توحيد الجبهات ضد الاحتلال

حلف القدس موحد عند جبهات متعددة في معادلة "القدس مقابل حرب إقليمية".. كيف تحطم ردع الاحتلال وقطعت يده أمام صواريخ المقاومة وكسرت أمواجه أمام العمليات الفدائية؟ وأمام وحدة الساحات سياسياً وعسكرياً، ما هي خيارات حكومة نتنياهو سوى التهديد والتهويل والعجز عن المواجهة؟ لم يعد توحيد الجبهات ضد الاحتلال شعارا، بل أصبح استراتيجية واقعية يمكن أن تغير الخرائط وتكتب التاريخ ما حصل في الأيام الماضية من إطلاق صواريخ من لبنان وغزة وسوريا، وتحدث الاحتلال عن صواريخ من سيناء، يؤكد أن هذه الخطوات لها أهداف أبعد من التكتيك المرحلي، بل هي اختبار لما هو آت فبعد الآن يمكن القول إن استراتيجية الاحتلال وهي المعركة بين الحروب قد فشلت.

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: سلام الله عليكم مُشاهدينا. "حلف القدس" موحّدٌ عند جبهات متعدّدة في معادلة "(القدس) مقابل حرب إقليمية". كيف تحطَّم ردع الاحتلال وقُطِعت يده أمام صواريخ المقاومة وكُسِرَت أمواجه أمام العمليات الفدائية وأمام وحدة الساحات سياسياً وعسكرياً؟ ما هي خيارات حكومة "نتنياهو" سوى التهديد والتهويل والعجز عن المواجهة؟&nbsp;</p> <p>معنا في هذه الحلقة من "لعبة الأُمم" رئيس "مركز باحث للدراسات الفلسطينيّة والاستراتيجية" الدكتور "يوسف نصر الله"، ومن (عمّان) الكاتب السياسي الأُستاذ "موفّق محادين"&nbsp;</p> <p>لم يعد توحيد الجبهات ضدّ الاحتلال شعاراً، بل أصبح استراتيجية واقعية يمكن أن تغيّر الخرائط وتكتب التاريخ. ما حصل في الأيام الماضية من إطلاق صواريخ من (لبنان) و(غزّة) و(سوريا)، وتحدّث الاحتلال عن صواريخ من (سيناء)، يؤكّد أن هذه الخطوات لها أهداف أبعد من التكتيك المرحلي، بل هي اختبار لما هو آتٍ، فبعد الآن يمكن القول إن استراتيجية الاحتلال، وهي المعركة بين الحروب، قد فشلت. على الرغم من عملية "كاسر الأمواج" في (الضفة) استمرّت المقاومة وتصاعدت، وعلى الرغم من حصار (غزّة) وأكثر من عدوانٍ عسكري أصبحت هناك في القطاع صواريخ مضادّة للطائرات وصواريخ تطال كل (فلسطين). أما دول "حلف القدس" وقواه مع الفصائل الفلسطينية فقد أصبحوا هم مَن يضعون قواعد الاشتباك ويثبّتون الردع وهذا باعتراف قادة الاحتلال وخبرائه، وإذا عدنا الى الوراء قليلاً سنجد أن المعادلات تضعها أطراف "حلف القدس" في استراتيجية واضحة. ففي عام 2015، وجّه رئيس أركان "كتائب القسّام" "محمد الضيف" رسالة إلى السيّد "حسن نصر الله" يقول فيها: "بات لزاماً على قوى المقاومة والقوى الحيّة في الأمّة أن تدير معركتها القادمة يداً واحدة تتقاطع فيها النيران فوق الأرض المحتلة". وكانت هناك مشاهدينا رسائل أيضا بين "المقاومة الفلسطينية" والجنرال الشهيد "قاسم سليماني". أمّا قائد "قوّة القدس" العميد "إسماعيل قآني" فتوجّه برسالة إلى "الضيف" بعد معركة "سيف (القدس)" قبل عامين أكّد فيها: "هذه المعركة التي فتَحت زمناً جديداً في الصراع مع العدو الغاصب، كتبَت فيه مقاومتهم بالدم والنار معادلةَ عِزة مفادها أن العدو لا يمكنه أن يستفرد بـ (القدس) من دون أن يلقى ردّاً رادعاً من بأس المقاومة وقوّتها التي راكمتها على مدى عقود من الزمن". أما السيّد "نصر الله" فأعلن عن معادلة العصر هي "(القدس) مقابل حربٍ إقليمية"</p> <p>أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله: المُعادلة التي يجب أن نصل إليها هي (القدس)، أيّ حرب إقليمية. هذه هي، "القدس يعني حرب إقليميّة"، يعني كلّ حركات المقاومات لا تستطيع أن تقف وتُشاهِد وتتفرّج إذا كانت المدينة المقدّسة والمُقدّسات في خطر حقيقي جدّي. بالتالي، عندما يفهم الإسرائيلي هذه المعادلة وأنّ هذه معادلة حقيقيّة ومعادلة جديّة ويتمّ التحضير لها ليلاً نهاراً، وأنّ أهل المقاومة في المنطقة لن يتركوا هذه المدينة المقدّسة ولن يتركوا هذه المُقدّسات المسيحيّة، الإسلاميّة والمسيحيّة، لتـُهدّم وتُدمَّر وتُبنى عليها بدائِل مزعومة، حينئذٍ سيفهم الإسرائيلي أنّ أيّة خطوة من هذا النوع ستكون خطراً على كيانه لأنّ نهاية أيّة حرب إقليميّة إذا حصلت ضمن معطيات الواقع الإسرائيلي وضمن مُعطيات المنطقة وحركات ودول محور المقاومة نتيجتها في رأيي هي زوال الكيان &nbsp; &nbsp;</p> <p>وأمام كل هذه المتغيّرات الميدانية والإقليمية، كيف أصبح توحيد الجبهات وتقاطع النيران المأزق الأخطر والتهديد الأكبر للاحتلال؟ حيّاكم الله&nbsp;</p> <p>المحور الأول: &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور "يوسف نصر الله" حيّاك الله وأيضاً تحيّة للأُستاذ "موفّق محادين" معنا مباشرةً من (عمّان). نحن الآن أمام مرحلة جديدة، أمام تطوُّر نوعي غير مسبوق، أمام هذه المُصطلحات التي سمعناها طوال فترة التصعيد الماضية والقادمة والمستمرّة. دكتور "يوسف"، الآن الحديث عن شيء جديد، بأنّه لا يجوز القياس الآن على جولات النار السابقة التي حصلت من "سيف القدس" وما قبلها، يجب أن تكون هناك نظرة جديدة لما يحدُث، ما جرى خلال الأيام الماضية هو شيء غير مسبوق، اختراق في الاستراتيجيا كبير ولا يُمكن أن نستخدم أدوات التحليل والقياس التي كنّا نستخدمها سابقاً عليها، لكن السؤال هو لماذا؟ ما الذي جعلها &nbsp; &nbsp; &nbsp; تأخُذ كلّ هذا الزُخم؟</p> <p>يوسف نصر الله: أولاً تحيّة لك ولأُسرة البرنامج&nbsp;</p> <p>كمال خلف: حيّاك الله&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: واضح وجود تحوُّل ملموس وواضح ومُتغيِّر أساسي في البيئة الإقليميّة وفي الإقليم في شكلٍ عام، وأنّ ثمّة معادلة جديدة حاكمة لقواعِد الاشتباك بين المقاومة وبين الكيان الإسرائيلي، وأنّ ثمّةَ استراتيجيّة جديدة تتبنّاها المقاومة، يتبنّاها محور المقاومة. هذه الاستراتيجيّة تقوم على توحيد الجبهات، على ربط الساحات، على إدانة الاشتباك، تطوير أدواته، تطوير أساليبه، توسيع مساحاته، إدخال كلّ عناصِر القوّة فيه وتصعيد المواجهة بما يقود حتماً وحُكماً إلى إنجاز مشروع تحرير (فلسطين)، كلّ (فلسطين). الهدف الآن ليس هزيمة الإسرائيلي، هذا الهدف صار مثلما تفضّلت وراءنا، الهدف الآن هو زوال (إسرائيل) بالكامل. ما يسعى إليه محور المُقاومة وفق الجديد، الجديد هو أنّ هذه المقاومة أصبحت موحّدة، موحّدة بمكوِّناتها، بمركّباتها، أصبح لها هدف موحّد هو زوال (إسرائيل)، وما يسعى إليه الآن محور المقاومة هو تحقيق هذا الهدف. إذا اتّجهنا نحو عوامل القلق لكي أبدأ من حيث انتهيت أنت في المُقدِّمة، عندما نتّجه إلى عوامل القلق الإسرائيلي ثمة عوامل متعدّدة منها مثلاً، لأدخُل في الموضوع، الضعف الذي ظهرَ في الميدان في قُدرة الجيش الإسرائيلي على إملاء إرادته رغم كلّ العنف الذي استخدمه في مُقابل ارتقاء المقاومة بردودها وقُدراتها، هذا أولاً. التحوّل الذي طرأ على فصائِل المقاومة الفلسطينيّة، ثمة خشية إسرائيليّة حقيقيّة من أن تتحوّل المقاومة الفلسطينيّة في الداخل إلى ما يُشبه حال "حزب الله" على الجبهة الشماليّة، ما يعكُس عجزاً وارتداعاً إسرائيلياً عن، ليس استهداف المقاتلين وإنما استهداف المدنيين أيضاً&nbsp;</p> <p>كمال خلف: نعم&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: لأنّ هذا من شأنه أن يؤكِّد منطِق المقاومة واقتدارها العسكري، ومن شأنه أن يُقدِّم المقاومة بوصفها حامية للفلسطينيين، كلّ الفلسطينيين. ما أريد أن أقوله هو أنّ عامل القلق الأبرز هو سياسة الربط التي يتبنّاها محور المقاومة بين الساحات سواء في الداخل، أيّ نتحدّث عن (غزّة)، نتحدّث عن (الضفة)، نتحدّث عن (القدس)، نتحدّث عمّا يُسمّى أراضي عام 1948، أو في الخارِج الذي هو كلّ ساحات الكباش والمواجهة مع الكيان الإسرائيلي ومع مشروع الهيمنة الأميركيّة في المنطقة وفي العالم. الإسرائيلي الذي كان يتعامل مع الحدث الفلسطيني بوصفه حدثاً إشغالياً يصرف اهتمامه عن مواجهة التهديد الأكثر خطورة على الجبهة الشماليّة، سياسة الربط هذه فضلاً عن أنّها تؤدّي إلى إعادة وصل ما فكّكه اتفاق (أوسلو)، جعلت الإسرائيلي يدرك ثلاثة أمور، الأمر الأول: إنّ ما يجري اليوم على الجبهة الجنوبيّة مع (غزّة)، ما يجري اليوم في الداخل الفلسطيني هو جزء لا يتجزّأ من محور المقاومة، وهو جزء لا يتجزّأ مما يجري على الجبهة الشماليّة. الأمر الثاني: أنّ انشغال الإسرائيلي وتركيزه على الساحة الخارجيّة قد أضرّ بقدرته على التركيز في الساحة الداخليّة رغم أنّ المخاطِر بالنسبة له التي تتأتّى من الداخل هي أعقد بما لا يُقاس من تلك التي تتأتّى من الخارِج. الأمر الثالث وهو الأهمّ: أن الزمن الذي كانت تُجزّأ فيه المواجهة وكان يُجزّأ فيه الصراع بات من الماضي، وأنّ ثمّة مُعادلة جديدة اليوم هي حاكِمة لقواعِد الاشتباك، هذه المعادلة تقوم على التصعيد الشامل والحرب الشاملة&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور "يوسف" بالمناسبة، عندما حدثت معركة "سيف القُدس" كانت المعركة مُفاجِئة وصادِمة لجهة الجديد فيها في ذلك الوقت</p> <p>يوسف نصر الله: صحيح&nbsp;</p> <p>كمال خلف: إنّ مبادرة المقاومة في (غزّة)، ربط الصواريخ والأجنِحة العسكريّة في (غزّة) بما يحصل في (المسجد الأقصى) و(القُدس)، والقُدرة على ضرب واسع للمُدن الإسرائيليّة وصلت إلى (تلّ أبيب) وجنوباً إلى (بئر السبع) وإلى آخره. هذا كان الجديد وكان الصادِم. اليوم نحن أمام جديد الجديد في التصعيد الحالي، بمعنى دكتور "يوسف"، هذا يجعلنا ننظُر أو نفحص مسألة أنّ هناك استراتيجيّة تُبنى، ونحن في المُقدِّمة تعمّدنا أن نتحدّث عن 2015 وما قبله وما كان يقوله الأمين العام لـ "حزب الله" وما كان يقوله قادة الفصائِل وقادة المحور لأنّه يبدو أنّه كان ثمة خط بياني مرسوماً للوصول إلى ما وصلنا إليه في هذه الأيام، أليس كذلك؟&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: صحيح. لا شكّ أنّ معركة "سيف القدس" تكشّفت عن جديد كثير على مستوى التطوّر النوعي في الأسلِحة، الخبرة، خبرة فصائِل المقاومة، القدرات العسكريّة وغير العسكريّة، لكن أهمّ ما تكشّفت عنه معركة "سيف القدس" وهذا الذي أقلق الإسرائيلي، هو إدارة المعركة. لأوّل مرّة تُخاض معركة في الداخل الفلسطيني تكون إدارتها إدارة مُشتركة بين مكوِّنات "محور المقاومة". القلق الإسرائيلي هو أن يُبنى على هذه التجربة وصولاً إلى ما نحن عليه اليوم، أنّ أية معركة شاملة قادمة سوف تكون إدارتها على مُستوى مكوِّنات المِحور</p> <p>كمال خلف: وكأنّ ما جرى بروفة أو مناورة&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: يمكنك تسميتها هكذا وهذا جزء من القلق الإسرائيلي&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دعنا نُرحِّب بالأُستاذ "موفق محادين". أُستاذ "موفّق" حيّاك الله مرة أُخرى. هذا المقال يوم أمس "المقاومة الموحّدة"، مقال بقلمك أُستاذ "موفق"، "المقاومة الموحّدة تؤسِّس لشرق جديد". &nbsp;في المقال رؤى ووجهات نظر أو وجهة نظر وأفكار أريد أن نُلخِّصها في هذه الحلقة للمشاهدين. ماذا تريد أن تقول من خلال ربط المقاومة وتوحيدها بالشرق الجديد؟ تأسيس شرق جديد؟</p> <p>موفّق محادين: مساء الخير</p> <p>كمال خلف: مساء الخير&nbsp;</p> <p>موفّق محادين: منذ غياب الرئيس "جمال عبد الناصر" والمشروع الناصري، نحن اليوم أمام محور. محور المقاومة والممانعة بعواصمه وقواه وتحالفاته يُشكِّل تعويضاً حقيقياً واستعادة لدور الوطنيين في (الشرق الأوسط)، بمعنى تحويل هذا الشرق إلى مدخل للمُشاركة في تقرير مصير العالم وليس مصير (الشرق الأوسط). في الإطار الدولي إذا سمحت لي لأؤكِّد على هذه المسألة&nbsp;</p> <p>كمال خلف: تفضّل</p> <p>موفّق محادين: ولأشير إلى المقالات أو الكُتب التي صدرت عن العقل الإمبريالي الكبير "بريجنسكي"، عقل الإمبرياليّة الأميركيّة، نتحدّث عن كتاب "الاختيار"، عن كتاب "رُقعة شطرنج"، عن "خطّة اللعبة" إلى آخره، هو كان يقول: "ليس على الامبرياليين وعلى الغرب الرأسمالي أن يفرح بسقوط "الاتّحاد السوفياتي" أو الانهيار السوفياتي لأكثر من سبب، أولاً لأنّ (أميركا) نفسها كما يقول "بريجنسكي" ستتحوّل في غضون عقدين أو ثلاثة إلى قوّة عاديّة وليس إلى قوّة مُهيمنة على العالم لأسبابٍ عديدة ليس هنا طبعاً مكان للحديث عنها. السبب الثاني يقول إنّ الأُمم العُظمى ومنها (روسيا) لا تُغادر التاريخ، قد تُغيِّر شكلها وطابعها الاجتماعي والسياسي والأيديولوجي لكنّها سرعان ما تعود. حتى لا تعود (روسيا) مرة أُخرى، حتى لا يفرك الدبّ الروسي عينيه من جديد علينا أن نطوّقه بالخاصرة الأوكرانيّة، وهذه قراءة مُبكِّرة وقديمة قبل العمليّة العسكريّة الروسيّة في (أوكرانيا)، وعلينا أيضاً أن نمنع (روسيا) من أن تستعيد تحالفاتها في المياه الدافِئة. هنا أيضاً حتى عند "بريجنسكي" إشارة إلى الاستراتيجي &ndash; الجغرافي الجيوبوليتيكي الكبير "ماكندر" الذي تحدّث عن أنّ مُستقبل العالم يتحدّد في مَن يُسيطر على (أور-آسيا)، ولـ (أور- آسيا) قلبان، القلب الروسي وعلينا أن نحاصره بـ (أوكرانيا)، وقلب (الشرق الأوسط). بمعنى أنّ عند "ماكندر" و "بريجنسكي"، هناك ربط شديد بين ما يحدُث في الشرق الأوسط وما يحدُث في الشرق الأوراسي الروسي ونضيف لهم (الصين) و"طريق الحرير" وإلى آخره. اليوم الصراع على (الشرق الأوسط)، صراع على شرقين، (شرق أوسط) جديد كما طرحته (الولايات المتّحدة) و"شيمون بيريز"، واليوم مع أزمات أطراف هذا (الشرق الأوسط) ثمة محاولة لإعادة تجديده بما في ذلك إعادة تجديد الدور الوظيفي للكيان الصهيوني عبر الخطاب السياسي الدارِج هذه الأيام وهو الخطاب "الإبراهيمي"</p> <p>كمال خلف: لكن أُستاذ "موفّق"، هذه المشاريع التي تابعناها خلال السنوات الماضية لم تكن مشاريعاً، إذا جاز التعبير أن نقول، بحجم دولة كُبرى أو عُظمى مثل (الولايات المتّحدة) لطرِحها. أي عندما طُرِح على سبيل المثال "مؤتمر (مدريد)" في بداية التسعينات، مؤتمر "مدريد" أسّس لمرحلة كبيرة في المنطقة وكان نُقطة تحوُّل هائِلة على مسار القضيّة الفلسطينيّة أو (الأُردن) أو (مصر) والدول العربية عموماً. عندما طُرِحَ المشروع الإبراهيمي بعده بعقود الآن، طُرِح مشروع هزيل لم تستطع (الولايات المتّحدة) توسيعه، والآن بدأت الدول تهرُب منه. عندما طُرِحَ "الناتو العربي" على سبيل المثال، الكلّ تخلّص منه ولم يُشارِك فيه. بمعنى، يبدو أنّ مشاريع (الولايات المتّحدة الأميركية) لم تعُد ذات وزن ولم تعُد قادرة على فرضها في الشكل الذي تريده</p> <p>موفّق محادين: هذا بالضبط ما أُريد أن أصل إليه، أنّ كلّ محاولات تجديد الكيان وأدواته وتحالفاته هي عملياً أشكَال من إدارة أزمة بآفاقٍ مسدودةِ سواءً المشروع الإبراهيمي أو الأشكال المُختلِفة للتطبيع أو استحداث أشكال جديدة إلى آخره. في المُحصِّلة العامة، الإمبرياليّة اليوم مع تحالُفاتها المُختلفة هي عملياً أمام طريق مسدود، أمام أُفُق مسدود بسبب الخيار الآخر. نتحدّث عن شرقٍ آخر في مواجهة الشرق الإبراهيمي، الشرق الصهيوني، شرق التطبيع، شرق البنك الدولي، شرق الـ NGO&rsquo;s شرق الليبراليين الجُدُد إلى آخره، في مواجهة هذا الشرق المأزوم. نحن اليوم أمام شرق جديد، هذا الشرق ترسمه قوى المُقاومة وقوى الممانعة، هذا المحوَر، ترسمه بالنار، بالسيوف. نحن أمام حلف السيوف، "سيف القدس"، "السيف الدمشقي"، "سيف الله" من (الضاحية) و(وادي حجير) إلى (العراق) وإلى (إيران)، ونحن أيضاً أمام السيف الذي رفعه المُطران "كبّوجي". مَن لم يكن لديه سيف فليبِع رداءه وليشتري سيفاً. أهميّة هذا المِحور اليوم أنّه يواجه أوهاماً، هناك أوهام في التحوّل الديمقراطي، هناك أوهام في تجديد الليبراليّة، هناك أوهام في كيانات وهويّات مُستقلّة، للأسف حتّى الكرد، جزء ومكوِّن أساسي من الشرق</p> <p>كمال خلف: تمام</p> <p>موفّق محادين: علينا أن نُحرّرهم من هذا الوَهْم وأن ينخرطوا في شرقٍ مقاوِم جديد. بل أنّ الفلسطينيين، كلّ الحديث اليوم عن كيان فلسطيني في (الضفة الغربيّة) في ظلّ هذا الوَهْم، هذا وَهْم. على الفلسطينيين أيضاً أن يستعيدوا خطاب القتال، خطاب المقاومة، وها هم يستعيدونه اليوم في (جنين) وفي (نابلس) وفي كلّ حارة، وفي (الجليل). أنا أتحدّث اليوم عن أنّ طريق الشرق، سكّان الشرق، شعوب الشرق، العرب والكرد والإيرانيين، كلّهم شعوب الشرق، حتى يبقوا داخل التاريخ بل يشاركوا في التاريخ عليهم أن يغادروا كلّ هذه الأوهام، حتى بما فيها أوهام&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هنا أُريد أن أتوجّه إلى الدكتور "يوسف". كنّا نتحدّث عن أدوات التحليل السياسي وتقدير الموقف بالنسبة لما جرى من تصعيدٍ مؤخّراً، يجب أن تكون جديدة ولا نستنِد أو نقيس على أدوات التحليل في مراحل سابقة. يبدو من خلال كلام الأُستاذ "موفق" أنّ هذا ينطبق أيضاً على تحليل المشهد الإقليمي والمشهد الدولي المتحوِّل. إذا طلبت منك دكتور "يوسف" الآن نوعاً من المُلخّص أو تقدير موقف، أو أين نقف الآن في هذه اللحظة بناءً على تحوّلات على ثلاثة مستويات. المستوى الأول هو المستوى الفلسطيني وما يخُصّ محور المقاومة، المشروع الذي يشبهه وكأنه يولد في المنطقة العربيّة مشروع ثانٍ بعد مشروع "جمال عبد الناصر". على المستوى الإقليمي الكبير وأنت تعرِف، تحوّلات كبيرة تجري الآن على مستوى الإقليم، وأيضاً على المسرح الدولي. هذه التحوّلات على المستويات الثلاثة دكتور "يوسف" كيف تتأثّر ببعضها البعض وتؤثِّر في نفس الوقت أيضاً ببعضها البعض؟&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: نعم. دعنا ننطلق من فكرةٍ لها علاقة بعنوان الحلقة وهو ربط الساحات وتكافل الساحات وتضامن الساحات. واضح أنّ ساحات المقاومة وساحات الكباش والمواجهة أصبحت ساحات مُتضامنة ومُتكافِلة. في أيّ معنى؟ بمعنى أنّ أيّ أثر إيجابي يتحقّق، أيّ مُنجز ميداني يتحقّق في أيّة ساحة من هذه الساحات ينعكِس بالضرورة على كلّ الساحات، وأيّة لا سمح الله انتكاسة سلبيّة تتحقّق في ساحة من الساحات سوف تنعكِس سلباً على عموم هذه الساحات. محور المقاومة منذ فترة يُراكم الإنجازات، يُراكم الإنجازات الميدانيّة والانتصارات الميدانيّة ويُراكِم أسباب القوى. في المقابل نرى فشلاً لكلّ الرهانات العسكرية والرِهانات الأمنيّة التي شنّها المحور الأميركي الإسرائيلي مع كلّ أتباعه. الدول التي تلتحق بهذا المحور فشلت مؤخّراً في سياسة الضغوط القصوى التي مورِست على محور المقاومة والتي كانت تريد أن تتسلّل إلى هذا المحور من الخاصِرة الرخوة، بمعنى تأليب البيئة الحاضنة للمُقاومة على خيارات المقاومة. بمعنى سياسة التجويع التي كنّا نتحدّث عنها</p> <p>كمال خلف: عام 2019 وما جرى في (لبنان)&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: وغيرها. الآن لا بدّ من التسليم بأنّ محور المقاومة رغم كلّ ما مورِس عليه من قهرٍ ومن عدوانٍ ومن تعسّفٍ ومن عقوباتٍ ما زال قادراً على الصمود وما زال قادراً على التقدّم في شكلٍ مضطرِد والتطوير في شكلٍ مضطرِد، هذا ما يُقلق الإسرائيلي وهذا ما يُقلِق الأميركي، وهذا ما يُقلِق حلفاء (أميركا) لا سيّما أنّ الأميركي اليوم، أذا حاولنا أن نُشخّص أو نُعاين أولويّاته الاستراتيجية، عنده أولويّة مواجهة التحدّي الصيني ومواجهة التحدّي الروسي على الساحة الدوليّة، وبالتالي يُريد أن يُعيد موضعة حضوره، تموضعه من جديد في المنطقة. هذا ما أقلق السعودي، هذا ما أقلق الإسرائيلي، هذا ما أقلق حلفاء (أميركا). اضطرّ بعض هؤلاء الحلفاء إلى إعادة مراجعة كلّ سياساتهم الشرق أوسطيّة والعمل على تصفير المُشكلات في مكانٍ ما&nbsp;</p> <p>كمال خلف: لكن مسألة الترابُط دكتور "يوسف"، عندما نرى الآن الانفتاح السعودي على (سوريا)، المُصالحة السعوديّة الإيرانيّة، الدخول أو تنامي الدور الصيني في منطقة (الشرق الأوسط) حالياً، المعركة والتصعيد الأخير الذي جرى في (فلسطين) وجنوب (لبنان) وفي (سوريا) وإلى آخره، هل نستطيع أن نقول إنّ ثمة ترابُطاً يربُط بين هذه التحوّلات كلها؟ أكيد حتماً هناك أسباب موحّدة لهذه التحوّلات أليس كذلك؟&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: طبيعي</p> <p>كمال خلف: رغم خصوصيّة الساحات&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: مُدخلات. واضح كلّ ساحة لها خصوصيّة مختلفة لكن المُدخِلات واحدة. ما نشهده اليوم من تحوُّل عام على المستوى الإقليمي، ثمة تراجُع للقبضة الأميركيّة عن المنطقة، ثمة فشل للمشاريع الأميركية وللخيارات الأميركيّة التي كانت حاكِمة في المنطقة. في المقابل هناك صعود صيني، هناك سعي صيني إلى تحويل قوّته الاقتصاديّة، إلى ترجمة قوّته الاقتصاديّة إلى نفوذ سياسي، هناك نقلة صينية للمواجهة والتنافُس مع (الولايات المتّحدة) من المسار الاقتصادي والمسار القائِم على التنمية والبنى التحتيّة وما شاكل إلى المسار السياسي والمسار العسكري. ولعلّ الخطوة الأولى في تثبيت موطئ القدم الأولى في (الشرق الأوسط) كانت رعايته لـ "إعلان بكين" على مستوى (الصين)، الاتفاق الإيراني السعودي، ولعلّ هذا ما أزعج الأميركي وما أزعج الإسرائيلي لأن هذا ماذا يعني؟ يعني ظهور (الصين) كدولةٍ صانعة للسلام. أن تظهر دولة عُظمى في حجم (الصين) كصانعةِ سلام، هذا يؤدّي إلى الإخلال بالشروط المرجعيّة والدبلوماسيّة في السياسة الدوليّة. بمعنى أن يُظهِر (الولايات المتّحدة) أنّها لم تعُد القوّة القادرة التي لا يُمكن تجاوزها في (الشرق الأوسط)&nbsp;</p> <p>كمال خلف: المنظومة الغربيّة عموماً هي مَن حكم العالم خلال الفترة الماضية</p> <p>يوسف نصر الله: تماماً&nbsp;</p> <p>كمال خلف: تحديداً منطقة (الشرق الأوسط). المعايير الغربيّة هي ما كانت تمشي عليه الدبلوماسيّة العربيّة والدبلوماسيّة في الإقليم، ومَن يُخالِف كان يُعاقَب ويُعزَل وإلى آخره&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: تماماً&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور سأذهب إلى فاصل وأيضاً أُستاذ "موفق" ومُشاهدينا. فاصل قصير بعده سنفتح محوراً لدقائِق أيضاً يتحدّث عن (إسرائيل)، وضع (إسرائيل) الآن. لماذا (إسرائيل) لم تردّ في المعركة الأخيرة أو ردّت في شكلٍ لا يتطوّر أو يتدحرج إلى معركة؟ ما هي الأسباب؟ ما هو وضع (إسرائيل) الآن في كلّ هذه التحوّلات التي تجري؟ فاصل قصير ونعود&nbsp;</p> <p>المحور الثاني &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>كمال خلف: تحيّة من جديد مُشاهدينا في "لعبة الأُمم". أعود وأُرحِّب بضيفيّ الدكتور "يوسف نصر الله" والأُستاذ "موفّق محادين" الذي يطلّ علينا مباشرةً من (عمّان)، نتحدّث عن أيّام التصعيد الماضية وتأثيراتها في المستقبل، وكذلك نُحاول تفسير المشهد الإقليمي الدولي انطلاقاً من هذه الأحداث أو هذه المعركة التي حصلت. أُريد أن أُشير فقط إلى ما كتبه "عاموس يدلين" الرئيس السابق للاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة إذ يقول أو نَشَر: "إنّ الحدث محوري وليس فلسطينياً، كما يُنظَر إلى أنّ وقف التشريعات القضائيّة سيُسهِم في شكلٍ كبير في استعادة الردع أمام أعداء (إسرائيل) كخطوةٍ أولى وتوطيد العلاقات مع الأميركيين كخطوةٍ ثانية بهدف الحوار والتعاون مع الإدارة الأميركيّة، أي التعامل مع التهديدات الآتية والمستقبلية. والخطوة الثالثة هي، سيتعيّن على (إسرائيل) اتّخاذ سلسلة من التحرّكات بما في ذلك على المستوى العمليّاتي والعسكري إذ لا يوجد مجال للتفاصيل من أجل استعادة قدرة الردع لدينا". هذه هي التقديرات الإسرائيليّة وكلّ يوم ثمة تقدير جديد. أُستاذ "موفّق محادين"، ما هو تفسيرك بأنّ (إسرائيل) سَعت من خلال اللحظة الأولى إلى عدم الانزلاق إلى حربٍ شاملة؟ ردّها كان ردّاً مضبوطاً مع رسائِل تصل في شكلٍ غير مباشِر مفادها أنّها لا تريد التصعيد، إلى أن وصلنا إلى قرار "نتنياهو" منع المستوطنين من اقتحام باحات (المسجد الأقصى) حتى نهاية شهر "رمضان" حتى لا يكون هناك تصعيد. لماذا الإسرائيلي تصرّف هكذا وهو عادةً يتصرّف بوحشيّة أو يردّ بوحشية على ما يعتبره هجوماً؟</p> <p>موفّق محادين: ابتداءً، لا بدّ من إعادة الاعتبار للتناقُض والتناحُر الرئيسي في المنطقة مع الكيان الصهيوني. البوصلة لا تزال (فلسطين) على أهمية كلّ الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة ومُحاولات الاحتواء المُزدوج ومُحاولات الضغط في إعادة الإعمار هنا وهناك واستثمار جوع الناس وفقر الناس في كلّ الساحات. لا يزال البُعد السياسي هو الذي يحتفِظ بالوزن السياسي الرئيسي في أيّة رؤية لـ (الشرق الأوسط). نحن نتحدّث عن هذه الجغرافيا، نتحدّث عن بلاد (الشام) التاريخيّة، نتحدّث عن (العراق)، نتحدّث عن (إيران)، نتحدّث حتى عن أطراف البلقان. هذا الشرق لا يزال يتحدّث سياسياً، لا يتحدّث اقتصادياً لا بقراءات البنك الدولي ولا بإملاءاته ولا عبر أيضاً قراءات محميّات النفط والغاز المُسال. لا زلنا نتحدّث هنا في هذه الزاوية بالذات، ثمّ أنّ الصراع مع الكيان الصهيوني والإمبريالي هو دائِماً البوصلة والمُحدِّد&nbsp;</p> <p>كمال خلف: تمام&nbsp;</p> <p>موفّق محادين: إسقاط "حلف بغداد"، "معركة السويس"، ميثاق المقاومة الفلسطينيّة بعد عام 1967، بمعنى، لا تزال هذه المسألة هي المسألة الساخنة والحاسِمة</p> <p>كمال خلف: طبعاً. أُستاذ "موفق" أنت تعرِف، عشر سنوات مما سُمِيَ بين قوسين "الربيع العربي" كان الهدف منه التأثير على القضيّة الفلسطينيّة بحيث أصبحت في ذيل الأولويّات كما كانت توصف في ذلك الوقت</p> <p>موفّق محادين: هذه هي وظيفة هذا الربيع، هذه هي أوهام التحوّل</p> <p>كمال خلف: اليوم الأمور تعود إلى نصابها</p> <p>موفّق محادين: مئة في المئة. اليوم أوهام التحرّر والتحوّل الديمقراطي خارِج التحرّر الوطني، هذه أوهام مشبوهة. لا يزال (الشرق الأوسط) دائرة نار ولا يزال (الشرق الأوسط) شديد الصلة بالتحوّلات الإقليميّة والدوليّة. سنُلاحِظ أنّ انهيار (روسيا) وصعود (روسيا) يرتبط جدلياً بما يحدُث في (الشرق الأوسط)، والنتائِج بالتأكيد جدليّة بين الطرفين. في ما يخصّ الاحتلال الصهيوني أو الكيان الصهيوني، الكيان الصهيوني اليوم هو فعلاً كما قال السيّد "نصر الله"، هو كيان مؤقّت، هو في أضعف حالاته بنيوياً وليس على صعيد أنّ هناك أزمة سياسيّة حولَ قانون في "الكنيست"، حول هذا القانون أو ذاك. أزمة الكيان الصهيوني اليوم هي أزمة بنيويّة تتعلّق بالحصار، بالدور الإقليمي، تتعلّق أيضاً بتحوّلات اجتماعيّة خطيرة حتى داخل هذا الكيان نفسه. نتحدّث عن هذا التصدُّع بين "البدراحيم" والأشكنازيم" و"السفرديم" والصراع الذي له ظلال اقتصادية اجتماعيّة من دون أن نبالِغ فيها، نراها ونستثمرها من دون أن نبالِغ فيها، ونذهب إلى هذا الكيان الصهيوني وهو في مواجهة أزمته الداخليّة، لأنّ هناك أصواتاً اليوم تعلو قائِلةً، فلنترُك هذه الكيان يعيش أزماته. لا لا، هذا الكيان لن يُهزَم، لن يتصدّع إلا بالضغط الخارجي، إلا بالمقاومة&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هذه النظريّات أُستاذ "موفّق" لا تزال مستمرّة، ونظريّة أنّه لا يُمكن هزيمة (إسرائيل) لا تزال مُستمرّة. ثمة أناس لا يزالون يعيشون على وَقْع مرارة هزيمة عام 1967 ولا يريدون أن يُصدِّقوا أنّ هناك لبنانيين عرباً طردوا (إسرائيل) في عام 2000، وأنّ هناك لبنانيين عرباً هزموا (إسرائيل) في عام 2006، هذا لا يُمكن. لكنك أيضاً أشرت إلى مسألة التحوّل الديمقراطي من دون التحرّر الوطني، لأنّ أيضاً في السنوات الماضية ولا أريد أن أدخل في الموضوع كثيراً، صرنا نريد أن نُحدِث تحولّاً ديمقراطياً بـ "داعش" و "النُصرة" وبالتنظيمات المُتشدّدة والمُتطرِّفة، بمعنى التحوّل الديمقراطي ليس فقط من دون تحرّر وطني بل بأدوات من عصرٍ آخر. لكنك لم تجبني أُستاذ "موفّق"، (إسرائيل) ما الذي جعلها هذه المرّة تتأدّب؟ بمعنى تحاول عدم الانجرار إلى معركة؟&nbsp;</p> <p>موفّق محادين: (إسرائيل) اليوم دخلت طور الهبوط. الأزمة الإسرائيليّة اليوم لا تُشبه أزمات سابقة، هذه أزمة هبوط وأزمة مغادرة للتاريخ، هذا لا يعني غداً وأنا لا أتحدّث عن الغد أو بعد غد لكنني أتحدّث موضوعيّاً أنّ كلّ العناصر، كلّ البيئة الاجتماعيّة، البيئة السياسيّة، البيئة البنيويّة تؤشّر إلى أنّ (إسرائيل) دخلت في طور أزمة تتوقّف على صعود محور المقاومة، لهذا أنا أقول إنّ (الشرق الأوسط) اليوم، الشرق الجديد وليس الشرق الأميركي والصهيوني والرجعي، الشرق الجديد لا يُمكن أن يتحدّث وأن يُرسَم إلا عبر القتال، إلا عبرَ الاشتباك مع العدو. لا تزال (فلسطين) هي الأساس، لا يزال الاشتباك مع الكيان الصهيوني هو المُحدِّد. نحن اليوم لسنا أمام جغرافيا سياسيّة تمتدّ من (بيروت) إلى (طهران)، ليست جغرافيا بحت. نحن اليوم أمام حال موضوعية اجتماعيّة أمام إقليم يتشكّل، هناك فَهْم للإقليم. يعني ما عاد اللبناني ولا السوري ولا الفلسطيني ولا الإيراني ولا العراقي قادراً على تقديم قراءات لمنطق الكيان الضيِّق. لا بديل من هذه الرؤية على مُستوى&nbsp;</p> <p>كمال خلف: على مستوى التكامل والتواصل&nbsp;</p> <p>موفّق محادين: على مستوى الإقليم المقاتل&nbsp;</p> <p>كمال خلف: تمام. هنا أيضاً دكتور "يوسف" أُريد أن أسمع تفسيرك لما جرى في الأيّام الماضية خاصةً على جبهة الجنوب، جنوب (لبنان). (إسرائيل) تقصّدت أن تُكرّر بأنّ "حماس" هي مَن أطلق الصواريخ، "حماس" مَن أطلق الصواريخ على الرغم من أنّ إدخال "حماس" في المعادلة من خارِج (فلسطين) شيء جديد، لكن هم حاولوا من خلال نشر ذلك في الإعلام أن يتجنّبوا مواجهة في شكل واضح</p> <p>يوسف نصر الله: صحيح</p> <p>كمال خلف: هم قالوها بالمناسبة في وسائِل إعلامهم&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: صحيح، هم يثرثرون كثيراً وكل هذا. أنا أُريد أن أقوم بمقاربة فقط لعناوين التصعيد الإسرائيلي الأخير. ثمّة بُعدان إذا أردت للتصعيد، بُعدان حاكمان للتصعيد الإسرائيلي، بُعدٌ يتصل برغبة الكيان في تصدير أزمته الداخليّة أو بالأقلّ صرف النظر وصرف الاهتمام عن هذه الأزمة، إشاحة النظر عنها. وبعدٌ يتّصل بإفهام محور المقاومة بأنّ انشغال (إسرائيل)، الكيان الإسرائيلي بأزمته الداخليّة لا يبدِّل أولياّته ولا يُلغي اهتمامه بالتهديد الأكثر خطورةً على الجبهة الشماليّة، ولا يمنعه من مواصلة المواجهة مع هذا المحور. ثمة قلق جدّي في الكيان الإسرائيلي من أن يمضي محور المقاومة في مُراكمة أسباب القوّة وفي التمدّد، فقط دعني أكمِل &nbsp;</p> <p>كمال خلف: لكن دكتور الموانع خفّت أليس كذلك؟ كان التحريض المذهبي مانِعاً، الحرب في (سوريا) مانِع&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: تماماً، فشِلَ الخيار الذي كان يمشي فيه، لكن لأوضِح الفكرة &nbsp;</p> <p>كمال خلف: هذا يدعم تراكُم القدرات&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: تراكم القدرات وتراكم أسباب التأثير والنفوذ والتمدّد في المنطقة ربطاً بأمرين، الأمر الأول، تقدير محور المقاومة في أنه ليس هناك توثُّباً أميركياً إسرائيلياً جدّياً إذا ما تمّ تجاوز الخطوط الحمر، بهذا خرج الإسرائيليون. والأمر الثاني، تقدير محور المقاومة أنّ الآخرين منشغلون بأزماتهم؛ (تل أبيب) في أزمتها الداخليّة، و(الولايات المتّحدة) في الحرب الأوكرانيّة وفي مواجهة التحدّي الصيني</p> <p>كمال خلف: وأزمات داخليّة أيضاً دكتور، مسألة التسرببات مؤخّراً&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: الماليّة وغيرها أيضاً. ما حصلَ مؤخّراً أنّ (إسرائيل) وجدت نفسها، الكيان الإسرائيلي وجد نفسه أمام خيارين، إمّا الذهاب إلى حربٍ شاملةٍ أو الذهاب إلى أيامٍ قتاليةٍ كما يُسمِيها. الذهاب إلى حربٍ شاملة&nbsp;</p> <p>كمال خلف: غير مضمون النتائِج&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: لا، هو غير قادر لأنّ موازين القوى لغير مصلحته، لا يستطيع الإسرائيلي اليوم الذهاب إلى حربٍ شاملة بمُعزل عن الشراكة الأميركيّة، والأميركي لا يُريد حرباً ثانية في العالم لكيلا يُشتّت جهوده بين الحرب الأوكرانيّة والحرب في (الشرق الأوسط)، زائِد أنّ الحرب في المنطقة هنا سوف تؤدِّي إلى مفاعيل كارثيّة جداً عليه لناحية الإضرار بالبدائِل، بدائِل الطاقة الروسيّة إلى (أوروبا) ورَفْد الخزانة الروسية بأموالٍ كثيرة نتيجة ارتفاع أسعار النفط. الأمر الثاني هو الأيّام القتاليّة، وهنا كان يخشى من أن يؤدّي الردّ والردّ المُضاد إلى التدحرُج نحو حربٍ شاملة. لذلك هو اكتفى بما اكتفى به، أيّ حِفظ ماء الوجه في مكانٍ ما وإرسال رسائِل تطمين مفادها أنّه لا يُريد الذهاب إلى تصعيدٍ مع "حزب الله" أو مع محور المقاومة&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هو ينظر إلى ظروفه الداخليّة وظروف حليفه وإلى الوضع الدولي، البيئة الإقليميّة والدوليّة، ويبني تقديراً على ذلك أنّه غير قادر أو ليس في مصلحته الذهاب الآن إلى المواجهة&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: كلاهما، ليس قادراً وليس في مصلحته&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور، هناك مسألة أُخرى في المشهد هي الغموض في تبنّي العمل العسكري. نحن جيل وحضرتك أيضاً عشنا أيّام، عندما تحدُث عملية ولو جُرِح فيها جندي إسرائيلي تُصدِر العديد من الفصائِل بيانات بأنّ نحن من قمنا بعمليّة بطوليّة وكذا، وفي بعض الأحيان كانت تُضخَّم العمليات في مرحلةٍ سابقةٍ وإلى آخره حسب بعض المؤرّخين والشهود على تلك المراحل، أنه كانت هناك بطولات وإعلان البطولة أكثر من البطولة نفسها. اليوم نرى العكس، شاهدنا صواريخ من (الجولان)، رشقتان تفصل بينهما ساعات ولا أحد يعرِف مَن أطلقها. الصواريخ التي أُطلِقت من الجنوب اللبناني قالت (إسرائيل) إنّها "حماس" لكن المحوَر لم يقُل مَن، وهكذا. عمليّة (مجدّو) بالمناسبة إلى الآن هي لغزٌ كبير، وحتى السيّد "نصر الله" عندما تحدّث عنها قال: "لنتركهم يُفسِّرون". هذا الغموض ما هي أسبابه في العمل العسكري، ولماذا عاكس مراحِل أو حِقَب سابقة من العمل كان فيها التبنّي هو نوع من صُلب العمل المُقاوِم؟&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: أحياناً يكون العمل دعائياً، وأحياناً أُخرى يكون العمل مطلوب تسييله وترجمته إلى مفاعيل ميدانيّة. جزء من إدارة المعركة القائِمة اليوم أو الكباش القائِم مع الإسرائيلي تحديداً يسمّونه العمليات من دون بصمة، هذه يبرع فيها الإسرائيلي ويقوم بعمليّات كثيرة. قام بعمليّات داخل (إيران) وقام بعمليّات داخل (سوريا) وربما داخل (لبنان) في فترةٍ من الفترات ولكن من دون بصمة&nbsp;</p> <p>كمال خلف: صحّ</p> <p>يوسف نصر الله: كيلا يتحمّل تبِعات هذا الأمر. محور المقاومة قد يقوم بأعمالٍ من دون بصمة، من دون تبنٍّ علني لإشغال الإسرائيلي وإرباكه وتشتيته وتحميله مسؤوليات، بمعنى جعله يتحمّل مسؤوليّات ويُكابِد معاناة في معرِفة الجهات ومعرِفة حجم القُدرات التي راكمها محور المقاومة على مستوى نوع الأسلِحة والتطوير وعلى مُستوى التخطيط وعلى مُستوى توسيع مساحات الكباش والمواجهة مع العدوّ الإسرائيلي</p> <p>كمال خلف: أُستاذ "موفق"، في البيئة الدوليّة كذلك، وهنا نتحدّث عن (إسرائيل)، المعادلة قائِمة على أنّه كلّما تراجع النفوذ الأميركي في منطقة (الشرق الأوسط)، وهو يبدو كذلك الآن، كلما ضعُفت (إسرائيل). أي، العلاقة عضويّة الآن بين (إسرائيل) و(الولايات المتّحدة الأميركيّة)، أم أنّ هناك نظرية أُخرى تقول بأنّ (الولايات المتّحدة) لم تضعف في (الشرق الأوسط)، المسألة مسألة أولويّات. أنظر الآن هناك أربع قواعِد في (الفيليبين) تُنشئها (الولايات المتّحدة الأميركيّة) على بُعد ألف ومئتي كيلومتر تقريباً من (تايوان)، وفي (غوام) لديهم قواعِد. وسّعوا قواعدهم كذلك في كلّ بحر جنوب (الصين) ويُطوّقون (الصين) في هذه المنطقة الحسّاسة. هم لم يعودوا يهتمّون كثيراً في منطقة (الشرق الأوسط) لكنّهم لم يضعفوا في منطقة (الشرق الأوسط). عندما تتهدّد (إسرائيل) تستطيع (الولايات المتّحدة الأميركيّة) أن تُغيِّر في المشهد</p> <p>موفّق محادين: بالتأكيد الاهتمام الأميركي بـ (الشرق الأوسط) لم يكن كما كان في السابق عندما كان النفط يلعب دوراً أكثر أهميّة من العقود الأخيرة بالتأكيد. ولكن من الخطأ الفادِح المُبالغة في الانسحاب الأميركي من (الشرق الأوسط). الأميركيّون يعيدون انتشارهم في (الشرق الأوسط) بالتأكيد ليس في المنطق السابق ولكن الأميركيّين لم يُغادروا (الشرق الأوسط) ولن يُغادروه إلا مهزومين كما هُزِموا في (فيتنام) وكما هُزِموا في (العراق). الأميركيّون خسروا كلّ معارِكهم خارِج (الولايات المتّحدة الأميركيّة) في آخر خمسين إلى ستين سنة. بالمناسبة، عندما نتحدّث عن تصدُّع (الولايات المتّحدة الأميركية) لا نتحدّث عن تصدُّعٍ هنا وهناك، نتحدّث عن تصدُّعٍ في المنظور الاستراتيجي، الهيمنة الأميركية على العالم، التركيبة الاقتصاديّة للإمبرياليّة الأميركيّة هي نفسها بدأت تشهد مثل هذه الاختلالات الهائِلة. هناك شيء له علاقة بالثورة الرابعة، هناك شيء له علاقة بالثورة المعلوماتيّة الرابعة التي تطرُد كلّ يوم ملايين العمّال وليس فقط من الياقات الزرقاء بل من الياقات البيضاء، تطُرد ملايين العمّال في سوق العمل وهناك أزمة في الطبقة الوسطى، هناك مجموعة من الأزمات تُهدّد بالفعل (الولايات المتّحدة) وتجعلها دولة مأزومة في شكلٍ أو في آخر. ثانياً، موضوع الدولار، النظام المالي النقدي العالمي اليوم مع ظهور تجمّعات مثل "بريكس" و "تجمّع (شانغهاي)"، حتى حديث "ماكرون" قبل ثلاثة أيام حول الدولار. الدولار أيضاً، لم يعُد النظام المالي النقدي العالمي مع صعود هذه التجمّعات كما كان في السابق. (أميركا) تمتلِك اليوم كلّ عناصر أفول الدولة العُظمى التي تتحكّم بالعالم. ستبقى إحدى الدول الكبرى ولكننا نتحدّث عن غياب هذه الهيمنة. في كلّ الأحوال، في ما يخصّ (الشرق الأوسط)، إذا كان ما يحكُم (أميركا) في السابق هو النفط وهذه العلاقة الجدليّة بين النفط وبين الكيان الصهيوني لأن هناك علاقة قائِمة، حتى ما هي الإبراهيمية السياسيّة؟ &nbsp;هي شكل من أشكال تجديد هذه العلاقة وفقاً للمُقتضيات الدوليّة الراهِنة إلى آخره. ولكن قراءه الأميركيين اليوم لـ (الشرق الأوسط)، بالمناسبة هذه كمسألة يشير إليها "فريدمان"، وهو حسب "بريجنسكي" رجل مشهور "جورج فريدمان"، هو يشير إليها، أنّ (أميركا) فقدت العديد من مبرّرات وجهودها السابقة في (الشرق الأوسط)، ولكن هذا لا يعني أنّ عليها أن تُغادر لأنّ هناك اعتبارات سياسيّة. الأميركيّون اليوم في (الشرق الأوسط) يقيمون وزناً للاعتبارات السياسيّة بمقدار الاعتبارات الاقتصاديّة. من هذه الاعتبارات السياسيّة الكيان الصهيوني الذي فَقَدَ وظيفته. عندما احتاج الأميركيون الكيان الإسرائيلي في غزو (العراق) أو في الاعتداء على بلدان في (الشرق الأوسط)، هم جاؤوا بأنفسهم لأنّ هذا الكيان سقطَ أمام "حزب الله" مرّتين وسقط في (غزّة) واليوم يسقُط ويقوم بضرباتٍ تكتيكيّة. لم يعُد هذا الكيان قادراً على تنفيذ ضربات استراتيجيّة تخرِق موازين قوانا... لم يعُد قادراً على توجيه مثل هذه الضربات الكبرى لأسبابٍ عديدة. أحد أسباب وجود الأميركيّين اليوم في (الشرق الأوسط) هو تأمين غطاء سياسي لهذا الكيان</p> <p>كمال خلف: مستقبل التحوّلات دكتور "يوسف نصر الله"، ما هو مُستقبل هذه التحوّلات التي نراها؟ ثمة ملفّات عديدة تنتظِر أو قد تُشكِّل مؤشِّرات على تحوّلات وكلّ ما تحدّثنا فيه في هذه الحلقة. موضوع الوجود الأميركي في شرق (الفرات) على سبيل المثال، قاعدة (التنف) على الحدود على سبيل المثال، الإمساك بالقرار السياسي اللبناني على سبيل المثال إلى آخره، هناك أمثلة كثيرة. هل سنشهد تحوّلات في المرحلة المقبلة في تقديرك؟&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: أجل. لكن أريد أن أُعقِّب على موضوع (الشرق الأوسط)</p> <p>كمال خلف: تفضّل</p> <p>يوسف نصر الله: واضح أنّ الأميركي كان منذ فترة سابقة، قبل الحرب الأوكرانيّة تحديداً، كان يتّجه إلى التخفُّف من (الشرق الأوسط) لصرف موارده وقدراته واهتمامه وتركيزه لمواجهة التهديدين الصيني والروسي على الساحة الدوليّة. يعبِّر الأميركي عن ذلك ويقول: "(الشرق الأوسط) هو من طبيعة إذا أردت أنت أن تتركه هو لا يتركك". لقد أعادت الحرب الأوكرانيّة الاهتمام الأميركي بـ (الشرق الأوسط) ربطاً بالحاجة إلى تأمين بدائِل الطاقة الروسيّة إلى (أوروبا) وربما بمسألتين: الممرّات المائيّة زائِد الموضوع الإسرائيلي، وهذا موضوع حاكِم وثابت ولا نقاش فيه. الممرّات المائية والبحريّة، والأمر الأهمّ، وهذا كان عنوان زيارة (جدّة)، زيارة "بايدن" لـ (جدّة)، وهو عدم ترك فراغات في (الشرق الأوسط) يملأها خصوم (أميركا)، أي الصيني أو الروسي أو سواهما. أي عدم السماح للصيني أن يصل إلى الثروة النفطيّة الموجودة التي هو في حاجةٍ إليها لاستكمال نهضته الصناعية والتكنولوجية وما شابه. في موضوع التحوّلات، الواضح من خلال مؤشّرات ومن خلال مُعطيات، كيلا نتحدّث في انفعالات وإنشاء، أنّ التحوّلات هي لمصلحة محور المقاومة، ونحن الآن في الخواتيم ولسنا في البدايات، ودائماً في الخواتيم تصير القصّة مُتعِبة أكثر، مثل شخص يصعد إلى الجبل، كلما اقتربت القمّة كلّما صار يتعب أكثر. لكن ثمة وضوح إلى حدٍّ ما في أنّ عَجَلة الوقت هي لغير مصلحة المشروع الآخر، عَجَلة الوقت هي لمصلحة محور المُقاومة تحديداً، التحوّلات التي نشهدها اليوم تؤشِّر إلى هذا الأمر. كلّ ما يجري اليوم من مسارات التطبيع أو غيرها يهدُف إلى شيء واحد وهو كيف نُمدِّد في عُمر الكيان الإسرائيلي&nbsp;</p> <p>كمال خلف: صحيح&nbsp;</p> <p>يوسف نصر الله: كيف نُمدّد في عُمر هذا الكيان&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دكتور "يوسف نصر الله" رئيس "مركز باحث للدراسات الفلسطينيّة والاستراتيجية" شكراً جزيلاً لحضورك هنا في الاستديو، أُستاذ "موفق محادين" الكاتب السياسي من (عمّان) أيضاً أشكرك جزيل الشُكر على هذه المُشاركة في حلقة "لعبة الأُمم" اليوم. مُشاهدينا، شكراً للمتابعة وإلى اللقاء. &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p>