"نيمبوس".. متحور كورونا الجديد ما أعراضه وكيف نتجنبه؟

انتشار متحوّر كورونا جديد معروف باسم (نيمبوس NB.1.8.1) وهو لا يختلف عن المتحوارت السابقة، لكنه بدأ يثير قلقاً واسع النطاق.. ما أعراض هذا المتحوّر الجديد، وكيف نتجنّبه؟

  • متحور (NB.1.8.1) أو ما يعرف باسم
    متحوّر (NB.1.8.1) أو ما يعرف باسم "نيمبوس"

فيروس كورونا لم يكن فصلاً أُغلق من حياتنا واختفى تماماً، إذ ما زالت المتحوّرات الجديدة لكوفيد-19 تنتشر بهدوء، وأحدثها متحوّر (NB.1.8.1) أو ما يعرف باسم "نيمبوس"، والذي تصدّر وسائل التواصل الاجتماعي على مدار هذا الأسبوع.

ولم يثر هذا المتحوّر الفرعي الناشئ حديثاً قلقاً واسع النطاق، لكنه لفت انتباه العلماء ومسؤولي الصحة، إذ أعلنت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا (UKHSA) قبل أيام، أنّ "نيمبوس" لم يتمّ اكتشافه حتى الآن إلّا بأعداد صغيرة داخل البلاد، لكنها أضافت أنّ البيانات الدولية تشير إلى أنّ المتحوّر الفرعي يمثّل أرقاماً متزايدة من حالات كوفيد-19 حول العالم.

ما هو المتحوّر الجديد، ومن أين أتى؟

يقول الدكتور نافيد عاصف، طبيب الرعاية الأولية في عيادة لندن العامّة إنّ المتحوّر (NB.1.8.1)، المعروف أيضاً باسم "نيمبوس"، هو سلالة جديدة من فيروس كوفيد-19 ظهرت بسبب طفرات في مادته الجينية.

بينما يرى الدكتور تشون تانغ، طبيب الرعاية الأولية في مركز "بال مول" الطبي في بريطانيا، أنّ هذا الفيروس هو "متحوّر فرعي من أوميكرون، إذ تظهر متغيّرات مثل هذه عندما يتحوّر الفيروس، وهو أمر طبيعي بالنسبة للفيروسات، وخاصة تلك التي تنتشر على نطاق واسع".

ويوضح تانغ أنه "تمّ رصد NB.1.8.1 للمرة الأولى في أوائل عام 2025، وتمّ اكتشافه منذ ذلك الحين في العديد من البلدان، بما في ذلك بريطانيا والصين والولايات المتحدة. وقد استجدّت عليه بعض الطفرات الجديدة التي يراقبها العلماء عن كثب".

"نيمبوس" والمتحورات السابقة

لا يختلف "نيمبوس" كثيراً عن متحور أوميكرون، لكنه يحتوي على بعض التعديلات على بروتين سبايك (البروتين الشوكي لفيروس كورونا ويُسمى أحياناً بروتين الشوكة) الخاص به، ما قد يجعله ينتشر بسهولة أكبر أو يتخطى بعض مناعتنا الموجودة"، وفق تانغ.

ويضيف أنّ "العلامات المبكرة تشير إلى أنه لا يبدو أنه يسبّب مرضاً أكثر خطورة، ولكن بالطبع، ما زلنا نتعلّم المزيد عنه".

لكن يبدو أنّ "نيمبوس" أكثر قابلية للانتقال من المتحوّرات السابقة، مع زيادة ملحوظة تمّ الإبلاغ عنها في الهند وهونغ كونغ وسنغافورة وتايلاند، حيث تمّ رصد انتشاره في نحو 22 دولة.

وتقدّر منظمة الصحة العالمية (WHO) أنّ الخطر الإضافي على الجمهور العالمي منخفض حالياً، وتعتبر لقاحات كوفيد-19 الحالية فعّالة في الوقاية من المرض الشديد.

كيفية انتشار المتحوّر الجديد

ينتشر الفيروس بالطريقة المعتادة، من شخص لآخر، بشكل أساسي من خلال الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، أو حتى حين يتحدّث الأشخاص عن قرب"، كما يقول تانغ، مضيفاً أنّ "مثل المتغيّرات الأخرى، يمكن أن يعلق في الهواء في الأماكن سيئة التهوية".

ما هي الأعراض؟

تتشابه الأعراض الشائعة للمتغيّر "نيمبوس" NB.1.8.1 مع الأعراض الشائعة لكلّ متحوّرات كورونا التي تشمل: التهاب الحلق الشديد (الموصوف بأنه إحساس بشفرة حلاقة)، التعب، السعال الخفيف، الحمى، آلام العضلات، والاحتقان.

ويوضح عاصف أنّ هذه الأعراض "يمكن أن تتباين من شخص لآخر، لذا فإنّ الحذر أمر مهم للغاية".

الوقاية من الفيروس

يوصي الدكتور تانغ بالحصول على لقاحات كوفيد-19، وخصوصاً الجرعات المنشِطة، ووفق ما تمّ التعامل مع متحوّرات كورونا السابقة. 

ينصح بغسل اليدين، والمحافظة على تهوية الغرف جيداً، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو بالقرب من أشخاص مُشتبه بإصابتهم.

وإذا كان أحد الأشخاص في المنزل يشعر بتوعّك، فيجب الحفاظ على مسافة بعيدة عنه، وتنظيف الأسطح المشتركة بانتظام.

متى يجب زيارة الطبيب؟

ينصح الدكتور عاصف قائلاً: "اطلب المشورة الطبية إذا كنت تعاني من أعراض كوفيد-19، وخاصة إذا تفاقمت أو إذا كنت تعاني من مشكلات صحية كامنة تزيد من خطر إصابتك".

كما أنه يجب استشارة الطبيب "إذا كنت على اتصال وثيق بشخص ثبتت إصابته بالمتغيّر "نيمبوس" NB.1.8.1، أو إذا كانت لديك مخاوف صحية".

خيارات العلاج

إنّ علاج "نيمبوس" يتوافق بشكل عام مع علاج متحوّرات كوفيد-19 الأخرى، وفق عاصف، مشيراً إلى إمكانية تعافي معظم الأفراد تلقائياً مع الراحة، و"تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لإدارة الأعراض".

ويضيف أنه "بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أعراض شديدة أو مضاعفات عالية الخطورة، يمكن أن يحتاجوا لاستخدام الأدوية المضادة للفيروسات أو علاجات الأجسام المضادة"، مؤكّداً ضرورة استشارة الطبيب دائماً للحصول على نصائح بحسب حالة المريض.