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: عمل، سفر.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هل كانت حياتكِ جميلة؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: جداً لكنها كانت سطحية، بعد أن يمرّ الإنسان بأزمةٍ كبيرةٍ تتغيّر نظرته للحياة وفلسفته وتصبح الحياة أكثر جمالاً بالبساطة.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: كم كان عُمركِ حين مرضت مرام؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: 31 عاماً.</p> <p>لانا مدوّر: هل فهمتْ المرأة ذات الواحد والثلاثين عاماً ماذا حدث معها؟ هل استوعبتْ الظروف؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: كلا لأنه لم يكن لديّ وقت للفَهْم، كنتُ في صراعٍ مع المرض وكنتُ أسعى لجمع المبلغ اللازم لعلاج ابنتي في الخارج، لم يكن لديّ الوقت للاستيعاب. هي عاشت لمدة عام واحد بعد المرض بين تونس وفرنسا.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: لماذا كنتِ تشعرين بأنك ستفقدينها؟</p> <p>منال الغربي: لأنني حين كنتُ بعُمر الثامنة عشرة حلمتُ بأنني سأموت بعُمر الثانية والثلاثين.</p> <p>لانا مدوّر: هل فَهٍمتِ هذا الحلم؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: قبل أن تمرض ابنتي حلمتُ عدّة مرات بأنها ستمرض، حين علمنا أنها مُصابة بالسرطان ذهبتُ إلى المستشفى وكانت هناك ابنة عمّتي وهي مُقرّبة مني جداً أمسكتُ بيدها ودخلنا الغرفة وقلتُ لها إن مرام ستموت، قالت لي سنفعل المستحيل كي تعيش عِلماً أن أمّي كانت مصابة بالسرطان قبل ابنتي، قالت لي انظري كيف عاشت أمّك قلتُ لها كلا ابنتي ستموت حين يصبح عمري 32 عاماً.</p> <p>----------------------------------------------------------</p> <p>لانا مدوّر: أريد أن أفهم كيف يمكن للإنسان أن يبدأ بمشروعٍ جديد. كم هو طولك أماني؟</p> <p>أماني منصوري: متر و77 سنتيمتراً.</p> <p>لانا مدوّر: ما هي المرحلة الأولى لتأسيس شركتك؟</p> <p>أماني منصوري: أيّة مشكلة في حياتكِ أو في حياة أحد في محيطك، إذا كان هناك أشخاص يعانون من نفس المشكلة فهناك حاجة لحلّها، عليك أن تفكّر بالحل.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: تحاولين قَدْر الإمكان في البداية عدم صرف الأموال.</p> <p>أماني منصوري: ثمّة مبادئ في عالم المشروعات والشركات الناشئة تحثّ على تجربة مُنتج الحد الأدنى، يجب أن تفكّر كيف يمكن تطبيق الفكرة بأقلّ جهد ووقت وكلفة.</p> <p>لانا مدوّر: كم مرة جرَّبتِ؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: حبن تولَّدت فكرت Dabchy خلقنا مجموعة عبر الفايسبوك وأطلقنا الموقع الإلكتروني خلال أربعة أيام، كان موقعاً بسيطاً تستطيع من خلاله عرض مُنتج للبيع والشراء.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هل نجحت الانطلاقة؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: كان الأمر رهيباً، في العام الأول عرضنا 130 ألف مُنتج للبيع وكان لدينا 30 ألف قطعة.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: جميعها من تونس؟</p> <p>أماني منصوري: نعم.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: ما هي التحدّيات التي واجهتكِ خلال السنة الأولى من عملك؟</p> <p>أماني منصوري: أن تُقْدِم على أمرٍ جديد، أن تتعلّم يومياً وتُخطئ، أن يمضي الوقت وأنت تجرِّب.</p> <p>لانا مدوّر: متى بدأتِ بالبحث عن مُستثمرين؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: في السنة الثانية شكّلنا دائرة العمل ونظّمنا القائمة وقرًّرنا أن يكون نموذج العمل مبنياً على العمولة، فكان لا بدّ من أن يكون هناك وسيط من أجل خدمة الزبائن، في البداية أنا والشركاء المؤسّسين كنا نردّ على الاتصالات وحين لا نمتلك الإجابة نضع موسيقى لبتهوفن. الفرق بين المشروع والشركة العادية أنه في الشركة يجب أن يكون لديكِ رأس مال وتعرفين مقدار المصاريف والأرباح، أما المشاريع الناشئة فنموّها مُتسارِع، يجب أن يكون لديكِ الكثير من الأموال وفيها ابتكارات. &nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: على ماذا ينصبّ المصروف في منصّتكم؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: على الموظّفين، لدينا أكثر من 25 موظفاً، التسويق.</p> <p>لانا مدوّر: هل هناك مرحلة خلال هذه السنوات الستّ شعرتِ بأنكِ غير قادرة على الاستمرار؟ &nbsp;&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: يومياً. الناس تنظر إلى النجاح وإلى الجانب المُشرق والمُضيء ولكن المسؤولية كبيرة، اليوم لدينا 25 موظّفاً وهذه مسؤولية كبيرة.</p> <p>لانا مدوّر: بالنسبة إلى الرئيس التنفيذي للشركة الناشئة ما هي الصفات الثلاث الواجب توافرها فيه؟ &nbsp;&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: الصبر، العمل الدؤوب.</p> <p>لانا مدوّر: كم تعملين؟</p> <p>أماني منصوري: كثيراً، اليوم مثلاً هو عيد العمّال وأنا في العمل.</p> <p>لانا مدوّر: ما هي الصفة الثالثة؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: التعاطُف.</p> <p>لانا مدوّر: لماذا؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: الرئيس التنفيذي هو أيضاً المدير والقائد في مكان العمل، أنا مسؤولة عن 25 موظفاً في بيئة مشحونة بالضغوطات، المشروعات الناشئة مليئة بالضغوطات.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: لهذا السبب الأجواء عندكم مَرِحة بغية التخفيف من ضغط العمل.&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: نحن اليوم في مرحلة التوسُّع من تونس إلى الدول العربية، مصر، المغرب، الجزائر، السعودية، الإمارات. أنا أرى بأن Dabchy منصّة تجمع الملايين من المنطقة.&nbsp;</p> <p>----------------------------------------------------------------</p> <p>لانا مدوّر: منال ما هي قصّتك مع الرقم ثلاثة؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: رقم ثلاثة رافقني منذ الصِغَر في المدرسة، في المكتب، حتي في السجّل كان رقمي 3 أو 13 أو 23، قبل أن تتوفّى مرام بمدّة حين كنا في فرنسا كانت تقول لي دائماً ثلاثة ولم أكن أفهم، توفيت في 8 أكتوبر 2014. ذهبتُ إلى المقبرة لقراءة الفاتحة لها وشعرتُ بأن هناك يداً وُضِعت على كتفي، وجدتُ بأنه حين أطرح تاريخ الولادة من تاريخ الوفاة يكون عُمرها 3 سنوات وثلاثة أشهر وثلاثة أسابيع وثلاثة أيام. &nbsp;&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: ماذا تفعلين في 8 أكتوبر من كل سنة؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: لا شيء، حتى أنني لا أزور المقبرة.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هل تخافين من هذا التاريخ؟</p> <p>منال الغربي: كلا.</p> <p>لانا مدوّر: لماذا لا تستطيعين الذهاب إلى المقبرة؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: قليلةٌ هي زياراتي إلى المقبرة، أشعر بأنها معي دائماً ولستُ بحاجةٍ لأقف عند قبرها لقراءة الفاتحة.</p> <p>لانا مدوّر: بعد تسع سنوات كيف يصبح الألم؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: الألم هو نفسه.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: كيف تتعاملين معه؟</p> <p>منال الغربي: الحِداد هو أكبر وجع، أتعايَش مع الوجع وأتقبّله.</p> <p>لانا مدوّر: هذا التعايُش والتقبُّل هو في مرحلةٍ لاحقةٍ، كما قلتِ هناك مرحلة الحِداد، كيف عشتها؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: لم أعشها يوم الوفاة بل قبلها.</p> <p>لانا مدوّر: ودّعتِها قبل أن تغادر.</p> <p>منال الغربي: نعم لأن الأطباء في فرنسا قالوا لنا إن الأعمار بيد الله ولكن ما زال أمامها ما بين شهرين وخمسة أشهر من الحياة.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: وهل صدّقتهم؟</p> <p>منال الغربي: بالطبع. الحقيقة الوحيدة في حياة الإنسان منذ ولادته هي الموت.</p> <p>لانا مدوّر: هل كنتِ الحلقة الأضعف في المنزل أم كنتِ تقوّين الآخرين؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: كنتُ أقوّي الآخرين.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: متى انهرتِ؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: حين أكون وحدي.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هل تبكين؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: جداً، في المناسبات والأعياد، ابنتي لها أخ توأم، أعياد الميلاد كانت صعبة جداً في البداية لأنه حتى بلغ فارس سن السابعة كنا لا نزال نكتب على قالب الحلوى "عيد ميلاد سعيد فارس ومرام"، قال لي إبني مرام لم تعد موجودة وهذا عيدي فقط. &nbsp;&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: ماذا قلتِ له؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: صُدِمتُ في البداية، حين يقول لكِ أحدهم الحقيقة في وجهك، شعرتُ بأنه محقٌّ في الاحتفال بيوم عيده لوحده. &nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: ماذا تقولين للأمّ التي تشاهِدك اليوم وتعيش نفس تجربتك؟</p> <p>منال الغربي: كوني قوية.</p> <p>لانا مدوّر: كيف؟&nbsp;</p> <p>منال الغربي: تعلّمتُ أنه يجب أن تعيش اللحظة، أنا وأنتِ نتقاسم اللحظة التي ستصبح ذكرى فيها بُعد، الحياة ليست ظالمة، ربمّا أخذ الله مني ابنتي ولكن هناك مَن أُخذ منه الكثير، الصحّة، المال، العدل ليس بأن يكون لديكِ مئة ألف دولار وأنا كذلك، هناك أناس أغنياء بالمال فقط.</p> <p>لانا مدوّر: لماذا عدتِ إلى تونس ولم تبقِ في فرنسا؟ &nbsp;</p> <p>منال الغربي: أريد أن أعيش في بلدي ووطني، نشأتُ هنا وأحبّ البقاء هنا والموت في بلادي.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: أماني إذا نظرتِ إلى البحر ماذا ترين؟ هل تشعرين بأن الفُرَص مفتوحة أمامك أم تخافين؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: مَن لا يخاف من أفكاره وأحلامه فهذا يعني أن أحلامه صغيرة، الخوف هو أمر طبيعي وبديهي ومهم.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: إذا لم تسيطر عليكِ.</p> <p>أماني منصوري: نعم.</p> <p>لانا مدوّر: إذا جعلتِ من الخوف حافِزاً لكِ. في أيّة مرحلة شعرتِ بالخوف؟&nbsp;</p> <p>أماني منصوري: خلال فترة جائِحة كورونا.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: أعطِ نصيحة للفتيات اللواتي يردنَ الانطلاق.</p> <p>أماني منصوري: أقول لهنّ فكّرنَ بالحياة التي تناسبكنَ وليس ما يريده الناس أو ما ينتظرونه منكن.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: لا شيء مستحيل؟</p> <p>أماني منصوري: لا شيء مستحيل، تركتُ فرنسا بعد 12 عاماً من العمل في أكبر شركة لتصنيع الأدوية في باريس، ما أعمل فيه اليوم لمدّة ست سنوات لم أدرسه.</p> <p>لانا مدوّر: أنتِ في لائحة فوربس.</p> <p>أماني منصوري: نعم، الشخصيات الناجحة أصحاب التأثير في العالم تحت سن الثلاثين. لا شيء مستحيل إذا كنتَ تؤمن بما ترغب القيام به.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: هل خسارة ابنتكِ أهدتكِ رسالة وحياةً جديدة؟</p> <p>منال الغربي: بالطبع، كل أزمة يمرّ بها الإنسان وخاصةً الفِراق بالموت إلا ويتعلّم أموراً جديدة وتتغيّر فلسفة حياته. هناك أغنية لأمّ كلثوم بعنوان "ألف ليلة وليلة" تقول فيها الله محبّة، الخير محبّة، النور محبّة، أهم ما في الحياة هو المحبّة والعطاء لأنه يوماً ما سنرحل عن أحبائنا ولكن قد يتذكّرك الناس بفعلكِ الطيِّب.</p> <p>لانا مدوّر: أين نجحتِ؟</p> <p>منال الغربي: نجحتُ في بناء معهد للأورام السرطانية للأطفال في تونس ليكون أول مستشفى لأورام الأطفال، هذا هو هدفي المقبل إن شاء الله.&nbsp;</p> <p>لانا مدوّر: لا شيء مستحيل؟</p> <p>منال الغربي: لا شيء مستحيل ما دمتِ على قَيْد الحياة وقلبكِ ينبض وروحكِ تعشق الدنيا وتتمنّى فعل الخير بين الناس.</p> <p>&nbsp;</p> <p>لن تكون خساراتك دائمةً إذا عرفتَ كيف تجد السعادة، من قلبك تنبت الحياة، من روحك يشعُّ الضوء، بعقلك تصنع المُعجزات، اِنفتِح على الدنيا وتقبّل مُفاجآتها لأنها في كل يومٍ تؤكِّد لك ألا شيء مستحيل.</p>