ليلى خالد - عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
نقاش في الحرب الدائرة على غزة وصمود المقاومة في وجه آلة القتل الإسرائيلية وسط دعم غربي وصمت من معظم الدول العربية... وحديث عن النضال من جيل إلى جيل وكيف أنّ الكقاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين.
نص الحلقة
<p> </p>
<p>المحور الأول</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: مرحبًا بكم مشاهدينا في Vodcast الميادين، فيه نستضيف عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أيقونة النضال والكفاح المسلّح الفلسطيني السيّدة ليلى خالد.</p>
<p>حديثٌ عن طوفان الأقصى، حيث وصلت تطوّراته، عن الإبداع الذي تسجّله المقاومة في أساليب القتال والمواجهة، وإلى أين قد تتّجه الأمور.</p>
<p>مرحبًا بك سيّدة ليلى خالد. تنوّريننا دائمًا.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: حفظك الله. شكرًا لك، وللميادين التي تسلّط الضوء دائمًا على أمور جميلة جدًا، وخاصة ما يجري الآن في الساحة الفلسطينية، وعلى مستوى العالم، وليس فقط على مستوى المنطقة. تحيّة لكم، تحيّة للميادين.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: شكرًا جزيلاً لك. سؤال ما قبل الأول. لماذا ترتدين كوفية فلسطينية، وتحتها مكتوب فلسطينية؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: هذه أرسلتها لي رفيقة من رفيقاتنا اللواتي كنّ في السجن، أرسلت لي هذه، كلما أرتديها أتذكّرها. أنا لا أنساها، لكن دائمًا هكذا أشعر أنّها تدفّئني. والكوفية أيضًا رمز للكفاح المسلّح.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: واليوم الكوفية تحوّلت إلى أيقونة تجوب العالم ما بعد طوفان الأقصى. كان أشبه بحلم كنّا نخشى ألا نراه أو نعيشه ربما.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: الكوفية هي رمز النضال الفلسطيني، وتحديدًا الكفاح المسلّح. ولذلك عندما بدأ طوفان الأقصى، تحوّلت هذه الكوفية إضافة إلى العَلَم، لمُناداة العالم فلسطين حرّة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ولكن فلسطينية، أن تكون مكتوبة اليوم، تأخذ طابعًا مختلفًا، واقعها مختلف. تعريف القضية الفلسطينية، جَذْر ما جرى اليوم في فلسطين مختلف بعد طوفان الأقصى. اليوم ترينها على صدرك مختلفة؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: طبعًا، أشعر أنّها سعيدة. أشعر أنني سعيدة اليوم.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: من هنا نريد أن نسألك، كيف ترين ما يجري حيث وصل طوفان الأقصى، انطلاقًا من غزّة وامتداد شعاعها، أنت وصلته بالعالم؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: طوفان الأقصى كان يجب أن يكون، حتى لو لم يكن سيأتي مَن يحمل هذه المهمّة ويقوم بها. المقاومة الفلسطينية بتاريخها، منذ مئة عام، لهذا الشعب الذي يناضل ضدّ معسكر أعداء كبير، ولذلك طوفان الأقصى جاءت لتقول كلمتها، هي معركة تحرير وليست عملية عسكرية عادية. ولذلك بهذا الخصوص، أنا أستطيع أن أقول لشعبنا، أقول لهم صمودكم مع المقاومة، هذا الذي سيوصلنا إلى النصر. طوفان الأقصى هزَّت أركان إسرائيل، وهزَّت أركان أميركا أيضًا. لم يتوقّعوا، صُدِموا. نحن صُدِمنا، ولكن صدمتنا إيجابية، وما زالت هذه العملية، فرزت العالم، لم يعد هناك رمادي في الموقف من القضية الفلسطينية.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: إما أبيض أو أسود.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: وعبّر عنها العالم بأنه مُنحاز للنضال الوطني الفلسطيني.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: لكن في التقييم اليوم، كيف ترين مُجريات الأمور؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: كونها عملية تحرير، إذًا الثمن الذي سندفعه غالٍ، والثمن هو شعبنا، ولذلك شعبنا صامِد، ويقول لا نخرج من هذه الأرض، هذه أرضنا، وعلى الإسرائيلي أن يرحل. هذه أهداف سياسية، لأنها ستكون البداية للتحرير الكامل. صحيح، ليس في جولة واحدة نهزم هذا العدو وأركانه ومَن معه من دول الغرب المُنافِق الكاذب الذي يموّل إبادة الشعب الفلسطيني في أوروبا وفي أميركا. وبالمناسبة، أنا أقول أميركا هي التي تُدير المعركة، هي بحاجة أن يكون لها مخلب في المنطقة، كمشروع استعماري إحلالي، أي أن يطرد الشعب ويأتي بأمم أو أناس من الخارج، ليست لهم علاقة بفلسطين، لا تاريخيًا ولا شيء.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: عندما تقولين إنّ طوفان الأقصى هزّت أركان الولايات المتحدة الأميركية، هذا عنوان كبير جدًا، أركان الاحتلال في المواجهة نفهم، لكن الإمبراطورية كما تُقدَّم، الولايات المتحدة الأميركية، القوّة الأكبر على مستوى العالم، امتداد، قواعد ونفوذ. عملية طوفان الأقصى هزَّت أركان الولايات المتحدة الأميركية؟ كيف؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: هذه التظاهرات الكبيرة والعارمة في البداية ضدّ الحرب، لكن أن تنطلق شرارة أخرى بجامعات الولايات المتحدة الأميركية، وصلت إلى حدّ 85 جامعة، هذا جيل آخر ليس جيل السبعينات، في أميركا أتحدّث، ولكن هذا جيل آخر يمتلك العِلم، يمتلك الأدوات، وبالتالي قادر على أن يعبِّر عن نفسه بشكل واضح.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ما تعريف هذا الحراك، حراك الجامعات، بالنسبة لك سيّدة ليلى؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: أنا أسمّيها انتفاضة الطلاب، في جامعات الولايات المتحدة الأميركية. هذه الجامعات أكبر جامعات في العالم، هارفرد وكولومبيا وغيرها، هذه تعلّم النُخبة، النُخبة التي ستأتي في ما بعد للسلطة في الولايات المتحدة الأميركية، لأنّ معظمهم درسوا على مدار السنوات السلطة السياسية في الولايات المتحدة، وحتى النظام، معظمهم درسوا في هذه الجامعات. لكن هذه المرة هذه الجامعات قالت اسحبوا الاستثمارات، لم يكن مطروحًا هذا الشعار بالكثافة التي طُرِح فيها هذه المرّة. ولذلك، الكلّ كان مُندهشًا أنّ هؤلاء الطلاب هم فقط داخل الجامعة ويقومون بأنشطتهم العادية أو الاجتماعية أو العلمية، لكن هذه المرّة، هذه انتفاضة تقول للعالم نحن لم نعد نصدِّق أكاذيبكم، بالذات للإدارة الأميركية. وليس فقط هذه المرّة، قبل ذلك فعلوها أيضًا، لكن ليس بهذه الكثافة والديمومة. الشعارات التي رُفِعَت.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: فلسطين من البحر إلى النهر.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: فلسطين من البحر إلى النهر، لا يتحدّثون عن دولة، حلّ الدولتين وغير ذلك، فلسطين كلها من النهر للبحر، هذا شيء جديد في الجامعات، هذا الشعار موجود، نحن نرفعه منذ زمن، تحرير فلسطين، من المياه للمياه، لكن جاء مَن يحمل هذه الراية، هذا الشعار.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: بهذه المساحة وبهذا الجيل العُمري. لديك تاريخ طويل، كبير، وربما أنت واحدة ممّن شكّلوا تحوّلاً في مسار الكفاح المسلّح. سنتحدّث عن ذلك، خصوصًا في الالتقاء في مفهوم اجتراح الإبداع في عملية طوفان الأقصى وإيّاك، لكن سنستعرض هذا المُقتطف لبعض من مواقفك سيّدة ليلى خالد ونتابع.</p>
<p> </p>
<p>(فيديو)</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: هل نستطيع العودة إلى 7 أكتوبر 2023 سيّدة ليلى خالد؟ كيف تابعت هذا اليوم؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: تلقّيت اتصالاً من إبنة أخي ملاك، تقول افتحوا التلفاز، الساعة السادسة صباحًا. أنا كنت في ذلك الوقت لا أزال، زوجي متوفّى.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: التحية والرحمة لروحه، الدكتور فايز رشيد.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: أنا في هذه اللحظة عندما فتحت التلفاز مباشرة، وشاهدت الخبر، ارتديت ملابسي، وذهبت إلى قبر زوجي الدكتور فايز رشيد رحمه الله، قلت له احتفل أنت والشهداء، بدأ النصر.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: بدأ النصر. هل رأيت نفسك بينهم؟ ليلى خالد الفتاة العشرينية التي خطفت الطائرة، وتحت عنوان التعريف بالقضية الفلسطينية وتحرير الأسرى، عملية طوفان الأقصى أحد عناوينها الأساسية كان تحرير الأسرى. هل رأيت نفسك بين هؤلاء الأبطال القسّاميين؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: تمنّيت أن أكون بينهم، ولكن عقلي وقلبي وروحي هي معهم دائمًا. مَن يرفع شعار التحرير، هذا يثلج القلب، في زمن الانحطاط العربي الرسمي، في هذا الزمن، علينا أن نرفع ليس القبّعات، نرفع رؤوسنا فخرًا واعتزازًا وكرامةً، سلِمت الأيدي التي تحمل البندقية ولا تنقلها من كتفٍ إلى كتف.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: كيف رضاك على كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في العمل الميداني اليوم في هذه المواجهة؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: المقاومة كانت لديها غرفة عمليات، يحضّرون أنفسهم لأية مواجهة، وبالتالي هذه العملية أو هذه المواجهة الهجومية، نحن دائمًا ندافع، ولكن هذه المرّة هجوم على هذا العدوّ، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى جزء من هذه المقاومة. الآن إذا أردنا أن نُقارن ما بين إمكانيات كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وإمكانيات حماس، لا، لا تُقارَن، هناك فارق من حيث الإمكانيات والتسليح، يصنّع كلّ المقاومين في غزّة، تعلّموا التصنيع، لكن أنا أقول هم تعلّموا التصنيع في محور المقاومة، ويجب أن نوجّه التحية الكبيرة لهذا المحور الذي تحرّك منذ اللحظة الأولى، ولذلك كتائب الشهيد أبو علي مصطفى هي جزء، الجميع يطلق النار ويمسك على البندقية، يستشهد أو يعتقل أو، وكل هذا ضمن هذا المخطّط. المقاومة، فصائل المقاومة أبلغت في اليوم التالي للعملية.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: كيف يبدو الوضع؟ اليوم نحن أمام سؤال القدرة العسكرية، الاستمرار، إبادة متواصلة وبشكل كبير، مجاعة، واليوم عنوان رفح، كيف هو تقدير الموقف لديكم، وعلى مستوى قُدرة المقاومة من المواجهة والصمود، نحن نرى أمثولة، أسطورة حقيقية خصوصًا في مناطق يُفترض أنّ الاحتلال أعلن أنه أنهى وسيطر وقضى على كل المقاومة فيها، وإذ بنا نرى، مثلاً معسكر جباليا كمثال، أمر إلهي، البعض وضعه في هذا الإطار بالنظر للقدرة على المواجهة وتكبيد الاحتلال هذه الخسائر، لكن ما هي التقديرات لقوّة المقاومة على المواجهة والاستمرار؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: نتيجة هذه الجولة النصر، لا يوجد غيره، ولذلك المقاومة صامدة، لأنّ حاضنتها الشعبية، الشعب الفلسطيني الموجود في غزّة يتلقّى الضربات كل يوم، هي التي تجعل المقاومة لا تتنازل عن حبّة تراب. أولاً، وقف إطلاق النار، هناك إبادة، تجري عملية إبادة، وقف إطلاق النار، خروج الجيش من القطاع، الانسحاب بمعنى الانسحاب، بعد ذلك ملف الأسرى، ثمّ الإعمار. هذه الأهداف مُتفّقة عليها كل فصائل المقاومة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ويمثّلها المفاوض من حركة حماس عن كل الفصائل بالشكل الذي يفترض أن يكون بالنسبة إليكم؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: نعم، ودائمًا تعود الفصائل المقاومة التي تحمل السلاح تتشاور وتتّفق، دائمًا، في كل عمليات التفاوض، لأنّه لا يجوز بعد كل هذا الدم أن نقول تعالوا نتفاوض على الطريقة الأوسلوية، لا، هذه المرّة تحت النار. مَن يمسك البندقية اليوم، والعبوة، ومَن يمسك أيّ نوع من أنواع الأسلحة، الصاروخ وكذا، هذا لن يقبل إلا تنفيذ الهدف من وراء هذه العملية، والعالم كلّه وقف احترامًا لهذه المقاومة، وأيّ تغيير في أيّ موقف سياسي للآخرين، وليس من قِبَل المقاومة التي تبنّت هذه الشروط ولم تتغيّر قَيْد أنملة، ولذلك هذا يجعل الشعب صامدًا على هذه الأرض، حتى لو كان تحت الركام، وهذا الجهد المبذول في هذه العملية كبير إلى حدّ لا يمكن التراجع عن المطالب.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: عندما تحدّثنا عن الإبداع الذي شهدناه في اجتراح الأدوات والأساليب للمقاومة، وتجربتك غنيّة، وسنتحدّث عنها، وطوفان الأقصى، نستذكر الكثير، الشهيدة دلال مغربي أسَّست جمهورية، بالباص. بماذا تختلف تلك التجربة عن تجربة اليوم؟ إذا عدت وإيّاك سيّدة ليلى خالد، الصبيّة العشرينية، وكان من بين الأدوات، فلنذهب لنخطف طائرة وتكون عنوانًا للتعريف بالقضية الفلسطينية والضغط أيضًا لتحرير الأسرى. أخبرينا عن هذه المرحلة، كيف تختلف تلك المرحلة عن هذه المرحلة؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: أنا أعتقد أنّ كل مرحلة لها أدواتها، وحسب الاستحقاقات التي تتعلّق بها. ولذلك في مرحلة السبعينات، العالم كان يتعامل معنا على أساس لاجئين بحاجة لمساعدات إنسانية.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وليست قضية.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: غذاء، طحين وسكر ورز ولا أعرف ماذا، هكذا تعامل معنا. لا، عندما انطلقت الثورة، أولاً أعلنت عن نفسها أنها ثورة من أجل تحرير فلسطين، الكلّ تكلّم هكذا، ولذلك ثمّة تكتيكات تستخدَم باختلاف أية مرحلة قادمة. هذه من أجل، كما يقولون، نضرب جدار الخزان، كما قال غسان كنفاني، نقول للعالم نحن لسنا فقط مجموعة لاجئين، صحيح نحن لاجئون لكن في الوقت نفسه نحن أصحاب قضية، لكن العالم ظلمنا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: لكن قلبك قوي. الرحلة 840 كانت أول عملية خطف، وكانت طائرة للتعريف عن فلسطين. كيف عرَّفت بنفسك عندما سيطرت على الطائرة؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: عندما دخلت عند القبطان، يجب أن أدخل إلى غرفة القيادة، أنا ورفيقي، رحمه الله الآن، إسمه سليم عيساوي، فدخلت عنده، وأول شيء قلت له، كنت أحمل قنبلة، كنت أقول له تعرف ما هذه، لم أكن قد قلت له مَن نحن بعد، قلت له هل تعرف ما هذه، قال نعم، قنبلة، قلت له حسنًا، نزعت المُفجِّر، وقلت له هذه ذكرى لك، ثمّ قلت له نحن من الشعب الفلسطيني، نحن من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأنا الكابتن شادية أبو غزالة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: اخترت إسم الشهيدة شادية أبو غزالة، أول شهيدة للجبهة الشعبية.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: أول شهيدة فلسطينية في الثورة المعاصرة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وفتحت وتحدّثت مع كلّ الموجودين في هذه الطائرة، وقلت هنا رحلة الجبهة الشعبية فلسطين حرّة عربية، وأصرّيت على التحليق فوق فلسطين.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: أولاً، يجب أن نغيّر الرمز. عندما أقولها سواء بالعربية أو بالإنكليزية في تلك المرحلة، ينشرح قلبي عندما أسمع المحطات تخاطبنا، ونحن قلنا ماذا نريد، لم نقم بشيء سرّي عن العالم، وللركاب قلنا الأمر نفسه، وكذلك لطاقم الطائرة، والكلّ يقول فلسطين حرّة عربية، الجبهة الشعبية فلسطين حرّة عربية. عندما وصلنا فوق فلسطين، هذا كان في المخطّط، الخطّة تقول أن نطير فوق فلسطين، وأنا عندما عرفت أننا سننادي ونتكلّم هذا، الآن في هذه اللحظة التي أتدرّب فيها على الكلام والرسائل، كنت أرغب أن أطير لوحدي، أن أركض وأطير هناك. كان حافزًا جعلني دائمًا سعيدة، أنني سأرى فلسطين، وهذا حقّ العودة، بطريقة مختلفة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: حلّقت فوق حيفا؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: آه، آه على حيفا، ما أجمل حيفا. أنا في اللحظة التي رأيت على الأرض، انخفضنا إلى 10 آلاف قدم، ترين كل شيء على الأرض، أولاً فوق تل أبيب، فمن كان في البرج بدأ يشتم، لم أردّ عليه، شتمت له قليلاً، فنكشني سليم. كنت قد حفظت كل ما أريد أن أقوله، لكن لم أتوقّع ألا يردّ، فمساعد الكابتن يقول لي أعطني الميكروفون لو سمحت، فهو ينادي، بالكود، الجبهة الفلسطينية فلسطين حرّة عربية، طبعًا بالإنكليزية، إذا لم تردّوا علينا تنفجر الطائرة، سحبت منه الميكروفون، قلت له لماذا تقول ذلك، مَن قال لك تنفجر الطائرة، يقول لي أنا مساعدك، قلت له أنا خطفتكم جميعًا، ليس فقط الكابتن، وأنت أيضًا، لا أريد أن يساعدني أحد، وسكت. ثمّ ردّ الآخر بعد ذلك، نفس الشيء، أعادها ثلاث مرّات.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: عندما قلت حلّقت فوق حيفا، وقلت آه، أدمعت عيناك سيّدة ليلى.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: فقط أدمعت عيناي؟ كنت سأقفز من الطائرة، وهو يقول لي ماذا أفعل، أنا ماذا أفعل، أفعل بيدي التي أحمل فيها القنبلة، أننا بزيارة إلى فلسطين، أنا ورفيقي، كلانا موجودان فيها.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: غادرت حيفا بعُمر الأربع سنوات، ولديك حلم صغير وحلم كبير. الحلم الكبير العودة، تحرير فلسطين، لكن الحلم الصغير أن تنامي ثلاث ليالٍ تحت أشجار البرتقال. هل ترين أنّ هذا الحلم قريب، سيتحقّق بعد طوفان الأقصى، ربما لو قبل السابع من أكتوبر كنّا نسأل ونتمنّى، لكن ترينه أكثر واقعية وقُربًا؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: هو أكثر واقعية، لكن ليس الآن. لا نريد أن نقول شيئًا، أنا قلت ليس في جولة واحدة نحرّر كامل التراب الفلسطيني، هناك جولات، وهذه جولة من جولات التحرير، وتُسْتكمَل. قبل قليل تحدّثتِ عن الإبداعات وهكذا. هذا الشعب يُبْدِع وهو تحت القصف، يُبْدِع. الانتفاضة، انتفاضة 1987، كانت إبداعًا لم يقم شعب في العالم بمثيل له، والعالم وقف معنا في هذه المسألة. للأسف، القيادة الفلسطينية في ذلك الوقت ذهبت في اتجاه آخر على أساس أنها تريد أن تستثمر في هذا الإبداع، واستثمرته بسرعةٍ فائقةٍ باتفاقاتٍ مُذلّة، إسمها اتفاقات أوسلو.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: سنتحدّث عنها، وربما عن مسارها، لكن قبل الذهاب للفاصل، تصالحتِ أنت والبرتقال غير الحيفاوي، أي من باقي جغرافيا الوطن العربي، لا سيما في لبنان حيث كان المستقرّ بعد الاضطرار لمغادرة حيفا؟ تصالحت مع البرتقال الآخر؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: في العام 1970، في البداية لم أكن أحبّه، أشعر أنّ أمّي تقول هذا ليس لكم.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: برتقالكم في حيفا.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: عندما تعودون تقطفون البرتقال، هذه عالقة في رأسي كثيرًا، حافِرة في دماغي، أنه حتى البرتقال الذي نستطيع أن نقطفه هذا ممنوع علينا، ولذلك كرهت البرتقال. بعد ذلك، بعد 1970، قلت هذا البرتقال، برتقال كل منطقة، لماذا أكرهه، لا، أنا أحبّ كل شيء يذكّرني بفلسطين أيضًا، هكذا أحوّل المسألة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ربما كلّنا سنكون قريبًا لربما مع موعد بقطف البرتقال في حيفا محرَّرة. سنكمل وإيّاك هذا الحديث في Vodcast الميادين سيّدة ليلى خالد، ولكن بعد فاصل قصير. تفضّلي رجاءً، ومشاهدينا، بالبقاء معنا.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>المحور الثاني</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا في Vodcast الميادين. فيه نجدّد الترحيب بالسيّدة ليلى خالد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. مرحبًا بك من جديد.</p>
<p>وصلنا لمحطّات مهمّة في مسيرة النضال والكفاح والمقاومة. هناك صورة أرغب لو سمحت سيّدة ليلى، ترينها وتجيبين على السؤال. أنت والكلاشن، أين هو كلاشن ليلى خالد اليوم؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: استخدمته كثيرًا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: لا يزال عندك؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: لا، ولكن الكلاشن بالنسبة لي، هذه الصورة تحديدًا، أشعر كأنني أمسك إبني. أنا لم أكن قد تزوّجت بعد عندما أخذت هذه الصورة، فأنا حملته بكلّ حنّية، لأنني أشعر أنه هو الذي سيوصلني إلى فلسطين، بحبّ شديد، واستخدمته في مراحل كثيرة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وكنت تمسكينه بيد واحدة وترفعين وتصوّبين، وبالتحرّكات، هناك علاقة رمزية كبيرة لك بصورة حَمْل الكلاشن. هذا سيُحيلنا للطائرة الثانية. كيف فعلتِها؟ خطفتِ طائرة، وعملية هزّت العالم، وإذ بك تقومين بخطف طائرة، نتحدّث عن العام 1970 من القرن الماضي. كيف استطعتِ أن تفعلي ذلك؟ يفترض أن وجهك أصبح معروفًا، العملية، التنظيم، التحرّك، كل هذا.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: لا، أصبحت لديّ خبرة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ولكن هناك مخابرات. إسمك، وجهك.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: أنا قمت ببعض التغيير في وجهي. ذهبت إلى طبيب وقلت له أريد أن أتزوّج.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: أجرِ لي عمليات.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: هو ماذا فكّر؟ تجميل. قال لي أنت جميلة وصغيرة، قلت له لا أستطيع أن أذهب، هو يعرف مَن أنا، قالوا لي أنت أفضل طبيب تجميل، قال لي نعم بالتجميل لكن ليس بالتبشيع. اضطر أن يجري لي ستّ عمليات حتى أغيّر وجهي وأخرج للعالم. هذا كان سببه أنه عندما أجريت العملية الأولى، كان الدكتور وديع حداد قد وعدني أنه إذا فعلت هذه سآخذك إلى عملية أكبر، فأنا متحرّقة حتى، لم أكن أعرف أنه خطف طائرة، لا، كان هناك شيء آخر.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: عِلمًا أنه كانت هناك محاولة اغتيال، نتحدّث هنا الراحل وديع حداد تعرّض لمحاولة اغتيال، وكنتِ أنتِ متواجدة أيضًا في نفس الموقع، ولولا أنكما كنتما تجريان حديثًا في مكانٍ آخر من الموقع لكان كلّ منكما قد ارتقى شهيدًا في محاولة الاغتيال هذه للموساد، ومع ذلك نظّمتم هذه العملية. وأنت حتى تعرّضتِ لمحاولة اغتيال، وضعوا لك قنبلة تحت السرير، هذه قبل العال؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: نعم، قبل العال.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ومع ذلك، أكملتِ.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: أكملت طريقي.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: هذه العملية استطعتِ أن تمرّي في مطارات، وتتجاوزي عمليات استخباراتية، وحتى لو عمليات تجميل. هل كان هناك دور للاتحاد السوفياتي بقدرة على الإتمام لمثل هكذا عملية، نوعية القنبلة التي استُخدِمت، أو الأدوات التي استُعمِلت، لإمكانية تنفيذها؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: نحن درسنا هذا الباب الذي يزمّر عندما تمرّ المعادن، على كل الناس، فالدكتور وديع يعمل بعِلم أيضًا، فالذي صنَّع هذا، يصنِّع مضادّه، مضادّ باب التفتيش، فكلّ ما قمنا به، القنابل والمسدّسات وكله، وقفنا عند نقطة، اكتشفنا ونحن نعمل في التدريب على القنابل، اكتشفنا أنه إذا كان الراسور مغلقًا لمدة 24 ساعة لا يفتح بعد ذلك، فاضطررنا للجوء إلى الاتحاد السوفياتي.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ما الذي قدّمه الاتحاد السوفياتي؟ أنتم التقيتم بالملحق العسكري.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: الدكتور وديع.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: التقى بالملحق العسكري في السفارة هنا في لبنان؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: نعم.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وقدّموا تقنيات، لكن كانوا يعلمون أنكم ستنفّذون عملية بهذا الشكل؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: لا، هم اعتقدوا أنه فقط من أجل هذه القنابل، ننتقل من بلد إلى بلد فيها، فنحتاج إلى الراسور الذي لو أقفلناه يفتح من جديد، لكن لم نتمكّن من فعل ذلك.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ماذا سلّمكم السوفيات؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: قمنا بعملية طرد باخرة إسرائيلية تحمل النفط.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وقدّم لكم الاتحاد السوفياتي تقنيات أيضًا؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: لا، ليس هذا، شيء آخر. كانت هناك ألغام بحرية.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ما كان النشاط الذي كنتم تقومون به في اليمن؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: في اليمن، خرج هذا القسم من العمل، وهو المجال العسكري الخارجي، وهو ضرب مصالح إسرائيل وأميركا في أي مكان، خارج المنطقة، ولذلك كان الهدف أن نضرب خط الملاحة، ليس فقط خط الطيران، فكانت هناك باخرة تحمل العلم الليبري. المرء يفتّش، هناك ما تقرئينه عن حركة الملاحة في العالم، كحركة الملاحة الجوية، الملاحة البحرية، وهذه إسرائيل أرعبتها، أن نضرب النفط ونضرب خطها، والآن إخواننا الأعزّاء في اليمن يضربون أية باخرة تأتي، يقرأون، هذه الباخرة ما هي وماذا تحمل وإلى أين تذهب، فيمكن أن يعرف المرء إلى أين تذهب الباخرة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: لكن الآن أنت تتحدّثين عن نقطة فيها رمزية مهمّة، أنه في تلك المرحلة، اجترحتم أو اخترتم واحدة أيضًا من أدوات المواجهة للتأثير، أن يكون في عنوان ضرب أيضًا خطوط الملاحة ومن اليمن.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: نعم.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: سنتحدّث عن اليمن، سنعرض أيضًا هذا المُقتطف حول جبهة الإسناد اليمنية. نتابع.</p>
<p> </p>
<p>(فيديو)</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: عندما كنّا نتابع، قلت جملة تحت الهواء. ماذا قلتِ؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: الله يسعد أهل اليمن، قيادة اليمن. رفاقنا وإخواننا في أنصار الله يمثّلون حال إسناد بالفعل وليس بالقول فقط، وتميّزوا في هذا، في إسناد معركة طوفان الأقصى بالصواريخ، وأوقفوا الملاحة البحرية لإسرائيل من هذا الممرّ الحيوي، وهذه خسارة كبيرة. لذلك، إخواننا كجزء من محور المقاومة في اليمن يقومون بدورهم الفعلي في عملية الإسناد.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: صنعاء اليوم كيف تضعينها على الخارطة في المنطقة، لا سيما ما بعد عشريّة النار، وخصوصًا ما بعد 2015 والحرب على اليمن؟ اليوم ما هو موقع صنعاء على خارطة الحضور والتأثير، بل والفعل والنفوذ في المنطقة؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: أولاً، هي موقعها في قلوبنا وعقولنا. الشعب الفلسطيني كلّه يُحيّي كلّ مَن يقف مع قضية فلسطين، يُحيّي الإخوان هناك الذين أعلنوا منذ اليوم الثاني أنهم سيشاركون في الدفاع عن مقاومة الشعب الفلسطيني. ولذلك، هذه الخريطة اتّسعت في كل العالم. لم يعد يقال الحوثيون إرهابيون، يقال إنهم يشاركون في المعركة من خلال تحديد ما هي الأهداف التي يجب أن تُضرَب لهذا العدو، وهم يقومون بذلك بإبداعٍ شديدٍ، وبمحبّة. هم عندما يرسلون الصواريخ يقولون له الله معك، للصاروخ، يقولون له الله معك، أي اذهب إلى هدفه، وهذا أمر جميل، لم يكن الوضع السابق كذلك. كانوا يخرجون في تظاهرات، لكن الشعب اليمني كله يخرج في التظاهرات، بالملايين، ليس في مدينة واحدة بل في كل المدن. أنا أحب أن أوجّه تحيّة إلى عبد الملك الحوثي، لأنه قائد أولاً شاب، ثانيًا يتحدّث بروية وبوضوح، وضوح الموقف، أيًا كان يفهم ماذا يتحدّث.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ويتحدّى الولايات المتحدة الأميركية.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: يتحدّى العالم، كل هذا الغرب المُنافق، يتحدّى أميركا. ماذا تستطيع أن تفعل أميركا؟ هم يضربون سفنهم. ماذا يستطيعوا أن يفعلوا؟ لا شيء.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ماذا عن جبهة الإسناد اللبنانية، في جنوب لبنان، على الحدود مع أرضنا المحتلّة فلسطين، في الشمال؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: شمال فلسطين، جنوب لبنان، ليست المرّة الأولى. دخل حزب الله تحديدًا في معارك 1992، 1996، مقصود ما بعد 1982، و2006 كانت الضربة القاضية، أنا أعتبر. تحرّر الجنوب عام 2000، وفي 2006 خاض الحزب معركة طاحنة، وتصوّر الإسرائيليون أنهم سيهزمون حزب الله، يمحون حزب الله، كما يقولون الآن، سنسحق حماس، وجود حماس، يعتقدون أنها فقط بضعة مقاتلين، لا يعرفون ماذا تفعل الحاضِنة الشعبية. المعركة الآن مُحْتَدِمة ما بين محور مقاومة قادر على المقاومة وتوجيه ضربات معينة ومحدَّدة، وهذا أمر يجعل عملية الاستمرار والصمود عملية عالية، تحتضنها الشعوب وليس فقط المقاتلون، وبين هذا الحزب وذاك، لا، ليست كذلك.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ماذا عن مواقف الدول العربية؟ عندما تتحدّثين عن محور يواجه بهذا الشكل وحاضر في الميدان، ماذا عن مواقف الدول العربية الأخرى، خصوصًا اليوم هناك إعادة إحياء لطروحات التطبيع، ويُذكَر مثالاً وإن كان موقف المملكة العربية السعودية وفق شروط مرتبطة بتسوية على مستوى القضية الفلسطينية وإقامة الدولة وما إلى ذلك، ولكن في المواقف كيف تجدين ذلك؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: إذا أردنا تقييم أية دولة أو حزب أو جماعة، المعيار الأول هو الموقف من القضية الفلسطينية، ليس تعصّبًا، ولكن لأن هذه حقيقة. لذلك نحن نرى هذه الأنظمة بالذات في طوفان الأقصى للأسف الشديد صمتها مُريب، تمنع الحركة الشعبية من التعبير عن نفسها، وتحت الطاولة هناك علاقات، علاقات التطبيع مع إسرائيل.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: حتى السعودية؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: نعم، حتى السعودية. هل السعودية بريئة؟ لذلك تصل الأمور إلى حدّ التواطؤ والتآمُر. أنا شخصيًا، أنا لا أحبّ الأنظمة العربية، اشعر أنّ هؤلاء الذين يكبّلون الشعوب وهذه الأمّة. العالم كلّه يخرج بالشوارع، لم نرَ في عواصم الخليج، في شوارع الخليج لم نرَ شيئًا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: تعتقدين أنهم لا يستطيعون أو لا يريدون؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: هم لا يجرؤون أصلاً. هم أجبن من أن يتّخذوا موقفًا يدافع عن هذه الأمّة، أجبن.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: تتحدّثين عن الشعوب؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: لا، أنا أتحدّث عن الأنظمة، وهذه الأنظمة مُتواطئة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ماذا تخسر القضية الفلسطينية إذا ما طبَّعت السعودية؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: لا، نحن خسرناهم منذ البدء، لن نخسرهم الآن. دول الخليج، 6 دول عربية طبَّعت مع إسرائيل، لم نرَ العَلَم الإسرائيلي.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: لكن السعودية غير.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: ما هو الغير فيها؟</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: في موقع المملكة العربية السعودية مختلف.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: بماذا مختلفة؟ هي تحمي حمى المقدّسات؟ لا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: فقرة سريعة، إسم وتعليق. أقول لك إسمًا، والتعليق الذي يخطر على رأسك، أول ما يخطر في بالك. كنّا تحدّثنا عن شادية أبو غزالة على اعتبار أنّك استخدمت الإسم بالإعلان عن أول عملية، الشهيدة شادية أبو غزالة، لكن إذا أردت أن تقولي تعليقًا بمعنى رمزيًا، ماذا تقولين؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: عن شادية؟</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: نعم.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: كوكب من الكواكب النيِّرة في طريق النضال.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: سالم الفنزويلي، الإسم الحركي كارلوس. ماذا تقولين؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: الأممية في تجلّياتها.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: مريم اليابانية، التي هي شيغينوبو، كانت زعيمة الجيش الأحمر.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: امرأة مُكافحة على المستوى الأممي.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: كلّ مَن نتحدّث عنهم هنا كنتم في مسار النضال والمشاركة. الرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: تريدينني أن أبكي الآن؟ لماذا؟ بكلّ الاعتزاز والفخر، نقول استشهد على طريق القدس.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: أدمعت عيناك.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: نعم. صُدِمت بما حصل. بالرغم من كل الآلام الموجودة في القلب، أشعر مرّات أنّ أشخاصًا عالين لهذا القدر، بأفكارهم، بدعمهم للحقّ، وبالتالي نحن نبقى نوجّه لإيران شعبًا وقيادةً، لولاكم لم يكن طوفان الأقصى قد حصل.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: تعرفين سيّدة ليلى خالد، أولاً أنت قوية وحسّاسة جدًا، وهذا عنوان المقاومين، وأن تكوني بخلفية من الجبهة الشعبية، يسار، وتنظرين إلى الجمهورية الإسلامية في إيران بهذا الشكل، أنت تختصرين وتزيلين الكثير من التشويشات والتشويهات التي أريد أن يُعترى في جسد الوطن العربي في الصراع، فهذه لها دلالة كبيرة ومهمّة، وسأكمل حتى أحاول قليلاً أن أخرجك من لمسة الحزن التي اعترت وجدانك. السيّد حسن نصر الله.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: حماه الله، حماه من أعدائه الداخليين والخارجيين.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: أوف.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: يجب أن نسمّيهم واحدًا واحدًا؟ هناك معسكر أعداء يضمّ المُطبّعين وغير المُطبّعين والصهاينة. الصهيونية لا تعرف جنسيات.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: الدكتور وديع حداد. أخذت نَفَسًا.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: على يديه تعلّمت كيف نواجه التحدّي والإخلاص لفلسطين. عقله ودينه كان يطلق سراح الأسرى، وأية عملية كنّا نخوضها أو نحضّرها في ذهننا هناك رفاق لكم تحت التعذيب، لكم رفيقات تحت التعذيب، هؤلاء يجب أن نطلقهم غصبًا عن رأس إسرائيل، لا أن نناشد أو ننتظر انتهاء حكمهم، يجب أن نطلقهم بالقوّة، وهو كان يستند إلى أن القوّة هي التي تفعل المعجزات، فكان دائمًا يقول، أتحدّث عنه لأنني رافقته بعض السنوات، سواء بالتخطيط أو بالتنظيم.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وتريدين أن تنظّمي 10 يا ليلى، تريدين أن تخرجي من الكويت، تريدين أن تنظمي 10 في الجبهة.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: كان يقول يجب أن تعرفوا، نحن المجموعة القيادية، نحن نواجه المستحيل. المستحيل كلمة للغة وليست للشعوب. نحن نصنع المستحيل.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: حتى عندما ذكر موضوع الانخراط والعمل بالنضال والمواجهة والمقاومة، الوالدة لم تكن راضية.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: لا، كانت راضية، سعيدة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: أنه لأنك فتاة، عندما ينتهي الرجال.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: هذا في البداية، عندما أردت الذهاب للتدريب، لكن لا، هي كانت موافقة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ماذا سمعتِ الوالد يقول، عندما كانت هي تعترف أنها فتاة، ولماذا تذهب إلى المعسكرات والقتال، ماذا قال لها؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: قال لها عندما خرجتم من فلسطين، خرجتم نساءً ورجالاً، ليس فقط الرجال مَن خرجوا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: عندما نعود للأسماء، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات، ما الذي تقولينه؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: أحمد سعدات رمز للصمود، الصمود المبني على المبادئ وحب فلسطين.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ترينه مُحرَّرًا، بعملية تبادل من خلال طوفان الأقصى؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: إذا حصلت هذه العملية سيكون مُحرّرًا. في حال لا، نقوم بعمليات ثانية، ما المشكلة؟ نحن ماضون في هذا الطريق حتى يتحرّر هو وكل رفاقه أيضًا الذين في السجون.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ما الذي تقولينه يختلف لأولادك ما كنت تقولينه في السابق؟ أنت كنت حاضرة، مقاوِمة، عمليات ميدانية، وحتى في مجال العمل السياسي والسفر، كنت تقدّمين فلسطين ربما بطريقة مختلفة. اليوم ليس فقط لأولادك، حتى لأحفادك، ما الذي يختلف في تعريف القضية الفلسطينية؟ إبنك كان عاتبًا أنك تسافرين كثيرًا وتغيبين. اليوم تعريف القضية أو هذا العمل اختلف حتى بالنسبة للأحفاد؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: الأحفاد كانوا صغارًا، لكن الآن يعرفون أنهم من فلسطين، وهذا عبّرت عنه حفيدتي الصغيرة، إسمها ناي، وأنا واقفة عند الأمن العام الأردني، وكنا داخلين إلى عمّان، فكان يسألني عن صلة القرابة، قلت له حفيداتي، هنّ كنّ يحملن جوازًا كنديًا، نسبة لأمّهنّ، فقال لي حفيداتك ممّن، من إبنك، من ابنتك، ما أصلهنّ، قلت له عربيات، من الأردن، هذه الصغيرة واقفة بجانبي، عمرها 3 سنوات أو 4، تقول لي نحن من فلسطين.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: أنا فلسطينية.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: أنا فلسطينية.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: كما جدّتها تضع على قميصها أنا فلسطينية، حفيدتك تقول لك أنا فلسطينية.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: لم أرها بعد وأنا هنا، سأراهم، فبالتأكيد سيعلّقون ما هذه الكتابة، أريد أن أكتشف تعليقاتهم.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وربما إبنك عندما كنت تمارسين العمل السياسي بعد مرحلة جديدة، ما بعد العمل المقاوم، رأى كم تتحدّثين وتعملين، قال لك "طخّي"، العالم كله يسمعك، إذا تكلّمت هناك آلاف يستمعون لك. اليوم ربما تكون عنوانًا جديدًا حتى للجيل القادم، "طخّ".</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: نعم، أنا سعدت، عندما قال إبني ذلك، تتحدّثين مع كم شخص، 10 آلاف؟ "طخّي"، كل العالم يسمع. فأنا فرحت، أنّ الفكرة موجودة، كان صغيرًا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: واليوم ربما طوفان الأقصى يبدو أنه أمّن هذه المعادلة، إعادة مفهوم المقاومة، "طخّ" العالم كله يسمعك، وإذ بك يرى فلسطين، يعترف بها ويشخّص حقيقة القضية. </p>
<p>أنا أريد منك أن تنظري إلى الكاميرا سيّدة ليلى خالد، وتختمي بجملة. ما الذي تريدين أن تقوليه؟ لمَن ربما توجّهين الكلام؟ ربما لأهلنا في غزّة. أنت تختارين. اختمي الحلقة كما تريدين. ما هي رسالة ليلى خالد؟</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: سأوجّه رسالتي إلى أمّهاتنا في فلسطين، وبالذات في غزّة، في هذا اليوم، سوف نحتفل معًا على أرض غزّة، حتى لو لم يبقَ إلا إبنك أو إبنتك، لأنّ هؤلاء يكملون الطريق. وأريد أن أوجّه كلمة للمقاومة. أولاً أقول حماكم الله، لكنه يحميكم لأن شعبكم يحميكم أيضًا. الصمود الذي مثّلته غزّة ليس له مثيل. هذه أسطورة. نريد أن نحمل هذه الأسطورة ونحوّلها إلى أن نصل للنصر. هذه معركة النصر. لا تنسوا. مدفوع ثمنها من دم أبنائنا، من دم أمّهاتنا، من دم شبابنا، من دم الصحافي الذي يبثّ، من دم الأب الذي يجلب الطعام لأولاده فيجد أنهم أصبحوا تحت الردم. لا تخافوا، ونحن نستمدّ القوّة منكم، من صمودكم، ورفعنا سابقًا شعار بالوحدة والمقاومة ننتصر، والآن نحن موحَّدون، والعالم معنا من أقصاه لأقصاه، العالم معنا يقول الحرية لفلسطين، نحن مع غزّة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: "وراجعين ونص". شكرًا جزيلاً لك سيّدة ليلى خالد عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على المشاركة معنا في هذه الحلقة من Vodcast الميادين.</p>
<p> </p>
<p>ليلى خالد: أهلاً بكم. شكرًا لكم.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: شكرًا. والشكر لكم مشاهدينا. الموعد يتجدّد الأسبوع المقبل مع الزميلة مايا رزق. إلى اللقاء.</p>