غزة تستقبل الدفعة الأولى من لقاحات شلل الأطفال وأوامر الإخلاء تعوق حملة التطعيم

الدفعة الأولى من لقاحات شلل الأطفال البالغة مليوناً و260 ألف تصل إلى قطاع غزة مع 500 حافظة تبريد، ومدير عام الرعاية في الصحة الفلسطينية يقول إنّ الحملة تستهدف 640 ألف طفل وستتم على جرعتين، لكن أوامر الاحتلال بالإخلاء تعوق حملة التطعيم.

  • غزة تستقبل الدفعة الأولى من لقاحات شلل الأطفال وأوامر الاخلاء تعوق حملة التطعيم
    غزة تستقبل الدفعة الأولى من لقاحات شلل الأطفال وأوامر الاخلاء تعوق حملة التطعيم

أعلنت وزارة الصحة في غزة، وصول الدفعة الأولى من اللقاحات الخاصة بشلل الأطفال إلى القطاع، بالإضافة إلى 500 حافظة تبريد للقاح، مؤكّدةً أنه يجري التجهيز لإطلاق حملة التطعيم بالتنسيق مع الشركاء.

وقال مدير الرعاية الأولية في وزارة الصحة، موسى عابد، في تصريح لـشبكة "بي بي سي"، إنّ "الدفعة الأولى من لقاح (OPV2) الواقي من شلل الأطفال وصلت مساء الأحد الماضي، وبلغ عددها مليوناً و260 ألف لقاح".

وأضاف عابد أنّ "العمل جارٍ لتأمين 400 ألف جرعة إضافية خلال الأيام القليلة المقبلة"، و"تستهدف حملة التطعيم في قطاع غزة نحو 640 ألف طفل، من خلال جرعتين من اللقاح لكل طفل دون سن العاشرة".

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في منتصف شهر آب/أغسطس الجاري، عن أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في غزة لرضيعة تبلغ عشرة أشهر، وذلك للمرة الأولى في القطاع منذ 25 عاماً.

خطة تنفيذ حملة التطعيم

وبالنسبة إلى خطة تنفيذ حملة التطعيم، هناك 11 منشأة صحية فقط قادرة على تبريد لقاحات شلل الأطفال، حيث استطاعت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) توفير حافظات التبريد.

ووفق عابد، فإنّ المرحلة الأولى من حملة التطعيم يجب أن تنفذ خلال مدة قصيرة تتراوح ما بين 4-7 أيام، بواقع 370-440 نقطة تطعيم يستطيع أهالي القطاع التوجه إليها، بالإضافة إلى الكوادر الصحية المتنقلة بين المناطق السكنية.

وكان ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة، ريتشارد بيبيركورن، قال في وقت سابق لوكالة الأنباء الفرنسية، إنّ المنظمة ستشرف على الخطة الرئيسية لحملة التطعيم، مع 2700 عامل صحي موزعين على 708 فرق تعمل في كل بلدية في قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: "الأغذية العالمي"يحذّر: عمليات الإمداد في غزّة تواجه تحديات متزايدة

أوامر الاحتلال للفلسطينيين بالاخلاء تعوّق حملة التطعيم

ويؤكد عابد أنّ "الحملة لن تكون مجدية ما لم يشمل التطعيم كافة محافظات قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب"، مشيراً إلى أنّ "نجاح الحملة يعتمد على تطعيم أكثر من 95 في المئة من أطفال القطاع، ليحول دون تفشي فيروس شلل الأطفال المعدي".

كما يؤكد أيضاً أنه من "الصعب للغاية تنفيذ الحملة في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها القطاع، ونزوح الأهالي بشكل يومي"، مشدداً على أنّ  "وقف إطلاق النار شرط أساسي لنجاح الحملة وتمكن الكوادر الطبية من أداء عملها".

وتأتي هذه التطورات الإنسانية في الوقت الذي أصدر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لمناطق في قطاع غزة، طالت مربعات سكنية واسعة شرقي مخيم دير البلح، وأخرى تضم مستشفى شهداء الأقصى، ما اضطرّ عدداً من نزلاء المستشفى لمغادرته.

وأعلنت بلدية دير البلح، أمس الاثنين، خروج 25 مركزاً للإيواء، وعدد من المنشآت المائية عن الخدمة، إثر إخلاء "الجيش" الإسرائيلي أحياء جديدة في دير البلح خلال الـ 72 ساعة الماضية.

وقالت البلدية في بيان إنّ "25 مركزاً للإيواء خرجوا عن الخدمة بعد تهجير قصري لـ 250 ألف مواطن خلال الـ72ساعة"، موضحاً أنّ "قرار الاحتلال بالإخلاء، يُخرج المستشفى الحكومي الوحيد، شهداء الأقصى، الذي لا زال يعمل في جنوب قطاع غزة عن العمل".

وأضافت بلدية دير البلح في البيان أنّ "الاحتلال يقلّص المساحة الإنسانية المخصصة لإيواء ما يقرب من نصف سكان قطاع غزة في دير البلح لتصبح فقط 13 كيلومتراً مربعاً فقط".

وسبق لوزارة الصحة في قطاع غزة أن حذرت في تموز/يوليو الماضي من أنّ القطاع منطقة وباء لشلل الأطفال، نتيجة الحالة المزرية التي وصل إليها سكانه من جرّاء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ نحو 11 شهراً.

وقبل أيام، أعرب مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، عن قلقه البالغ إزاء تأكيد إصابة أول طفل بشلل الأطفال في قطاع غزة، مؤكّداً أنه يجب وقف عمليات الإخلاء بأي ثمن، حتى تتمكّن الأمم المتحدة من تنفيذ حملة التطعيم.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ تدمير النظام الصحي في غزة، وانعدام الأمن، وإعاقة الوصول، والنزوح المستمر للسكان، ونقص الإمدادات الطبية، وسوء نوعية المياه، وضعف الصرف الصحي، تؤدي جميعها إلى انخفاض معدلات التطعيم الروتيني وزيادة خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال.

وفي إثر ذلك، أعلنت المنظمة أنها سترسل أكثر من مليون لقاح ضد شلل الأطفال إلى قطاع غزة، حيث اكتُشف الفيروس في مياه الصرف الصحي.

وينتشر فيروس شلل الأطفال في أغلب الأحيان عن طريق مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة، وهو شديد العدوى.

ويمكن أن يسبب شلل الأطفال، الذي يصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة، تشوهات وشللاً دائماً، وقد يصبح مميتاً.

واكتُشفت آثار فيروس شلل الأطفال، الشهر الماضي، في مياه الصرف الصحي في دير البلح وسط القطاع، وخان يونس جنوبيّ القطاع، وهما منطقتان شهدتا نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين بسبب القتال الدائر في القطاع منذ نحو 10 أشهر.

يُصاب 5% تقريباً من الأشخاص المصابين بفيروس شلل الأطفال بنوع معتدل من المرض المسمَّى التهاب سنجابيَّة النخاع المُجهِض. ويؤدي هذا المرض إلى ظهور أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا تستمر من يومين إلى 3 أيام. وتتضمن: الحُمّى- الصداع- آلام العضلات- التهاب الحلق- ألم المعدة- فقدان الشهية- الغثيان- القيء.

وفي اليوم ـ326 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يواصل "جيش" الاحتلال قصفه مختلف المناطق ممعناً في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها بحق الشعب الفلسطيني.

وفي آخر المعطيات التي نشرتها وزارة الصحة في غزة بشأن حصيلة العدوان، فقد ارتقى 40435 شهيداً وأصيب 93534 شخصاً، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023".

وبشأن الأزمة الصحية المتفاقمة من جراء العدوان والحصار الإسرائيليين، أكّد المدير العام لوزارة الصحة، منير البرش، في حديث إلى الميادين، أنّ أكثر من 60% من الأدوية في قطاع غزّة غير متوافرة، وأنّ الاحتلال منع إدخال اللقاحات من محور "نتساريم" إلى شمالي القطاع.

اقرأ أيضاً: "إنقاذ الطفولة": أطفال غزة تحت القصف والحصار والشلل يهدد حياتهم

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.