خلاف رجلين في الإدارة أم خلاف في دوائر القرار في الولايات المتحدة؟

الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأحد أبرز أباطرة المال والتكنولوجيا إيلون ماسك، لا يشبه أيًّا من خلافات ترامب السابقة مع شخصيات في إدارته أو في الأوساط السياسية. فالمسألة هذه المرة تتعدى حدود السياسة اليومية، لتطال بُنى القوة والتأثير في النظام الأميركي نفسه، وتكشف عن هشاشة تحالفات طالما اعتُبرت راسخة. التهديدات لم تكن عادية. من تلويح ماسك بالتوجه نحو روسيا، إلى تلميحات عن تورّط ترامب في فضيحة جزيرة إبستاين، بدا أن الطرفين مستعدان للضرب تحت الحزام. الخلاف بدأ بعدما وصف ماسك مشروع قانون الإنفاق الجديد بـ"الكارثة الاقتصادية"، فردّ ترامب بسلسلة تصريحات هجومية. في "دوائر القرار"، ندخل إلى أعماق الملف: ما حقيقة الخلاف بين ترامب وماسك؟ هل هو مجرد صراع نفوذ؟ وما تداعياته المحتملة على مستقبل العلاقة بين المال والسياسة في أميركا؟

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: سلام الله عليكم مشاهدينا في دوائر القرار.</p> <p>الخلاف بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب وأحد أهمّ أقطاب المال والأعمال في أمريكا والعضو الرئيس والبارز في الإدارة الأمريكية إيلون ماسك ليس خلافًا كأيٍّ من الخلافات السابقة بين ترامب وأركان إدارته السابقة.</p> <p>كما يُلامِس بشكل مباشر من القوّة والتأثير في النظام الأمريكي نفسه، ويكشف هشاشات وتحالفات خفيّة.</p> <p>وقد لوّح الطرفان بالضرب تحت الحِزام مثل احتمال لجوء ماسك إلى روسيا، كذا قيل. وضلوع ترامب في فضيحة جزيرة إبستين.</p> <p>في مشهد غير مسبوق تتصدَّع العلاقات بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك لتتحوّل من تحالفٍ استراتيجي إلى صِراعٍ علني.</p> <p>تصريحات ترامب جاءت ردّاً على انتقادات ماسك لمشروع قانون الإنفاق الجديد الذي وصفه ماسك بالكارثة الاقتصادية.</p> <p>الخلاف تصاعَد مع تهديد ترامب بإلغاء عقود حكومية مع شركات ماسك وردّ الأخير مهدّدًا بسحب استثماراته ما أدّى إلى تراجُع أسهم تسلا بنسبة 14 في المئة.</p> <p>مشاهدينا في حلقة هذا الأسبوع من دوائر القرار نحاول الدخول إلى أعماق هذا الخلاف ومعرفة أسبابه الحقيقية وتَبِعاته على السياسة والاقتصاد وما السيناريوهات المُحْتَملة لمستقبل العلاقة بين الرجلين؟</p> <p>أهلاً بكم.</p> <p>سيّرافقنا في هذه الحلقة في دوائرنا الثلاث من واشنطن الدكتور غبريال صوما الأستاذ في القانون الدولي والعضو في المجلس الاستشاري للرئيس ترامب سابقًا.</p> <p>دكتور غبريال صوما حيّاك الله وأسعد الله مساءك.</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: مرحبًا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: سنمرّ معك دكتور في دوائر القرار في عدّة مراحل وسنعرض من خلال هذه المراحل معلومات وتحليلات، لكن إسمح لي أن أبدأ من الساعات الماضية لهذا الخلاف.</p> <p>واضح أن هناك نوعًا من التراجُع بدأ يُبديه إيلون ماسك ويُقال أيضًا حسب التغريدات وما تمّ رصْده أنه هناك ردّ فاتر من دونالد ترامب لكن ليس قاسيًا كما كان في الأيام الأولى لهذا الخلاف.</p> <p>ما هي توقّعاتك دكتور غبريال، هذا الشَرْخ ممكن أن يتمّ رَتْقه مرة أخرى تعود العلاقة إلى سابق عهدها؟ أم أن ما كسرته الأيام الماضية من الصعب إعادة جَسْره مرة أخرى؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: أولًا شكرًا للاستضافة وتحيّة لك وللمشاهدين الكرام.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: حيّاك الله.</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: لا شكّ بأن العلاقات سيّئة في الوقت الحاضر بين الرئيس الأمريكي وبين إيلون ماسك، ولكن الظروف تتطلّب أن يكون هناك تعاون بين الطرفين.</p> <p>الولايات المتحدة تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على ما يقدّمه إيلون ماسك من تكنولوجيا حديثة لا تستطيع الولايات المتحدة أن تتخلّى عنها، مثل مسألة الفضاء. وجدنا كيف أن ماسك في الأشهر القليلة الماضية استطاع أن يُعيد إلى الأرض إثنين من الذين كانوا يعملون في الفضاء وكانوا موجودين في الفضاء لمدّة عشرة أشهر، لم يكن أحد باستطاعته إعادتهما إلى الأرض، استطاع إيلون ماسك أن يقوم بذلك.</p> <p>فإذًا الحكومة الأمريكية بحاجةٍ إلى الخدمات التي يقدّمها إيلون ماسك والاكتشافات التي يقدّمها للولايات المتحدة. تصوّر بأنه يريد أن يضع إنسانًا على المرّيخ وهو جادّ في هذه الناحية، إذاً الرئيس ترامب بحاجةٍ إلى إيلون ماسك وكذلك إيلون ماسك بحاجةٍ إلى الولايات المتحدة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: صحيح.</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: لأن هذه الخدمات تسهّلها الإدارة الأمريكية، وبإمكانه أن يصل لما يريد من خلال المُساعدة التي تقدّمها الولايات المتحدة له.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هنا دكتور إذا لخّصت فقط تطوّرات الساعات الماضية. إيلون ماسك اعتذر رسميًا عبر منصّته وقال إنه تجاوز الحدود وحَذَف بعض التغريدات والتصريحات، ترامب هدّد سابقًا بقطع العقود، الآن يبدو غير مُبالٍ نوعًا ما. إشارات ودّية، العالم يتحدّث عن القلب الأحمر الذي وضعه إيلون ماسك على فيديو يظهر رغبة ترامب في خير العلاقات وهذا أدّى إلى ارتفاع في سهم تسلا واستقرار شعبي وزُخم في المُراهنات. يقال إن المُراهنات وصلت إلى مبالغ هائلة، ما الذي سوف يحدث؟ ستعود العلاقة أم لا؟</p> <p>سننطلق مشاهدينا إلى دائرتنا الأولى وعنوانها: الخلاف العميق: صراع النرجسيّات أم تصادُم أجندات.</p> <p>في هذه الدائرة دكتور غبريال صوما، أطرح السؤال المركزي لهذه الدائرة، نحن أمام خلاف رجلين في الإدارة أم خلاف في دوائر القرار في الولايات المتحدة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: أعتقد بأنه خلاف بين رجلين، ترامب قدّم مشروعًا للموازنة للإنفاق في الولايات المتحدة، عارَض ماسك هذا المشروع، لولا تقديم هذا المشروع ولولا مُقترحات ترامب لما تغيّر الوضع بين الرجلين، ولكن بالإمكان الوصول إلى تسوية، ويبدو كما ذكرت حضرتك بأن الرجلين يريدان حلّ هذه المشكلة، وأعتقد أن هذه المشكلة سوف تنحلّ في المستقبل القريب.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هنا التغريدة الصادِمة دكتور غبريال التي سأعرضها الآن لإيلون ماسك، إذاً مشاهدينا هذه تغريدة إيلون ماسك التي أثارت الجَدَل وتحدث فيها إيلون ماسك أن ترامب ذَكَر في ملفات جزيرة إبستين المعروفة الفضيحة المعروفة.</p> <p>هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم نشر تلك الوثائق، يقول إيلون ماسك، ربما هذه التغريدة كانت صادِمة في الولايات المتحدة الأمريكية.</p> <p>الآن مشاهدينا، هذه التغريدة استدعت ردود فعل رسمية في الولايات المتحدة، سنستعرضها الآن.</p> <p>&nbsp;</p> <p>تقرير:</p> <p>لم يصدر بيان رسمي باسم الرئيس، لكن المُتحدّثة باسم البيت الأبيض قالت في مؤتمر صحافي: هذه تغريدة صادِمة ومُثيرة للجَدَل، لكن لا نعلّق على مزاعم غير مدعومة رسميًا ولا صِلة لها بأجندة الإدارة الحالية.</p> <p>=وصف متحدّث باسم الحملة تغريدة ماسك بأنها هجوم يائِس من ملياردير يتّجه نحو الجنون، الرئيس ترامب لم يكن أبدًا في قائمة إبستين وهذه أكاذيب يقودها اليسار التقني.</p> <p>أعضاء في الكونغرس أبرزهم السناتور إليزابيث وورم والنائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز دعوا إلى فتح تحقيق شفّاف في ملفات إبستين.</p> <p>نشر الأسماء كاملة من دون استثناءات بغضّ النظر عن الموقع السياسي أو الثورة، مصدر في الوزارة صرّح لـ MBC news بأن التحقيقات في ملفات إبستين مستمرّة وأن سرّية بعض الأسماء تهدف إلى حماية سَيْر القضايا الجارية، لم يؤكّد أو ينفي وجود إسم ترامب في الملفات.</p> <p>انقسام واضح، الجناح المؤيّد لترامب التزم الصمت أو اكتفى باتّهام ماسك بالتخريب السياسي.</p> <p>الجناح البرجوازي المُحافظ ماليًا أبدى قلقًا من تصعيد الخلاف العلني والذي يضرّ بصورة الحزب قبيل الانتخابات.</p> <p>أشاروا إلى أن التغريدة قد تشكّل مادة قانونية إذا كانت تنطوي على ترويج معلومات سريّة أو غير صحيحة عن شخصيات عامة وخصوصًا إذا رافقها تسريب لاحِق من ماسك أو فريقه.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور غبريال، رأيك بهذه التغريدة وردود الفعل عليها؟ كيف قال إيلون ماسك ما قال حول وجود إسم دونالد ترامب في هذه الفضيحة؟ وكيف وصل لهذه المعلومة إذا كانت فعلاً معلومة موجودة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: بالفعل ملف إبستين أثار تساؤلات كثيرة منذ حوالى ثلاث سنوات في موضوع الجنس، كان يُحْضِر بنات قاصرات إلى قصره وكان الجنس هو الموضوع الأساسي.</p> <p>إيلون ماسك يتّهم ترامب بذلك وهذا اتّهام خطير أيضاً، بإمكان الكونغرس أن يجري تحقيقات في هذا الموضوع، الرئيس ترامب ينفي أية علاقة بهذا الموضوع، ولكن هناك شخصيات كبيرة من الكونغرس الأمريكي ومن مجلس الشيوخ كانوا جزءاً مما حدث في إبستين. إلى أين تصل في هذا الأمر ليس لدينا عِلم، ولكن المستقبل سوف يُظْهِر لنا ذلك.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أنت بالنسبة لك المؤشّرات دكتور غبريال صوما، وأنت مُخَضْرَم في الولايات المتحدة وتعرف دهاليز السياسة هناك.</p> <p>المسارات تعطيك مؤشّرات، إذا قلنا إن سيناريو الذهاب لمُقاضاة ماسك أو الذهاب إلى مسار قانوني كما عرضنا قبل قليل، نكون أمام ادّعاء، إذا تمت لَفْلَفة القضية أو عدم فتحها مرة أخرى نكون أمام شيء آخر. قد يكون ما قاله، خاصة وأن ماسك ليس شخصية عادية في الولايات المتحدة ليقول كلامه جِزافاً. المؤشّرات ما هي حول هذه القضية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: أعتقد بأن ماسك لديه معلومات كافية لما حدث ولهذا يُدلي بهذه التصريحات. في الحالات العادية إذا شخص أدلى بتصريحاتٍ خاطئة ضدّ شخص آخر بإمكان ترامب أن يُقيم دعوى عليه، ولكن إلى الآن لم نسمع بالقائم بأية دعوى ضدّ إيلون ماسك، يبدو بأن لديه معلومات جيّدة في هذا الموضوع وأعتقد بأنها قد تكون فضيحة في المستقبل.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هنا دكتور غبريال سأعرض أنا وأنت مع المشاهدين كيف تعاملت وسائل الإعلام الأمريكية مع هذا الخلاف.</p> <p>سأبدأ من الـ&rdquo;ABC News&rdquo; التي عرضت التغريدات والتغريدات المُتبادلة، نتابع ما قالت الـ&rdquo;ABC News&rdquo;.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: الفوكس نيوز اهتمّت بالتعليقات =وأجرت طبعاً مقابلة مع مراسلها الذي علّق على الموضوع، سنتابع كيف علّقت الفوكس نيوز الأسبوع الماضي.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: إذًا هذه فوكس نيوز، بيتر دوسي كيف علّق على كلام دونالد ترامب بأن إيلون ماسك فَقَد صوابه.</p> <p>كان لافتاً أيضاً مشاهدينا، تراند كان تقريباً تعليق الـCNN استخدم المُحلّل سكوت جينينجز &ldquo;سلّة قُمامة&rdquo;.</p> <p>وكثير من المواقع الأمريكية نقلت عن الـCNN هذا المشهد لوصف حال الارتباك، كان يصف حال الارتباك داخل الحزب الجمهوري نفسه بسبب الخلاف بين إيلون ماسك ودونالد ترامب.</p> <p>يقول المُراسل إن الجمهوريين اليوم يضعون رأسهم في سلّة القُمامة بسبب هذا الخلاف.</p> <p>سنتابع المشهد وأذهب إلى ضيفي.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور غبريال بعض وسائل الإعلام تبدو سعيدة، تعطيك انطباعاً بأنهم سُعداء بهذا الخلاف؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: أعتقد أنه العلاقات إذا كانت حَسَنة بين الرئيس الأمريكي وبين إيلون ماسك، هذا يصبّ في مصلحة الولايات المتحدة. هناك عجز في الميزانية الأمريكية علينا ديون بحدود 36 تريليون دولار، لا يمكن سدّ هذا العجز ما لم يكن هناك خفض في النفقات، وإيلون ماسك هو الذي يريد =خفض النفقات إلى 2 تريليون دولار، ولكن الرئيس ترامب يعارض ذلك لأن هناك مسائل مهمّة جداً على الإدارة الأمريكية أن تصرف عليها في ما يتعلّق بالأمن، والمسائل الاقتصادية، بالعلاقات التجارية مع بقيّة الدول. إذاً من الصعب جدّاً في الوقت الحاضر إيجاد حلّ وسط بين الرؤيتين، ولكن بالإمكان أن يتنازلا، كل فريق يتنازل عن قسم مما يطلبه لكي يصلا إلى نتيجة.</p> <p>أودّ أن أشير إلى أن إيلون ماسك كان الداعم الأول للرئيس ترامب أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور في الدولة العميقة في الولايات المتحدة التي يُشار إليها بالدولة العميقة، المؤسّسات العريقة، المؤسّسات الكبرى، والفاعلة، كيف تنظر وتتعامل مع هذا الخلاف؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: لا شكّ بأن الوضع سيّئ في الوقت الحاضر، أنت تتحدّث عن أقوى رجل في العالم وهو دونالد ترامب، وأقوى اقتصادي في العالم وهو إيلون ماسك، قوّتان لا يُستهان بهما. أعتقد بأنه من الضروري على كل الفرقاء أن يتوصّلا إلى حلّ يُرضي الطرفين، وإلا نحن في مشكلة كبيرة، إذا بقي العجز والديون في الولايات المتحدة كما هي عليه، معناه كما يقول إيلون ماسك النهاية سوف تكون وخيمة في الولايات المتحدة لأنه لا يمكن السَيْر بعجزٍ مالي يصل إلى 36 تريليون دولار ويزداد.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هنا دكتور حقيقة بعض التعليقات التي تحدّثت الأيام الماضية، الأسبوع الماضي، عن دور فاعل للوبي الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعن لوبي الطاقة الكلاسيكية، الطاقة التقليدية في الولايات المتحدة، ودفعهم لتقليم أظافر إيلون ماسك، وأنهم بهذا الخلاف نجحوا في مسعى عميق قادوه واشتغلوا عليه لفترةٍ ليست بسيطة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: إيلون ماسك ما يقوم به هو =بحاجةٍ إلى مساعدة الولايات المتحدة، إلى التراخيص. إيلون أصبح رجلاً غنياً بفضل الاتفاقيات التي عقدها مع الحكومة الأمريكية في ما يتعلّق بمسألة الفضاء وإرسال صواريخ التي تصل إلى المريخ مثلاً كلها بتفويض من الولايات المتحدة.</p> <p>كل هذه الشركات التي يمتلكها إيلون ماسك أنشئت بموافقة الولايات المتحدة، إذا أراد ترامب أن يتسبّب بأضرار لإيلون ماسك بإمكانه أن يسحب عدداً كبيرً من هذه التراخيص، هذا إذاً ماذا سوف يحصل مثلاً في أسهم شركة تسلا. وجدنا كيف أن تسلا خسرت أكثر من 150 مليار دولار في يومٍ واحد.</p> <p>فإذاً لا شكّ الطرفان لديهما قوّة كبيرة هائلة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: لكن هنا دكتور هل نستطيع اليوم أن ننكر أننا أمام رجل أتحدّث عن =إيلون ماسك خارج الدولة التقليدية، خارج الدولة الكلاسيكية الأمريكية، ورجل يتحدّى بشكل واضح تيّارات وأجنحة داخل البنتاغون، داخل وكالة الأمن القومي الأمريكي وبهذا الوضوح؟</p> <p>هل هنا نتحدّث عن جذور هذا الخلاف مع ترامب أو أساسه أو خلفيّاته أو كواليسه ربما؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: إيلون ماسك عندما يقوم بعمل ويتصرّف يتصرّف بشكل لا يمكن فَهْمُه من قِبَل الشخص العادي، لأنه لديه الذكاء الخارق، طاقة ذكاء عالية، بإمكانه أن يتصرّف بشكل يمكن أن تقول عنه شخص خارج عن السِرب، وهذا ما يقوله الرئيس ترامب، لأنه من الصعب فَهْم إيلون =ماسك، لأن الذكاء الذي لدى ماسك يتفوق على الذكاء الذي لدى عامة الشعب، يفكّر بشكل لا نفكّر به نحن.</p> <p>هذه مسألة لا أعرف ماذا تسمّيها، ولكن لديه تفكير خاص بإيلون ماسك ليس كل شخص يفكّر مثل إيلون ماسك.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: سنُقارنه بأشخاص آخرين مثل روكفلر أو بيل غايتس، أنت تعرف كيف كانت نهايتهما، ومن هنا سأنتقل إلى الدائرة الثانية مشاهدينا، عنوانها هزّة في وادي السيليكون، ارتدادات سياسية واقتصادية أم يمكن أن نعتبره زلزالاً استراتيجياً؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: مشاهدينا، أبدأ هذه الدائرة بهذا التقرير الذي سوف نحاول أن نرصْد فيه واقع وادي السيليكون وموقعه بين قطبين في الولايات المتحدة الأمريكية. نتابع التقرير، دكتور غبريال، أرجو أن تعلّق على مضمونه بعد انتهائه. نتابع.</p> <p>&nbsp;</p> <p>تقرير:</p> <p>لم يعد الصِراع بين ترامب وماسك مجرّد خلاف بين شخصية سياسية وأخرى اقتصادية نافِذة، ما يجري الآن هو لحظة اختبار كبرى لهوية وادي السيليكون وحدود استقلالية رأس المال التِقني أمام النِزاعات السياسية الشعبوية وسط ما يشبه صِراعاً خفّياً بين قُطبين هما قُطب الدولة العميقة وقُطب رأس المال المُغامِر. لكن هل هي هزّة قابلة للاحتواء أم زلزال يُعيد تشكيل البنية الاستراتيجية للولايات المتحدة؟</p> <p>وادي السيليكون الذي كان في بدايته هامشاً تكنولوجياً أصبح اليوم قلباً اقتصادياً واستراتيجياً في منظومة القوّة الأمريكية، ومع أن علاقته بالمؤسّسة الحاكِمة ظلّت مُعقّدة فإن الاصطدام الحالي يضعه على مُفْتَرق طُرق.</p> <p>فبدخول ماسك في مواجهة مباشرة مع ترامب الذي يحظى بدعم قطاعات نافذة داخل الدولة العميقة والجمهور المحافظ، يتحوّل وادي السيليكون من لاعبٍ تكنوقراطي إلى محور استقطاب سياسي داخلي.</p> <p>ووفقاً لتحليل نظرية النظم المعقدة فإن منظومات القوة حين تتعرض لصدام بين مركز سياسي وآخر اقتصادي كبير فإن التوترات لا تبقى محصورة في السياق المباشر بل تبدأ بإنتاج نمط جديد من التموضع البنيوي يعيد رسم العلاقة بين الدولة والسوق.</p> <p>&nbsp;</p> <p>ثمة مؤشرات متزايدة على أن بعض مراكز النفوذ السياسي والأمني ترى في ماسك خطراً متزايداً يجب تحجيمه، هذا ليس جديداً في التاريخ الأمريكي.</p> <p>لقد جرى في السابق تفكيك إمبراطورية جون روكفلر بعنوان مكافحة الاحتكار، ثم الضغط على بيل غيتس خلال معارك مايكروسوفت القضائية، لكن الحال مع ماسك أكثر حساسية لأنه لا يملك شبكة أعمال تكنولوجية وحسب، بل أدوات تأثير مباشرة على الرأي العام، إضافة إلى ارتباطات أمنية وعقود البنتاغون.</p> <p>وفق نظرية التوازنات العميقة للدولة فإن النخبة لا تسعى لإسقاط ماسك وحسب بل لإعادة هندسة موقع وادي السيليكون برمته وإخضاعه لرقابة أو تنسيق مركزي أشد.</p> <p>ووفقاً لنموذج الاستقطاب السياسي المتقدم فإن استمرار الصراع قد يؤدي إلى انقسام بين الجناح التكنولوجي الليبرتاري والجناح الشعبوي القومي، وقد ينتج ذلك محاولة بناء جناح جمهوري ثالث أكثر واقعية وتماهياً مع مصالح السوق.</p> <p>ما يحدث ليس مجرد خلاف بين ملياردير ورئيس بل هو صراع على تعريف من يحكم الولايات المتحدة فعلياً: الدولة العميقة أم السوق العميقة؟ النخبة السياسية أم النخبة التقنية؟</p> <p>وإذا استمرت هذه المواجهة فإن وادي السيليكون قد يتحول من رمز للابتكار الأمريكي إلى ميدان لصراع النخب حول مستقبل القوة والسيادة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور غبريال، التقرير يطرح أكثر من سؤال، سأختار بعض الأسئلة إذا سمحت لي، تموضع وادي السيليكون أولاً.</p> <p>هل الخلاف بين ترامب وماسك وضع وادي السيليكون أو فتح النقاش حول تموضع وادي السيليكون بين دونالد ترامب وتأييد ودعم ترامب، أم هناك من سيدعم دونالد ترامب وهناك من سيفضل الدولة العميقة وربما الديمقراطيين؟ هل الخلاف يفتح هذا النقاش برأيك؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: بل أعتقد بأن التكنولوجيا تقدمت كثيراً من عهد روكفلر الذي ذكره تقريركم.</p> <p>في هذا العصر، في هذا العهد نحن نجد التكنولوجيا هي أكبر من قدرة الحكومة أو إدارة الرئيس ترامب من التحكم بها لأنها تكنولوجيا عالية جداً، الذكاء الاصطناعي وصلنا إلى درجة عالية من التكنولوجيا بحيث من الصعب جداً على أي إدارة أن تقود هذه التكنولوجيا.</p> <p>بإمكانها أن تضع حدوداً مثلاً أن تضع قيوداً على هذه التكنولوجيا، ولكن من الصعب جداً السيطرة عليها تماماً لأنها تتعدى ما يمكن أن تقوم به الحكومة.</p> <p>إذا خرج إيلون ماسك بمشروع مثلاً إنزال شخص على المريخ، هل بإمكان الحكومة الأمريكية أن تمنع ذلك؟</p> <p>حتى لو قررت اتخاذ إجراءات ضد إيلون ماسك، الشعب الأمريكي سوف يرفض تلك القرارات لأن ماسك يمثل التكنولوجيا في الولايات المتحدة. والشيء الآخر هو أن الولايات المتحدة تتميز عن بقية دول العالم بالتكنولوجيا، ما استطاع أن يصل إليه إيلون ماسك لم تصل إليه الصين ولا روسيا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هنا فرضية تفكيك إمبراطورية ماسك كما جرى مع روكفلر أو مع بيل غيتس، نظرية غير واقعية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: من الصعب تطبيقها على ماسك.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هنا دكتور أيضاً يطرح مسألة عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة والتكنولوجيا، وهي مجالات استثمار شركات إيلون ماسك، وهذا ميدان منافسة مع الصين. الصين كيف تراقب هذا الخلاف برأيك وهل ستستفيد منه؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: طبعاً الصين تريد أن تستفيد منه، ولكن الصين لم تكن لتصل إلى ما وصلت إليه لولا مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية.</p> <p>إذا عدنا إلى الوراء حوالي 40 سنة، عندما جاء رئيس الصين إلى الولايات المتحدة ليطلب مساعدة، كان الشعب الصيني يموت من الجوع، كان عندهم فقر، كان في حروب داخلية. أمريكا هي التي ساهمت بالتطور في الصين، واليوم الصين هي أكبر منافس ليس فقط تجارياً للولايات المتحدة ولكن منافس عسكري أيضاً. استطاعت الصين خلال 40 سنة الماضية أن تصبح ليس فقط شريكة مع الولايات المتحدة ولكن عدوة للولايات المتحدة الأمريكية.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هنا نقطة أخيرة في هذا السياق دكتور.</p> <p>عندما لوح إيلون ماسك في خضم الخلاف بأن يشكل حزباً أو طريقاً ثالثاً أو اتجاهاً ثالثاً، هذا لم يكن من فراغ، إيلون ماسك يعرف الحزب الجمهوري ويعرف قاعدته ويعرف نخبه.</p> <p>برأيك هل تعتقد بأن إيلون ماسك راهن على النخبة السياسية الجمهورية نفسها لإحداث انقسام في الحزب الجمهوري؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: لا شك بأنه يوجد نوع من الانقسام في الحزب الجمهوري فيما يتعلّق بالعمليات التي يقوم بها إيلون ماسك، ولكن بالنتيجة هذا تنافس مفيد جداً لأن الحزب الجمهوري بحاجة إلى إيلون ماسك.</p> <p>إيلون ماسك أنفق حوالي 300 مليون دولار على الرئيس ترامب لكي يصبح رئيساً للولايات المتحدة. إيلون ماسك يقول لولا مني لما كان ترامب أصبح رئيساً للولايات المتحدة. هناك من يعارض ذلك، ولكن لا شك بأن لإيلون ماسك نفوذاً كبيراً هائلاً في الحزب الجمهوري.</p> <p>إيلون ماسك بإمكانه أن يمول كل عمليات الترشيح في الولايات المتحدة، ويستطيع إتيان بشخص من أي مكان ويضعه في مجلس النواب أو في مجلس الشيوخ.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هنا هل بإمكان ماسك أن يخط طريقاً مستقلاً في السياسة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: نعم.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: قادر على ذلك؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: بكل تأكيد، بإمكانه التأثير في الحزب الجمهوري وفي الحزب الديمقراطي إذا أراد.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور غبريال، سأتوقف مع فاصل، بعده مباشرة سنفتح الدائرة الثالثة والأخيرة في هذه الحلقة. فاصل ونعود.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: تحية من جديد مشاهدينا في دوائر القرار أعود وأرحب بالدكتور غبريال صوما أستاذ القانون الدولي والعضو في المجلس الاستشاري للرئيس ترامب سابقاً يطل معنا من واشنطن.</p> <p>وإلى الدائرة الثالثة عنوانها ما بعد المواجهة سيناريوهات التصعيد والمناورة والانشقاق.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور غبريال ربما تحدثنا عن سيناريو الانشقاق وحضرتك قدمت رؤية واضحة وحاسمة لقدرة ماسك على أن يخط لنفسه مساراً سياسياً، لكن البعض في خضم هذا الخلاف دكتور طرح سيناريو سنودن مع ماسك. رأيك بهذا السيناريو هل سنرى سنودن رقم 2؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: لا أعتقد ذلك، سنودن متهم بالتجسس على الولايات المتحدة لمصلحة روسيا، ماسك رجل اقتصادي رجل أعمال لا يتعاطى في السياسة إلى هذه الدرجة ولا أعتقد بأنه يعطي معلومات لروسيا أو لأي بلد آخر، هو شخص مستقل يقوم بأعمال تجارية واقتصادية في الولايات المتحدة ضمن القانون الأمريكي، إلى الآن لم يصدر قرار من قبل الهيئات القضائية ضد ماسك، لم يتهم من قبل الحزب الديمقراطي بأنه قام بأعمال عدائية ضد الولايات المتحدة لمصلحة دول أخرى مثل روسيا أو الصين.</p> <p>إذًا سجل ماسك نظيف جداً من هذه الناحية ولا يوجد مبررات في الوقت الحاضر إلى الآن على الأقل بأن يتهم بأي تهمة، كل ما يقوم به ضمن نطاق القانون.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: لكن هنا دكتور غبريال نطرح هنا سيناريو الاحتواء، الاحتواء الاقتصادي من قبل المنافسين للولايات المتحدة الأمريكية. الصين هل لديها القدرة وربما الرغبة لأن تكون حاضنة لشخصية مثل إيلون ماسك أو حتى روسيا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: لا أعتقد بأن إيلون ماسك سوف يقوم بهذا العمل إلا إذا قرر مثلاً أن يغير جنسيته يذهب للعيش في روسيا، ولكن لا أعتقد بأنه سوف يفعل ذلك لأن ما قام به لولا النظام الأمريكي الذي سمح له بتطوير هذه الأمور التي يقوم بها في الوقت الحاضر في مسألة الصواريخ إلى الفضاء، في مسألة الصناعات للبنتاغون للولايات المتحدة، كل هذه الأمور هي نتيجة لوجوده في أمريكا ونتيجة للجو الذي يعيش فيه في الولايات المتحدة.</p> <p>كما تعلم أمريكا بلد الحرية، بإمكانك أن تفعل أي شيء تريده ضمن نطاق القانون، وهذا ما فعله إيلون ماسك، فاعتقد بأن أي دولة يمكنه أن يقوم بما يقوم به في الوقت الحاضر.</p> <p>لم نسمع إلى الآن في الصين بأن شخص مثل ماسك قام بأعمال مثل ماسك، لم نسمع بروسيا أو بأي بلد آخر في العالم وجود شخصية مثل ماسك.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: لأن هناك مفهوم الولاء الوطني أو مفهوم الدولة يختلف عن الولايات المتحدة هنا أيضاً مفهوم الولاء الوطني دكتور.</p> <p>مفهوم الولاء الوطني في الولايات المتحدة أيضاً بدأنا نرى أن هناك أسئلة حوله إن كان هو للدولة أم للرئيس أم للمصالح العابرة للحدود مع وجود ماسك بهذا المستوى من التأثير داخل أمريكا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: بل ما قام به إلى الآن ماسك هو لمصلحة الولايات المتحدة، صحيح هو انتماؤه للحزب الجمهوري أكثر من الحزب الديمقراطي، ولكن في السابق كان له ميول ديمقراطية أيضاً.</p> <p>إذا الرجل مستقل يتخذ قراراته بما يمليه عليه ضميره، مثلاً وجد بأن الولايات المتحدة هي أفضل محل للقيام بالأعمال الصناعية والتجارية التي يقوم بها ماسك ويعتقد بأنه لا يمكنه أن يعمل بنفس الطريقة لا في الصين أو في روسيا، فقط في الولايات المتحدة بإمكان شخص مثل ماسك أن يقوم بالأعمال التي يقوم بها.</p> <p>لا يمكنك أن تسمي شخصاً في الصين قام بما قام به ماسك في أمريكا أو في روسيا، لا يمكنك أن تسمي، هو يدرك ذلك جيداً لأنه صحيح لديه مشاكل مثلاً مع الحزب الديمقراطي، ولكن في السابق لم يكن لديه مشاكل، فإذا هناك ليونة في مواقف ماسك فيما يتعلق بعلاقاته السياسية مع الأحزاب في الولايات المتحدة وأعتقد أن مستقبل ماسك هو في الولايات المتحدة وليس في الصين ولا في روسيا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: لكن هنا أيضاً نمط غير تقليدي دكتور غبريال لم نعهده سابقاً في أمريكا أو حتى في دول أخرى أن هناك شخصية ليس رئيساً، ليس رئيس حكومة، ليس وزير دفاع، ليس قائداً عسكرياً، الخ.</p> <p>أمام شخصية تتحكم بشكل أصبح غير مسبوق بالرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية وأيضاً في الاقتصاد عبر الاستثمارات في الولايات المتحدة وحتى في مجالات التقدم العلمي والتكنولوجي تحدثت عن موضوع الفضاء، ونتحدث أيضاً عن الذكاء الاصطناعي والطموحات فيه وغير ذلك.</p> <p>شيء أصبح إيلون ماسك وكأنه صانع سياسات في الولايات المتحدة وهو من خارجها، من خارج مؤسسة صناعة السياسات والقرارات؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: بالفعل إيلون ماسك هو من أصل أفريقي جنوبي دولة أفريقيا الجنوبية، جاء للولايات المتحدة بعمر صغير وبنى ما بناه في الولايات المتحدة، هو يدرك جيداً بأن إمكانية القيام بأعمال صناعية وتجارية لا يمكن أن يفعلها في أي بلد آخر غير الولايات المتحدة وهو يقدر ذلك.</p> <p>ولكن وصل إلى وقت بإمكانه أن يؤثر في سياسة البيت الأبيض، في فترة غير بعيدة كان إيلون ماسك يومياً في البيت الأبيض وكأنه يعود إلى منزله في البيت الأبيض، حتى إن الرئيس ترامب في إحدى المناسبات قال لا أعلم ماذا أفعل بإيلون ماسك لأنه هو في البيت الأبيض يومياً. هذا هو النفور.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هذا دكتور، أليس يشكل خطراً تنظر إليه الدولة العميقة أو مؤسسات الدولة العميقة بوجود سلطة ظل رقمية تنافس السلطة التقليدية في واشنطن، والبعض يقول إن هذا هو جوهر إثارة الخلاف مع دونالد ترامب، وأن هذا عملت عليه أجهزة في الدولة العميقة لإثارته بين دونالد ترامب وإيلون ماسك للوصول إلى هدف تحجيم ماسك وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: الإدارة لديها نفوذ كبير على أي شخصية في أمريكا إن كانت شخصية اقتصادية أو سياسية أو تجارية مهما كان الأمر.</p> <p>لأن الولايات المتحدة الحكومة الفدرالية هي التي تعطي تراخيص للقيام بأعمال تجارية، لولا مساعدة الولايات المتحدة لما استطاع إيلون ماسك القيام بهذه الأعمال.</p> <p>كل هذه الاتفاقيات التي استفاد منها إيلون ماسك هي بالدرجة اتفاقيات مع الحكومة الفدرالية، ما يقوم به ماسك هو لمساعدة الحكومة الأمريكية في مشاريعها الصناعية، مثلاً الولايات المتحدة والحكومة تريد بناء 50 محطة فضائية، فمن باستطاعته أن يفعل ذلك غير إيلون ماسك؟ لا يوجد أي شخص، أيضاً الحكومة الفدرالية بحاجة إلى مساعدة ماسك، ولكن في الوقت نفسه إيلون ماسك يستفيد من هذه لأن هذه هي عقود مع الحكومة الأمريكية.</p> <p>إذا قال لهم مثلاً الوصول إلى القمر يكلفكم 50 مليار أو مئة مليار أو مئتي مليار هو الذي يقرر وليست الحكومة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هنا دكتور في نهاية الحلقة نريد أن نتوقع ما الذي سوف يحصل نحن أمام تراجع ربما من إيلون ماسك والأجواء تبدو هادئة خلال الساعات الماضية على الأقل عكس أيام الأسبوع الماضي.</p> <p>هل سيقبل ترامب اعتذار ماسك برأيك بشكل كامل؟ وهل بتقديرك سنشهد لقاءً علنيًا بين الطرفين مرة أخرى؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: لا أعلم فيما إذا سوف يكون لقاء علني ولكن ترامب يريد عودة ماسك إلى الحضن الأمريكي إلى حضن البيت الأبيض بكل تأكيد لأنه بحاجة إلى إيلون ماسك لأن إيلون ماسك لديه قدرات هائلة مالية، قدرات مالية بإمكانه أن يؤثر في السياسة الأمريكية.</p> <p>فإذا أي رئيس في البيت الأبيض يريد أن يكون إيلون ماسك متوددًا إليه صديقًا له.</p> <p>لا أعتقد بأنه سوف يكون هناك نفوذ من قبل إيلون ماسك، ماسك يريد العودة إلى ما كان في السابق قد لا يسمح ترامب بذلك ولكن ليس لديه مانع من العودة إلى نوع من أن يكون صديقًا لترامب.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: نحن أمام انتخابات كذلك، كيف ستنعكس هذا الخلاف على الانتخابات وكيف سيتصرف دونالد ترامب الذي يولي أهمية كبيرة للصندوق وللانتخابات؟ كيف سيؤثر ذلك في الصناديق في الانتخابات؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: إذا اطلعت على تصريحات الرئيس ترامب في هذا الأسبوع تجد بأنها تصريحات إيجابية يريد إيلون ماسك العودة إلى الملفات السابقة لأنه له تأثير كبير في الانتخابات الأمريكية.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور سؤال حول العقود مع المؤسسات الحكومية.</p> <p>إذا تمت مصالحة أو هدأت الأجواء هكذا كما هي تمضي الآن، البعض يسأل عن عقود ناسا والبنتاغون، هل ستعود كما هي أم أن لا، سيكون هناك ضوابط بعدما ما جرى؟ وهل إيلون ماسك سيقبل بهذه الضوابط وهذه الصياغة الجديدة لعقوده مع هذه المؤسسات الحكومية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>غبريال صوما: العقود مع المؤسسات الحكومية ليس لديها علاقة كثيرة بالسياسة، إذا البنتاغون أراد من ماسك أن يصنع له صواريخ مثلا بالستة whatever it is، هذا يصب في مصلحة الولايات المتحدة ككل بغض النظر عن العلاقات التي تربطه بالبيت الأبيض.</p> <p>فإذا من هذه الناحية العقود سوف تبدأ كما هي، الولايات المتحدة بحاجة إلى إيلون ماسك وهو أيضًا بحاجة إلى الولايات المتحدة لأنها تقدم له الظروف الملائمة للقيام بالإنتاج، بإنتاج الصناعات التي يريدها.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: سنرى دكتور غبريال صوما معك كيف سيتفاعل الخلاف تصاعدًا أم تنتهي الأمور كما يبدو خلال الساعات الماضية كما ذكرنا في نوع من التراجع.</p> <p>دكتور أشكرك جزيل الشكر على هذه المشاركة معنا، الأستاذ في القانون الدولي والعضو في المجلس الاستشاري للرئيس ترامب سابقًا من واشنطن دكتور غبريال صوما.</p>