"إنقاذ الطفولة": أطفال غزة تحت القصف والحصار والشلل يهدد حياتهم

رئيسة وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية، تناشد بضرورة إدخال المساعدات ولقاح شلل الأطفال إلى قطاع غزة، وتقول: "لقد خذلنا أطفال غزة بشكل جماعي لمدة 320 يوماً".

  • أطفال غزة يكافحون للتعامل مع الصدمة العميقة والأذى النفسي والجسدي الذي تتسبب به الحرب المستمرة
    أطفال غزة يكافحون للتعامل مع الصدمة العميقة والأذى النفسي والجسدي الذي تتسبب به الحرب المستمرة

قالت لويزا باكستر، رئيسة وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية، إنّ "أطفال غزة يعانون من وضع إنساني بالغ الصعوبة وهم يفتقرون لكل شئ، ومهددون بالقتل والإصابة والمرض وبالتيتم"، مضيفةً أنهم أيضاً "معرّضون لصدمات نفسية طويلة الأمد".

وفي كلمةً لها خلال جلسة مجلس الأمن عبر الفيديو من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أمس الخميس، حذّرت باكستر من أنّ "شلل الأطفال يهدد حياتهم، ويمكن منعهم من التطعيم على جرعتين بسبب  تواصل الحرب والحصار". 

وأوضحت أنّ "فيروس مرض شلل الأطفال ينتشر في المياه المعدومة، ومستشفيات القطاع دمرت"، مشيرةً إلى أنه  "من الضروري وقف إنتشار المرض قبل إستفحاله بوقف إطلاق النار وإدخال عيادات تحمل اللقاح ضمن حملة تطعيم منظمة".  

وإذ أشارت إلى أنّ "الهدنة لمدة أسبوع يجب أن تبدأ فوراً، مع هدنة أخرى قبل نهاية الشهر المقبل ولمدة أسبوع أيضاً، لفتت إلى أنه "يجب إدخال معونات بكثرة إلى القطاع لدرء مخاطر المجاعة".

قالت باكستر إنها "محاطة بدمار هائل"، مضيفةً أنّ "أكثر من 1.9 مليون شخص نزحوا من منازلهم وأماكن سكنهم ويتنقلون في الشوارع المليئة بالركام والقمامة ومياه الصرف الصحي".

وأضافت أنه وفقاً للمعطيات، "فقد قُتل أكثر من 1% من إجمالي عدد الأطفال في غزة- أي 14 ألف طفل" وأنه "من المرجّح أن يكون هذا التقدير أقلّ كثيراً من الواقع، حيث لم يتم تحديث الرقم منذ شهر أيار/مايو، ولا تزال جثث ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، مفقودة".

وتابعت: "الفرق الطبية التابعة للمنظمة عاينت أكثر من 13 ألف شخص في عيادة المنظمة في دير البلح، وقد ظهرت على الأطفال الذين نعالجهم علامات الصدمة العميقة. كما تفاقمت أمراض الطفولة الشائعة بسبب سوء التغذية ونقص المياه وغياب الأدوية البسيطة".

ولفتت إلى أنّ "السلطات الإسرائيلية منعت دخول إمدادات المضادات الحيوية ومسكنات الألم وحتى الثلاجات لحفظ اللقاحات".

وأوضحت: "نشهد عرقلة متعمدة ومتكررة للمساعدات الإنسانية في غزة. ظل فريقي ينتظر الأدوية المنقذة للحياة لمدة أربعة أشهر، وهي محتجزة في المعابر بموجب قواعد وقيود إسرائيلية متعددة، وكثير منها غير مكتوبة وتعسفية".

وأكّدت أنّ "فيروس شلل الأطفال تأكد الآن تفشيّه"، واصفةً ذلك بأنه "بمثابة مأساة فردية، وإشارة إلى "كارثة أكبر تلوح في الأفق".

كما حذّرت من أنه "إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية على الفور، فإنّ تفشي شلل الأطفال لن يكون كارثة بالنسبة لأطفال غزة فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى تراجع كبير في جهود القضاء عليه على مستوى العالم".

ورأت أنه للاستجابة بفعالية لتفشي شلل الأطفال في غزة، "يتعين البدء فوراً في الوقف المستمر للحرب، لا تقل مدته عن أسبوع لكل مرحلة، لأنّ هذا الإطار الزمني يفترض أن تتوقف كافة الهجمات على العاملين في المجال الإنساني والطبي الآن وبشكل دائم"، وأنه "لابدّ أن تتمكن جماعات الإغاثة من التحرك عبر غزة دون عوائق، وأن يتمكن الناس من اصطحاب أطفالهم إلى نقاط التطعيم بأمان".

أطفال غزة في المعتقلات الإسرائلية تعرضوا للعنف الجنسي

وفي سياق متصل،  قالت باكستر إنّ فرق الحماية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل في غزة تعمل مع الأطفال المفرج عنهم من المعتقلات الإسرائيلية، مشيرةً إلى أنّ هؤلاء الأطفال أفادوا بتعرضهم "للعنف الجنسي، بما فيه الاغتصاب. وأفادوا بحرمانهم من الطعام، والضرب، والهجوم بواسطة الكلاب".

وتابعت: "الأطفال يذكرون أنهم شاهدوا أولياء أمورهم وهم يُجردون من ملابسهم ويتعرضون للضرب أمامهم"، مشددةً على أنّ "هؤلاء الأطفال يكافحون للتعامل مع الصدمة العميقة والأذى النفسي والجسدي الذي تسبب فيه ذلك".

واختتمت باركر حديثها قائلةً: "لقد خذلنا أطفال غزة بشكل جماعي لمدة 320 يوماً.. أطلب من هذا المجلس ودوله الأعضاء، بصفتها الوطنية، أن يتخذوا إجراءات فورية وحاسمة. نترك هذا الأمر بين أيديكم".

وكان مجلس الأمن الدولي، أختتم أمس الخميس، جلسته الشهرية بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية. واستمع المجلس إلى إحاطة لمنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، وكلمة لباكستر.

وفي كلماتهم، أجمع مندوبو وممثلو الدول الأعضاء، على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك لقاحات شلل الأطفال، محذّرين من تصاعد التوترات الإقليمية في حال استمرت الحرب على قطاع غزة.

وكانت الأمم المتحدة قد طالبت قبل أيام بهدنتين للتلقيح ضد شلل الأطفال في غزة.

وانضم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى منظمة الصحة العالمية واليونيسف للمطالبة بـ"هدنتين إنسانيتين من سبعة أيام" في الحرب في غزة لتلقيح أكثر من 640 ألف طفل دون العاشرة ضد شلل الأطفال، بعد رصد الفيروس في مياه الصرف الصحي في القطاع المدمّر.

وقال غوتيريش: "أناشد جميع الأطراف تقديم ضمانات ملموسة على الفور تضمن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية من أجل القيام بحملة التلقيح".

ومن المقرّر بحسب البيان  نقل أكثر من 1,6 مليون جرعة من اللقاح الخاص بشلل الأطفال من النوع 2 إلى قطاع غزة بحلول نهاية آب/أغسطس الجاري.

وسيتولى بعد ذلك 708 فرق عمليات التلقيح بما في ذلك في المستشفيات والمستوصفات في كل بلدية من قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: "الصحة الفلسطينية" تعلن أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في غزة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.