7 علامات واضحة لتلف الكبد.. ما هي؟

عندما يبدأ كبد الانسان بالتعب يرسل شبع إشارات خفية تتسلل ببطء إلى الجسد، وغالباً ما تمر من دون انتباه حتى يتأخر الوقت ويتلف الكبد.. ما هي هذه الإشارات؟

  • 7 علامات واضحة لتلف الكبد.. ما هي؟
    يُعد اليرقان أو اصفرار الجلد والعينين من أكثر الأعراض وضوحاً على فشل الكبد

يعتبر كبد الانسان بأنه مصنع حياة لا تتوقف عن العمل، يقوم بتنقية الدم من السموم ويصنع البروتينات وينظم السكر والدهون ويخزن الفيتامينات والطاقة. هو أشبه بمحطة مركزية تربط كل أجهزة الجسم بعضها ببعض، لكن عندما يبدأ هذا العضو الصامت بالتعب، لا يصرخ، بل يرسل إشارات خفية تتسلل ببطء إلى الجسد، وغالباً ما تمر من دون انتباه حتى يتأخر الوقت.

يشير الأطباء إلى أنّ تلف الكبد أو ما يعرف بالتشمع هو مرحلة متقدمة من أمراض الكبد المزمنة، تنشأ عندما تتكون بداخلها أنسجة ندبية تعوق تدفق الدم وتمنعها من أداء وظائفها الحيوية.

ووفق الأطباء فإنّ تلف الكبد يعود الأسباب عدة، أبرزها التهاب الكبد الفيروسي بأنواعه، والإفراط في تناول الكحول، وتراكم الدهون الناتج من السمنة والخلل الأيضي، بل وحتى تناول بعض الأدوية فترات طويلة من دون إشراف طبي.

وعلى رغم أنّ الكبد يمتلك قدرة مذهلة على ترميم نفسه، فإنّ الضرر المتكرر ينهكه تدريجاً حتى يفقد هذه القدرة، عندها يبدأ الجسد في إرسال إشارات استغاثة، تتجلى في سبع علامات رئيسة لا ينبغي تجاهلها.

اليرقان أو اصفرار الجلد والعينين

تُعد هذه العلامة من أكثر الأعراض وضوحاً على فشل الكبد، فعندما يعجز العضو عن معالجة مادة "البيليروبين" الناتجة من تكسر خلايا الدم الحمراء، تتراكم في الدم والأنسجة، فيتحول لون الجلد والعينين إلى الأصفر، وأحياناً يظهر الاصفرار داخل الفم أيضاً.

ووفق المركز الطبي "مايو كلينك"، فإنّ اليرقان من أوائل العلامات التي تدل على تعثر الكبد في أداء وظيفتها في تنقية الجسم من الفضلات.

النزف وظهور الكدمات العشوائية

ينتج الكبد بروتينات تساعد على تخثر الدم وإيقاف النزف، لكن مع تدهور وظائفها تقل قدرة الجسم على تجلط الدم، مما يؤدي إلى نزف اللثة والأنف وظهور كدمات غامضة في أماكن مختلفة من الجسد من دون سبب واضح.

وتشير "كليفلاند كلينك" إلى أنّ هذه الكدمات غير المبررة قد تكون أول دليل على نقص عوامل التخثر التي ينتجها الكبد.

تورم البطن والساقين

من أكثر الأعراض إزعاجاً للمصابين بتلف الكبد ما يعرف بالاستسقاء، وهو تراكم السوائل داخل تجويف البطن نتيجة ارتفاع الضغط في الأوردة الكبدية. ينتفخ البطن بشكل ملحوظ ويشعر المريض بثقل وضيق في التنفس، وتظهر التورمات في الساقين والكاحلين بسبب احتباس السوائل، وهي مرحلة تدل على تقدم المرض.

وتوضح "مايو كلينك" أنّ هذه الحال تنتج من اختلال توازن البروتينات والهرمونات، مما يؤدي إلى تسرب السوائل إلى الأنسجة.

الإرهاق المزمن وتشوش الذهن

الكبد السليم يخلص الدم من السموم وينتج الطاقة، لكن حين يتعطل تبدأ هذه السموم في التراكم، فيشعر المريض بتعب دائم وضعف عام وصعوبة في التركيز، وقد يعاني أحياناً اضطراباً في النوم أو تشوشاً في التفكير، وهي حال تعرف طبياً بالاعتلال الدماغي الكبدي.

ووفق المعهد الوطني الأميركي لأمراض السكري والجهاز الهضمي والكلى (NIDDK)، تنتج هذه الحالة عن تراكم مادة الأمونيا والمواد السامة في الدم ووصولها إلى الدماغ.

تغير لون البول والبراز

من العلامات التي قد تبدو بسيطة لكنها حاسمة في التشخيص، يصبح لون البول داكناً يشبه الشاي بسبب تراكم البيليروبين، في حين يتحول لون البراز إلى الرمادي أو الفاتح نتيجة نقص العصارة الصفراوية، هذه التغييرات في الألوان ليست عرضاً عابراً، بل رسالة مباشرة بأن الكبد تواجه خللاً واضحاً في أداء وظائفها، بحسب "مايو كلينك".

اضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الوزن

يؤثر تلف الكبد في الهضم والشهية معاً، يشعر المريض بالغثيان المتكرر وضعف الشهية ونفور من الطعام، مما يؤدي إلى فقدان وزن سريع وسوء تغذية، في حين تبدأ العضلات بالضمور بسبب انخفاض تخزين البروتين والطاقة في الجسم، وتصف "كليفلاند كلينك" هذه المرحلة بأنها "إنذار متأخر" يدل على أنّ المرض بلغ مستويات متقدمة من التليف.

اقرأ أيضاً: الصين تحقق إنجازاً تاريخياً بزراعة كبد خنزير معدل وراثياً لمريض حي

تغيرات في السلوك والمزاج

من العلامات التي لا ينتبه إليها كثر حدوث تغيرات مفاجئة في الشخصية أو السلوك، مثل العصبية أو النسيان أو الارتباك وصعوبة التركيز، هذه الأعراض ترتبط باعتلال الدماغ الكبدي الناتج من تراكم السموم التي لم تعد وظائف الكبد قادرة على تصفيتها، وهو ما يؤثر بشكل مباشر في الدماغ، وفق "مايو كلينك"، وفي الحالات المتقدمة قد تتطور الأعراض إلى ارتعاش في اليدين أو فقدان الوعي الموقت.

إلى جانب هذه العلامات العامة تظهر أحياناً مؤشرات دقيقة على الجلد والأظافر تنبّه إلى تليف الكبد المزمن، مثل راحة اليد الحمراء التي تصيب نحو ربع المرضى، وفق المؤسسة البريطانية للكبد (British Liver Trust)، وأظافر تيري، التي تصبح باهتة بلون أبيض مع شريط وردي ضيق عند الحافة، إضافة إلى توسعات وعائية عنكبوتية صغيرة على الجلد، أو نقاط حمراء دقيقة تشبه الشامات أو ترسبات صفراء دهنية على الجفون.

وتحذّر "كليفلاند كلينك" من أنّ هذه العلامات الجلدية لا ينبغي الاستهانة بها، إذ قد تكون أحياناً أول مؤشر إلى مرض كبدي لم يكتشف بعد، فالكبد يؤدي أكثر من 500 وظيفة حيوية، وأي خلل في واحدة منها ينعكس على الجسم بأكمله، من الدورة الدموية إلى الهرمونات والهضم والمناعة.

وتؤكّد "مايو كلينك" أنّ الوقاية هي الركيزة الأهم لتجنّب تلف الكبد، وذلك عبر الامتناع عن الكحول، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني، وتجنّب الإفراط في الأدوية من دون وصفة طبية، إضافة إلى أخذ لقاحات التهاب الكبد الفيروسي.

كما أنّ التشخيص المبكر لمرض الكبد  يُعد المفتاح لإنقاذ حياة المريض، إذ يمكن للعلاج أن يبطئ تدهور الحال ويمنع المضاعفات مثل النزف الداخلي أو سرطان الكبد، لكن حين يتوقف العضو عن أداء مهامه نهائياً يصبح الحل الوحيد هو زراعة كبد جديد للمريض.

اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي لالتهاب الكبد.. 5 أطعمة تدمر كبدك توقف عنها فوراً!