هل سقط الغرب في امتحان الديمقراطية؟
لم يكن الغرب يوماً، معادياً للعرب والمسلمين، كما هو اليوم! الغرب الرسمي طبعاً، الذي علمنا الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحق تقرير المصير، يمنعنا التعبير، ويمارس حرباً مكارثية شرسة على «سرديتنا». تلك الآلة الإعلامية المهيمنة، تفرض الحقيقة من وجهة نظر أسياد العالم، وتحمل الرأي العام على القبول والموافقة. إنها «صناعة الإذعان» بتعبير نعوم تشومسكي. خرقت «إسرائيل» اتفاق وقف النار في غزة بمجازر فظيعة، فإذا بالإعلام الغربي يوجّه اللوم إلى «حماس»! كل صوت يشهد للحق وينتقد حرب الإبادة والتوسع والإلغاء، التي ترتكبها «إسرائيل» بحق شعوبنا، يكون «معادياً للسامية، ومناصراً للإرهاب»، ويعرض نفسه للعزل، أو السجن، أو الإقصاء. هل تكفي عقدة الذنب تجاه «المحرقة» لتفسير هذا الانحياز المطلق ضد الحق والعدالة والإنسانية؟ أم تعيش الديمقراطيات الاستعمارية أزمة أخلاق، أزمة قيم، أزمة وجود؟ هل نردد مع أدونيس: « وجهك يا غرب ينهار وجهك يا غرب مات»