مع المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي - خالد السفياني
نحو ثلاثة عقود على تأسيس المؤتمرِ القوميِ الإسلاميّ... ماذا أرسى في العلاقة بين تياري العروبة والإسلام... وأي تأثيرات لعشرِية النار؟ خالد السفياني، مناضل سياسي عروبي ملتحم مع قضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين، سعى للحوارِ حلّا للخلافات في بلدان عربية... فماذا يقول عن تجاربه؟
نص الحلقة
<p>خالد السفياني: لكل العملاء الذين يتآمرون على فلسطين وعلى القدس، فلسطين ليست للبيع، القدس ليست للبيع.</p>
<p>من يُطبّع إرهابي مثله مثل هذا الإرهاب الصهيوني.</p>
<p>تأكيد دعمنا وحضورنا في كلّ الانتصارات التي حقّقتها سوريا خلال هذه المرحلة.</p>
<p>أُحيّي إيران على موقفها الصامد ضدّ أعتى القوى الظالمة في هذا العالم.</p>
<p>سنبقى مع فلسطين ومع غزّة، سنبقى ضدّ الإرهاب الصهيوني، سنبقى ضدّ التطبيع مع الكيان الصهيوني.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: نحو ثلاثة عقود على تأسيس المؤتمر القومي الإسلامي، ماذا أرسى في العلاقة بين تيارَي العروبة والإسلام؟ وأيّة تأثيرات لعشرية النار؟</p>
<p>مُناضل سياسي عروبي مُلتحمٌ مع قضايا الأمّة وعلى رأسها فلسطين، سعى للحوار حلًا للخلافات في بلدانٍ عربية، فماذا يقول اليوم؟</p>
<p>المُنسّق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، السيّد خاد السفياني، أهلًا بِكَ ضيفًا عزيزًا في برنامج بإيجاز، نوّرتنا.</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني أهلًا وسهلًا، وأنتم كذلك أعزّاء جدًا جدًا جدًا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: شكرًا جزيلًا. </p>
<p>ننطلق مُباشرة من الحديث عن المنتدى القومي الإسلامي، نحن قُرابة ثلاثة عقود على هذه الفكرة التي انطلقت بمبادرة من المؤتمر القومي العربي ليكون هذا المؤتمر القومي الإسلامي في لحظةٍ فارقةٍ أيضًا في تاريخ الوطن العربي، عندما نتحدّث ما بعد أوسلو، وادي عربة، وكان سبقها أيضًا كامب ديفيد.</p>
<p>بُحث عن إيجاد نُقطة التقاء بين التيار القومي أو العروبي والتيار الإسلامي وإلغاء التناقض الوهمي إنْ صحّ التعبير بين التيّارين والوصول إلى مشروعِ نهضوي عربي يلتّف حول القضية الفلسطينية والمقاومة. بين الفكرة والبداية واليوم، ما الذي أرسى المؤتمر القومي الإسلامي؟</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: بسم الله الرحمن الرحيم، في الواقع المؤتمر القومي الإسلامي تأسّس من أجل الحوار بين تيّارين اساسيين في الأمّة وهما التيّار القومي والتيَار الإسلامي، ويمكن القول بأنّه ولمدة طويلة أدّى دورًا مهمًا جدًا، ونُظّمت مجموعة من اللقاءات، مجموعة من الحوارات بين مُكوّناته، وخلق جوًّا من العمل المُشترك في أقطارٍ مُتعدّدة. لكن بعد بداية ما يُسمّى بالربيع العربي وقع نوع من الخفوت في هذا التواصل وهذا التنسيق إلى أن استطعنا أن نُعيد الأمر إلى بدايته وأن يلتئم المؤتمر القومي الإسلامي في دورةٍ أخيرةٍ وأن يُقرّر الاستمرار في الحوار.</p>
<p>الآن لا أقول أنّ هناك عملاً نهائياً في هذا الميدان، ولكن هناك عمل جاد وستجدون مثلًا في مجموعةٍ من الأفكار القوميين والإسلاميين يجتمعون في قاعةٍ واحدةٍ ويُناقشون ويُقرّرون، مثلًا في المغرب أول أمس كان هناك لقاء لأعضاء المؤتمر القومي الإسلامي، في لبنان العديد من المرّات، في العراق وفي كثير من الأقطار العربية أصبح هناك نوع من التفاعُل. لكن التفاعُل الأساس هو في الميدان وفي دعم...</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: عن ماذا نتحدّث سيّد خالد السفياني؟ جيّد أنّك ذكرت مرحلة مُهمّة ألا هي ما سُمّي بالربيع العربي، أريد أن أستثمرها في الفَهْم، أين حدثت المشكلة وكيف تمّ تجاوزها؟ انطلاقًا أيضًا من سؤالٍ جاءك عبر المُشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي عبر فايسبوك، يقول لك مُهنّد حبيب: "كيف أثّرت مرحلة الربيع العربي على عمل المؤتمر القومي الإسلامي؟"، وأنت تحدّثت عن خفوتٍ بمعنى لم يكن هناك عقد للمؤتمر العام، للمؤتمر القومي الإسلامي، لم يتمّ الاجتماع؟ وهناك افتراق في الرؤية والقراءة، في سوريا واحدة من العناوين أنت كان لديك موقف يقرأ بشكلٍ مُختلفٍ عن العديد من القيادات في المؤتمر القومي الإسلامي؟</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: نعم، كان هناك فعلًا اختلاف في الرؤى واختلاف في تقدير الموقف وهذا أدّى إلى مجموعةٍ من الصِدامات بين التيّارين، لكن كيف وقع الخروج؟ بقليل من الصبر ومن الإيمان بضرورة الحوار بين أبناء الأمّة والإيمان بضرورة بناء الكتلة التاريخية، بهذا الإيمان استطعنا أن نُعيد الأمور رويدًا رويدًا في مراحل إلى مسارها الطبيعي وانعقدت الدورة الأخيرة للمؤتمر القومي الإسلامي والتي حضرتها قيادات درجة أولى لمختلف فصائل المقاومة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: صحيح، كان فيها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي السيّد زياد نخّالة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وقوى وفعاليات...</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: فعاليات شعبية وديمقراطية وكلّ القيادات وكلّ هذه الفعاليات التَأمت وأصدرت بيانًا بالإجماع، طبعًا بيان بالإجماع يعني أنّ هناك شعوراً لدى جميع مكوّنات هذا المؤتمر بأنّه من الضروري استئناف الحوار ومن الضروري استئناف العمل، وستُلاحظين أنّ من جُملة مُخرجاته لأنّه كما قلت المُهم كان هو الميدان، من جُملة مُخرجاته تأسيس المؤتمر العربي العام الذي فعلًا يجمع فيه المؤتمر القومي الإسلامي، القومي العربي، الأحزاب العربية، ومُؤسّسة القدس الدولية، الجبهة العربية التقدّمية.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وأنت رئيس هذا المؤتمر العربي العام ولديك هذا المسعى لإيجاد نقاط الالتقاء المشتركة للقضايا الأساسية والمركزية، ولأنّك ذكرت آخر لقاء عُقِد للمؤتمر القومي الإسلامي، دان في البيان مُختلف أشكال العدوان الصهيو- أمريكي على سوريا كما وصفه واعتبر أنّ الاعتداء على الأراضي السورية هو اعتداء على الأمّة العربية والإسلامية، وهذا ربطًا في ما كُنّا نتحدّث عنه موضوع الربيع العربي كما سُمّي.</p>
<p>هل جرى نوع من المراجعة، الخروج بخلاصات؟ نحن نتحدّث أنّ جانباً من الإسلام السياسي حَكم في العديد من الدول التي سُمّيت بثورات الربيع العربي ، أنت تتحدّث أنه سنرى في المُقبل إنجازات أو لقاءات مُختلفة عمّا شهدناها ربما في العقود الثلاثة الماضية؟ أفصِح لنا ما الذي يُمكن أن نراه؟</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: نُظّمت مُلتقيات مُهمّة وحضرتها قيادات أساسية ونُظّمت أيضًا مُؤتمرات عربية دولية، وآخر ما سنُنظّمه إن شاء الله هو المُلتقى العربي الدولي لكسر الحصار عن سوريا، وهذا دليل على مُراجعة من دون أن نقول مُراجعة، نحن في الطريق إلى تكوين هذه الجبهة العريضة، بل نحن الآن نُفكّر في الدعوة إلى جبهة عالمية ضدّ الامبريالية وضدّ الاستعمار الخ...</p>
<p>لماذا لا نبني هذه الجبهة العريضة؟ لماذا لا نبني هذه الكتلة التاريخية وهي الملاذ الحقيقي الذي لا بدّ من أن نسعى إليه لأنّه هو الذي يُخرج أمّتنا ممّا تعيشه من مُنزلقات.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وهذه هي النقطة، بمعنى صار هناك تجاوز للخلافات، أنتَ المُنسّق العام للمؤتمر القومي الإسلامي وأنت يساري، حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المغرب أنت كنت في بداية عملك السياسي من خلال هذا الحزب، وأنت يساري والآن المُنسّق العام للمؤتمر القومي الإسلامي وهذه أيضًا مُهمّة، لكن يُفترض الاتفاق على خليفتك وأنت يُمدّد لك، يُفترض أن يكون من الإسلاميين أو من التيار الإسلامي إنْ صحّ التعبير، لكن على ما يبدو حتى الآن هناك خلاف بالاتفاق على الإسم الذي سيكون المُنسّق العام للمؤتمر القومي. تمّ تجاوز الخلافات حتى نُغلق هذه النقطة؟</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: أنا يساري على سنّة الله ورسوله، ولذلك أنا مُعتزّ بقدر ما أنّ الأمر ليس بالبسيط، أنا مُعتزّ بثقة إخواني في التيّارين القومي والإسلامي، في الواقع أنا المشكلة، إذا تنحّيت سيجدون مَن يخلفني، إذا بقيت سيقولون لا خالد أنت تُمثّلنا جميعًا إبقى وتعمل من أجل تقريب وجهات النظر.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وأنت تميّزت أيضًا سيّد خالد السفياني بأنّه لديك مقبولية وعلاقات طيّبة مع كلّ الأطياف على المستوى القومي، اليساري، الإسلامي وغيرها وبرزت في حلّ الخلافات. جسّدت بشكلٍ أساسي جُهدك الكبير بين 2000 و2010 للقضية الفلسطينية وتوسّع الأمر مع الربيع العربي وكُنت حاضرًا، وكنت تسعى لأن تكون في كلّ اللجان لحلّ الخلافات العربية في العديد من الدول العربية ويُمكن تسميتك برجل الحوار.</p>
<p>سوريا عنوان أساس وكان لديك موقف مُتقدّم، قرأت الأمر بشكلٍ مُغاير، كنت أيضًا في المنتدى الذي عُقد في بيروت سنة 2011 منذ البداية لدعم سوريا، وذهبت في مسار أن يكون هناك حوار بين المعارضة والحكومة السورية وسعيت لمبادرة تمّ إجهاضها أو تعطيلها، كيف تمّ ذلك؟ ومَن كان وراء ذلك؟</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: في الحقيقة هذه مبادرة جاءت بعد مُبادرة اليمن، مُبادرة كانت تهدف إلى حوار جدّي بين المعارضة الوطنية، نحن لا نتحدّث مع مَن حملوا السلاح ضدّ وطنهم وضدّ أبنائهم، كانت مُحاولة لخلق حوار حقيقي بين المعارضة والسلطة، وللحقيقة أقول الأخ العزيز بشّار الأسد أنا لا يعجبني كثيرًا أن أقول فخامة الرئيس.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: تعتبره مُناضلاً معك بعيدًا عن فكرة التوصيفات أم ماذا؟</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: أشعر بالقرب أكثر من الشخص عندما أقول له الأخ ولا أقول له فخامة الأخ، الرئيس بشّار للحقيقة كان مُستعداً للحوار وأنا أتحدّث عن بدايات ما جرى في سوريا، وبعد تنظيم هذا الملتقى الذي تحدّثتِ عنه تشكيل هيئة كانت فيها مجموعة من المناضلين الكبار، الأستاذ معن بشوّر، عبد العزيز المغربي، مجموعة من الأسماء ووقت البرنامج لا يسمح بذِكر الجميع. مُباشرة شكّلنا وفداً وذهبنا إلى الشام والتقينا بالأخ الرئيس وناقشنا معه وأخبرناه بإنّنا في صدد مُحاولة خلق حوار ما رأيك؟ أنا طرحت السؤال، ما رأيك بالموضوع؟ قال نحن جاهزون، وفعلًا خرجنا للغداء مع الدكتورة بثينة شعبان وطرحتُ عليها السؤال، أتذكّر أنّني خلال الغداء بيني وبينها طرحت السؤال، قلت لها دكتورة هل هناك نيّة جدّية في هذا الحوار؟ لأننا نُريد أن نذهب للقاء المعارضة في نفس اليوم، فقالت لي أخي خالد نحن جاهزون. وذهبنا فعلًا للقاء الإخوة في منزل الأخ حسن عبد العظيم وبقينا ساعات طوال نُناقش هذا الموضوع وتناولنا جميع جوانبه وأيضًا المخاوف التي كانت تُطرح من المعارضة وخرجنا بمُقترح مُبادرة، وأتذكّر أنّني ذهبت إلى منزل الأخت العزيزة دكتورة بثينة شعبان من بعد منتصف الليل وحمّلتها المبادرة شفويًا وقلت لها أن تعرضها على السيّد الرئيس.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: لكن هذه المبادرة عُرقلت رغم أنّها وصلت إلى مراحل مُتقدّمة، ذلك بالتوازي كان مع حراك في الجامعة العربية، نُضيء عليها بشكل سريع لطفًا، التي ساهمت بعرقلة الوصول إلى خواتيم ربما إيجابية لهذه المبادرة؟</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: أول مرة أسقط في الفخّ، أخطأت، لماذا أخطأت؟ لأنّه بعدما خرجت من عند الدكتورة بثينة ذهبت وأخذني إخواني إلى الفضائية السورية وكان هناك برنامج لساعة ونصف الساعة بعد منتصف الليل، لم أقدّم تفاصيل عن المبادرة لكن قلت أنّه توصّلنا إلى بداية اتفاق حول مُبادرة مُهمّة، وهذا الكلام كان ليلة الجمعة وكان هناك الجمعة اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة وكان يرأسه وزير الخارجية القطري، كان سيعرض فيه تقرير لجنة تقصّي التي شكّلتها الجامعة العربية وكان على رأسها أخ سوداني.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: الجنرال محمد أحمد الدابي.</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: نعم، كان من المفترض أن يُقدّم تقريره في هذا الاجتماع، لكن نظرًا لأنّه قد عُرف أنّ هناك مبادرة قد تُؤدّي إلى تفاهمات وزير الخارجية القطري قال له تفضّل لن نستمع لتقريرك الآن نقطة واحدة في جدول الأعمال هي إحالة ملف سوريا على مجلس الأمن.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وإحالة الملف عرقلت كلّ ذلك وهذا أيضًا يُوضّح للتاريخ حقيقة كيف كانت الاتجاهات تسعى ضمن أجندة بعينها في مسار كان يُراد لسوريا وعشرية النار.</p>
<p>لكن أنا أريد أن أبقى في موضوع الحوار عفوًا السيّد السفياني، وأنت تحدّثت عن اللجنة اليمنية للحوار، لم ترَ النور لأنّه حدث خلاف حتى على المكان وما إلى ذلك وكذا بالنسبة للحوار الفلسطيني؟</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: أخت راميا، لم يكن هناك خلاف في اللجنة اليمنية للحوار، اتّفقنا على عقد الاجتماع واتّفقت كلّ الأطراف من دون استثناء وقُلنا بأنّه سيُعقد الاجتماع خارج إطار وسائل الإعلام والصحافة، ووقع المشكل ليس بالخلاف حول المكان، بل لأنّنا لم نجد مكاناً يستقبل هذا الاجتماع، صدّيقيني ثلاث وأربع دول وأناس مفروض أنّهم يُكوّنون مُبادرة قالوا لا ليس وقتها.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: من ضمنها تونس؟</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: من بينها تونس.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وذلك الأمر ينسحب على موضوع الحوار الفلسطيني – الفلسطيني، وهذه محطّة أساسية، بمعنى بعد انتخابات 2006 والشقاق الذي حدث بين فتح وحماس سعيتم سيّد السفياني للقاء فلسطيني – فلسطيني، معلوماتي أنّه كان غير معلن واستطعتم جمع طرفي الانقسام فتح وحماس في لقاء. تُخبرنا عنه امتدادًا للقاءات أخرى حتى ما جرى بعد أحداث نهر البارد، مُجدّدًا لقاء للفصائل الفلسطينية، لكن ما بعد الشقاق 2006؟</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: كانت هناك مبادرات مُتعدّدة مع الإخوة الفلسطينيين وأنا يُسعدني وأنا أمون عليهم على الإخوة في مختلف الفصائل والمكوّنات. أول مُبادرة كانت بعد أوسلو، اللقاء الأول الذي جرى بين صانع أوسلو الأخ أبو مازن وبين المنسحبين من اللجنة التنفيذية احتجاجًا على أوسلو كان في المغرب بمناسبة تنظيم الذكرى الأربعينية للراحل خالد حسن حيث كان أبو مازن وشفيق الحوت رحمه الله والعديد من الشخصيات والمكونات الفلسطينية، وكان أول مرة يُجالس فيها أبو مازن أخ مُعارض بالكامل لأوسلو.</p>
<p>بعد ذلك جاءت مُناسبات مُتعدّدة من بينها مثلًا بعد أحداث غزّة، كان أول لقاء نُظّم بين فتح وحماس نُظّم في فندق "كراون بلازا" في إحدى الغرف وكان معي الأخ أبو فادي وكان ذلك بالتنسيق مع الإخوة معن بشّور والدكتور زياد حافظ وغيرهم من المكوّنات، كُنّا نحن الأربعة، أنا وأبو فادي والأخ نزّال والأخ جبريل رجّوب وجلسوا مع بعض وفعلًا نحن تفاجأنا بالجو الجميل الذي كان بينهما، طبعًا رجّوب كان مُمثّلًا لأبو مازن ونزّال كان مُمثلًا لحماس.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وامتدّ الأمر وساهمتم بإيجاد لقاءات مُشتركة كما أشرنا بما فيها منع الانتقال إلى مخيمات أخرى في فلسطين بعد موضوع نهر البارد والوصول إلى الميّة وميّة، ولرؤية مشتركة لحماية الوجود الفلسطيني وحماية المخيمات في لبنان.</p>
<p>انطلاقًا من هذه الرؤية التي تمتلكونها وأنتم لديكم نضال حقيقي مُباشر دعمًا للقضية الفلسطينية مُباشرة حتى في دعم الحراك الشعبي في المغرب، وأول مرّة سُمع فيها بالمسيرات المليونية أنتم ساهمتم مع باقي القوى في المغرب بخروج مسيرات مليونية داعمة لفلسطين وأيضًا في حينها مُناهضة للاحتلال الأمريكي للعراق. لكن اليوم يُسأل عن حقيقة الدعم الشعبي المغربي لفلسطين، وهذا جاءك في سؤال على مواقع التواصل الاجتماعي فيما اعتبره خوجا إدريس أنه "لماذا المشاركة في الوقفات الاحتجاجية ضدّ التطبيع خجولة جدًا من المغاربة، يتحدّث عن اليوم؟"، هل هو كذلك؟</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: لا، المُشكلة عامة ليس مغربيًا، الظاهرة ليست مغربية، إذا ما استثنينا اليمن الشعب المغربي في مُقدّم شعوب الأمّة دفاعًا عن القضية الفلسطينية والمسيرات المليونية هي مسيرات إحداها كانت بالملايين وليس مليوناً دعمًا للانتفاضة الثانية، وفي المغرب قدّمنا مشروع قانون، مُقترح قانون للبرلمان وقّع عليه وقتها 75% من أعضاء البرلمان المغربي يُجرّم التطبيع، وأيضًا هناك فعاليات مُتواصلة وهناك عمل غير مُتوقّف في ما يتعلّق بمناهضة كافة أشكال التطبيع، وأنا أقول لك أنّ المغاربة أسقطوا مُحاولات التطبيع الأولى التي كانت في بداية التسعينات ونهايتها عندما فُتح مكتب الاتصال الصهيوني في الرباط واستطاع المغاربة أن يفرضوا إغلاقه وقطع كلّ علاقة مع الصهاينة.</p>
<p>الآن أيضًا أنا أطمئن كلّ أبناء أمّتنا أنّ المغاربة سيُسقطون اتفاقية التطبيع الحالية، أنا تقدّمت بدعوة ٍقضائية، حتى الآن ننتظر الجواب بإلغاء هذه الاتفاقية المشؤومة، نحن مُقتنعون بأنّ هذا المشروع سيفشل وسيسقط وليس فقط في المغرب حتى في أماكن أخرى ورأينا بعض التململات.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: ونحن ننطلق منك في نضالك سيّد خالد السفياني لإبراز هذا الجانب وأنت لديك مسار طويل كما أشرنا وحتى أثّر على عملك بشكل مُباشر في مكتب المُحاماة، أنت محام وخُضت العديد من القضايا لمُحاكمة مُجرمي الحرب إن كان في العراق توني بلير وجورج بوش وحتى بالنسبة لشارون وغيره من القادة الإسرائيليين المرتكبين لجرائم بحقّ أهلنا في فلسطين، وأثّر على عملك مباشرة في مكتب المُحاماة وهذا في مسار أنت مُستمر فيه، رغم وضعك الصحّي أنا أشكرك على المشاركة معنا في برنامج بإيجاز، نتمنّى لك الصحة والعافية، وأنت لك عائلة جميلة، أنت أبو مهدي سيّد خالد السفياني ولديك الدكتورة عايدة طبيبة قلبك حاليًا إضافةً إلى ياسمين ويسرى، العمر الطويل سيّد خالد السفياني وشكرًا جزيلًا لك على هذه المشاركة معنا.</p>
<p> </p>
<p>خالد السفياني: شكرًا جزيلًا أخت راميا وأنا أتمنّى لكم المزيد من التألّق، وحقيقة أنا أعزّكم كثيرًا لأنّه تعملون عن قناعة وإيمان من أجل قضايا الأمّة وهذا أمر بدأنا نفتقده، يكفي ما جرى بالنسبة لروسيا وكيف تعاملت معه بعض وسائل الإعلام حتى العربية وكأنّه خلص بوتين رحل عن روسيا وكأنّ الشعب الروسي نزل إلى شوارع روسيا ضدّ النظام، ولكن تغطيات الميادين كانت حقيقة تُثبت بأنّكم تعملون عملاً مهنياً حقيقياً وعملاً من القلب.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: شكرًا جزيلا لك المُنسّق العام للمؤتمر القومي الإسلامي السيّد خالد السفياني، شكرًا جزيلًا لك على المشاركة معنا في هذه الحلقة من برنامج بإيجاز.</p>
<p>موعد جديد مشاهدينا يتجدّد الأسبوع المقبل ودائمًا بإيجاز، إلى اللقاء... </p>