تناول الحلويات والوجبات الخفيفة واخسر وزنك الزائد .. كيف؟

خسارة الوزن لم يعد يتطلّب حالياً نظاماً غذائياً صارماً وأصبح بالإمكان تناول الوجبات الخفيفة والحلويات من دون الشعور بالذنب من اكتساب المزيد من الوزن بحسب دراسة حديثة.. ما هي هذه الحمية؟

  • لم يعد الحرمان التام من الحلويات والوجبات الخفيفة هو الأساس في خسارة الوزن في الحمية الحديثة
    لم يعد الحرمان التام من الحلويات والوجبات الخفيفة هو الأساس في خسارة الوزن في الحمية الحديثة

أصبح بإمكان الفرد تناول الحلويات والوجبات الخفيفة من دون الشعور بالذنب من اكتساب المزيد من الوزن. إذ لطالما كانت الرغبة في تناول الحلويات والوجبات السريعة عقبة كبيرة أمام خسارة الوزن، وكان الطريق الوحيد للمحافظة على الوزن هو الحرمان التام منها. لكن هذا الأمر أصبح ممكناً.

فبحسب دراسة حديثة من جامعة "إلينوي" في أوربانا-شامبين الأميركية (UIUC) لم يعد الحرمان التام من الحلويات والوجبات الخفيفة هو الأساس في خسارة الوزن.

واقترح الباحثون في دراستهم نظاماً غذائياً مبتكراً وفريداً، يعتمد على دمج الأطعمة التي يفضلها الأشخاص عادةً مثل الحلويات والوجبات الخفيفة ضمن حميتهم الغذائية بكميات محسوبة.

قاد الدراسة الباحث مانابو ناكامورا، وطالبة الدراسات العليا آنذاك نوف الفوزان، ونُشرت نتائجها في مجلة علم وظائف الأعضاء والسلوك، وتضمنت تجربة سريرية على 30 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاماً، جميعهم يعانون من السمنة ومشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.

وأدرج المشاركون في نظامهم الغذائي المتوازن الأطعمة التي يشتهونها بكميات معقولة، وبيّنت التجارب أنّ المشاركين كانوا قد فقدوا وزناً أكبر خلال برنامج إنقاص الوزن الذي استمر 12 شهراً، وظلت رغبتهم في تناول الطعام ضئيلة خلال الأشهر الـ 12 التالية من البرنامج التي تهدف إلى الحفاظ على الوزن.

استراتيجية الإدماج: لا للحرمان ونعم للتوازن

وقال كبير القائمين على الدراسة ناكامورا: "تُمثل الرغبة الشديدة في تناول الطعام مشكلة كبيرة للكثيرين. فإذا كانت لديهم رغبة شديدة في تناول الطعام، يصعب عليهم إنقاص وزنهم، وحتى عندما يتمكنون من التحكم في رغباتهم وفقدان الوزن، فعند عودة الرغبة الشديدة في تناول الطعام، فإنهم يستعيدون الوزن الذي فقدوه".

ولهذا تستخدم هذه الحمية الغذائية الجديدة استراتيجية الإدماج، وهو ما يميزها عن الحميات التقليدية، إذ تتيح للمشاركين تناول كميات صغيرة من الأطعمة التي يشتهونها مثل الكعك، والشوكولاتة، والبطاطس المقلية في وجباتهم اليومية بدلاً من الحرمان منها تماماً.

ولكن عامل التوازن والكميات مهم أيضاً في هذه الحمية المتبعة، إذ لا يجب تناول الأطعمة الخفيفة والحلويات بشكل عشوائي، وإلا سيكون من الصعب التحكم برغبتك بتناولها، وإنما إدراج الأطعمة المُشتهاة ضمن خطة غذائية منظمة، للتمكن من تقليل هذه الرغبة بفعالية.

وبالعودة إلى الدراسة، تمكن 24 من المشاركين بالتجربة من إكمال سنة كاملة من برنامج خسارة الوزن، وفي نهاية العام الأول، فقد المشاركون ما معدله 7.9 بالمئة من وزنهم الأساسي، ولكن في السنة التالية التي تهدف إلى الحفاظ على الوزن تمكن فقط 20 مشاركاً من الحفاظ على أوزانهم.

كما شهد المشاركون الذين فقدوا أكثر من 5 بالمئة من وزنهم بنهاية الدراسة انخفاضاً مستمراً في وتيرة وشدة رغبتهم الشديدة في تناول الطعام، ولكن لم تتراجع شهية من فقدوا أقل ذلك من وزنهم.

الانتظام في تناول الوجبات هو الحل

هذه الدراسة دحضت نظرية الخلايا الدهنية الجائعة (فرضية قديمة مفادها أنّ الخلايا الدهنية تتضور جوعاً للحصول على الطاقة، مما يدفع متبعي الحمية الغذائية إلى تناول الطعام واستعادة ما فقدوه في النهاية)، ولكّن هنا يؤكّد ناكامورا أنّ "هذا الاعتقاد خاطئ، فطالما حافظت على وزن صحي، ستظل رغبتك الشديدة منخفضة"، على حدّ تعبيره.

وخلافاً للاعتقاد الشائع بأنّ خسارة الوزن تتطلّب إرادة قوية، تؤكّد الدراسة أنّ الثبات والانتظام في تناول الوجبات هو المفتاح والحل للحفاظ على الوزن المثالي.

اقرأ أيضاً: كيف تتخلّص من "الدهون الحشوية" لتحمي صحتك وتُطيل عمرك؟