وداعاً زياد الرحباني

لم يكن زياد الرحباني فقط موسيقياً عبقرياً ومسرحياً استثنائياً ومقاوماً لا يلين، بل كان سؤالاً وجودياً يطرق ضمائرنا بلا توقف: من نحن؟ وما هو موقفنا من كل ما نحياه ويحيط بنا؟ أهدانا نوتات من قلبه وروحه، فصار حزننا ثورة، وأغنيتنا نشيداً، والوطن حلمًا يرفض الانكسار. الآن نلمس شظايا روحه في قلب كل واحد منا، في كل نوتة عميقة وجميلة، وفي كل كلمة تبحث عن معنى في زمن بلا معنى. يا من حملنا بموسيقاه إلى أعالي التجلي، وأيقظنا بكلماته على حقيقة واقعنا المر، وظل ثابتاً كزيتونة دهرية على الرغم من كثرة الأوجاع والمحن.