طارق الأحمد - قيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي
نص الحلقة
<p>هبة محمود: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من فودكاست الميادين، وضيفنا اليوم هو الأستاذ طارق الأحمد القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، درس هندسة اللدائن في النمسا ولديه براءتا اختراع في محال الصناعة والبيئة. حائزٌ على جائزة منظمة الوايبو من الأمم المتّحدة جنيف الذهبية لأفضل اختراعٍ عام 1999. </p>
<p>عمل رئيساً للدائرة الخارجية والاقتصادية وهو إعلاميٌ عضوٌ في اتّحاد الصحافيين السوريين. كان رئيس اللجنة العلمية والمواصفات القياسية لغرفة الصناعة حمص، ورئيس مجلس إدارة جمعية سوريا المدنية.</p>
<p>لعب دوراً في ملتقى الحوار الوطني السوري ومؤتمر فلسفة إعادة الإعمار، وأسهم في تأسيس ائتلاف قوى التغيير السلمي من جبهات المعارضة في الداخل السوري. كما شارك في مباحثات جنيف وفي مؤتمر سوتشي 2018.</p>
<p>أهلاً بك أستاذ طارق، ولكن اليوم على عكس العادة سنبدأ مع الوالد، أريد أن تخبرني عن عبدالله الأحمد.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: أولاً تحيا سوريا، أحييكِ وأحيي المشاهدين الأعزاء وشكراً على هذه الفرصة خاصةً أنك تبدئين بمَن هو معلّمي وأعتزّ به. الحقيقة الوالد هو عامل كما هو يحبّ، كان عامل بلاط من بيئة فقيرة جداً نشأ، لكن في هذه البيئة الفقيرة التي نشأ فيها كان هاوياً للأشياء الجديدة والحديثة والحقيقة معلوم بأنّ الوالد قد صنع طائرة عام 1957 في حي الخضر في حمص، حي عكرمة الخضر في حمص، من خلال طائرة قديمة قد شاهدها ونسخ عنها، كانت قد سقطت في البراري، ومعروفة لكل مَن هو في حمص هذه الطائرة كانوا يسمونها بيت الطائرة حتى يأتون، وكان باعتباره هو قومي عربي فكان يريد أن يعرضها أمام جمال عبدالناصر أثناء زيارته الى حمص. وهذه قصة بصراحة طويلة، ومن خلالها كان هناك لقاء له مع المقدَّم حافظ الأسد في ذلك الوقت في مطار المزّة.</p>
<p>الوالد كان مناضلاً عمالياً، كما قلتا لك كان عامل وكان مناضلاً عمالياً ودخل في العمل النقابي والمظاهرات وهو بعثي، من قدامى ومن مفكّري البعث، لديه باع في المقالات، وكان من المجددين للحقيقة، وكان لديه مقالات ناقدة وحتى كانت تُوجَّه للرئيس، كانت لديه مقالات متسلسلة لكل ولاية رئاسية، كان عنده مقالة اسمها الأسد الرابع والأسد الخامس وهكذا، بمعنى الولاية التي يأخذها، وهي مقالة شهيرة جداً. إضافة الى مقالة لميخائيل غورباتشوف حول نظرية الحكم والى آخره، بمعنى أنه كان لديه نظرة تجددية ونظرة، كان بتعبيري لأنني انتميت الى الحزب السوري القومي الاجتماعي عن قناعة كاملة بفكر أنطون سعادة، أنا مقاربتي بالأمر لأنّ والدي توفّي إثر حادث سيارة بشكل مبكّر جداً، أنّ الوالد كان ذاهباً باتّجاه الفكر القومي الاجتماعي، غير أنه كان قريب من الحزب القومي ومن الشخصية القيادية الأمين إنعام رعد رحمه الله وغيره من القيادات القومية الاجتماعية، كان يعمل أيضاً على وحدة الحزب السوري القومي الاجتماعي وكان حتى مَن أَقنَع الرئيس حافظ الأسد بالانفتاح على الحزب القومي وأتى المرحوم عصام محايري بسيارته من الأردن الى دمشق. </p>
<p>ما يهمني في هذا الموضوع هو أن الوالد كان بعثياً ولكنه كان يتقارب، يعني كان قد بدأ الاطّلاع على الفكر القومي الاجتماعي وكان يقارب المسائل بمعنى أنا اعتقدت بأنه كان حقيقةً ذاهب الى مزيد من ترسيخ الفكر السوري القومي الاجتماعي، فكر أنطون سعادة، داخل الفكر القومي العربي، هكذا كانت نظرته. ولكن طبعاً الأمور تسارعت بشكل مختلف..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: الأمور اتّجهت في مسار مختلف لأن الوالد أيضاً تعرّض للاعتقال.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: تعرّض للاعتقال هو كان من حركة 23 شباط 1966 كان صغير في العمر، بالعشرينات كان عمره، يعني كان صف ثاني أو ثالث في القيادة في ذلك الوقت، لكنه قاد مظاهرة كان ضد الحركة التصحيحية في الأيام والأسابيع الأولى واعتُقل، ولكنه خرج باتّفاق وتسوية وما أحفظه عن الأمر أنه وافق على فكرة حافظ الأسد على الانفتاح على الدول العربية وعلى فكرة بناء الدولة، يعني هنا كان الفرق بين الثورة والدولة، يعني الثورة اليسارية والدولة، كان حافظ الأسد هو أقرب الى بناء الدولة واستقلالها وبناء جيش، ووالدي وافق في فترة السبعينيات على هذا الأمر لكنه عاد واختلف مع رفعت الأسد وعبدالحليم خدّام خلافاً كبيراً وخرج من القيادة عام الثمانين، ولكنه بقي راغباً في استقرار الدولة حتى أنّ صدّام حسين، والوالد كان رئيساً لوفد الوحدة بين سوريا والعراق في عام 78-79، والذي قابل صدام حسين، ولكن ما حصل أنّ هذا الأمر ذهب باتّجاه آخَر، الانقلاب الذي حصل من قبل صدام حسين على الوحدة.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: لديك تفاصيل وقتذاك عن أسباب تدهور الأمور؟ </p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: تدهورت أنا برأيي الوالد استشعر، كما ذكرت هو كان رئيساً لوفد الوحدة الذي ذهب الى بغداد وقابل صدام حسين لكنه استشعر، كان أحمد حسن البكر في ذلك الوقت هو رئيس العراق، وقابله نائب صدام حسين، لكنه علِم من خلال حدسه، لأنّ صدام حسين قال باختصار أنّ إسرائيل تنظر بعين الرفض الى الوحدة السورية العراقية، فضحك الوالد قائلاً له ما الذي تنتظره أن توافق مثلاً إسرائيل على الوحدة السورية العراقية؟ وأبلغ حافظ الأسد في ذلك الوقت عند عودته بأنه يتوقع أنّ صدام سينقلب على الوحدة، وهذا ما حصل.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: وكان للوالد دور في عملية الطيران الشراعي في 87، لأن هذه العملية تحديداً كانت فارقة ومهمة وأشعلت الانتفاضة الأولى.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: صحيح، الوالد كما قلت كان مخترعاً صنع طائرة وعنده عدة براءات اختراع أيضاً، وكان يعمل حتى مع المقاومة الفلسطينية وكان على علاقة مع الراحل أحمد جبريل القيادة العامة، وهو اشترك مع مهندس يجب ذكره في التاريخ وهو المهندس مروان لوستان، هذا الرجل العبقري الذي كان خبيراً في الطيران والطيران الشراعي الذي درّب الشهيد خالد أكر وميلود بن ناجح من تونس، وكانت عملية قبية هي عملية نوعية في تاريخ النضال الفلسطيني الحقيقة، بالتالي هو كان يعمل عملاً كبيراً وكان مؤمناً بالبوصلة نحو فلسطين. </p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: تعرف خلال بحثي في أرشيف الوالد عثرت على رسالة من نزار قباني، فعلاً رسالة مؤثرة للغاية، اسمح لي أن أقرأ منها سطرين. يقول له نزار "آه كم أغبطك على هذه القدرة الفذّة على اختراع الجمهوريات العربية الفاضلة، وبنائها حجراً حجراً، كَم أتمنى لو أكونك، العمل الذي قمتَ به هو فعل إيمانٍ وحلمٌ رائعٌ وشجاع لمناضلٍ يقول للتاريخ العربي كن فيكون"، بيروت 15 أيار عام 1977. ما كانت مناسبة هذه الرسال؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: مناسبتها رواية الوالد اسمها عندما يتوهّج الحلم، وكان والدي مؤمن بالدولة العربية الفيدرالية، يعني وحدة العالم العربي.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: وهي فكرة بعثية.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: فكرة بعثية لكنها أقرب الى طرح الفكر القومي الاجتماعي، يعني هو لا يتحدث عن وحدة اندماجية مثل الفكرة القومية العربية، يعني مثلاً أنطون سعادة يقول العالم العربي وليس الوطن العربي، وإنشاء جبهة عربية، وهو يؤمن بأنّ هناك عالم عربي وهناك أمم عربية.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: خلاص أنت مصرّ تريد سحب الوالد على الحزب السوري القومي.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: اكتشفتِ الموضوع. حقيقةً أنا أيضاً تربّيت في هذا البيت البعثي ولاحقاً آمنت بفكر أنطون سعادة، لأنني تأثرت، بصراحة كانت التهيئة الأولى هي عند الوالد، يعني لم تأتي بالصدفة، لا، كانت التهيئة بفكر والدي فأتى انتمائي للحزب القومي أو ايماني اللاحق بفكر أنطون سعادة مهيّئاً من خلال فكر والدي، لماذا؟ لأنه لم يكن متعصباً بعثية، هذه مهمة جداً، ولم يكن مدافعاً عن الأخطاء، حتى بدأ بنظرية ناقدة لفكر البعث اسمها التكامل وليس التماثل، لأنهم كانوا دائماً يجب أن تكون وحدة مع جيبوتي أو مع موريتانيا، كان يقول لهم على مهلكم نتكامل بمعنى الوحدة، يعني تبدأ مع الأردن ولبنان والعراق وثمّ تبدأ بالتكامل مع الآخرين، هكذا تفسيري، يعني معك حق.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: الآن عليك أن تقول لنا الظل هو ظل الوالد البعثي كيف خرجت من هذه العباءة الى الحزب السوري؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: كما قلت لك، تقريباً لم أخرج، كان عندي دوماً إحساس بدأ بالحلقات الإذاعية التي أخذتها، نحن نسميها الحلقات الإذاعية في الحزب القومي، هي تربيتي الفكرية عند الوالد حقيقةً، والفكر القومي الاجتماعي كان دوماً حاضراً وأحد أهم مفكّري أمناء الحزب الأمين الراحل شوقي خيرالله كان من الأصدقاء القاطنين في بيتنا، يعني كانت علاقة وثيقة جداً، بالتالي الفكر القومي الاجتماعي كان موجودا. يمكن القول آمنت بالفكر القومي؟ نعم من خلال جدال، كنت متعصب في نفس الوقت، يعني صحيح عندي لكنني عندما تعجبني فكرة أدافع عنها للنهاية هزمني أحد القوميين الاجتماعيين بأحد النقاشات وجعلني أُصدَم بأنني يجب أن أعود وأقرأ كل فكر أنطون سعادة واعترفت بذلك وقلت منذ ذلك الوقت، تقريباً في عام الألفين وواحد، وقررت الانتماء الى الفكر القومي الاجتماعي.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: وفي 2011 بدأت الثورة السورية وصار هناك مسار مختلف، في 2012 أسستم جبهة المعارضة مع حزب الإرادة الشعبية مع قدري جميل، وسمّيتموها التغيير والتحرير.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: أولاً أنا لا أسميها ثورة، هذا بوضوح، بدأ الحراك في سوريا وبدأت الأحداث في سوريا مع بعضها، لكن صحيح نحن كنّا وألّفنا أيضاً ائتلاف قوى التغيير السلمي الذي هو أكثر أهمية برأيي لأنه كان فيه شخصية أنا أعتز بها، هامة جداً، مثل الراحل عادل نعيسة الذي قضى، وهو كان بعثي من رفقاء والدي، قضى ربع قرن في السجن خمس وعشرون سنة، وهذا الرجل هو أيقونة حقيقةً في رمزية مهمة جداً، ربّما تهمّك تماماً في هذا النوع من البرنامج فردكاست، لأنه كانت كلمته الشهيرة أنه أهم معارض لنظام البعث، ربع قرن، يعني عندما لم يكن أحد معارض كان هو معارض ومسجون، بالتالي قال أنا لا أبدّل جراحي النازفة بثمن يمكن للعبة الأمم أو الدول أن تستثمر فيها، هذا عكس كل ما شاهدتِه خلال الأربعة عشر عاماً من الذين كانوا قيادات في البعث، وقيادات فاسدة في البعث، وقيادات استلمت وزارة ورئاسة وزراء، مثل رياض حجاب مثلاً، يعني من أين الى أين يوجد ناس تجدينهم ما شاء الله، فقط سؤال لماذا لم تصبحوا معارضة طالما تتحدثون عن أربع وخمسين سنة، تماماً كلمة أربع وخمسين سنة، لماذا لم تصبحوا معارضة قبل الربيع العربي؟ لذلك أنا لا أسميها ثورة، أنا أسميه حراك نعم كان هناك شرفاء، كان صديقي الطيب تيزيني، كان عدد من الأصدقاء، كما قلت لك عادل نعيسة، فاتح جاموس تسع عشرة سنة في الحبس، هؤلاء كانوا معارضة عندما كنتم أنتم تتنعمون بمميزات السلطة مع حافظ الأسد، وكنتم تقمعون الصوت المعارض أيضاً، خير إن شاء الله صار الربيع العربي أصبحتم معارضة واكتشفتم الأربع وخمسين سنة! هناك ناس لم يكتشفوها إلا بعد أن سقط النظام، مثل محمد الشعّار نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، يعني نائب بشار الأسد الذي كاتن يقمع أي صوت فيه بعض النقد، بعض النقد للأحزاب، وكان صوت ناقد الأحزاب موجود على فكرة وأنا منهم وغيري منهم، كثيرون كانوا ينقدون. يخرج ويمجّد الثورة ويقول النظام البائد، يا حبيبي كيف النظام البائد! أنت جزء من هذا النظام البائد. هذا فيه نوع من تضليل للرأي العام فعلاً مكرب. </p>
<p>وأنا أقول لك خرجت على قناة الجزيرة وقلت أنا أعتزّ بحزبي وبمواقفي وكل المواقف التي أخذناها ولم أمحُ ولم أمسح أي مقالة كتبتها ولا لقاء أجريته خلال كل السنوات المنصرمة، بمعنى أنه تبدّل شيء. كنت ناقد، أنا سأقول لك، كل واحد يقيّم على كيفه، قليل أم كثير، يعجب الكثيرين أم يعجب القليلين هذا الذي كان موجود، أنا بالنسبة لي كنت أؤمن بالإصلاح وليس بقلب الأنظمة، على فكرة لا تفكّري في النظام بل في كل العالم العربي أنا ضد الثورات، أنا لم أمن موالياً ولا معارضاً، والآن لست معارضاً ولا معارضاً، لماذا؟ انظري هذا تفسيره جيوسياسي، يأخذونه الى القيم ليضللوا الناس، يعني والله إن كنتَ معارض يعني أنك جيّد وأنت منصف مع عذابات الناس في صيدنايا، يكذبون على الناس..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: يعني هو موقف إنساني يكون في كثير من الأحيان.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: يوجد تضليل، يوجد كذب، سأقول لك أين، مَن يفكّر بأنّ مجلس الأمن يفكر بنا، أو كل الدول شرقاً وغرباً، كلهم، أميركان والروس وأيٍّ كان، الذي يعتقد أنه إذا سقط من الشعب السوري خمسين ألف قتيل أو مئة ألف قتيل تهتز هذه الدول كثيراً يكون غلطان جداً، الذي يعتقد أن الدول تنتظر عذابات الشعب السوري أو غيره يكون غلطان جداً، يوجد واقع جيوسياسي يفرض نفسه على كل هذه الدول، لذلك الاستقرار هو أهم غاية يجب أن تعمل عليها الأحزاب ذات العقول الناضجة والحصيفة، وليست اللاهثة وراء القطيع، وليست التي تُغرى بكلمة من هنا وكلمة من هناك وتبدّل مواقفها. يوجد واقع جيوسياسي يرسمه الكبار، الولايات المتّحدة الأميركية، الصين، روسيا، الذين عندهم ثروات كبيرة، طبعاً، يوجد مصالح، يغيّرون ويقلبون أنظمة، أميركا تقلب أنظمة تكون موالية لها، نورييغا رئيس بنما عميل للسي أي ايه عندما طالب برفع رسوم اعتقلوه وسجنوه.</p>
<p>لذلك من مصلحتنا ألّا يكون هناك خضّات كبيرة، ليس كرهاً بالثورة، بالعكس، الخضّات الكبيرة، المغامرات الكبيرة غير المحسوبة دوماً دفعت أثمان باهظة لبلادنا، حتى داخل الحزب، تريدين نقد داخل الحرب؟ الخضات الكبيرة في ال55 اغتيال عدنان المالكي كلّفت الحزب القومي خمسين سنة، نصف قرن في السجون وبُعد عن التواجد في الشام. محاولة الانقلاب في 61 أيضاً دفّعت الحزب أثمان باهظة وهو الحزب الأول كان على الساحة اللبنانية، في سوريا نفس الأمر كحزب، الآن غير كحزب. أنا برأيي يجب أن نجد صيغ للتوافق، أنا شخص توافقي نحاول أن نوفّق الأمور مع بعضها مع عدم التهاون في المبادئ والعقيدة والثوابت، كيف ذلك؟ أنا سألت والدي قبل أن يتوفى حافظ الأسد، قلت له ما هي شرعية النظام السوري؟ كنت أتحدث مع والدي كصحفي، قال لي إن شرعية النظام السوري الوحيدة هي فلسطين، أيضاً أجبني كأنه مسؤول يتحدث مع صحفي، استخدم كلمة الوحيدة هي فلسطين، بمعنى أن هذه البوصلة عندما تحيد يسقط النظام، وأنا برأيي بكلمتين اهتزّت البوصلة بعد طوفان الأقصى عند بشار الأسد فسقط النظام، هذا هو التفسير، أنا عدت الى قبل عام ألفين، الكل يعرف ماذا أقصد الآن كيف اهتزّت البوصلة بعد طوفان الأقصى واللعب مثل الساحر في السيرك بين الخليج وأميركا وأوروبا والى آخره، كل هذه الألعاب التي أدّت بالأخير اعتقد بأنها شفاعة لكي يبقى النظام، في أحد عشر يوماً سقط النظام، هرّ كأنه لوح من الزجاج وفرط. هذا برأيي الشخصي سبب سقوطه، لماذا؟ لأن هناك ثوابت وحاد عنها، خاصةً بعد طوفان الأقصى توضحّت هذه المسألة وبالتالي أتى سقوطه حالة طبيعية برأيي لأنه مَن الذي قمع كل الفكر المدني والعلماني واليساري والتقدّمي في سوريا؟ يعني لماذا الدكتور محمد شحرور ليس موجوداً في دمشق التي هي منبع الفكر، منبعه، هو ابن هذه المدينة، وهو يخرج من أبو ظبي من الخليج، لماذا؟ يعني كان يجب سوريا أن تكون منبعاً للفكر، إذاً مَن حارب الفكر وجد مَن أمامه مَن أسقطه الآن، الأمر طبيعي، وكل مَن يحارب الفكر، يعين الآن ما حدث في الساحل مَن لا يريد التعامل مع المجتمع المدني ومع الأحزاب ومع المفكرين والعقلاء، في أي مجتمع مَن يحلل المشاكل؟ العقلاء صحيح؟ الحكماء، العقلاء، سوف يكونوا في مجابهة المتطرّفين، مسألة طبيعية، معادلة واضحة. </p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: وعندما يكون هناك قتال وسلاح وحرب ستنتصر المجموعات المسلحة والتي بيدها القوى الأكبر.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: الأكثر تطرّفاً أكيد، ومَن يريد الاستقرار مهما كان منبته عليه أن يذهب الى الحكماء والأحزاب والعقلاء والمنتديات، يعني أيضاً يجب أن نقول هكذا، بمعنى لا يجب أن تكون خلاص نحن طالما هناك شيء نعرفه أنه يجب القتال حتى النهاية لأن هناك أمر ما نحن نعرف تاريخه، صحيح نحن نعرف تاريخه يا عيني يا عزيزي، كل الحركات إذا أتيت الى نظرية ابن خلدون هو يتحدث بأن الدول تُبنى من عصابات تكون في فترة الغلظة، في فترة القوّة، لكنها تذهب بعد ذلك الى بناء الدولة، الى العمر الثاني وهو بناء الدولة والاستقرار وهكذا، والعهد الثالث هو عندما تشيخ الدول وتهرم وتصبح قابلة للإنحلال. ساعدوا بلدكم على أن يستقر، من هذا المبدأ نحن نتعامل، نحن لا نمانع سلطة ولا نريد أن، لكن نحن نريد لشعبنا ألّا يقتل بعضه بعضاً، الآن هناك فتنة، هناك جو مشحون من عدم الثقة الطائفي والإثني والعرقي، يجب تبريد، يعني أنت اليوم بالتشبيه لا تُدخلي إنسان الى غرفة العمليات قبل أن تُخفضي حرارته، يعطونه خافضات حرارة قبل أن يدخل الى العمليات، وبالتالي الآن الكلمة هي لتبريد الأجواء، وهذه رسالة للجميع بكل مروحتنا مَن ضدّنا قبل أن يكون مَن معنا. </p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: لنستفيد من تجربة، اسمح لي أن أقول الثورة السورية، وإن كانت جرأة منك الآن أن ترفض تسميتها بهذا الإسم، يعني أنت تقدّم سردية مختلفة تماماً وجريئة الآن.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: أنا لم أغيّر، سرديّتي هي نفسها التي كانت، قلت لك أنا انتقدت من قلب دمشق في 2012 و2013 وطالبت بتغيير النظام تغييراً جذرياً شاملاً وعميقاً، هذا موجود على اليوتيوب الآن، على فكرة هذا ليس دليل على ديمقراطية النظام، البعض قال لي ستقول لنا الآن أنه كان ديمقراطي؟! لا، لكن هذا الخطاب كان موجود اسمعوه، غيري، فاتح جاموس استمعوا للذي يحكيه من قلب دمشق.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: لأنه يوجد تعليقان أريد أن أتحدث بهما وباقي التعليقات التي ستأتي من العالم أنت تتحملها، أنا لا علاقة لي بها. موضوع وزارة المصالحة مثلاً، أنت جرّبتم تجربة خلال عام 2012 وبدأتم تنظّمون وزارة المصالحة وكانت هي فكرتك كما فهمت، ولم تنجح.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: أهم شيء المبدأ، الفلسفة، أنه عرضت السلطة في ذلك الوقت ونحن كنا في ذلك الوقت فعلاً جبهة التغيير والتحرير، أي جبهة معارضة، أتحدث عن مرحلة 2012، أي قبل أن ألتحق بالمركز بعد ذلك حزبياً لمَن يعرف، هناك البعض لا يعرف عن ماذا نتكلم. إذاً عرضت وزارة، أنا قلت في ذلك الوقت لنشارك بوزارة سياسية وليس وزارة خدمية، لماذا؟ لنتبقى تلعب دور سياسي، وفلسفة الموضوع أن اليوم الجيش يقصف في داخل المدن، يقصف الناس، يقصف جماعات مسلحة وربّما يكون داعش موجود، ولكن الناس الذين هم موجودون يرون أنّ جيشهم لا يقصف على الحدود بينما يقصف على المدن، ماذا يحتاج هذا الأمر؟ يحتاج المصالحة الوطنية وبدرجة وزارة من أجل أن يمد اليد الى شعبه والناس. طبعاً فشلت أو لم تعمل لأن النظام كله، يعني كما قلت لك هي كانت فكرتي وعملت بها لأسابيع ولم أكمل بها، وكان عندنا طموحات وآمال فعلاً كبيرة لا لأن نساعد النظام بل لنساعد دولتنا على الاستقرار، قلت لك هذه نظريتي، هذا ما أؤمن به، أؤمن بالاستقرار ولم أخجل حين قلت بأن سوريا لم تستقر، يعني الخمسينيات التي يستغنون بها كل شهرين ثلاثة يوجد انقلاب، نحن نريد الاستقرار، اسألوا تجار دمشق، اسألوا صناعيو حلب متى وصلت أهم الاستثمارات الحلبية والدمشقية الى ذروتها؟ أليس في زمن الاستقرار، لا نريد أن نمدح نظام الآن، لكن ميزته الوحيدة هي الاستقرار، اسألوا العقلاء ماذا يقولون، طبعاً هناك جو من الخوف الآن لأن الحديث أًبح ممنوعاً.</p>
<p>لذلك نعود الى المصالحة، نحن هذا كان جزء من طموحاتنا ولكن المنظومة طبعاً كلها هي منظومة أرادت أن يجيّر هذا الأمر لصالح نظام وليس لصالح دولة، نعم هذا صحيح أنا أعترف بأن هذا نوع من الفشل. </p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: أستاذ طارق أنتم في الحزب السوري مصنّفين كنتم في النظام السابق كمعارضة وقمتم بائتلاف لجبهات المعارضة في الداخل، كنتم أداة بيد السلطة؟ يعني كنتم الاسم الذي تقول من خلاله السلطة أنّه انظروا عندنا معارضة من الداخل وها هي المعارضة الوطنية بينما معارضة الخارج كان يتم شيطنتها؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: بالنسبة لي شخصيا ليس كل الوقت أنا كنت ضمن المعارضة وضمن ائتلاف قوى التغيير السلمي في ذلك الوقت، لأنك سألتِ من بداية الأحداث، من بداية 2011، لأن بعد ذلك، لأجل رفقائي، أنا التحقت بالمركز لأن حزبنا الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب اصلاحي بشكل أساسي، هو حزب ليس معارِض بل إصلاحي يدعو الى الإصلاح دائماً، وهو لا يجب أن يكون حزباً موالياً، حتى يكون هذا واضحاً. أن يكون النظام قد استغل هذا الأمر ليقول عندي معارضة داخلية أم لا، أكيد صحيح، أمر صحيح وقام النظام بذلك، وكان وليد المعلّم وزير الخارجية يقول لدينا معارضة في الداخل، وثبُت بعد ذلك بأنّ النظام قد استخدم هذه المعارضة ثمّ تجاهلها. نحن في ذلك الوقت ألّفنا شيء اسمه لجنة متابعة الحوار الوطني السوري من مجموعة من الشخصيات القيادية، أي قيادات أحزاب، وبعض من المجتمع المدني، ونعم نعلم، وطبعاً هذه اللجنة سافرت كثيراً الى الدول، الى روسيا والصين وأوروبا وبعضها الى مصر، الى إيران طبعاً، الى كثير من دول العالم وعقدت الكثير من المؤتمرات الحوارية لأن كان مبدأنا هو الدفع باتّجاه الحوار. حقيقةً نعم النظام استغلّ هذه الحالة بالفترات الأولى، عندما ارتاح.. بوضوح جوابي على كلامك صحيح، عندما ارتاح بعد 2015 وسيطر على الأراضي من دمشق الى حلب الى الساحل بدأ يوجِد أنه ليس بحاجة الى أحد، يعني أصدر قانون يسجن الذي يكتب كلمتين على فيسبوك، يعني صارت الناس التي تُسجَن مَن هي؟ هم الموالاة، هم الأكثرية، انظري الى السنوات الأربع والخمس الأخيرة مَن كان يُسجَن؟ أشدّ الموالين وليسوا المعارضين، هم كانوا في السجون، المعارضون صاروا بمعظمهم في الخارج ويكتبون ما يحلوا لهم، ولكن رأينا فيديوهات صحافية إعلامية من أهم الموالين أو الذين هم مع الدولة عملياً هم كانوا يتعرّضون للقمع والحبس. </p>
<p>وكان يحبس أيضاً التجار الذين يتعاملون، يعني يصدر قانون سبع سنوات حبس على التعامل بالدولار وهو الذي يفاوضهم على الدولار، البعض كتب عصفورية أصبحت البلد، كلامه دقيق.</p>
<p>بالتالي هناك زملائي في لجنة متابعة الحوار فعلاً نحن عملنا مع بعض عملاً أنا برأيي ربّما وصلنا بأصعب حالاتنا الى الصوت الوحيد الذي يطالب بالحوار، وقبل ساعات من سقوط النظام عقدنا ملتقى للحوار.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: صحيح وهذه الصورة نشاهدها الآن كانت قبل السقوط بثلاث الى أربع ساعات وكنتم تصدرون بيان.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: أصدرنا بيان طالبنا بحكومة إنقاذ، تطبيق قرار 2254، ولم نكن نعرف أنه سيهرب بشار الأسد، كان لا يزال هناك أمن وكذا. ولكن نحن لآخر لحظة طالبنا. </p>
<p>نعود الى الرد، نعم ربّما يكون النظام استغلّ ليوهِم البعض أنّ عنده حالة ديمقراطية وعنده معارضة داخلية، ولكن نحن من جهتنا حتى لو علِم بعضنا أن هناك نوع من الاستغلال لكننا استمرينا، قلت لك نحن اجتمعنا اجتماع شهير مع نائب رئيس الجبهة استنكر استنكار شديد أن يكون مجرّد طرح للحوار، حتى حوار لا يريدون.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: الآن الحوار مع السلطة الجديدة كيف؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: السلطة الجديدة تكرر أمراض السلطة السابقة وبشكل أكبر، بكل وضوح، وأنا لا أنصحها بذلك، الشعب السوري هو الذي أعطى الكلمة، ليس طارق الأحمد أعطى كلمة نحو الاستقرار، أنا أقول لك الشعب السوري أعطى الكلمة. والله الساحل بكل ما يتحدثون عنه، لو لم يرد الساحل أن تدخل هيئة تحرير الشام المعروفة الى الساحل في يوم 8-12-2024 هل كان ممكن أن يدخلوا؟ السلاح موجود، على الأقل ربّما ثلث سلاح الجيش السوري كان موجود، والطبيعة الجغرافية أهم بكثير من طبيعة الداخل كجبال، سلّموا السلاح، ورحّبوا، لماذا؟ لأنّ هرب مَن كان ممسكاً بالدولة، هو الذي نكّل بهم منذ ست سبع سنوات غير، هذه فعلاً نقيصة كل النظام السابق منذ أربع وخمسين سنة هو نكّل بأهل القرى والريف دعيني أقول، بعد أن كانت هي التي ساعدت الريف بالتعليم والصحة والى آخره، هذه ليست بالأربع وخمسين سنة ولن في السنوات الأخيرة نكّل بهم، لا ترين مزرعة، لا ترين مصنع، لا ترين مشروع، بالتالي فقر شديد.</p>
<p>لذلك أعود لأقول لستُ أنا مَن يدعو الى استقرار، هم طلبوا الاستقرار، هم طلبوا الاستقرار رغم أنهم يعلمون بأن هيئة تحرير الشام هي التي أتت ولا يعرفون أي شيء، لا يوجد تهيئة حتى بالإعلام عنها، لكنهم لم…</p>
<p>أنا إن قلت لك رحّبوا أو أيّدوا يقولوا ها هم يرحّبون، لا، أنا لا أقول لك رحّبوا أو أيّدوا، أقول لك لم يفعلوا شيئاً، لم يقاوموا منذ 8-12-2024 لم نجد أي شيء من المقاومة، بالعكس..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: ولكن السردية التي تقدّمها هي مختلفة عن السردية التي تقدمها السلطة الحالية في دمشق والتي تقول أنّه يوجد جماعات من فلول النظام وهي التي قامت بكمائن للأمن العام ، وهناك أيضاً سردية تُنشَر على وسائل التواصل الاجتماعي وفي التعليقات في هذا الموضوع بأنّه أعطيناهم الأمان فغدروا بنا.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: تماماً، هذا الكلام لمَن يُوجَّه؟ للأطفال الذين رأيناهم يُقتَلون، أم للنساء؟ أكيد سيكون هناك فلول نظام، أي حالة، والله اليوم عصابة موجودة ربّما في أميركا لا تنتهي منها نهائياً، هذه تنطبق على فلول النظام فعلاً، يعني تنطبق على أن هناك أحد إن كان لا يزال يعجبه النظام السابق وقام بهذه العملية فليتوجهوا إليهم ويعتقلوهم أو يقتلوهم، هذا لا ينطبق… يعني سؤال، يعني أنا تحدّثت كثيراً في هذا الأمر حتى مع مستشار السيد الشرع في لقاء تلفزيوني، هذا الأمر أعطيناهم مَن هم؟ يتكلمون عن طائفة؟ حتى نفهم، مَن هم في الساحل؟ حتى أنّ من جميع الطوائف قُتلوا على فكرة وليس فقط من طائفة واحدة، مَن أعطيناهم؟ دخلوا على بيوت آمنة مَن هم؟ إن كنت تتكلم عن عصابة جاءت وقتلت طبعاً مدان هذا الأمر ويجب أن يتوجهوا إليهم، عندهم طيارات درونز ما شاء الله وعندهم استخبارات تركية موجودة، يعني يوجد امكانيات لمعرفة مَن هي تلك المجموعة التي ذهبت واعتدت على قوات الأمن، وهو عمل مدان، أنا أقول هو عمل مدان، نحن لا نريد، وليس أنا الذي لا يريد، مَن قال الشعب في الساحل يريد أن يُقتَل عناصر الأمن؟ في قرية فاحل بعد المذبحة التي حصلت أكثر من خمسين مَن الذي استقبل قوات الأمن أليس أهل فاحل؟ أليسوا أهل المريمين؟ إذاً مَن الذي لا يريد الأمن؟ هم يريدون الأمن، لكن انظري للمشكلة أين يكمن التضليل. مرّة تكلّميني بصيغة الدولة، مرة تكلّميني باللهجة الطائفية، اثبت على رأي، عنجد هذه مشكلة في غاية الخطورة، هذه التلوّن، وأنا أقول فلول النظام على مَن تنطبق؟ أودّ أن أعرف المعايير، اذهبوا وأحضروا رأس النظام نفسه طالبوا به، حتى الآن لا يوجد مطالبة رسمية من قبل النظام الجديد والدولة، لا يوجد. </p>
<p>إذاً مَن هي فلول النظام؟ اعطونا المعايير، لأن في المعايير التي قرأتها ربّما تنطبق على عدد سكان ثلاث دول خليجية، يعني سبعة أو ثمانية مليون كحد أدنى إن لم يكن 11 مليون أو 12 مليون هم فلول النظام، بالمعايير التي قرأتها، أمّا إن أصدروا اليوم قانون، يعني هذه اللجنة الدستورية إذا أصدرت قانون أنّه تنطبق كلمة فلول النظام على المواصفات التالية، من واحد الى كذا، تمام، حتى كل واحد يعرف نفسه فل، ربّما فل مفردة فلول..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: ربّما فلفول!! أحرجتني والله يا أستاذ طارق، برغم أسى القصة التي نتحدث عنها. لمحاولة تقريب مكوّنات سوريا أنتم أجريتم مجموعة من المبادرات، ذهبتم الى السويداء، وزرتم شرق سوريا، وكنتم في زيارة لمظلوم عبدي التقيم به، ما الذي يقوله، ما الذي يريدونه قسد؟ الآن حالياً تم توقيع اتّفاق لكن دعنا نعرف في هذا الاجتماع ما الذي يحاولون الحصول عليه بشكل واضح؟ لأنه أيضاً هناك صورة دائماً مصدَّرة وجاهزة، وبين قوسين هؤلاء إنفصاليين، هؤلاء عندهم توجهات معينة، وكذا، دعنا نعرف أكثر ما الذي جرى في هذا الاجتماع. </p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: بدأ الأمر بتجميع قوانا الذاتية بعد يومين فقط من سقوط النظام السابق، بمعنى أننا جمّعنا قادة الأحزاب الذين يتوافقون معنا وليس المتلوّنون الذين بعد يوم كوّعوا، كانوا يقمعون أي رأي ناقد وليس معارضاً، لكن أصدقائنا الذين فعلاً هناك توافق فكري بيننا جمّعنا بعضنا وأصدرنا بياناً وهذا البيان أظهر ملامح كيف نفكر، يعني الدولة المدنية، حتى اتّفقنا على أنّ الدولة مدنية، اتّفقنا على الديمقراطية، اتّفقنا على التشاركية، على قانون انتخابات لسوريا على أساس النسبية، سورية كلها دائرة واحدة لماذا؟ لأنه يلغي البعد الطائفي والاثني والعربي، يعني اتفقنا على وحدة الأراضي السورية، طبعاً كنا أوّل طرف يدين قيام اسرائيل باحتلال الأراضي السورية وتدمير الجيش السوري. نحن بعد ذلك عملنا لجنة دستورية، نحن أسسنا لجنة دستورية وأصدرنا مبادئ دستورية منشورة وأرسلناها في الصحافة والدول. بعد ذلك تحركنا بأنفسنا، نعم زرنا المناطق التي تسيطر عليها قسد، بمعنى السيد مظلوم عبدي قائد قوات قسد اجتمعنا معه وكان الحديث متضمّناً كل ما رأيتموه فيما وُقّع فيما بعد، يعني بين السيّد الشرع والسيد عبدي.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: يعني من الأساس هو كان مصرّ على هذه المطالب ولم يتنازل.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: نعم نعم، ما وقّع عليه هو ما ذكره السيّد عبدي، هو ما تم التوقيع عليه، رغم أنّ جوقة الموالين الجدد كلهم كانوا يشنّون هجوم ويطلبون الذهاب الآن والمعركة ليست مع إسرائيل وإنّما مع قسد، هناك أحد أرسل لي إن كنتم فيكم كذا تدعون حزبكم يقاتل قسد، قلت يا رجل على مهلك نحن لا نريد أن نقاتل أحد سوري، نحن قتالنا ضد العدو ضد اسرائيل وليس ضد شعبنا.</p>
<p>بعد ذلك أيضاً ذهبنا الى السويداء أيضاً بنفس الوفد، وقابلنا شيوخ العقل الأهم، الشيخ الهجري والشيخ الحنّاوي والشيخ الجربوع، وقابلنا فعاليات مدنية ومجتمع مدني، التقينا وعرفنا المزاج العام في السويداء.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: ما هو المزاج العام؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: ما رأيك أن أعود سنتين الى الخلف؟ بعد أسبوع من أحداث السويداء أثناء النظام السابق، نحن من لجنة متابعة الحوار الأصدقاء ذهبنا أنا والشيخ نواف الملحم، والسيدة باروين ابراهيم أيضاً كانت معنا في اللقاء الآخَر، ذهبنا الى السويداء وزرنا مشايخ العقل والفعاليات في المجتمع المدني والى آخره، والتقينا مع اللواء علي مملوك وقدّمنا تقريراً حول أحداث السويداء، وذهبنا على دمنا يعني بسياراتنا بصراحة.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: لم تكونوا مكلّفين بالمهمة وقتذاك؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: أبداً، نحن ذهبنا منّا ولسنا مكلّفين ولا معنا حماية، ذهبنا بسيارة. سأذكر لك ماذا قلت لهم من سنتين..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: لا، قبل أن تقول لي ماذا قلت للواء علي مملوك أريد أن أعرف أهل السويداء ماذا قالوا لك وما كانت رسالتهم؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: بصراحة رسالتهم جميعاً هي رسالة كل الشعب السوري بصراحة، يعانون من فساد ولا يريدون إنفصال ولا، وطلبوا على فكرة، عند الشيخ حمود الحناوي من المثقفين المحترمين طلب لماذا لا يُفتَح معبر مع الأردن للتصدير وكذا حتى تعيش الناس، يوجد فقر في السويداء، فأنا قلت له أنا أعرف أن الدولة السورية كانت قد جهّزت حتى البنى التحتية لها، هذا موضوع إقليمي حتى الأردن يجب أن توافق، يعني لماذا يكون هناك معبر واحد؟ معبر نظامي عليه جمارك وكذا. فهذه المطالب، فساد كبير، المستشارون في القصر غارقون في جمع الأموال والسرقات وكذا ولا يعبّرون، هم يقولون لا يعبّرون عن أهل السويداء وهذا كلامهم ومحقّون في هذا الأمر، ولكن هذا ينسحب على كل الشعب السوري وليس على السويداء فقط، يعني مطالبهم مطالب الشعب السوري.</p>
<p>سألني اللواء ماذا في السويداء؟ قلت له إذا كان لواء يتقاضى ثلاثين دولار بالشهر وابنته أو ابنه يشتغل في منظمة دولية تابعة للNGO يتقاضى 500 دولار في الشهر، مَن يعيل البيت؟ الأب أم البنت أو الابن؟ استغرب المثال أنه صارخ على بساطته، نعم مثالاً صارخاً، كيف يعني اليوم دولة تقبل كل هؤلاء الموظفون يتقاضون عشرين وثلاثين دولار شهرياً واليوم موائدكم ما شاء الله غير السرقات وكذا، هذه إشارة. طبعاً كنا نحن موجودين، دعي أي أحد يحتار لماذا موجودون وكيف موجودون، ونحن لسنا بهذه الشجاعة بصراحة ولكن كنا نحكي هذا الأمر، يعني كنا نتمنى أن نكون منظمين أكثر ونكون أكثر شجاعة، حتى لا أحد يعتقد أننا نتفاخر بالشجاعة، لا، يوجد معادلة كانت موجودة ولكن نحن قلنا هذا الأمر في ذلك الوقت، وهذا كان ينطبق على كل سوريا ولا ينطبق على السويداء، ولكن نحن وحدويون، نحن نريد وحدة بلادنا ووحدة المجتمع، الاثنين، وحدة المجتمع منطلَق لوحدة بلادنا، لا يعتقدنّ أحد عنده حزب طائفي أنه يستطيع توحيد البلاد، لا يستطيع، يجب أن يكون حزبه لا طائفي أو جماعته لا طائفية حتى يستطيع توحيد البلاد. </p>
<p>لكننا لامسنا، بالتصريح من السيد مظلوم عبدي أنه لا يريد تقسيم سوريا، ومن كل الفعاليات في السويداء أنهم لا يريدون دولة درزية ولا يريدون تقسيم سوريا، إذاً أنا ماذا لديّ غير أن آخذ التصريح الرسمي والمنشور والمعلن..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: وهذا النبض الذي كنتَ تراه خلال هذه الاجتماعات.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: النبض والتصريح العلني، وبالتالي لماذا أريد أن أتّهم الناس زوراً وبهتاناً؟ أنا لا أعرف لماذا نحن نحب أن نتّهم بعض..</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: وجّه رسالة باعتبار تريد أن تبتعد عن الجو الاتّهامي والتحريض، نريد رسالة منك أستاذ طارق لمَن تختار أن توجّه له هذه الرسالة وماذا تقول فيها؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: الحدث يتطلّب منّي أن أوجّه رسالة الى شخص، الى مَن هو أقرب إليّ، أعلم نبل غاياتك وعُقد وسائلك الكأداء، أتمنى نجاحك من قلبي لكن عبورك يمرّ بمشاركة الناس عقولهم وهمومهم.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: لمَن؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: لا تسأليني لمَن، هذه ليست ضمن الشرط.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: عليك أن تقول لنا لمَن، هكذا رسالة غامضة!</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: نعم.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: يعني هو يعرف نفسه مثلاً؟</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>طارق الأحمد: طبعاً نعم.</p>
<p> </p>
<p> </p>
<p>هبة محمود: حسناً، شكراً جزيلاً لك أستاذ طارق استمتعنا بالحوار، مع أنّه لا زال هناك محاور كثيرة لم أتطرّق لها لكن لور المنتجة جُنَّت عليّ. </p>
<p>شكراً لكم مشاهدينا وهذا ختام حلقة فودكاست الميادين.</p>