رضي الموسوي - الأمين العام السابق لجمعية وعد البحرينية المعارضة
سنوات من المراوحة وانسداد الأفق السياسي في البحرين... لماذا وهل من حلول؟ خلاف سعودي إماراتي تحت الرماد... أي تداعيات له على البيت الخليجي وما محددات موقف المنامة؟ مناضل سياسي وطني عنيد مُطالبٌ بالديمقراطية والتغيير ومقاوم للتطبيع... كيف يُقيّم تجربته؟
نص الحلقة
<p> </p>
<p>مشاهد:</p>
<p>رضي الموسوي: نُناضل من أجل العدالة ومن أجل حقوق الإنسان ومن أجل الحرية والديمقراطية والمواطنة المُتساوية.</p>
<p>يجب أن ينشط البحرينيون وينشط الخليجيون لأنّ مصيرنا بالفعل مصيرنا واحد في هذه المعركة المصيرية، هل نواجه هذا التطبيع الغاشم؟</p>
<p>إنّ هذا النهج لن يضع بلادنا على خارطة الحلّ الصحيح كما يتوهّم الحكم.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: سنوات من المُراوحة وانسداد الأفق السياسي في البحرين، لماذا؟ وهل من حلول؟</p>
<p> خلاف سعودي - إماراتي تحت الرماد، أيّة تداعيات له على البيت الخليجي؟ وما مُحدّدات موقف المنامة؟</p>
<p>مُناضل سياسي وطني عنيد مُطالبٌ بالديمقراطية والتغيير ومقاوِم للتطبيع، كيف يُقيّم تجربته؟</p>
<p>الأمين العام السابق لجمعية وعد البحرينية المعارضة، السيّد رضي الموسوي، أهلًا بِكَ ضيفًا عزيزًا في برنامج بإيجاز، نوَّرتنا.</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: أهلًا وسهلا بِكِ، شكرًا سيّدة راميا، وشكرًا للميادين على هذه الاستضافة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: أهلًا بِكَ. </p>
<p>مُباشرة نريد أن نقف وإيّاك حول المشهد السياسي في البحرين، هناك توقّف بالكامل لأيّة حركة أو حيوية ومُراوحة في المكان. ما الذي يجعل المشهد بهذا الشكل؟ ونحن نتحدّث عن ملف كان من ضمن الملفات التي قُدِّمت، (ملفات الربيع العربي)، وشهد حراكًا منذ مطلع العقد الثاني في هذه الألفية؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: يمكن وصف الحال البحرينية في الوقت الراهن بأنّها في حال نوع من الستاتيكو الموجود الذي أقصد فيه أنّ هناك حالاً من الاحتقان بَلَغَت مدى مُعيّناً بين الجانب الرسمي وبين قوى المعارضة السياسية أدّت إلى هذا الصمت أو الهدوء أو عدم القدرة على تحريك بعض الملفات الرئيسية مثل ملف المُعتقلين، الملف الاقتصادي، الملف السياسي، الوضع السياسي بشكل عام وعلاقاتنا مع دول الجوار الخ... ويبدو أيضًا هنا تتداخل أولويات الجانب المحلي مع الأولويات الإقليمية والخليجية.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ما المقصود بالجانب المحلي؟ وهل المعارضة تبدو في حال استكانة أو حتى استسلام؟ لا نرى أيّة حيوية أو حركة أو مُبادرات أو أيّ تفاعل؟ قد نفهم الخطاب الذي يقول بأنّ الحكومة لا تُقدّم شيئًا ولا تتفاعل، لكن المعارضة خياراتها نَفَذَت؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: لا، الخيارات موجودة دائمًا والمعارضة مطالبها مطالب طبيعية جدًا، مطالب الحد الأدنى إذا قورِنت بأيّ حراك سياسي موجود سواءً كان على مستوى الوطن العربي أو على مستوى العالم الثالث، خاصة ونحن نتحدّث أنّنا نؤمن بمَلَكِية دستورية على غرار الديمقراطيات العريقة التي بشّر بها ميثاق العمل الوطني عام 2001 وقد صوَّت عليه البحرينيون بنسبة عالية جدًا تزيد عن 98%، وهذه نسبة حقيقية وليست كالنِسَب التي نسمع عنها في أخبار الانتخابات.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: سيّد الموسوي، لأنّك ذكرت هذه الفترة وتُعتبر فترة ذهبية أو الفترة الأمثل حتى على مستوى العمل السياسي في البحرين منذ 2001 و2002، ميثاق العلم الوطني، العفو العام الشامل الذي صدر وأُخرج كل المعتقلين وعاد كلّ المُبعدين، نحن نتحدّث عن عبد الله الراشد، عبد النبي العكري، أحمد الداودي، عبد الرحمن النعيمي، وغيرهم من الأسماء التي كانت في حينها وعمل سياسي وقُدّمت مُبادرات مع حفظ الألقاب لكلّ الأسماء التي ذكرناها. ما الذي جعل تلك المرحلة مُمكنة؟ إلى أيّ حدّ المعارضة تتحمّل المشكلة؟ </p>
<p>إسمح لي أن أثير ذلك بما قدّمه محمد محمد عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث يقول: "إلى أيّ حدّ باتت المعارضة بسبب عملها لوقت طويل وهي لديها تاريخ نضالي كبير لطالما عملت بالسرّ وهذا مازال يحكم طريقة تعاملها مع الحكومة ولا تُجيد ربما العمل بالعلن؟".</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: لا، نحن عندما انطلقنا...</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: كانت هناك ظروف دفعتكم للعمل السرّي؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: مرحلة العمل السرّي كان يحكم البلد منذ العام 1975 قانون تدابير أمن الدولة، وهذا استمرّ حتى العام 2001 عندما جاء الملك وألغى قانون تدابير أمن الدولة ومحكمة أمن الدولة. هذا القانون هو كان الحاكم الفعلي في البلد طوال تلك الفترة. وعندما انطلقنا بالتأكيد في البداية كنا نعيش إرباكاً لأنّه انطلقنا من تحت الأرض إلى تحت الشمس وهذا يعني الكثير بالنسبة إلى أيّة معارضة سياسية أنّه ممكن أن تنتقل من العمل السرّي إلى العمل العلني، صحيح مارسنا أخطاءً في تلك الفترة ولكن سُرعان ما تجاوزنا هذه، خاصة ونحن في التسعينات بدأنا نخرج من إطار العمل السرّي إلى إطار العمل كتيارٍ وطني ديمقراطي، أنا أتحدّث عن الجبهة الشعبية في البحرين، عن جبهة التحرير الوطني البحريني، وانطلقنا بواقع التيار الوطني الديمقراطي الواسع الذي لا تحكمه مُحدّدات تنظيمية، وبالتالي لا يتعرَّض إلى ضربات أمنية الخ...</p>
<p>سنة 2001 عندما حدث هذا الانفراج وأُسّست الجمعيات السياسية بين هلالين (أحزاب سياسية)، تمكّنّا من الانطلاق.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: من ضمنها أو كانت الأولى ربما وعد؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: نعم، جمعية وعد هي أول تنظيم سياسي على مستوى البحرين وأيضًا دول مجلس التعاون الخليجي، أُسّست كجمعيةٍ مُصرَّحٍ بها وتعمل في الإطار العلني ومن ثمّ جاءت الجمعيات السياسية الأخرى وتشكّلت الحال السياسية المُتقدّمة في البحرين حقيقةً، واستمرّت هذه الحال منذ العام 2001 وحتى العام 2011 عندما حدث انفجار آخر هو الحراك الشعبي في 14 فبراير/شباط.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: في تلك المرحلة أيضًا كان المشهد الإقليمي مختلفاً تمامًا عما نُشاهده اليوم وذلك أيضًا كان من ضمن الأمور التي وضعت الملف البحريني على خلاف ربما بعض الملفات الأخرى في ما يُسمّى بالربيع العربي في التعامل على المستوى العربي الإقليمي وحتى الدولي. </p>
<p>الآن الإقليم يشهد تحوّلات أخرى، هناك اتفاق سعودي - إيراني وأجواء إيجابية استُبشر بها خيرًا ويوضع الملف البحريني الآن بالسؤال لماذا لم نرَ أيّ انعكاس عليه من هذه الأجواء؟ وهل أيضًا التحوّلات داخل البيت الخليجي تُؤثّر؟ قبلها كانت المشكلة والعلاقة مع قطر والحصار والآن نتحدّث عن واقع مُختلف حتى في علاقات داخل البيت الخليجي؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: يبدو أنّ البحرين هي مُتغيّر تابع، البحرين أصغر دولة خليجية وهي أصغر دولة على مستوى الوطن العربي مساحتها 710 كيلومترات مُربّعة، عدد سكانها بالوافدين لا يتجاوز مليون ونصف المليون نسمة، وبالتالي هي جزيرة تُعتبر صغيرة ومُتغيّر تابع إذا عرّفناها سياسيًا، ولا شكّ أنّها تتأثّر بما يحدث في الإقليم. عندما جاءت المصالحة الإيرانية - الخليجية وخاصة الإيرانية – السعودية، بالتأكيد أنّه جرت مياه كثيرة تحت النهر وهذه المياه أثّرت على أكثر من بلدٍ في المنطقة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: لم يَطَل الملف البحريني؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: على المستوى البحريني ترطّبت بعض الشيء العلاقات، آمنّا بأن يكون هناك تحريك في هذا الملف ولكن حتى الآن أعتقد الإيقاع بطيء جدًا في مسألة المصالحة الخليجية لأنّه يبدو أنّ هناك بعض التقاطعات أو بعض القوى التي لا ترى مصلحة في أن تتقارب ضُفّتا الخليج.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: داخل البيت الخليجي؟ الآن مُؤخّرًا هناك حديث عن وجود مشكلة أو أزمة بين السعودية والإمارات، ما نُقل عبر "وول ستريت جورنال" الأمريكية بأنّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان تحدّث إلى صحافيين بأنّ أبو ظبي طعنتنا بالظهر وأنّ هناك سيناريوهات قد تطالها وتصل إلى حدّ ما جرى مع قطر، موصول بذلك موقع البحرين هنا، أين هو إن كان بالفعل هناك أزمة، ما الذي يطرح الأمر بهذا الشكل؟ القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى بالتوازي كان هناك اجتماع تشاوري لدول مجلس التعاون الخليجي التمثيل البحريني كان الأقل، وهذا وضِع في مكان وكأنّ البحرين لا تُريد أن تصطّف بين أبو ظبي أو الرياض، ما دقّة ذلك؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: دول الخليج هي دول شقيقة للبحرين والبحرين كما قلت هي الأصغر اقتصادًا وهي الأصغر حجمًا وحتى بالنسبة لعدد السكان، وبالتالي ليس من مصلحة البحرين أن تكون هناك خلافات خليجية – خليجية، مصلحة البحرين أن يكون هناك مجلس تعاون خليجي قوي، قادر على وضع حلول للعديد من المُشكلات التي تواجهه، ولكن يبدو أنّ هناك مُنغّصات، هذه المنغّصات لم تتمكّن دول المجلس من تجاوزها، يعني انتهينا من قصة الخلاف مع قطر ودخلنا في مسألة المصالحة الإيرانية - الخليجية أو الإيرانية - السعودية فبدأت الدمامل تتفجّر هنا وهناك وخاصة بين الرياض وأبو ظبي، وهذا في الحقيقة لا يخدم المصلحة البحرينية. المصلحة البحرينية العليا هي تتمثّل في أن يكون هناك بالفعل مجلس تعاون قوي وقادر على انتشال الاقتصاديات الأقل قوّة مثل البحرين وعُمان والانطلاق بها.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: لا تستطيع أن تأخذ موقفًا لا مُحايدًا ولا مع طرف من دون طرف؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: مصلحة البحرين أن تكون، على سبيل المثال يربطنا مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية جسر، الطريق البري الوحيد، وهناك أشبه ما يكون بحبل سُرّي، علاقتنا مع السعودية علاقة وجودية.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: على المستوى الاقتصادي؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: على كلّ المستويات، المستوى الاقتصادي الكل يعرف 75% من إنتاج النفط يأتي من حقل أبو سعفة المشترك الذي تنتجه شركة آرامكو السعودية، وأيضًا تكرير النفط يأتي 85% من رأس تنوّرة، وهذا سرّ في الخليج، النفط هو شريان الحياة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: هل البيت الخليجي قوي اليوم؟ مُستقبل مجلس التعاون الخليجي؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: لا، للأسف الشديد عندما تشكّل مجلس التعاون في العام 1981 كان هناك طموح كبير وكُنّا نطرح أنّنا نُريد وحدة اندماجية بين دول هذا المجلس وليس وحدة كردّ فعل على الحرب العراقية - الإيرانية التي اندلعت عام 1980، وطرحنا كمعارضة سياسية أيام الجبهة الشعبية طرحنا حلولًا واضحة لمسألة العلاقات الخليجية، كيف يمكن أن تكون هناك وحدة اندماجية تسير ولو كانت ببطء، ولو سرنا على هذا النمط لكان الآن الوضع مختلفاً.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: على مستوى جواز السفر المُوحّد والعملة المُوحّدة وخصوصًا أنّ المِهَل الزمنية انتهت عام 2010 لتحقيق مثل ذلك. </p>
<p>في ما نتحدّث وأنت ذكرت أكثر من مرة الجبهة الشعبية البحرينية وهذه أيضًا أنت انضويت في صفوفها، وقبلها كنت في الاتحاد الوطني البحريني وهذا كان الاتحاد فيه روافد أساسية للحركة السياسية البحرينية، ذكرنا منها جبهة التحرير والجبهة الشعبية وحزب البعث العربي الاشتراكي بشكل أو بآخر، وهنا بدأ أيضًا مسير النضال سيّد رضي الموسوي، وأنتم مثل إبن بطوطة في عملية السفر طلبًا للعلم وفي مساركم النضالي، الخروج من البحرين بعدها إلى العراق؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: قبل العراق، الكويت، لجأنا إلى الكويت.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: والعراق؟ </p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: والعراق. </p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وبيروت؟ </p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: قبلها سوريا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: سوريا وبيروت بالتوازي، كنت تنتظر لتأتي الموافقة للدراسة في جامعة بيروت العربية وجاءت الموافقة بالتوازي، أنا أتحدّث عن مسار هنا في الإبعاد بالبداية، لماذا أُبعدت من الكويت بعد أن ذهبت إليها للدراسة؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: لسبب سياسي طبعًا، انتماؤنا للاتحاد الوطني لطلبة البحرين وكانت هناك بعض الخلافات مع جماعة النادي الذي أُسّس بدعم من السفارة البحرينية في الكويت، وكان هناك بعض الإشكاليات واتّخذ القرار بإبعادنا من الكويت، وطلبنا الذهاب إلى العراق وتقدّمنا بطلب لمواصلة دراستنا الجامعية في العراق ولكن هذا الطلب رُفِض وطُلِب منّا مُغادرة القُطر العراقي خلال أسبوع، واضطررنا للمغادرة إلى دمشق وأيضًا تقدّمنا بطلب مواصلة دراستنا في دمشق وذهبنا أيضًا إلى بيروت وأربعة منّا قُبِلوا في سوريا والباقي بقينا في بيروت.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: أنت لم تأتِك المُوافقة في دمشق؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: لا لم تأتِني الموافقة من دمشق.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: لِمَ تختار بيروت على دمشق؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: لا، وبعد بيروت انتقلت إلى قبرص.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: قبل أن تنتقل إلى قبرص، قبرص محطّة لوحدها، ليس فقط في تاريخ نضالي إنّما تعرّضت للكثير، قبرص محطّة، لكن في بيروت عنوان ليس فقط بالنسبة لتاريخك النضالي، نحن نتحدّث عن حدث مِفصلي في تاريخنا الحديث، عن الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، أنت كنت هناك وحملت السلاح في وجه إسرائيل، إحكي لنا قصّة هذا السلاح؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: كلّ مَن كان في بيروت، في بيروت كان هناك الكثير من العرب، أغلب مَن كان في بيروت حمل السلاح وهو أسلم طريقة للنجاة من النفس، لأنّ موتة الجبناء صعبة أن تكون ضمن تاريخنا السياسي أو تاريخ الإنسان، وبالتالي كان أفضل حل أن ترفعي السلاح وهذه مسألة فقط ردّ الجميل إلى بيروت التي كانت تحتضن الجميع، هذه بيروت ويجب الدفاع عن بيروت.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: نُريد قصة بداية حمل السلاح، أنت كنت في الجبهة الشعبية البحرينية..</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: الجبهة الشعبية البحرينية ليس لديها كفاح مُسلّح، كانت جزءًا من الجبهة الشعبية لتحرير عُمان والخليج العربي، وكانت لدينا مناطق مُحرّرة في إقليم ظُفار في عُمان، بعد الانكفاء إلى منطقة اليمن الديمقراطي الجنوبي، إلى المحافظة السادسة، تمكّنت القوات السلطانية بدعم من البريطانيين والقوات الإيرانية أيام شاه إيران سنة 1975 من هزيمة الثورة عسكريًا في تلك الأيام، انتشرت كوادر في العديد من المناطق ومنها في بيروت ودمشق وبعض المناطق العربية.</p>
<p>في بيروت كنت أريد أن أواصل الدراسة وجاء الغزو الصهيوني إلى بيروت في حزيران 1982 وكان القرار بأن نحمل السلاح فذهبنا إلى منطقة الجامعة العربية التي كانت تُسمّى جمهورية الفاكهاني وكنت أنا مع أصدقاء، مع المرحوم الشاعر أمجد ناصر من الأردن والصديق العزيز الشاعر السوري نوري الجراح، وبدأنا هكذا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ما الذي جاء في البرقية التي وصلتكم؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: البرقية التي جاءت من المرحوم عبد الرحمن نعيم، أمين العام للجبهة الشعبية في البحرين، "اِلتحق".</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: كُدت أن تستشهد أكثر من مرة. حتى نُعطي بعض الأمثلة، الإنزال الذي كان يُفترض أن يكون في الرملة البيضاء في الليلة الذي دُعيتم بها للذهاب ومواجهة إنزال عسكري إسرائيلي مُحتَمل؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: كنا في رأس النبع وجاءت البرقية والمسؤول العسكري طلب منّا، المتطوّعون يذهبون إلى الرملة البيضاء لمواجهة الإنزال هناك، كنت أنا وشخص عراقي والباقي فلسطينيون ولبنانيون، فنحن اتّخذنا قراراً أن نتطوّع في كلّ شيء مع أنه نحن لا نعرف الكثير هم أفضل منّا، عندما يسألون مَن يذهب نرفع أيدينا، فنقلونا إلى الرملة البيضاء.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ولكن قالوا إنّ هذا الإنزال..</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: سيكون في الرملة البيضاء.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ومن الممكن أن يستشهد الجميع، يعني مَن سيذهب ليستشهد، لم يكن بالرملة البيضاء؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: صحيح، كان في الحمام العسكري.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: مَن تصدّى له؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: تصدّت له القوات السورية التي كانت موجودة ومُحاصرة بالإضافة إلى القوات المُشتركة. </p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: كانوا الفرسان الحمر؟ </p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: الفرسان الحمر بالفعل واستشهد منهم العديد، كان القصف شديدًا على الرملة البيضاء والقنابل المضيئة في الرملة البيضاء وكانت محاولة الإنزال والضفاضع البشرية في الحمام العسكري.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: كيف مُرّر التطبيع عندما نتحدّث عن هذه المحطات وأنت مثال سيّد الموسوي لأمثلة كثيرة من الشعب البحريني؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: التطبيع جاء في لحظة تيه عند الأمّة حقيقة، ليس على المستوى الخليجي فقط ولكن أيضًا على المستوى العربي، نحن أمّة في حال ضعف وتيه وغياب لمشروعها القومي، اليوم كلّ دولة في الإقليم، على سبيل المثال إيران لديها مشروعها، نحن نحترم هذا المشروع وإن تضاربنا معه أو تناقضنا معه، تركيا لديها مشروعها، الكيان الصهيوني لديه مشروعه، السؤال الكبير ما مشروع الأمّة العربية؟ أعتقد أن هذه كلها...</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وهي تتأثّر بشكل مباشر وبالتالي حتى على الخيارات الشعبية أو على قدرة المواجهة بالنسبة للشعوب العربية. </p>
<p>لنتحدّث عن الشعوب العربية، كنا ذكرنا المحطة المفصلية في بيروت ومن بعدها كان هناك إبعاد بالنسبة لقادة الثورة الفلسطينية وجرت هناك محاولة لأن تكون قبرص بشكل أو بآخر محطّة الأقرب إلى المواجهة إلى بيروت وإلى فلسطين، وكان هناك حضور فلسطيني وأنت لماذا غادرت من بيروت إلى دمشق إلى قبرص؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: بعد الخروج من بيروت كانت هناك عائلة بحرينية، كانت المرحومة ليلى فخرو مع ابنتيها موجودة في بيروت وكان المطلوب مني أن أوصلهم إلى دمشق، أوصلتهم إلى دمشق وعدت إلى بيروت وبقيت حتى سنة 1983، ومن ثمّ اضطررت لمغادرة بيروت نتيجة الوضع الأمني الضاغط جدًا في بيروت الغربية، ومن ثمّ عُدت إلى دمشق ومنها كان هناك قرار أن أذهب إلى قبرص أيضًا لمواصلة الدراسة، وفي قبرص كان هناك جو إعلامي إلى حدّ ما سياسي فلسطيني عربي، مِئات من الكوادر الفلسطينية التي كانت في بيروت انتقلت إلى نيقوسيا تحديدًا، كل الصحف الفلسطينية تقريبًا كانت موجودة هناك.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: على قربها من فلسطين طالما حصل إبعاد من تونس لقيادات الثورة. </p>
<p>من البداية حدث أمني كبير في مقابل العمارة التي تسكنها، الأمين العام لاتحاد الكتاب الفلسطينيين حنّا مُقبل اغتيل، لماذا اعتُقلت أنت؟</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: لأني ذهبت لأتبرّع بالدم وجمعت 50 طالباً عربياً وجُلّهم فلسطينيون للتبرّع بالدم لأنّ الشهيد حنّا مُقبل صديق وكانت لديه وكالة القدس برس وكان يعمل فيها أيضًا الصديقان أمجد ناصر ونور الجرّاح، وعندما اغتيل في البيت المقابل نزلت ووجدته مُضرّجاً بالدماء وجاءت الإسعاف ونقلته إلى الطوارئ، ودفعت باتجاه الذهاب للتبّرع وتبرّعنا جميعًا وكانت الحصيلة كبيرة، ولكن عند السادسة مساءً أُعلن عن وفاته، أنا كنت في الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة البحرين وكان لديهم اجتماع في دمشق، ففي اليوم التالي غادرت إلى دمشق وعَقدنا الاجتماع وعندما عُدت كان السيناريو عند الأمن القبرصي غريباً بأنّني من قمت بالعملية وغادرت وقدّمت تقريري للقيادة ولون الحقيبة أنقذني، كان لون الحقيبة التي نقلتها من المنطقة التي نفّذت فيها الاغتيال إلى مركز المدينة إلى طالب فلسطيني ليذهب إلى الكويت وهذه الحقيبة لأخي الأكبر.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: كانت حقيبة المتّهم سوداء وأنت حقيبتك بيضاء، وبعدها ذهبت إلى الإمارات ومن ثمّ عُدت إلى البحرين، وهذا مسار نضالي مُستمر، كنّا نُحاول أن نُضيء عليه، وأنت لديك عائلة جميلة جدًا من ثلاثة أولاد، محمد مُهندس، وطلال طبيب بيطري، وعلي مُساعد طبيب أسنان، وزوجتك السيّدة ليلى لها كلّ التحية والاحترام.</p>
<p>شكرًا جزيلًا لك سيّد رضي الموسوي على هذه المشاركة معنا، الأمين العام السابق لجمعية وعد البحرينية المعارضة.</p>
<p> </p>
<p>رضي الموسوي: شكرًا لك سيّدة راميا، وشكرًا للميادين على هذه الاستضافة، نتمنّى أن نلتقي.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: إن شاء الله دائمًا. </p>
<p>والشكر لكم مشاهدينا أينما كنتم، موعد جديد يتجدّد الأسبوع المقبل ودائمًا بإيجاز، إلى اللقاء.... </p>