هدى جرار: والدة الشهيد ابراهيم النابلسي
عام على استشهاد الفدائي الملهم ابراهيم النابلسي. أي مسار ونهج أسس في الضفة ورفاقه؟ بصبر وثبات وقوة وابتسامة، حملت نعشه مزغردة، فتحوّلت إلى أيقونة... ما سرّها وماذا تقول اليوم؟
نص الحلقة
<p> </p>
<p> </p>
<p>إبراهيم النابلسي: إذا استشهدت يا شباب أحب أن تُحافظوا على الوطن من بعدي، وأوصيكم وصية "بحياة عرضكم ما حدا يترك البارودة".</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: هناك مئة إبراهيم، هناك مليون إبراهيم، هناك ملايين من إبراهيم وليس إبراهيم واحداً في الدنيا، لا، كل واحد فلسطيني يقول أنا فلسطيني هو إبراهيم.</p>
<p>القوّة جاءتني من إبراهيم، إبراهيم الله يرضى عليه أسد، لا يعلموا أننا عنيدون وأنه كلما قتلونا نحن يزيد عنادنا وإصرارنا على تحرير الوطن وتحرير المسجد الأقصى إن شاء الله تعالى وتحرير فلسطين، إن أنتم عنيدون فنحن أعند.</p>
<p> </p>
<p>إبراهيم النابلسي: إن شاء الله نحن على هذا الطريق حتى تتحرّر هذه البلاد إن شاء الله.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: عام على استشهاد الفدائي المُلهِم إبراهيم النابلسي، أيّ مسار ونهج أسّس في الضفة ورفاقه، بصبر وثبات وقوّة وابتسامة حملت نعشه مُزغَرِدة فتحوّلت إلى أيقونة، ما سرّها وماذا تقول اليوم؟</p>
<p>والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، هدى جرار، أهلًا بِكِ ضيفةً عزيزة في برنامج بإيجاز، نوّرتينا.</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: الله يزيدكم نوراً ويكرمكم، حيّاكم الله.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: أهلاً بِكِ. </p>
<p>عندما نتحدّث الآن عن عام على استشهاد البطل الفدائي المُلهم إبراهيم النابلسي، نحن نتحدّث عن رمزٍ لجيلٍ فلسطيني، جيل مُقاوم في الضفة، أسّسوا مساراً لذلك، إبراهيم النابلسي نموذج يقضّ مضجع الاحتلال قبل استشهاده ومن بعده، حاول كثيرًا أن يغتاله وآخر مرة كانت قبل أسبوعين من استشهاده. نودّ لُطفًا أن نعود وإيّاك إلى يوم الاستشهاد؟</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: بدايةً بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله والحمد لله ربّ العالمين الذي اصطفى من عندنا شهداء، ونُكرّر القول فلسطين تستحق والحمد لله، ودائمًا أنا أحب أن أقول "فلسطين أفدي تُرابك بعُمري، يهون لأجلك نبض الحياة"، الحمد لله ربّ العالمين. إذًا أولادنا، دماؤنا، كلّها فداء لفلسطين، فداء لمقدّساتنا، الحمد لله ربّ العالمين إبراهيم رضي الله عنه يوم استشهاده الحمد لله كان يومها يوماً مؤلماً أكيد لأنّ الفراق أمر مؤلم، لكن سبحان الله ربّ العزّة والجلالة أنزل الصبر. </p>
<p>يومها لم أكن أعلم أنّ إبراهيم استشهد، عرفت أنّ اليهود يُحاصرون شاباً في البلدة القديمة، أنا طبعًا كلّ الشباب أولادي، كلهم أبنائي، بغضّ النظر إبراهيم أو غير إبراهيم كلّهم أبنائي لأنّهم جميعًا يُدافعون عن قضيّتنا، فالحمد لله ربّ العالمين ثمّ قالوا إنّ إبراهيم مُحاصر فأنا كما كنت أدعي لكل الشباب تابعت نفس الدعاء، إبراهيم وكلّ الشباب كلهم أبنائي وللجميع لهم نفس الدعاء، وقفت على نافذة المنزل المُطلّ على البلدة القديمة وبدأت بدعاء دعوة دائمًا لم تكن تُفارقني، "اللهمّ إجعل ملائكة بدرٍ تُقاتل معك يا إبراهيم"، بلحظةٍ هاتفي يرن، فأنا بطبيعتي يوم ما يقتحم اليهود البلدة القديمة ويُحاصروا أحد الشباب استعدّ وألبس حجابي وجلبابي، حجابي الكامل، أقول إنّ الإنسان لا يعرف ما الذي يُمكن أن يحصل له، يعني ساعة الغفلة نقول "ربي يكفينا شرّها"، لا يعرف الإنسان إن كان سيصبر أو لا يصبر، الله الذي يعلم، فأترك الهاتف ولا أردّ عليه مُطلقًا، لكن يومها سبحان الله عندما رنّ الهاتف أمر دفعني للردّ، أنا لا أودّ الإجابة، فسبحان الله هناك أمر دفعني للردّ وقمت بالردّ. هذا الكلام هو بعد ثلاث ساعات من اقتحام البلدة القديمة، قلت أنا السلام عليكم، قال لي والدتي الحبيبة أنا إبراهيم، قلت له حبيبي يا أمّي، الله يرضى عليك فررت إن شاء الله، نفذت كما المرة الماضية إن شاء الله، قال لي لا حبيبتي الله يرضى عليكِ، أنا مُحاصَر من كلّ الجهات ولن أهرب يا أمّي، لن أُسلّم.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: تسمحِ لنا أن نعرض وإيّاكِ مقطعاً صغيراً جدًا كيف كانت هناك نداءات في لحظة المواجهة من جنود الاحتلال، إبراهيم والمجموعة المقاومة التي كانت معه أن يُسلّموا أنفسهم وكيف كان ردّهم، نستمع.</p>
<p> </p>
<p>* فيديو:</p>
<p>اللحظات الأخيرة قبل استشهاد البطل "إبراهيم النابلسي":</p>
<p>اطلع وإيديك على راسك برّا، بقلك اطلع برّا. </p>
<p>إبراهيم النابلسي: بدّيش، حيّ على الجهاد.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: هذه مشاهد تُبرز الإصرار حتى اللحظة الأخيرة على المواجهة، حتى الطلقة الأخيرة سيّدة إمّ إبراهيم.</p>
<p>ما الذي جرى بعد ذلك، في المحادثة وما بعدها؟</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: قال لي أنا مُحاصَر من كلّ الجهات، أنا لن أُسلّم أبدًا، أنا استشهدت، لم يقل لي إبراهيم وقتها أنه سيستشهد بل قال لي أنا استشهدت يا أمّي، وقتها أنا بكيت، فالله يرضى عليه عندما سمعني أبكي قال لي وحّدي الله يا حجّة، قلت له لا إله إلا الله فردّ عليّ محمّد رسول الله، الله يرضى عليه قال لي لا تبكي أريد منك أمراً، أريد أن أوصيك هذه الوصية، قلت له ما هي يا أمّي مُرني روحي فداك، قال لي أريد منك أن تصبري وأن ترضي عليّ وأنا أحبّك أحبّك أحبّك، قال ثلاث مرات أنا أحبّك، وأريدك أن تصبري وأن ترضي عليّ، الحمد لله ربّ العالمين، الله سبحانه وتعالى مدّني بالصبر الجميل. </p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: كنّا نُشاهد صورة البندقية حتى الطلقة الأخيرة وتعرّضت لتهشيم كبير بسبب ضراوة المعارك والاشتباك ونوعية السلاح الذي استخدِم من قوات الاحتلال في هذه المواجهة التي أدّت إلى استشهاد إبراهيم النابلسي، هذه وصيّته سنتحدّث عنها.</p>
<p>بعدها خرجت من البيت وذهبت باتجاه المستشفى وحاولت الوصول قدر الإمكان بشكلٍ سريع؟</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: أكيد، غادرت المنزل ولم أكن أعلم إن كان إبراهيم استشهد أو لم يستشهد، يوم انسحبوا من البلد نزلت ولم تقبل أية سيارة أجرة أن تتوقّف في الشارع، فأنا وقفت في منتصف الطريق وفتحت يدي لتتوقّف سيارة أجرة فقلت له خذني إلى مستشفى "رفيديا"، يقول لي هناك هناك أزمة كبيرة في البلد ولا أستطيع أن آخذك، من كان معي قالوا له هذه والدة إبراهيم النابلسي، فمباشرة قال السائق اركبي اركبي أمّ إبراهيم، فركبت معه في السيارة والحمد لله طوال الطريق كان هناك شيء يُوحي لي بأنّه إذا كان إبراهيم تعرّض لمكروه عليك بالصبر، الوصية التي أوصاك بها إبراهيم لا تنسيها، إبراهيم قال اصبري وكوني قوية وإرضي عنّي، فالحمد لله ربّ العالمين وصلت للمستشفى وعندما شاهدت الكمّ الكبير من الناس الذين يهتفون نابلسي نابلسي ويهتفون لإبراهيم رضي الله عنه أيقنت عندها أنّ حبيبي استشهد، ذهب إلى الحياة الآخرة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: سيّدة أمّ إبراهيم، نحن نشاهد عتاده الكامل للشهيد إبراهيم النابلسي وبعد قليل سنعرض صوَراً لمُقتنياته، وأنتم لديكم عدّة مزارات لهذه المقتنيات التي كانت معه يوم المعركة وغيرها من مُقتنياته الشخصية نُمرّرها أيضًا في سياق هذه الحلقة. </p>
<p>لكن أنت سيّدة أمّ إبراهيم شكّلت حالاً ونموذجًا وظاهرة وأيقونة، كنت قويّة جدًا وحملت نعش إبنك مُزغردةً وهذا أثّر بشكل كبير وخلقتِ حالاً شعبية كبيرة ليس فقط في أرضنا المحتلة فلسطين وإنما أوسع من ذلك.</p>
<p>وصلتك مُشاركات كثيرة وتحايا كبيرة أيضًا، لكن من ضمن المشاركات أمّ هاني كركي تقول: "من أين استمدّت الصبر حتى استطاعت أن تتحمّل وتحمل نعش إبنها؟". وأيضًا المحترم يقول: "ما مدى فخرها واعتزازها وهي تحمل نعش الشهيد؟".</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: الحمد لله ربّ العالمين، القوّة استمدّيتها بدايةً من الله سبحانه وتعالى، ومن ثمّ من حبيبي رضي الله عنه الذي كان بساحة الجهاد مُلبّاً، مُهلّلاً، مُكبّراً، نحن نعتزّ ونفتخر بشهدائنا، إبراهيم رفض أن يستسلم رضي الله عنه، رفع رأسنا ورأس أمّة كاملة. من هذا المنطلق قلت بإذن الله سأكون كإبراهيم إن مدّني الله بالقوّة والصبر سأكون مثل إبراهيم ولن أُفشل إبراهيم الذي أوصاني بالصبر والقوّة، وإبراهيم دائمًا كان يحب أن يراني قوية، كان يكره أن يراني أبكي، عندما ألتقيه ويراني أبكي يقول لي تريدين أن تبكي لن أراك مُجدّدًا، أنا أحب أن أراك قوية ولا أحب أن أراكِ تبكين، قلت إن شاء الله تعالى كما تُريد يا إبراهيم سأكون إن شاء الله بعد إرادة ربّ العالمين، والحمد لله رب العالمين الذي منحني الصبر والقوّة وزغردتُ وهذه أول زغرودة، هي الأولى والأخيرة، أنا بكلّ حياتي لم أزغرد، إبني نجح بالتوجيهية وزوّجته وزوّجت إبنتي أيضًا، ولا مرة طوال حياتي فكّرت بأن أزغرد، لكن للغالي زغردت له الذي رفع رأسي ورأس كلّ الأمّة يستحقّ الزغرودة رضي الله عنه.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: سيّدة أمّ إبراهيم أريد أن أعود إلى البدايات، كيف بدأ مشوار المقاومة إبراهيم النابلسي؟ متى علمت بانتهاجه هذا المسار على مستوى المقاومة والميدان؟</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: رضي الله عنه بدأ بطريق الجهاد بعُمر الـ16 سنة، صعد على برج عسكري هو ورفاق دربه رحمهم الله تعالى ويتقبّلهم في جنان الفردوس، تجاوز مع رفاقه ثلاثة حواجز ودخل إلى مستوطنة وزرع عبوة وفجّرها ببرج عسكري، من ذلك اليوم علمت أن إبراهيم بدأ بالجهاد.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: كيف تعلّق وتعلّم المواجهة، الرمي، القنص، مشهور إبراهيم النابلسي أنّه كان قنّاصّاً ماهرًا يُصيب هدفه بدقّة، كيف تعلّم؟ كيف تدرّب على ذلك؟</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: والله سبحان الله إبراهيم لم يُعلّمه أحد، ربّ العزّة والجلالة اصطفاه وعلّمه، هكذا دائمًا أقول، لأنّ إبراهيم لم يلحق أحد أن يُدرّبه ويُعلّمه، في إحدى المرات بعد استشهاده أحضر رفاقه لي فيديو هو ويُقنّص على سكينة – والسكينة هذه هي التي معي - وضعها داخل حوض زراعي وقنّص عليها وأصابها، هذا أمر صعب أن يُصيب سكيناً.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: أصابها بالنصل، هذا نصل السكينة أصابها كما تعرضينها. </p>
<p>من هو قدوة إبراهيم النابلسي؟ هذا ما أحاله إليك حاتم نصرالله بسؤال، "من أين كان يستمد الشهيد الإيمان والقوّة؟ ومَن كان قدوته بالحياة؟".</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: والله رضي الله عنه من أين كان يستمدّ القوّة إبراهيم ومَن كان قدوته، إبراهيم كان يحب كثيرًا نهج الصحابة وكان مُتعلّقاً جدًا بسيّدنا علي بن أبي طالب لدرجة أنّ إبراهيم رضي الله عنه وشَمَ على يده سيف سيّدنا علي وكتب "لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار"، وإبراهيم رضي الله عنه سار على درب الشرفاء والآباء والأجداد بنفس الوقت، كانوا قدوة له الحمد لله. السيّد حسن نصر الله كان يحبّه لدرجة لا تُوصف، إبراهيم عندما كان صغيرًا كان ينصت إبراهيم للخطابات كالشاب الكبير الواعي، كان ينصت بدقّة وثمّ تسأليه ماذا قالوا يقول لك قالوا هكذا وسيفعلون هكذا، هم من سيُحرّروا المسجد الأقصى والذين سيقتلون اليهود، يعني رغم صغر سنه لكن كان تفكيره ووعيه أكبر من عمره. كان يحب المقاومة كثيرًا. أقول لكل المقاومة إبراهيم إبنكم وليس إبننا لوحدنا وهو لا يقتصر فقط على آل النابلسي ولا على فلسطين لوحدها إبراهيم إبن الشرفاء الأحرار، إبراهيم إبن كل من قال أنه يدافع عن القضية الفلسطينية لأنّكم كنتم قدوة لإبراهيم، وبما أنّكم كنتم قدوة له فأنتم تعنوا له جدًا وهو يعنيكم جدًا. وإن شاء الله تعالى مثل ما قلت وسأعيد وأقول إن ذهب إبراهيم سيخرج مئة ألف إبراهيم إن شاء الله، وجميعهم سيسيرون على نهج المقاومة ونهج السيّد الله يرضى عليه ويُبقيه لنا ويمدّه بالصحة والعافية يا الله.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: سيّدة أمّ إبراهيم، هناك محطات مُهمّة جدًا من بينها أنّ إبراهيم النابلسي كان قد حَرّم على الاحتلال الوصول إلى منطقة قبر النبي يوسف تلك التي يُحاول دائما المستوطنون اقتحامها، وكانت هناك واقعة مُهمّة جدًا ولها أيضًا أثر كبير على الاحتلال في مطلع تموز 2022، كانت هناك عملية كبيرة باتجاه قائد لواء السامرة كما يُسمّى في جيش الاحتلال "روعي سفاج" واقتحم مع بعض المستوطنين وأربعة من جنود الاحتلال منطقة بلاطة البلد، وكان هناك مشهد أثار داخل الإعلام الإسرائيلي الكثير من الانتقادات لأنّهم فرّوا على وقع استهدافهم بكمين قاده إبراهيم النابلسي مع مجموعة من المقاومين. أريدك أن تُحدّثينا عنها، لكن سنشاهد كيف اتصل مع الضابط إبراهيم النابلسي وتعامل معه ما بعد هذه العملية؟</p>
<p> </p>
<p>* فيديو: </p>
<p>إبراهيم النابلسي لضابط الاستخبارات الإسرائيلي: انتظر، كيف رأيت الاستقبال قبل يومين، كيف كان الاستقبال جيّداً؟ تعرف من معك؟ تعرف من صوتي لأنّك تعرفني جيّدًا، انظر ماذا سأقول لك، الشباب الذين سقطوا لن أنسى دماءهم طالما أنا على قيد الحياة، وانظر مُستحيل أن يذهب دمهم هكذا، وإن كنت تعتقد أنني سأنسى أو أسامح تكون أنت مُخطئاً، الرد قادم.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: حرّم على الاحتلال دخول منطقة قبر النبي يوسف وأيضًا البلدة القديمة في نابلس، ونحن نُشاهد هذه الصوَر، إلى أيّ حدّ في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد إبراهيم النابلسي هذا المسار مازال مُستمرًا؟ كيف يمكن أن نرى وصية إبراهيم النابلسي، أوصى الشباب بالبندقية وبالوطن وتحديدًا أوصاهم "بعرضكم لا تتركوا البارودة"؟</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: الحمد لله دائماً نقول واصايا الشهداء لا يصونها إلا الشرفاء، والحمد لله رب العالمين الشرفاء لدينا كثر، وإبراهيم رضي الله عنه كان يُراهن على الجيل الصغير، كان يقول إنّ هذا الجيل الصغير هو الذي سيسير بوصايانا بالجدية وسيحفظوا وصايا الشهداء وسيعملون على التحرير إن شاء الله، وهم سيحافظون على البندقية ويبقوها شريفة، البندقية الشريفة، رضوان الله عليه إبراهيم ورفاقه جمعهم أمر واحد هو رابط البندقية والدم والتراب الفلسطيني الطاهر، وكانوا يعلمون أنّ النصر لو لم يأتِ على أيديهم سيأتي على أيدي الجيل القادم وإن شاء الله النصر سيأتي بأمر الله تعالى، يرونه بعيدًا ونراه قريبًا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: أين ترين بندقية إبراهيم النابلسي لاسيما في محطات بطولية التي نراها في الضفة وآخرها بأس جنين؟</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: والله أنا أرى بندقية إبراهيم في كلّ نفس شريف، في كلّ مَن حمل البندقية ليُدافع عن فلسطين، عن مهد الديانات السماوية، أنا أرى بندقية إبراهيم معهم، أنا أراها في جنين وغزّة وفي جنوب لبنان، في المقاومة، أينما نرى أحداً يُدافع عن المسجد الأقصى يحمل بنقدية ويُدافع عنه حتى لو بكلمة أراه يحمل بنقدية إبراهيم، وأقول هؤلاء بإذن الله تعالى هم من سيصونون وصايا الشهداء وهم الشرفاء. إن شاء الله تعالى النصر آتٍ وسنصلّي بإذن الله تعالى في ساحات المسجد الأقصى نحن وهؤلاء الشرفاء إن شاء الله.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: وإيّاكم سيّدة أمّ إبراهيم، لكن عندما نتحدّث أيضًا عن المقاومة الفلسطينية كيف كان يتفاعل الشهيد إبراهيم النابلسي مع الاعتداءات إن كان على المسجد الأقصى أو حتى في قطاع غزّة، قبل استشهاده بأيام كان هناك عدوان على قطاع غزّة المحاصَر، كانت هناك وحدة الساحات وسعى الشهيد إبراهيم النابلسي على أن تكون هناك غرفة عمليات مشتركة في الضفة أيضًا. ماذا قال لك عندما كان يُشاهد الصوَر في العدوان الإسرائيلي قبل أيام من استشهاده على قطاع غزّة؟</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: الحمد لله إبراهيم كان لديه نَفَس ثوري وغيور على المقدّسات وعلى البنات التي يهتك الاحتلال حرماتهن ليل نهار، غيور على الكنائس وعلى المساجد وعلى أرضنا وعلى أطفال غزّة الذين عندما استشهد بعضهم في غزّة قال لي رفاقه عندما جاؤوا له بصورة هؤلاء الأطفال أنّه بكى بحرقة وقال "آه يا غزّة يا ريت أستطيع الوصول إليك يا غزّة لأفديك بروحي أنت وكل حر شريف"، وغزّة هي جزء لا يتجزّأ من فلسطين، غزّة هي فلسطين وفلسطين هي غزّة، إبراهيم كان إنساناً وحدوياً ويدعو للوحدة دائمًا رضي الله عنه.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: واستطاع أن يخلق وحدة مع قوّة في الضفة مع مجموعة من رفاقه في غير مكان في الضفة الغربية أتحدّث عن جنين وطول كرم ونابلس وغيرها، وهذا تحول كبير ساهم فيه. عندما نتحدّث عن هذه العائلة وأشرتِ أنّها عائلة نضالية أبًّا عن جدّ ووالد الشهيد إبراهيم النابلسي علاء عزّت النابلسي هو عقيد في جهاز الأمن الوقائي سابقًا وكان أسيراً مُحرّراً لكن تمّ اعتقال شقيق إبراهيم النابلسي إياد والتهمة أنه شقيق إبراهيم النابلسي، نُتابع بعض المشاهد من صوَر من لحظة الاعتقال ونعود إليك تعليقًا سيّدة أمّ إبراهيم.</p>
<p> </p>
<p>* فيديو: لحظة اعتقال "إياد النابلسي" شقيق الشهيد "إبراهيم النابلسي": </p>
<p>هدى جرار: صغيرة يا أمّي، الله معك لا أخاف عليك، الذي الله معاه لا أخاف عليه، الحمد لله يا أمّي، الله معك يا أسد، الله معك يا أسد، الله معك يا أمّي، الله معك.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: والله جبّارة أنت أمّ إبراهيم.</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: الحمد لله رب العالمين الحمد لله.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: الآن هو مُعتقل منذ حوالى تسعة أشهر أو أكثر، بعد نحو شهر تمّ اعتقاله والتهمة أنّه شقيق إبراهيم النابلسي فقط؟</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: أكيد، وما أجملها من تُهمة، الحمد لله ربّ العالمين ترفع الرأس الحمد لله ربّ العالمين، دائمًا أنا أقول لهم هذا بيت العزّة، فيه الأسير والجريح والمُطارِد وليس مُطاردًا، إبراهيم كان مُطارِد الاحتلال، هذا البيت أول بيت يُغلق في انتفاضة الـ87، هذا بيت عزّ والحمد لله ربّ العالمين ازداد عزًا، الله شرّفه بالأسير والجريح والمُطارِد الحمد لله ربّ العالمين وهذه كرامة من الله، ودائمًا نقول اللهم فُكّ بالعزّ قَيْد أسرانا أجمعين، ماذا هم أسرانا؟ أسرانا هم مشاريع شهادة، ورُدّ عزّ البلاد بعودتهم يا الله، اللهم آمين.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: سيّدة أمّ إبراهيم أنت يوميًا تذهبين لقبر الشهيد إبراهيم النابلسي والجمعة يوم مُقدّس لزيارته، سنعرض بعض المشاهد وأنت تتحدّثين وهناك مزارات في البيت تضعون فيها مُقتنياته بالكامل وأنت مُزدانة ومُحاطة بصوَر الشهيد إبراهيم النابلسي. عندما تذهبين إلى قبره ماذا تقولين له؟</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: الحمد لله رب العالمين عندما أذهب لإبراهيم أجلس معه وأحدّثه وأروي له ما الذي جرى معنا، الحمد لله ربّ العالمين أنت رفعت رأسي يا أمّي، أنت تاج فوق رأسي، الله يكرمك كما أكرمتني، الله في عالي سمّاه يُسكنك الفردوس الأعلى ودائمًا أقولها له يا إبراهيم "وإنّ وعد الله حق".</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: سيّدة أمّ إبراهيم، هناك محطّات وأحداث وشخصيات تجعلنا نتيّقن بصوابية الطريق ونجاعته وبأنّ مُؤدّاه النصر وأنتِ من بينهم سيّدة أمّ إبراهيم، وأيضًا نجلك إبراهيم النابلسي وكلّ عائلتكم تُعطينا ذلك وتُشعرنا بذلك.</p>
<p>أشكرك جزيل الشكر على هذه المشاركة معنا سيّدة هدى جرار، أمّ الشهيد إبراهيم النابلسي.</p>
<p> </p>
<p>هدى جرار: حيّاكم الله وأكرمكم الله ونحن نشكركم لاهتمامكم بشهدائنا، الله يرضى عليكم.</p>
<p>وأودّ أن أُريكم قبعة إبراهيم رضي الله عنه التي كان يرتديها قبل استشهاده بلحظات، أنا سمحت للشباب بتنشّقها، هي سائخة، لكن رائحتها جميلة جدًا جدًا رضي الله عنه، الحمد لله ربّ العالمين، مكتوب عليها أقمار نابلس، وهذه سبّحته الله يرضى عليه ويُهنّيه ويُهنّي كل شبابنا، والله يُمرمغ أنوفهم بالتراب. سجّادة صلاته محروقة ولكن فيها شيء من خارطة فلسطين، هذه كانت تحت القصف ورائحتها زكيّة جدًا. الله يرضى عليه ويُهنّيه وأقول له دائمًا رَبِح البيع يا إبراهيم، الحمد لله ربّ العالمين رَبِح البيع بمحبة الناس التي لا تأتي إلا من محبة ربّ الناس، رَبِحَ البيع إن شاء الله. الله يرضى عليه وعلى جميع شهدائنا، حيّاكم الله وأكرمكم الله.</p>
<p> </p>
<p>راميا الإبراهيم: لا تعرفين ما الذي فعلتيه بنا يا سيّدة أمّ إبراهيم، نشكرك من جديد على هذه المشاركة معنا.</p>
<p>الشكر لكم مشاهدينا أينما كنتم، موعد جديد يتجدّد الأسبوع المقبل ودائمًا بإيجاز، إلى اللقاء.... </p>