سيد الطوخي - رئيس حزب الكرامة المصري

أين وصل الحوار الوطني المصري وما المأمول منه بعد عام من التحضيرات ونحو ثلاثة أشهر على انطلاق جلساته؟ وماذا يقول المناضل العروبي الناصري سيّد الطوخي عن الحوار الوطني المصري، وكيف يرى واقع الناصرية؟

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>مشاهد:</p> <p>سيّد الطوخي: الحوار كان فرصة للنظام، وأعتقد أنّه كان فرصة للمعارضة.&nbsp;</p> <p>الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: أتوجّه إليكم اليوم بتحيّة تقدير وإعزاز لجمعكم الكريم الذي اجتمعتم فيه من أجل أن نتحاور ونتبادل الرؤى مُبتغين صالح وطننا العزيز.</p> <p>سيّد الطوخي: مُتمسّكين بالأرض، مُتمسّكين بقضيّتنا الفلسطينية التي تخصّ الوطن العربي بأكمله وفي القلب منه مصر، مصر قضية فلسطين بالنسبة لها قضية حياة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: عام من التحضيرات ونحو ثلاثة أشهر على انطلاقه، فإلى أين وصل الحوار الوطني المصري وما هو المأمول منه؟</p> <p>مُناضل سياسي وطني عروبي ناصري، ماذا يقول اليوم وكيف يرى واقع الناصرية؟</p> <p>رئيس حزب الكرامة المصري الأستاذ سيّد الطوخي، أهلًا بِكَ ضيفًا عزيزًا في برنامج بإيجاز نوّرتنا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: أهلًا بِكِ وبكل مشاهدي الميادين المحطّة العزيزة على قلوبنا جميعًا، لأنّها نافذة حقيقية خاصة جدًا لكل مُشتاق لأن يرى أنّ هناك عروبة حقيقية في هذا الوطن.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: أهلًا بِكَ من جديد.&nbsp;</p> <p>نُريد أن نعرف المسار الذي وصل إليه الحوار الوطني المصري والذي اعتُبر أنّه محطّة مُهمّة في العلاقة بين السلطة في مصر والمعارضة وأنتم تُمثّلون جانبًا منه.</p> <p>حوالى السنة من التحضيرات، 23 جلسة تحضيرية، ومنذ أيار الماضي انطلقت هذه الجلسات للحوار الوطني. أين وصلت وكيف تُقيّمون واقع ومسار هذه الجلسات وهذا الحوار؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: أستطيع أن أقول بعد كلّ هذه المسافة أنّ الحوار الوطني لم يمضِ في المسار الذي كُنّا نأمله، كانت فكرة عظيمة عندما أطلقها رئيس الجمهورية وخصّ بها المعارضة، كُنّا نأمل أن يكون هناك حوار حقيقي مباشر ما بين المعارضة الحقيقية الموجودة وبين السلطة. لأسباب كثيرة الجميع رأى أنّ هناك حالاً سياسية مأزومة منذ سنوات طويلة، عقد من الزمن هناك حصار للمعارضة، هناك أزمات كبرى تعرّضت لها مصر في السياسة ولم يكن هناك حوار من أيّ نوع ما بين الأطراف السياسية الموجودة ما بين سلطة ومعارضة كأيّ مكان في العالم وكأيةّ دولة يجب أن تكون هناك سلطة ومعارضة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: لماذا أنتم حزب الكرامة ضمن الحركة المدنية التي انخرطت في هذا الحوار وأخذ نقاشًا، يعني في فترة الجلسات التحضيرية أخذ نقاشًا بالنسبة للحركة المدنية وكان هناك بين مُؤيّد ومعارض في الانخراط أساسًا نظرًا للتقييم في السنة من التحضيرات، ومع ذلك صار هناك قبول بالدخول في جلسات الحوار رغم الخلفية التي بَدَت بالنسبة للبعض ضمن الحركة بأنّها غير مباشرة أقلّه بالنسبة لموضوع المُعتقلين، كان مطلبًا حتى تنخرطوا في الحوار بالنسبة للمُعتقلين بما توصّفونهم مُعتقلي الرأي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: الحوار أمر طبيعي جدًا، أيّ عاقل لا يرفض أيّ حوار يُساهم في حلّ أزمات أيّ وطن موجود، ونحن كُنّا نأمل في ذلك، نحن لسنا ضدّ الحوار على الإطلاق، نحن نتعامل مع سلطة، نحن نُعارضها بشكلٍ جذري، لكن في النهاية لدينا حلول ولدينا رؤية نُحاول طرحها عليهم لكن هم الذين يُنفّذون في النهاية، نحن كُنّا نأمل أو بقي أمل اتخاذ قرار في فكرة الحوار لأنّ كثراً كانوا يُشكّكون بجدوى نتائج هذا الحوار، أو أنّه سينتج فعل حقيقي أو لا، وكانت أبرز الأمور التي كُنّا نحاول أن ندلّ عليها لجدّية هذا الحوار أمور بسيطة جدًا، الإفراج عن مُعتقلي الرأي، كل مَن لم يتورّط في قضايا عنف أو إرهاب هو سجين رأي يُفرَج عنه، تمّ الإفراج بطريقةٍ على مسافات واسعة وليس بالطريقة التي كُنّا نأملها.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: العدد الذي وصل إليه عمليًا المُفرَج عنهم؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيد الطوخي: العدد تجاوز الـ1000 وقد يكون تجاوز الرقم الذي طُرح في الحوار، لكن بعض الأسماء التي كانت موجودة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: مثل؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيد الطوخي: مثل أحمد دومة، أمضى في السجن ما يقرب من عشر سنوات، ولدينا حتى الآن أعضاء من حزب الكرامة موجودون في السجن.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: وحدثت اعتقالات لاحقة حتى أثناء الجلسات؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: هذا الجزء الآخر أنّه في أثناء الإفراج عن سجناء كان يتمّ اعتقال آخرين.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: من ضمن الحركة المدنية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: بشكل واسع من ضمن الحال الوطنية أو الحال العامة أو ناس بُسطاء، الاعتقالات لم تتوقّف وكلها قضايا من 2019 وما قبلها، ونحن لدينا أمل حقيقي أنّ الحوار يُصفّي هذه النقطة بشكل كامل.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: اليوم تقييمكم للحوار، هو يواجه مشاكل يمكن حلّها أم أنّه في مرحلة الفشل؟ ما هو التقييم وما هو التوصيف؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: الإفراج عن السجناء كان جزءاً من المطالب الحقيقية لتكون هناك انفراجة حقيقية في البلد، رفع الحُجُب عن كثير من المواقع المحجوبة، فكّ القيود نسبيًا عن حركة الأحزاب السياسية والحركة الوطنية لأنّ هناك حصاراً شديداً جدًا عليها. كلّ هذه المطالب قد تكون قد حصلت فيها انفراجة نسبية أو جزئية.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: يعني أنتم مستمرّون في هذا الحوار؟ خصوصًا وأنّ هناك لاءات طُرِحت ثلاثة أو خطوط حمر وُصّفت باللاءات الثلاث طرحها ضياء رشوان بأنّه لا يتداول الحوار الدستور، صحيح؟ السياسة الخارجية وكذلك الأمن القومي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: ومع ذلك أنا أستطيع القول إنّه عندما عُقِدت جلسات للحوار تمّ فتح الكثير من الموضوعات، لم يحصل أن الناس التزمت على الأقل من ناحيتنا، فتحوا الكثير من القضايا المطروحة لأنّها كلّها مُتداخلة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: بما فيها موضوع الدستور؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: لا، الدستور لأنه مسألة يحدث فيها استفتاء للشعب، الطرف الشعبي موجود فيها لم يتحدّث أحد في الدستور، ما مضى يعني. لكن نأمل في المستقبل ليس الحديث عن تغيّرات دستورية بقدر ما هو احترام الدستور.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: بأيّ معنى؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: الدستور الحالي، دستور 2014، مليء بالمواد التي لا تُطبّق.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: من ضمنها العدالة الانتقالية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيد الطوخي: العدالة الانتقالية، العدالة الاجتماعية، حصّة التعليم، حصّة كذا، الضمانات الحقيقية للانتخابات، لكل الانتخابات الموجودة، كل هذه بنود لا تُطبّق عمليًا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: أنتم الآن تعتبرون الدستور في سياقه ستكون الانتخابات المُقبلة وبالتالي يحقّ للرئيس المصري بناءً على تعديلات 2019 أن تكون هناك ولاية جديدة قد تمتدّ إذا ما فاز بالانتخابات حتى عام 2030 ضمن هذا السياق، وطالبتم أيضًا ضمانات لشفافية الانتخابات، حصلتم عليها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: لا، لم يتم الحصول على أيّة ضمانة لأنّه لم يُفتح باب الترشّح حتى هذه اللحظة، وفي نفس الوقت نحن نُطالب بحرية كلّ مُرشّح أن يكون موجوداً ولا يُلاحَق أنصاره ولا يتمّ التضييق عليه ويأخذ مساحة نسبية كمساحة مُرشّح الدولة أو المُرشّح الرئيسي الموجود، كلّها مطالب عادلة ومطالب منصوص عليها في الدستور والقانون، وباعتقادي لا تُطبّق. شفافية الانتخابات وشفافية العملية الانتخابية تحتاج إلى كلام كثير، تحتاج أيضًا لأن يكون هناك وضوح من أول استقلالية اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات لإعلان النتائج من اللجان الفرعية، تحتاج لأمورٍ كثيرة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: هل لديكم تصوّر بالنسبة لمُرشّحٍ أو مجموعة مُرشّحين إن كان حزب الكرامة أو الحركة المدنية؟ خصوصًا برز في الصورة أو في المشهد أحمد طنطاوي النائب المصري السابق والذي يُقدِّم نفسه كمرشّحٍ للانتخابات الرئاسية وحُكي عن اعتقالات طالت بعض المؤيّدين أو من أفراد عائلته ما قبل قدومه إلى مصر، وكان هناك لقاء معه بالنسبة للحركة صحيح؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيد الطوخي: نعم.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: هل هذا يعني أنكم تدرسون خيار ترشيحه؟ هل لديكم معايير بعينها لمُرشّح أو مجموعة مُرشّحين إن كان من الحركة أو من خارجها يُدَعم؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: نحن كحزب الكرامة نعتبر أحمد جزءًا من حالتنا لأنّ أحمد طنطاوي مازال عضوًا في حزب الكرامة وأحمد واجهة وطنية مُشرقة ومُشرفة ولديه طموح حقيقي ورؤية حقيقية لحلّ مشاكل كثيرة، لديه رؤية ومنهج في ترشّحه للرئاسة، وأعتقد أنّ الحركة المدنية ناقشته ومُعظم الجالسين في الحركة المدنية عبّروا عن اعتزازهم بأحمد وبدوره ووطنيته، لكن الحركة المدنية لم تتّخذ قرارًا إلا في إطار الضمانات، لكن بالنسبة للكرامة فهي تعتبر أحمد مُرشّحاً رئيسياً بالنسبة لها.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: عودة إلى الحوار، إلى أيّ مدى زمني أنتم ستبقون مُنخرطين في الحوار لتقولوا وصلنا لنتائج أو أنّنا نعتقد أنّه غير مُجدٍ؟ ما هي المعايير وأيضا الأفق الزمني؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: المعايير أمور بسيطة جدًا، استكمال الإفراج عن مُعتقلي الرأي أو مسجوني الرأي، الحديث بوضوح عن تغيير أو مُباشرة الحقوق السياسية، وخاصة قانون الانتخابات الذي يتعامل بالقائمة المُطلقة غير الموجودة في غالبية دول العالم باستثناء بلدين أو ثلاثة، وهذه لا تبني حركات سياسية، وتقليص مُدّة السجن الاحتياطي الذي وصل لسنتين، ونحن نطرح أن يكون ما بين ثلاثة وستة أشهر. هذه ثلاثة أمور تدلّ على أنّ الحوار مُنتج أو سيتوقّف، ولو هذه الإشارات لم تتلقّاها الحركة المدنية أعتقد أنّه لن يكون هنالك استكمال للحوار.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: هل نحن أمام موقف واحد بالنسبة للحركة المدنية؟ ويبدو أنّ هناك ضعضعة بشكل أو بآخر أو انقساماً حتى بالانخراط كما أشرنا في هذا الحوار.</p> <p>هذا يدفعنا للحديث مباشرة أيضًا عن واقع حزب الكرامة، البعض يقول إنّه ليس في أفضل أحواله، ومن ضمن الأمور الذي شهد فيها انقسامًا موضوع الحوار الوطني؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: ككلّ الأحزاب فيها مُؤيّد ومعارض للحوار وهناك شباب لديه حماس شديد جدًا ويعتقد أنّ أيّ حوار مع السلطة مارست أمور كثيرة باعتقادها أنها كانت أخطاء عظيمة وهذا أمر طبيعي وواضح، لكن الغالبية كانت مع فكرة الحوار لأسباب عرضناها وهي أنّنا نحتاج مَنافذ تُؤدّي لوجود مُكتسبات ليس لحزب الكرامة أو أحزاب الحركة المدنية، مُكتسبات للشعب بما فيها الأمور التي ذكرتها قبل قليل. وحزب الكرامة كما كلّ الأحزاب، هناك حصار على كل الأحزاب في مصر تقريبًا أو أحزاب المعارضة بالتحديد، حصار واضح، والدليل أنا دائمًا عندما يقول لي أحد أنّ الأحزاب ضعيفة أدلّه على المرحلة ما بين عامي 2011 و2014، هذه المرحلة عندما جئنا لعقد مؤتمر التيار الشعبي والكرامة كان لدينا في المؤتمر أكثر من 150000، في مؤتمر.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: لكن ذلك لا نراه مُترجمًا بصناديق الاقتراع بحيثية جماهيرية تُمثَّل بشكلٍ أو بآخر في مناصب سياسية بما فيها البرلمان. وهناك طرح يُقدّم بأنّ هذه الأحزاب إنْ كانت الناصرية، الوحدوية، العروبية، عندها مُشكلة في عدم وجود مُراجعة حقيقية جدّية لتجربتها التي تراجعت في العقود الماضية وفي محاولة تحميل السلطات أيّاً كانت في مقاليد الحكم، مصر مثال، عدم إعادة قراءة ومراجعة للتجربة وبالتالي تحميل الفشل ومن خلالها نُريد أن نسأل عن واقع الناصرية، حزب الكرامة هو امتداد للناصرية، رؤية من مجموعة بشكل أو بآخر لم تلتصق مع الناصريين القدامى إنْ صحّ التعبير وكان حزب الكرامة. إلى أيّ حد واقع حزب الكرامة يُخبرنا عن واقع الناصرية في مصر، المكان الذي يُمثّل جمال عبد الناصر الزعيم؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيد الطوخي: أنا أذكّرك أنّ الصو &nbsp; &nbsp; &nbsp;ر الوحيدة الموجودة في ثورة يناير كانت صورة جمال عبد الناصر وعلم فلسطين وتقريبًا في 30 يونيو/حزيران، يعني في الأحداث الكبرى العظيمة ستجدين هناك استدعاء للشعب وحنيناً لتجربة جمال عبد الناصر. ونحن نعتقد أنّنا قمنا بمراجعة لتجربة جمال عبد الناصر، نحن كحزب الكرامة قمنا بمراجعة أكثر من مرة للتجربة، يعني هناك تجديد في الرؤية، لم نقف عند الحال الجامعة، التجربة لها ما لها وعليها ما عليها، تجربة عظيمة جدًا صنعت تاريخًا عظيمًا جدًا لمصر والوطن العربي، ومع ذلك بعض أخطائها نحن نعتبر أنّنا أبناء هذه الثورة وأننا منتميون لفكرها وقمنا بمراجعات حقيقية وفي مؤتمراتنا قُلنا...</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: ويُفترض أن نراها في الانتخابات المقبلة مُترجمة بحضور أوسع، أسألك ذلك وأحيل إليك أيضًا سؤالاً جاءك على مواقع التواصل الاجتماعي، يسأل رأي حزبك بإزالة إسم الرئيس جمال عبد الناصر من أهم رموز الكرامة من تسمية كلية ناصر العسكرية وقبلها بُحَيرة ناصر التي دُشّنت بعهده وأصبحت بُحَيرة السد؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: باعتقادي هذه قرارات انتقامية ليست من شخص عبد الناصر بما تُمثّله تجربة عبد الناصر في الوطنية لمصر وفي الوطنية بشكل عام، بعض الناس لاحظت أنّ تغيير إسم أكاديمية ناصر العسكرية لأكاديمية ناصر بقرار من مجلس النواب كان يلي عملية محمد صلاح العظيمة على الحدود بأربعة أيام، وهناك ربط باعتقادي ما بين العملية وبين التغيير.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: ما الهدف بهذا الربط وضّح لنا؟ ومَن يريد أن ينتقم كما تفضّلت؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: باعتقادي تجربة عبد الناصر وصرَّح بها كثير من قادة أمريكا أو الإدارة الأمريكية، لا نُريد ناصراً جديداً في هذه المنطقة، لا نريد ناصراً جديداً معناها ضرب كلّ فكر تُمثّله هذه التجربة. فتغيير إسم ناصر وتغيير بُحَيرة ناصر وتغيير استاد ناصر استاد القاهرة كلّها كانت مُحاولات لطمس تجربة عظيمة باعتقادي هي الثورة الوحيدة الناجية في تاريخ مصر حتى الآن لأنّها استطاعت أن تُحقّق أهدافًا حقيقية واستطاعت أن تُحقّق رؤية ومكانة وتُثبت مكانة لمصر وسط العالم.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: إذا سألتك أستاذ سيّد الطوخي في ثمانينات القرن الماضي والحركة الطلابية أنت كنت نشيطاً جدًا وكنت من الذين يستطيعون استقطاب الشباب في الحركة الطلابية في هذه المساحة إن صحّ التعبير أو في هذا التيار الناصري، وبين اليوم أنت؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: لا هناك فارق كبير جدًا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: وهل اليوم قادر على إعادة خلق نفس الروحية والاستقطاب بالنسبة للشباب؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيد الطوخي: في نهاية الثمانينات لم تكن هناك وسائل اتصال عظيمة والنقلة العظيمة هذه، فكان الاستقطاب استقطاباً مباشراً، أنا أسّست في بداية الجامعة كان هناك حالة إسمها نادي الفكر الناصري في كلّ جامعات مصر، أسّسها جيل أستاذ حمدين وكمال أبو عيطة ومجدي المعصراوي، أجيال كثيرة في بداية السبعينات واستمرّت من جيل لجيل كتعبير عن الحركة الناصرية داخل هذه الجماعات، أسّست نادي الفكر الناصري في جامعة عين شمس، كان الاستقطاب مباشراً بالواحد ومع ذلك كنّا نِتاجاً للحركة الطلابية العظيمة التي بدأت سنة 1984 للثورة على لائحة السادات التي تُكمّم العمل السياسي داخل الجامعة، وباعتقادي أنّ جيل نادي الفكر الناصري رأيناه جليّاً في ميادين يناير/كانون الثاني وفي انتخابات 2012 التي خاضها الأستاذ حمدين وحصل فيها على قرابة خمسة ملايين صوت، وقد سُجنا واعتقلنا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: لا توجد حركة احتجاجية منذ بدأت نشاطك إلا وكنت حاضراً فيها بما فيها ثورة الـ25 من يناير/كانون الثاني واعتقلت قبلها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: أنا اعتُقِلت سبع مرات منها أكثر من خمس مرات قضايا خاصة بفلسطين.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: وسنة 2006 انتصار تموز والوقوف إلى جانب لبنان في وجه العدوان، حدّثني عن هذه التظاهرة من الأزهر إلى ميدان التحرير كان يُرفَع فيها شعار؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: هذه كانت تظاهرات عظيمة جدًا وأعتقد أنّني ضُرِبت بالعصا وكان قربي المناضل جمال أبو عيطة وتحرّكت الناس من جامع الأزهر لقرب ميدان التحرير.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: ما هو الشعار الذي رفعوه، كانوا يُنادون؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: أعتقد أنّ الشعار الرئيسي "نصرالله يا نصرالله"، نحن عملنا أيضًا في الكرامة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: كان "ناصر ناصر نصرالله".</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: "ناصر ناصر نصر الله"، نحن أصدرنا مُلحقاً خاصاً بجريدة الكرامة للسيّد حسن نصرالله لأنّها كانت نصراً مُبهجاً، كلّ ما نحلم به في مواجهتنا مع العدو الصهيوني شعرنا أنّه يتجسّد بشكل حقيقي، بانتصارات حقيقية، وباعتقادي أنّ هذه كانت إشارة أعطت كثيراً من العلامات لكثير من المقاومة داخل الأرض المحتلة، آخرها جنين، ومحمد صلاح هذا الشاب البسيط الذي لم يَعِش لا كامب ديفيد ولا أوسلو ولا كلّ هذه الاتفاقيات المرفوضة بالنسبة لنا قطعًا. نحن نعتبر فلسطين ليست قضية تضامن، فلسطين بالنسبة لنا قضية شراكة لأنها تُجسّد الأمن القومي المصري وعُمقه. وفي اعتقادي أنّ أيّ تقدّم لمصر أو لأيّ مكان في الأمّة العربية لن يحدث طالما موجود هذا الكيان الصهيوني لأنّ هذا دوره الحقيقي.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: أن أسمع ناصرياً بما تُمثّله الناصرية ويجد هذا الربط مع المقاومة في لبنان حزب الله مُجسّدة بالأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله هذا ربط له دلالاة ولافت. إشرح لي كيف تربط بين هذه التجربة وهذه التجربة، بين شخص الزعيم جمال عبد الناصر بما يُمثّله بالنسبة للأمّة &nbsp;وأيضًا بالنسبة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله بما يُمثّله؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: جمال عبد الناصر كان يُمثّل كلّ حركات التحرّر ليس في الوطن العربي بل في العالم الثالث كلّه، وكانت رؤيته للصراع العربي الصهيوني لا صُلح، لا اعتراف، لا تفاوض، وما أُخِذ بالقوّة لا يُستردّ إلا بالقوّة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: والربط مع السيّد حسن نصرالله؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيد الطوخي: أمر عظيم بعد نكسة 1967 أن حرب الاستنزاف فيها بطولات عظيمة خاضها الجندي المصري والجندي العربي شارك مع الجندي المصري بحربٍ كبيرة لم تأخذ حقّها في التاريخ من النور.</p> <p>السيّد حسن نصرالله وحرب 2006 جسّدت كل مفاهيم الناصرية في صراعنا مع هذا العدو، جسّدته بمعنى ما قاله نفّذه، ومن المرات القليلة بعد اجتياح بيروت سنة 1982 أنّ العدو يعترف بهزيمةٍ مُنكرة طبقًا لتقرير فينوغراد، واضح جدًا وجليّ في أنّه واجهنا هزيمة حقيقية. وهذا يدفعنا للقول إنّ هذا العدو هشّ، هشّ جدًا، لكن عندما تكون هناك مواجهة حيقية وقوّة حقيقية لديها إرادة وعقيدة حقيقية يُمكن هزيمته.</p> <p>تصوّري لو كلّ هذه الجهود مع حركة شعبية ضدّ التطبيع في الوطن العربي، مع رؤوس المقاومة، لو تجمّعت كلّ هذه الجهود، باعتقادي أن التطبيع سيكون هشّاً جدًا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: نحن نتحدّث بما تقوله هذا الطرح وهذه الرؤية أمام فكر حاضر، لديك تجربة نضالية كبيرة وأنت مُلتحم مع الجماهير في الأرض، وأنت درست قانوناً وأنت محامٍ ولطالما دافعت عن مُعتقلي الرأي وعن الناس المساكين والغلابة كما يتمّ توصيفهم.</p> <p>بإيقاع بإيجاز، سنة 1997 عندما كنت تواجه مباشرة بالنضال في وجه قانون تعديل الإصلاح الزراعي الذي قام به جمال عبد الناصر ومحاولة استرداد الأراضي التي وزّعت للفلاحين في مصر، كانت هناك محاولة لاعتقالك واعتُقلت، ما الذي جرى معك؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: هذه معركة باعتقادي يجب أن ترى النور لأنّها كانت معركة عظيمة وبرأيي كان بطلها الفلاح المصري، لكل المكتسبات التي اكتسبها من ثورة 23 يوليو/تموز ضربوها بقانون 97 باسترداد الأرض التي وزّعها جمال عبد الناصر لكبار المُلّاك وكبار البشاوات. نحن اعتُقلنا كنّا حوالى ثمانية مُثقّفين، لكن كان هناك 5000 فلاح وفلاحة، واستشهد 35 فلاحاً وفلاحة في هذه المعركة، وتمّ طمس هذه التجربة باعتبارها برأيي كانت من أحد الملامح التي أدّت لتراكم حتى وصلنا إلى يناير/كانون الثاني.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: كنت تحاول الهرب؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيد الطوخي: لا، كان قد قُبِض على مجموعة قبلي منهم الأستاذ حمدين صبّاحي وسُجنوا شهرين وكان هناك كلام لتحويل القضية إلى محكمة عسكرية، الموضوع أصبح كبيرًا لأن نضال الفلاحين أخذ شكلاً في المواجهة، فنصحني بعض الأصدقاء بأن أبعد فلم يحدث نصيب.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: وحاولوا مساعدتك ولمّ المال لك؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيد الطوخي: ما يميّز الحركة الوطنية فعلًا أنّ أيّ أحد يقع منها في أزمة..</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: ترى تعاضداً.</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: نحن في هذه الفترة كان يقف للدفاع عنا كبار المحامين منهم أحمد نبيل الهلالي ومحمد منيب، كبار المحامين كانوا يحضرون مع أصغر مُعتقل وهذه مسألة كانت تمنحنا حيوية وروحاً وإيماناً.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: ونتمنّى أن نراها حاضرة وفاعلة.&nbsp;</p> <p>أشكرك جزيل الشكر سيّد الطوخي رئيس حزب الكرامة المصري على هذه المشاركة معنا في برنامج بإيجاز.</p> <p>&nbsp;</p> <p>سيّد الطوخي: شكرًا جزيلًا وأشكر البرنامج وقناة الميادين على هذه الاستضافة الكريمة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الإبراهيم: والشكر لكم مشاهدينا أينما كنتم، موعد جديد يتجدّد الأسبوع المقبل ودائمًا بإيجاز، إلى اللقاء....&nbsp;</p>