أحلامُ التوسّع.. وحدودُ النار.. على أرضِ القوقاز

في جنوبِ القوقاز، حيث تتقاطَعُ خرائط ُالإمبراطوريات القديمة ومشاريعَ الدول الكبرى اليوم . تصعِّدُ أذربيجان بصورةٍ مفاجئة في وجهِ روسيا ، ما يَطرَحُ أسئلةً عديدةً عنِ الأسبابِ والدوافعِ والمآلات ؟ هل نحنُ أمامَ لاعبٍ إقليميٍ جديد؟ أم مغامر ٍيَقفِز فوق الجغرافيا؟بين توترٍ متصاعد مع َروسيا، وتشابك في المصالح الإقليمية، وأسئلة عن الداخلِ الاذريّ نفتحُ ثلاث دوائرَ لفهمِ ماذا تفعل باكو؟ وهل من يدفَعُها إلى الحافة ؟

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: سلام الله عليكم مشاهدينا في دوائر القرار.</p> <p>في جنوب القوقاز حيث تتقاطًع خرائط الإمبراطوريات القديمة ومشاريع الدول الكبرى اليوم، تصعد أذربيجان بصورةٍ مُفاجئة في وجه روسيا ما يطرح أسئلة عديدة عن الأسباب والدوافِع والمآلات.</p> <p>هل نحن أمام لاعِب إقليمي جديد؟ أم مُغامِر يقفز فوق الجغرافيا؟</p> <p>بين توتّر مُتصاعِد مع روسيا وتشابُك في المصالح الإقليمية وأسئلة عن الداخل الأذَرَي نفتح الليلة ثلاث دوائر لفَهْم ماذا تفعل باكو وهل مَن يدفعها إلى الحافّة؟</p> <p>أهلاً بكم.</p> <p>أرحِّب بضيفي من موسكو سيُشاركنا في نقاش الدوائر الثلاث السيّد سعيد غفوروف الأستاذ المُشارِك في قسم الدراسات الإقليمية الأجنبية في جامعة موسكو الحكومية اللغوية والمُستشار في الاتحاد الروسي.</p> <p>سيّد سعيد حيَّاك الله مساء الخير سنكون معك في موضوعات مختلفة كلها تتعلّق بالعلاقات الروسية الأذَرَية ومنطقة جنوب القوقاز.</p> <p>مساء الخير ومباشرة نذهب إلى عنوان الدائرة الأولى مشاهدينا، من الحليف الصامَت إلى الخَصْم النَشِط موسكو وباكو على مُفْتَرق؟</p> <p>قبل أن نذهب إلى ضيفنا سأعرض الآن مشاهدينا الإجراءات التي حصلت بين موسكو وأذربيجان والتي أدّت إلى ما يحدث الآن من أزمةٍ في العلاقات بين البلدين. لنرى ماذا حدث في الأيام الماضية حتى وصلت العلاقة إلى هنا نتابع.</p> <p>&nbsp;</p> <p>تقرير:</p> <p>علاقة تحوّلت من شرَاكة استراتيجية إلى تصعيدٍ مفتوحٍ وموسكو ترى في باكو اليوم أداة جديدة تستهدف أمنها وحدودها الجنوبية.</p> <p>أذربيجان تبدأ التصعيد بإرسال شَحْنَات دعم لوجستية إلى أوكرانيا وتلميحات بدعم عسكري ضمني.</p> <p>مقتل جنود حفظ السلام الروس في ناغورني قره باغ وموسكو تصف الحادثة بالطعنة في الظهر.</p> <p>باكو تُحظّر بثّ وسائل الإعلام الروسية وتُغْلِق المراكز الثقافية التابعة لروسيا.</p> <p>الرئيس علييف يتجاهل دعوة بوتين الرسمية لحضور احتفالات النصر رغم نقلها عبر البطريرك كيريل شخصياً.</p> <p>استخبارات باكو تختطف المُعارض زهرالدين إبراهيموف من داخل الأراضي الروسية في ضربةٍ مُحْرِجة للأمن الروسي.</p> <p>حملة إعلامية أذربيجانية تتصاعَد ضدّ موسكو بخطابٍ يُذكّر بالأجواء الأوكرانية عام 2014، لكن ماذا عن ردود فعل موسكو؟</p> <p>الكرملين يصف الخطوات الأذربيجانية بالاستفزازية ويؤكّد أن الصبر له حدود، وزارة الخارجية الروسية تستدعي السفير الأذربيجاني وتلوِّح بإجراءاتٍ مُضادَّة، إعلام روسي رسمي يبدأ بتغطية نقدية حادّة لسياسات علييف ويطرح أسئلة بشأن التواطؤ مع الناتو.</p> <p>مراقبون روس يتحدّثون عن نقطة اللاعودة في العلاقة بين البلدين.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أستاذ سعيد إليك مباشرة، كيف تُفسِّر هذا التحوّل السريع في العلاقات بين أذربيجان وموسكو وهل روسيا تفاجأت بهذه اللهجة وهذه الإجراءات التي بدأتها باكو ضدّها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعيد غفوروف: أولاً أعتقد أنه يجب أن نفهم مَن هو رئيس أذربيجان إلهام علييف، ما هو تعليمه وخبرته، هو قبل كل شيء دبلوماسي، دبلوماسي مُتألّق، دبلوماسي ذو خبرة عالية وكل النجاحات في أذربيجان في ما يخصّ النجاحات على المستوى الاقتصادي خارجياً وداخلياً طبعا ظاهِر جدًا هذه النجاحات السياسية للأذربيجانيين بفضله، وهنا السؤال هناك أزمة بين باكو وطهران للأسف هذه فكرة جدًا سيّئة وهنا يظهر السؤال لماذا؟ وأنا أرى أن الجواب هو كالتالي:</p> <p>سبب هذه السياسة الخارجية لأذربيجان ليست مُتعلّقة بمجال السياسة الخارجية إنما هي متعلّقة ولها علاقة بما يحدث في أذربيجان وداخل باكو، هي مُرتبطة بأسباب السياسة الداخلية، وأنا أقصد خصوصية الأذربيجاني، الشخص الأذربيجاني الذي لا يعرف ماذا يحدث وليس له علاقة بالصِراعات الداخلية والأزمات الداخلية.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أنا سأتحدّث معك أستاذ سعيد عن الداخل الأذربيجاني في الدائرة الثالثة، لكن إسمح لي أستاذ سعيد هنا ومشاهدينا أن نطلّ على أذربيجان، هذا الموقع الذي كان يتحدّث عنه أستاذ سعيد الآن، أذربيجان تقع في قلب جنوب القوقاز عند تقاطُع حسّاس جدًا، هي شمال إيران كما نلاحظ وجنوب روسيا وكذلك مع الحدود الأرمينية وقرب تركيا عبر معبر استراتيجي نخجوان، هذا المعبر الذي يقع هنا وهو نقطة صراع سنتحدّث عنه في الحلقة. موقعها يجعلها نقطة ارتكاز استراتيجية في أيّ صراع بين القوى الإقليمية.</p> <p>سنطلّ أيضًا على موقع أذربيجان، الخارِطة الثانية مشاهدينا، أهميّة أذربيجان بالنسبة للغرب، للولايات المتحدة وإسرائيل.</p> <p>=في الخارِطة الثانية كما نلاحظ مشاهدينا هذه الحدود الطويلة بين أذربيجان وإيران، هذه الحدود بالنسبة للإيرانيين تجعل من أذربيجان قاعدة مثالية لأيّ نشاط استخباري أو لوجستي ضدّ طهران.</p> <p>إسرائيل استخدمت هذه المناطق مشاهدينا مرارًا لجمع معلومات وتنفيذ عمليات داخل إيران، أذربيجان أيضًا تطلّ على الجنوب القوقازي لروسيا هذه المنطقة هنا وخصوصًا مناطق داغستان والشيشان.</p> <p>إلى الخريطة الثانية مشاهدينا لدينا أيضًا في المشهد مشروع الممرّ الشمالي الجنوبي، هذا هو الممرّ الذي يعبر من روسيا عبر بحر قزوين مباشرة إلى إيران ومن ثم إلى الهند، هذا ممرّ أوراسي هو مشروع أوراسيا.</p> <p>التوتّر بين أذربيجان يهدّد استقرار هذا الممرّ ويمنح الغرب فرصة لقَطْع أهم أحد البدائل الروسية للطُرُق الأوروبية.</p> <p>في هذه الخريطة أيضًا مشاهدينا أريد أن أركّز، ذكرت داغستان والشيشان، هذه المناطق التي تشكّل خاصِرة بالنسبة لروسيا مع الحدود الأذربيجانية، أيضًا هناك ممرّ زان زور، هذا الممرّ يفصل أرمينيا عن جيب نخجوان الأذري الذي يصل بين أذربيجان وتركيا، يمثّل شريانًا حيويًا لإيران. هذا الممرّ ممرّ زانكزور هو شريان حيوي لإيران باتجاه أرمينيا وروسيا من دون أن يمرّ عبر أذربيجان.</p> <p>طبعًا هناك محاولات أذربيجانية بدعمٍ تركي وإسرائيلي للسيطرة على ممرّ زانكزور، هذا ما يهدّد بعزل إيران جغرافيًا عن حليفتها أرمينيا.</p> <p>هذا الممرّ يتحوّل تدريجياً إلى جبهة صراع إيرانية أذرية تركية، وكل تصعيد بين باكو وطهران أو موسكو يصبّ مباشرة في مصلحة القوى الغربية التي تبحث ربما عن أوكرانيا جديدة ولكن في منطقة جنوب القوقاز.</p> <p>إذًا هذه هي أهميّة أذربيجان.</p> <p>أستاذ سعيد عندما نتحدّث عن الموقع الجغرافي لأذربيجان يُقال بأن هناك صناعة لأوكرانيا ثانية، أوكرانيا جديدة ولكن في منطقة القوقاز وليس في شرق أوروبا. هل فعلاً أذربيجان تتحوّل برأيك إلى جبهةٍ جديدةٍ مثل أوكرانيا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعيد غفوروف: في طهران هناك حديث عن عمليات إسرائيلية حصلت عبر حدود أذربيجان وهذا أمر غير مقبول، من جهةٍ أخرى بين موسكو وطهران هناك علاقات استراتيجية وأيضًا من جهةٍ اقتصاديةٍ ومن جهةٍ اقتصاديةٍ أهمّ أكثر خاصة خطّ النقل شمال جنوب الذي يمرّ عبر روسيا وإيران وأذربيجان وينطلق من باكستان والهند وماليزيا وينتهي في النرويج، في الحقيقة هذا خط نقل تشارُكي فيه العديد من الدول وهم يحصلون على إيجابيةٍ منه والسياسيون في باكو يفهمون هذه الإيجابية التي حصلوا عليها من خط النقل، خط النقل شمال جنوب لديه ثلاثة توجّهات.</p> <p>الأول الذي تحدّثت عنه وينطلق من أذربيجان، هذا خط النقل الذي يمرّ بالغرب من القوقاز، ولكن أيضًا هناك نِقاش عن خط النقل الذي يمرّ بآسيا الوسطى طهران، وتوجد وجهة ثالثة هي التخلّي عن أستراخان، وفي روسيا هناك ثلاث وجهات لخط النقل، أذربيجان يمكن أن تستفيد جدًا من خط النقل هذا من وجهة نظر اقتصادية، وأعتقد أن التحالفات السياسية مع تل أبيب لا يمكن أن تسبّب لهم أو تكون سببًا وراء خسارتهم لهذه الإيجابيات التي يحصلون عليها من وراء خط النقل.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أستاذ سعيد هنا كيف ستتّجه الأمور؟ هل روسيا ستُساير إلهام علييف وأذربيجان وتعود لتحتوي أذربيجان مرة أخرى، أم نحن سنذهب إلى أن روسيا قد تتعامل بأن هذا خطر كبير وربما تعيد التحالف مع أرمينيا؟ كيف ستتصرّف روسيا حسب متابعتك؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعيد غفوروف: هنا الوضع كالتالي مُجدّدًا أقول في روسيا لا يفهمون جيّدًا ما هي الأسباب السياسية الداخلية في أذربيجان التي جعلت إلهام علييف يتصرّف بهذه الطريقة القاسية، وضع أذربيجان في قطاع النفط جدًا هشّ بالنسبة لروسيا، روسيا يمكن أن تفتعل العديد من المشاكل في قطاع النفط بالنسبة للأذربيجانيين أو الاستثمار في أوكرانيا ربما يُدمّرون هذا القطاع، وفي موسكو هم لا يفهمون جيّدًا، ولكن يوجد هذا المفهوم في لعبة الورق، مفهوم الغشّ ربما أو التحايُل، هذه الاستراتيجية هي لا يفهمها جدًا الرئيس الأذربيجاني ولا يفهم لماذا تعتمد هكذا استراتيجية أو هكذا منهج، لأن ربما القوات المُسلّحة الأذربيجانية أضعف من الروس وأضعف من الإيرانيين، وهنا عندما يكون هناك صراع مُسلّح لا يمكن أن نتناقش مَن سينتصر، أيضًا ربما عندما يظهر صراع بين إيران وأذربيجان لا يمكن أن نقول مَن سينتصر هناك.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هو في نهاية المطاف قد لا يعتمد على قواه الذاتية في أذربيجان قد يعتمد على الحلفاء، وهنا إذا سمحت لي أستاذ سعيد ومشاهدينا.</p> <p>أنتقل إلى الدائرة الثانية في دوائر القرار، عنوانها: القوقاز مسرح لصراع المشاريع وأحلام التوسّع.</p> <p>سنتابع في هذه الدائرة مشاهدينا هذا التقرير الذي نحاول من خلاله أن نرصُد كيف تتشابك المصالح والقوى في هذه المنطقة، نتابع التقرير.</p> <p>&nbsp;</p> <p>تقرير:</p> <p>=في جنوب القوقاز لا تُكْتَب السياسة بمَداد القلم والدواة بل بخطوط الممرّات وتقاطُعات المصالح ونقاط السيطرة على الجغرافيا الصُلبة، هنا على أرض القوقاز تتقاطع خرائط الطاقة والأمن والممرّات الدولية في واحدةٍ من أعقد البُقَع الجيوسياسية على تخوم أوراسيا.</p> <p>أذربيجان اليوم تتحوّل من دولة ضمانة لاستقرار نسبي إلى ارتكازٍ لمشروعات إقليمية ودولية ذات طابع هجومي، بدعمٍ تركي مباشر في الاقتصاد والعَسْكَرة وبشراكةٍ أمنيةٍ عميقةٍ مع إسرائيل وبتشجيعٍ أمريكي أوروبي لزَعْزَعة خاصِرة روسيا، تتحرّك باكو كأداة منضبطة ضمن لعبة تبدو أكبر من قُدرتها.</p> <p>إيران جنوبًا تراقب بعين القلق تزايُد التدخّل العسكري والأمني الإسرائيلي في محيطها الشمالي، وتعدّ محاولات قطع التواصُل البرّي مع أرمينيا عبر ممرّ زانكزور تهديدًا مباشرًا لمصالحها الاستراتيجية ولأمن خطوطها اللوجستية غربًا.</p> <p>أما روسيا شمالًا المنشغلة بجبهة أوكرانيا شرقًا فتجد في التحرّكات الأذَرَية مدعومة بغربٍ نَشِط محاولة لفتح جبهة ضغط جديدة عليها من الجنوب، انسحابها الناعم من ناغورني قره باغ لم يكن خيارًا حرّاً بلا رَيْب، هو ليس انسحابًا يتيماً، فله ما يماثله في سوريا إذ تقدّم الغرب الأطلسي ليُمْسِك بناصية البلاد هناك، البلاد التي ظلّت حليفًا رغم تقلّبات الحُقَب، ومن عصر السوفيات الذهبي إلى عهد ولادة جديدة لروسيا بصعود بوتين.</p> <p>في خلفية المشهد تعود للظهور خريطة العقيد بيترز التي اقترحت قبل عقدين إعادة هندسة المنطقة على أسُس وظيفية تراعي مصالح واشنطن وتل أبيب وتضعف محاور الشرق التقليدية على حساب الدولة الوطنية.</p> <p>جنوب القوقاز يتحوّل تدريجيًا من مساحةٍ حدوديةٍ هامشية إلى مركز صراع المشاريع، مشروع أوراسي روسي إيراني يريد وَصْل الشمال بالجنوب، ومشروع أطلسي إسرائيلي يسعى للفصل والتطويق والتحكّم بالمفاصِل.</p> <p>وفي هذا المشهد تتقدّم أذربيجان ليس بكونها مجرد طرف إقليمي إنما كأداة مُحفّزة لإعادة توزيع التوازُنات في قلب الجغرافيا المُعقّدة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: التقرير أستاذ سعيد يطرح الكثير من الأسئلة سأحاول تكثيفها، هل تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية برأيك والدول الغربية مع أذربيجان باعتبارها أداة ظرفية، أداة ضغط على روسيا شمالًا وعلى إيران جنوبًا؟ أم أن هناك مشروعًا طويل الأمد، مشروعًا استراتيجيًا لتثبيت حضور غربي دائم في منطقة جنوب القوقاز؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعيد غفوروف: أنا أعتقد أنكم تقيّمون بطريقة جيّدة وضع الأذربيجانيين كأداة ربما للسياسة الأمريكية أو الأوروبية، الأذربيجان أضعف، إذا أراد الإيرانيون أن يحتلّوا أذربيجان سيكون من السهل جدًا عليهم فعل ذلك في أسبوع، ولا توجد هناك فرصة للمقاومة أصلاً.</p> <p>الأذربيجانيون أضعف من الناحية العسكرية، والرئيس الأذربيجاني هو يفهم ذلك جدًا وهو ليس غبيّاً، وهم يقحمونه بهذا الوضع أن يدخل في أزمة مع إيران ومع موسكو حتى يهتزّ عرشه في الحقيقة، لكن الأهمّ من هذا بطريقةٍ عادلة، أنتم لاحظتم العلاقة ما بين رئيس تركيا والرئيس الأذربيجاني، والرئيس التركي هو جدًا سياسي ذكي، سياسي ذو خبرة عالية، وليس لديّ أيّ شكّ أن يقع في هذه اللعبة، هذا الوقت ليس مناسبًا لخلق صِراع مع طهران أو مع موسكو، ليس الوقت المناسب حتى نتحدّث عن سياسةٍ طويلةِ الأمد، ليس لدينا في الحقيقة الثقة في أن يدوم هذا الصراع ولا لباكو.</p> <p>عندما تتحدّثون عن سياسة طويلة الأمد يمكن أن تكون، يجب أن يكون النظام حتى نتحدّث عن سياسة طويلة الأمد يجب أن يمتدّ أو يتواصل النظام في أنقرة، النظام في باكو، ونحن لا نعرف، لا نعرف إلى ماذا سيتوصّلا نظام الحُكم السياسي، ولطهران وموسكو لديهم العديد من المفاتيح.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: ألا يبدو المخطّط المرسوم =يتجاوز أذربيجان وأذربيجان قد تكون حلقة من حلقات المشروع، ليس أذربيجانيًا إنما هو مشروع أطلسي كبير في منطقة جنوب القوقاز وفي مناطق أخرى من العالم أيضًا، لأنه أيضًا هناك مَن يتحدّث عن شرق أوسط كبير يصل إلى حدود القوقاز من منطقتنا العربية إلى حدود القوقاز. من هنا يأتي دور موقع أذربيجان؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعيد غفوروف: أذربيجان وتركيا ليسا بموقف قوّة، بالإضافة إلى ذلك هم من دون أمريكا ليسوا بوضع قوّة. أمريكا تخرج من المحيط الهندي وهي تراقب كل قوّاتها في المحيط الهادئ. برنامج تطوير القطاع الأمني في أمريكا يُركّز على الصين، فهي الدولة التي تهدِّد أمريكا، وأمريكا تُركّز على ذلك. تركيا ستعتمد على نفسها، وأذربيجان أيضًا تعتمد على نفسها، وتل أبيب حتى تل أبيب هي أيضًا يجب أن تعتمد على نفسها لأن الأمريكان هم مركّزون على كل شيء ضدّ الصين. مَن يعرف أن الصين، الحزب الاشتراكي، يرى أن هذا هو أحسن وقت لتوحيد البلاد، وهذا ما يُزعِج ترامب في الحقيقة ويُزعِج الجيش الأمريكي. وهم يريدون أن يتوقّفوا عن دعم تل أبيب، ولهذا السبب هي تواصل أمريكا وتحاول أن تسحب دعمها لتل أبيب لأنه ليس مُربِحًا وليس من صالحهم، وهم لا يريدون في الحقيقة أن يستمرّ الصراع لا في الشرق الأوسط ولا في البحر الأبيض المتوسّط، ولا حتى يريدون الدعم من الجهة المالية وليس فقط العسكرية، وهذا يعني.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أستاذ سعيد في التقرير السابق الذي عرضناه قبل قليل مَرَرْنا مرورًا ما يعرف بخطّة خريطة العقيد بيترز، هذه هي الخطة التي عاد التداول بها هنا في منطقتنا العربية بشكلٍ خاص، لأنه بدأنا نرى بعض ملامحها.</p> <p>إسمح لي أن نعرض للجمهور بعض ملامِح هذه الخطّة أو الخريطة للعقيد بيترز ثم أعود إليك أستاذ سعيد.</p> <p>&nbsp;</p> <p>تقرير:</p> <p>خريطة العقيد بيترز مشروع التفكيك العرقي والطائفي في الشرق الأوسط، واحدة من أكثر الوثائق إثارة للجدل، تعود مجدّدًا إلى الواجهة، نشرت عام 2006 في مجلة القوات المسلّحة الأمريكية تحت عنوان "الحدود الدموية كيف يبدو الشرق الأوسط بشكلٍ أفضل".</p> <p>وقدّمها العقيد الأمريكي المتقاعد رالف بيترز كمُقترح لإعادة رَسْم خريطة الشرق الأوسط على أسس عِرقية وطائفية بزَعْم تحقيق عدالة قومية بعد فشل حدود سايكس بيكو في احتواء الصراعات، وهو الرأي الذي كرّره مؤخّرًا مبعوث ترامب الخاص توماس باراك.</p> <p>أبرز ملامِح الخريطة:</p> <p>إيران: تقسم إيران إلى عدّة مناطق، تمنح أذربيجان الجنوبية الواقعة شمال غرب إيران إلى جمهورية أذربيجان لتكوين أمّة أذرية موحّدة.</p> <p>إقامة دولة عربية في الأهواز.</p> <p>إنشاء دولة كردية تشمل أجزاء من إيران والعراق وسوريا وتركيا.</p> <p>السعودية: إقامة دولة إسلامية مُقدّسة تضمّ مكّة والمدينة.</p> <p>إلحاق المناطق الشيعية الشرقية بدولةٍ شيعيةٍ تمتدّ من جنوب العراق إلى البحرين.</p> <p>سوريا والعراق: تقسيمها إلى كيانات سنّية وشيعية وكردية.</p> <p>إقامة دولة علوية على الساحل السوري.</p> <p>تركيا: خسارة أراضٍ لصالح الأكراد والأرمن.</p> <p>دول جديدة مُقترحة: كردستان الكبرى، دولة شيعية (شيعستان)، دولة مارونية مسيحية في لبنان، دولة للبربر في شمال أفريقيا.</p> <p>الهدف: تكريس مفهوم الدول المُتجانسة عرقيًا ومذهبيًا على حساب الدول الوطنية، بما يضمن كيانات ضعيفة تعتمد على واشنطن ويطوّق النفوذ الإيراني والتركي والروسي.</p> <p>لماذا تعود للواجهة؟</p> <p>في ظلّ التصريحات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة والتحرّكات الميدانية يُعاد طرح هذه الخريطة كجزءٍ من مشروع إعادة تشكيل المنطقة بالقوّة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أستاذ سعيد غفوروف، أريد أن آخذ رأيك، كيف يمكن قراءة العودة إلى خريطة بيترز؟ نحن في المنطقة العربية بدأنا نشهد، هي خطّة سنة 2006 ونُشِرَت كما ذكرنا في مجلة البنتاغون التي تعبّر عما يفكّر فيه المستوى العسكري في أمريكا، لكن بدأنا نرى بعض ملامِح هذه الخريطة. على سبيل المِثال بدأنا نسمع عن دولةٍ علوية، بدأنا نسمع عن كردستان الكبرى على أجزاءٍ من العراق وسوريا. حتى الآن، حتى مبعوث ترامب باراك الذي جاء إلى هنا قال إن سايكس بيكو لا تنفع، وهو ما يتطابق مع ما قاله بيترز في خطّته أننا يجب أن نغيّر سايكس بيكو.</p> <p>وماذا عن الشقّ المتعلّق بجنوب القوقاز؟ هل تعتقد بأن الخطّة تمضي قُدُمًا نحو نهاية الدولة الوطنية أو الدول الوطنية وتأسيس دول مُتجانِسة كما يقولون؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعيد غفوروف: من دون شكّ هذه خطة أيديولوجية التي يريدون أن يطبّقوها إذا كانت لديهم حقًا الإمكانية ليحقّقوها، هذا حلم طبعاً، ولكن هذا الحلم يمكن أن يتحقّق فقط عندما تغيب المقاومة، ولكن هذه المقاومة هي موجودة لم يتم كَسْرها. نحن لا نريد هذا السلام ولا نريد هذا القرار، الكل يفهم أن العالم في الحقيقة يتصارع على الأسواق وعلى تطوير هذه الاستراتيجية القديمة لإضعاف أو تفريق السلطات والحكومات.</p> <p>لا توجد بالنسبة لهم إمكانيّات في السياسة. جدًا جدًا مهمّ هو إيجاد الإمكانية، جدًا صعبة. الكل يفهم أن طهران قامت بضرباتٍ كبيرةٍ ضدّ تل أبيب لأنه في النهاية هي انتصرت في هذه الحرب، ويجب عليهم ذلك، ولكنهم قرّروا أنه ليس هذا هو الوقت المناسب حتى تتواصل هذه الحرب.</p> <p>في أمريكا توجد هذه الخطط الكبيرة، ولكن هذه تعكس إرادتهم، وتوجد هناك في الحقيقة وثائق موجودة استراتيجية تطوير القوات العسكرية، وتوجد العديد من الوثائق التي لديها أهداف لتطوير القوات العسكرية، وهي يجب أن تحقّق في فترة حُكم الرئيس ترامب. ويجب أن يتم التركيز كل القوات العسكرية لأمريكا ضدّ الصين، ويضعون روسيا في مواجهة أوروبا، لكن لا توجد موارد تكفي لتنفيذ هذه الاستراتيجية، ليس لديها الإمكانية لدعم أذربيجان حتى تواجه روسيا أو إيران.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أنت تريد أن تقول سيّد غفوروف كما أفهم منك بأن القُدرات العسكرية الأمريكية ومناطق التحدّي في العالم لا تسمح بتنفيذ أو تمرير مثل هكذا خطّة.</p> <p>=أستاذ سعيد سأتوقّف مع فاصل قصير ثم نعود مرة أخرى إلى دوائر القرار بعد الفاصل سنُلقي نظرة على الداخل الأذري؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعيد غفوروف: نعم أوافقك ما قلت، ليس باستطاعة الولايات المتحدة أن تكون لديها هذه الإمكانات لتحقيق هكذا مُخطّط.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: إلى الفاصل.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: حيّاكم الله من جديد مشاهدينا في دوائر القرار، وصلنا للدائرة الأخيرة وعنوانها أذربيجان من الداخل نظرة في العُمق.</p> <p>لنبدأ هذه الدائرة مشاهدينا بإلقاء نظرة على الداخل الأذري الأذربيجاني من خلال هذا التقرير.</p> <p>&nbsp;</p> <p>تقرير:</p> <p>في باكو كل شيء يبدو مُنظّمًا، المباني تلمع، الأرصفة هادئة، والعَلم يُرفرف بكبرياء، لكن الداخل الأذربيجاني أكثر تعقيدًا مما تراه.</p> <p>إلهام علييف رئيس البلاد إبن حيدر، رجل الاستخبارات السوفياتي الذي صعد من دهاليز الكي جي بي ليصبح مؤسّس الدولة الحديثة.</p> <p>الأب الصُلب صنع النظام بقبضةٍ من فولاذ، أما الإبن فأعاد تشكيله بقفّاز نِعام بلا ضجيج، لكن بالإصرار نفسه.</p> <p>رجل قليل الكلام، بارِد التعابير، نادر الابتسام، ويُدير التفاصيل بعقلٍ بيروقراطي بارد، وصِفَ مرارًا بأنه لا يحب الاستعراض لكنه لا ينسى الإساءة.</p> <p>ولم يسمح لأحد بمُزاحمة إرث العائلة، قليل الظهور محسوب العبارات، يبدو كمَن يلعب السياسة على لوحٍ من زجاج يخشى أن يُكْسَر.</p> <p>إلى جانبه تقف زوجته مهريبان نائبة الرئيس، وجه ناعم للسلطة، يُدير شبكة توازن دقيقة بين النُخَب والجيش والأمن.</p> <p>سيّدة ناعمة الملامِح أنيقة الظهور، طبيبة وشاعرة تحضر في كل مناسبة كظلّ دائم للسلطة. يُقال في أذربيجان: لا تجرّب قوّة الجدار حتى لو بدا لك من زجاج، ويُقال في المثل الأذري: مَن لا يرى العاصفة خلف الجبل يظنّ الهدوء نعمة تدوم.</p> <p>إذاً تبدو السياسة الحَذِرَة والتحسّب للمخاطر لأذربيجان اليوم إرث له جذور عميقة تفرضها الجغرافيا ومعادلات القوقاز الخطرة.</p> <p>بعد الانتصارات العسكرية في ناغورني قره باغ، انشغلت المدن بالاحتفالات بينما تصاعدت التساؤلات أكثر: ماذا بعد؟</p> <p>لا معارضة تُذْكَر في داخل البلاد، ولا انتخابات مفصلية، بل إدارة للصمت وتوازن للنُخبة وخطاب قومي مُتصاعِد يعوّض كل ما سبق.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: إذاً هذه نظرة على أذربيجان من الداخل. أستاذ سعيد، اسمح لي أن أبدأ بسؤالٍ عن انعكاس التوتّر الخارجي مع روسيا وكذلك مع إيران على الداخل الأذربيجاني. كيف ترى انعكاس هذه التوتّرات، هذه العلاقات التي فيها نوع من القلق والشكّ وليس الثقة المُطلقة، على أذربيجان من الداخل؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعيد غفوروف: أولاً يجب أن نفهم أن في روسيا يعيش العديد من الأذربيجانيين، هناك جزء نال الجنسية الروسية وجزء احتفظوا بالجنسية الأذربيجانية. وفي أذربيجان أيضًا هناك العديد من الروس. وهنا الأذربيجانيون لا يسمحون لأنفسهم أن يتواصلوا في أزمةٍ مع الروس في الحقيقة، لأنه ستكون هناك أزمات سياسية في داخل باكو وربما هذا سيعود سلبًا على التعامُل بين البلدين، خاصة على المستوى التجاري. فليس من صالح أحد أن يتواصل في هذا الصراع، ولكن هذا لا يعني أنه ربما ستكون هناك تغييرات كبيرة. فرأس المال الأذربيجاني ليس مرتبطًا فقط مع رأس المال الروسي، أيضًا مع الإيراني، وما قلتم سابقًا هو صحيح، هناك أذربيجانيون في إيران وباكو ربما تحاول أن تفعل شيئًا ما، ولكن هذا لا يُقارَن مع ما فعلت طهران في أذربيجان.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: كيف هنا أستاذ سعيد تراقب أيضًا أو ما هي خلفية تصاعُد الخطاب القومي في أذربيجان؟ هل هو تعويض عن الديمقراطية، عن انتخابات، عن عدم وجود معارضة، عن عدم وجود إعلام حرّ، الخ؟ هل الخطاب القومي المتصاعِد في أذربيجان هو التعويض عن كل ذلك؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعيد غفوروف: الأسباب ليست سياسية خارجية، وما يحدث بين روسيا وأذربيجان، ولكن هي أسباب داخلية، نتيجة الاعتقالات في موسكو، عادت سلبًا على القطاع التجاري وعلى رؤوس أعمال في أذربيجان. وحتى نتمكّن من تهدئتهم تمّ اتّخاذ هذه القرارات. والرئيس الأذربيجاني هو في الحقيقة سياسي عظيم ومُتألّق جدًا، وهو لا يتقن الغشّ، ولكنه وضِعَ في هذا الوضع ويجب عليه أن يتصرّف، وهو لم يفعل شيئًا ضدّ الروس حقيقة. تمّ إلغاء التظاهرة الثقافية، لكن توجد هناك أشياء أسوأ. نحن منزعجون من أنه تمّ اعتقال شخصين وهما توفّيا بسبب سكتة قلبية، ولكن هذا هو شأن خاص بنا، شأن داخلي، ولكن هذا في الحقيقة حقوق الإنسان والسياسة هما شيئان مختلفان بالنسبة لإلهام علييف. هو لم يفعل شيئًا سيئًا، بالنسبة له ليس هناك أيّ سبب حتى يكون هناك صراع بين موسكو وإيران، ليس لديه مصلحة. وهذا يعني، هذا يعتبر بالنسبة للجمهور الأذربيجاني وحتى بالنسبة للروس هناك مشاكل، مثلًا تخصّ حقوق الإنسان، ولكن هذه مشاكل داخلية تخصّنا، وهذا يمكن أن نقوله شيئًا داخليًا وخاصًا بالأذربيجانيين.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: فهمت، لكن أستاذ سعيد غفوروف، نحن نتحدّث عن إلهام علييف، إلهام علييف هو إبن حيدر علييف، رجل الكي جي بي السوفياتي الكلاسيكي، الولاء المُطلق لموسكو، وبعد ذلك يأتي إلهام علييف ليكون له خط خاص به، العلاقة مع الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل والتفكير بالقفز فوق الجغرافيا كما يقول البعض.</p> <p>ما هو برأيك لماذا هذا التغيّر أو لماذا لم يكن وريثًا لحيدر علييف حتى بالتوجّهات؟ والبعض يشير إلى دور الزوجة مهربان زوجة إلهام علييف التي هي نائبة الرئيس، ويُقال بأنها هي بوابة أو هي مَن يخطّ مثل هذه السياسات سواء تجاه روسيا أو تجاه إيران أو تجاه أرمينيا.</p> <p>هل هذا صحيح؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعيد غفوروف: يجب أن نعرف أن إلهام علييف درس في موسكو، درس في إحدى أهمّ الجامعات في موسكو وهي جامعة موسكو الحكومية، ولديه علاقات كثيرة مع الروس، ولديه علاقات صِداقة مع سياسيين روس ورؤوس أعمال روس وأذربيجانيين ذو أصول أذربيجانية، لهذا هو لن يذهب بعيدًا في الأزمة مع موسكو. لا يجب أن تفكّروا في هذا، لن يكون بهذا العُمق. اللغة الروسية للأذربيجيين لديها مكانة، والطبقة الراقية في أذربيجان هي التي تتحدّث باللغة الروسية. فهذا ليس هو السؤال حقيقة، بل السؤال هو محاولة زَعْزَعة عرش إلهام علييف. لهذا هو يجب عليه أن يأخذ قرارات هكذا عندما يكون هناك صراع بين إيران وموسكو، وهناك محاولات. بالنسبة لإيران لا تحتاج هذه الصراعات. ولهذا نحن توصّلنا لهذه النتائج أنه توجد مشاكل داخلية في السياسة الداخلية، ولكن التي ربما تكون تهديدًا للأمن. في روسيا يعيش الأذربيجيون ربما هم أكثر حتى مما يعيشون في أذربيجان، وهو ظاهر جدًا أن الأذربيجيين يعملون في روسيا منذ زمنٍ طويلٍ وفي العديد من القطاعات.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هل إلهام علييف برأيك اليوم الكثيرون بدأوا ينظرون إلى روسيا باعتبارها حليفًا غير موثوق؟ ما جرى في سوريا وتخليّهم عن حليفهم الأسد هناك والانسحاب وتسليم البلاد الآن للولايات المتحدة والغرب، هم يفعلون الآن ما يشاؤون في سوريا، وأدار بوتين ظهره لباشينيان في أرمينيا وقف مع أذربيجان مع حليفه الأرميني، قال هذا ليس حليفنا باشينيان، حتى في الحرب الأخيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهةٍ وإيران من جهةٍ وقف بوتين ليقول ماذا نستطيع أن نفعل؟ قلنا لهم نعطيكم دفاعاً جوياً للإيرانيين، وقالوا لا نريد، فماذا يمكن أن نفعل؟</p> <p>بالتالي هل بدأ إلهام علييف ينظر إلى روسيا باعتبارها حليفًا غير موثوق، وبالتالي الكل يذهب باتجاه الولايات المتحدة، وهذا هو منشأ التصعيد بين أذربيجان وروسيا؟ رأيك بهذا التفسير؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعيد غفوروف: أنا أحبّ جدًا قناة الميادين، لا أعتقد أنني المُمثّل للسياسة الروسية، أنا متّفق معكم جدًا أن هناك مَن يقولون إن الروس ليس لديهم حلفاء جيّدون، ولكن هذا موجود. الإجابة عن هذا كتبته في مقال منذ أيام في مجلة روسية معروفة جدًا. الدبلوماسية والسياسة الخارجية هي فن الإمكانية، وهي ربما هناك مَن يقولون، ولا أعرف إن كانت هناك إمكانية أن أقول هذا في التلفزيون: أحسن نساء في فرنسا لا يمكن أن تعطي أكثر مما لديها، ولهذا أحسن دبلوماسي في الكرملين لا يمكن أن يعطي أكثر مما لديه.</p> <p>هناك مسائل لا يوجد توافق ما بين روسيا وإيران، هناك اتفاقية بين مَن سيجب هكذا التعامل في موسكو. توجد مفاوضات بين ممثّلي حماس وتل أبيب، لا توجد مع رام الله، توجد مع تل أبيب مفاوضات. يجب علينا أن نفهم أن روسيا أضعف من الاتحاد السوفياتي. روسيا دولة صغيرة فيها 140 مليون نسمة، وهي أقل جدًا مما يوجد في أوروبا وفي أمريكا. الأذربيجانيون لا يقدرون أن يحلّوا هذا، روسيا تفعل ما يمكن =أن تفعله. إذا هناك مَن يفكّر أن الروس ليسوا حلفاء جيّدين، يجب أن يفهم أن لروسيا ليس لديها الإمكانية حتى تضمن دعم حلفائها.</p> <p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: انتهى الوقت للأسف، أستاذ سعيد غفوروف، كنا نودّ أن نناقش أكثر في الداخل الأذري، ولكن وقتنا انتهى. سيّد سعيد غفوروف، الأستاذ المُشارِك في قسم الدراسات الإقليمية الأجنبية في جامعة موسكو والمُستشار في الاتحاد الروسي، شكرًا جزيلاً لك.</p>