"الدولة العظمى بلا مبادئ" شركات تستثمر في الإبادة وإعلان صريح بالتخلي عن القيم
من غزة إلى واشنطن... خيطٌ واحد يربط الجوعَ بالربح، والمجزرةَ بالتطوّرِ التقني، والإبادةَ بالصمت. شركاتٌ أميركيةٌ عملاقة تحوّل دماء الفلسطينيين إلى عقودٍ وأرباح، وتشارك في أكبر مأساة إنسانية يشهدها القرن، لا بالسلاح فحسب، بل بالخوارزميات والبيانات، وباسم الابتكار. في قلب هذه المعادلة المروعة، تتبدّل عقيدة الدولة العظمى: أميركا، التي خاضت حروبًا طاحنة باسم الديمقراطية، تعلن اليوم انسحابها من خطاب القيم، وتنهي رسميًا دورها كـ"حارسة للمبادئ". الانتقائية باتت قاعدة، والصمت عن المذابح والطغاة يُبرَّر بلغة المصالح. فماذا يعني أن تتحوّل الديمقراطية إلى خيار قابل للتعليق؟ وماذا بعد، حين تصبح الحرية رفاهية لا تستحق الدفاع؟ ومن سيدفع الثمن... في غزة، وفي العالم؟ إنه مشهد من ثلاث جبهات: شركات تموّل الإبادة، ودولة تتنصّل من قيمها، وعالم ينزلق نحو صفقات بلا أخلاق.