تشخيص بالقزحية.. وعلاج بالزهور والأعشاب

كل الأعصاب تمرّ من الجسم إلى الدّماغ عبر العمود الفقري، وكل خرزة منه تختص بعضو من أعضاء الجسم، يوضح شيبان، "كلها مربوطة بالدماغ الذي يخبرنا مما يعاني الإنسان عبر الأعصاب". 

  • تشخيص بالقزحية.. وعلاج بالزهور والأعشاب
    د. شيبان يصف التقنية بعلم القزحية

التشخيص بقزحية العين- الجزء الملوّن من العين- ينبعث في العصر الحديث مواكباً التطورات العلميّة والتكنولوجيّة، إلا أنه علمٌ طاعن في القِدَم، فقد عُثِر على أقدم صيغة له على جدران أهرام مصر.

أكثر من مركز في لبنان يعتمد هذه التقنية لتشخيص الأمراض، وتعتبر شقّاً متمّماً لأصناف الطب البديل، ومن بين ممارسيه الدكتور هنري شيبان، مركزه الأساسي في بيروت.

شيبان يصف التقنية بعلم القزحية (Iridology) كاختصاص تقدمه جامعات محددة في أنحاء العالم، إلا أنه تابع تخصصه فيه في الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا، بحسب ما أفاد الميادين نت.

لم يكن الطب من اهتمام شيبان الذي نال الدكتوراه في هندسة الكومبيوتر، لكنّه ظلّ يشعر بنقص في خدمة الناس، خصوصاً عندما كان يتعاطف مع المرضى، ويحاول مساعدتهم.

ولما لم يجد في تخصصه ما يخدم الانسانية، تحوّل للدراسة مجدّداً، ونال الدكتوراه في الطب العام، وتخصّص أيضاً في العلاج الفيزيائي.

الطب العام الحديث لم يلبِّ تطلعات شيبان، فغاص في الطب التقليدي القديم، ومنهم أطباء مشهورين مثل أبوقراط، وسقراط، وسواهم، ذاكراً أن  هناك دراسات تشرح طريقة عملهم، وكيف كانوا يفتشون عن أي عشبة، أو تراب، ويختبرون  الأمراض التي تفيد كل منها. 

 طريقة التشخيص بقزحية العين

ويقدم الصلصال الذي يصنع منه الفخار ويفيد إنه ينظّف المياه، ويصف الصلصال بـ"مادة حيّة نعالج بها العديد من الحالات"، كما قال.

يشرح شيبان طريقة التشخيص بقزحية العين حيث تفاجأنا، بدراستنا عن الأهرام بصورة عين منحوتة داخل الهرم، وفيها أشكال أعضاء الجسم، كالقلب، والرئة، والأقدام، والمعدة، والكبد، وسواها، وإن دلّ ذلك على شيء فإنما على أن الفراعنة كانوا يستطيعون فحص جسم الانسان عبر العين.

  • حالة صدفية متقدمة قبل العلاج وبعده
    حالة صدفية متقدمة قبل العلاج وبعده

شيبان يتحدث عن القزحية التي تحتوي مراكز عصبية لأعصاب من أعضاء الجسم، مثلها مثل القدم، والكف، والأذن الخارجية التي تحتوي نفس خريطة القزحية.

مراكز الأعصاب تتصل بالدماغ، وبواسطة هذه المراكز نستطيع معرفة حالة الانسان بالتفصيل. 

أما كيف اكتشفت التقنية في العصر الحديث، فيذكر إنها تمّت بالمصادفة عندما لاحظ أحد الأشخاص أن نقطةً ظهرت في عين ببّغائه عندما كسرت رجلها. وعندما كان يعالجها، كانت النقطة تتغيّر عند كل تحسّن في حالتها، حتى اختفت عند شفائها.

تخصّص هذا الانسان بطب العيون، وعاد لذاكرته فيما حدث مع الببغاء، ووضع أول خريطة للعين وذلك في ثلاثينات القرن الماضي في هولندا.

شكل العين يلعب دوراً 

ويقول شيبان أنه "في سنة 1959، وضعت خريطة متطورة للعين، وتطورت التقنية مع تطور الكومبيوتر، وصرنا نستطيع تكبير العين ما يتيح لنا رؤية تفاصيلها بوضوح، وشكل العين يلعب دوراً في تحديد وتشخيص الحالات، وللون العين أهميّة خاصّة في ذلك، فالشّكل يدل على أمر معيّن، واللّون يدل على أمور أخرى، والعينان متطابقتان فيما تحملانه من مراكز عصبية تشير إلى أعضاء الجسم.

كما أن الأذن الخارجية تحتوي على نفس خارطة المراكز العصبية لأعضاء الجسم، ويفيد شيبان أن "الصينيّين اعتمدوا على خارطة الأذن في تقنيّة العلاج بالوخز بالإبر”. 

كل الأعصاب تمرّ من الجسم إلى الدّماغ عبر العمود الفقري، وكل خرزة منه تختص بعضو من أعضاء الجسم، يوضح شيبان، "كلها مربوطة بالدماغ الذي يخبرنا مما يعاني الانسان عبر الأعصاب". 

  • حالة تسمم الدم قبل العلاج وبعده
    حالة تسمم الدم قبل العلاج وبعده

أصحاب العيون الملوّنة

ويضيف: "نستطيع معرفة وتحديد شخصية الانسان، وسلوكه عبر القزحية، فأصحاب العيون الملوّنة عندهم حالتان: إيجابية حيث أنهم لا يمرضون كبقية الناس لأن بنيتهم الجسدية قوية، ودفاعاتهم متينة، لذلك نرى، مثلاً، أن كل أبناء الحي مصابون بالغريب (الرشح)، إلا صاحب العين الملوّنة! وسلبية وهي مشكلتهم مع البرد أو الحرّ الشديدين، حيث يعانون من آلام المفاصل لأن غضاريف المفاصل لديهم تكون ضعيفة". 

ويلاحظ شيبان أن بعض الأشخاص يحملون جامعاً وراثياً لعددٍ من الحالات، تنتقل إليهم من الأخوال والأعمام، ومن خلال صورة العين نعرف الموروث الذي انتقل للانسان. لذلك، يسأل الطبيب مريض القلب عن أخواله إن كانوا مصابين بأمراض قلبية، وتصلّب الشرايين، وأحوال الصمامات، وهو ما يزال بعمر صغير، ولذلك قيل: "الولد البار بيطلع ثلاث أرباعه للخال".

والعين طبقات، وعندما نكبّرها، تظهر علامة متعلّقة بالعضو، فيظهر التهاب معيّن، ونميّز حصى المرارة أو الكلية، وفطريات الرحم، ومختلف الإشارات التي في العين.

وتناول الحالات المتعددة التي يمكن أن يُصاب بها عضو معين، فأكد أن لكلّ حالة إشارة خاصة، فمثلاً، الالتهاب يغير شكل مركز الكِلية في العين، وإذا كان هناك "كرياتين" (Creatin) عالٍ، يعطي إشارة مختلفة، وللتأكد نرسل المريض ليقوم بفحص تقني عبر التقنيات المتطورة التي تؤكّد حالته، وتحدّدها بصورة أدقّ. 

ويعطي نموذجاً لذلك، حيث يمكن للطبيب معرفة مريضٍ يعاني من السكّري، لكنه لا يستطيع معرفة درجة السكّري عنده من خلال القزحيّة، لذلك يحيله للمختبر لتحديد حالته بالأرقام الدقيقة.

الجهاز المستخدم في هذه التقنية يقتصر على كاميرا عادية، يتم بواسطتها تصوير العين، ثم إدخال الصورة بالكومبيوتر، وتكبيرها لقراءة ما فيها من إشارات، والتشخيص يصح فوق ٩٥٪ من الحالات.

العلاج

يتخذ شيبان من العطل فرصة لتأمين حاجاته من أعشاب وزهور طبيعية، فيصعد باحثاً عنها مع فريق عمله، يعود بها إلى مختبره، فيقطرها، ويمزجها وفق عينات درسها في تخصّصه.

يقول شيبان أنه متى عرف المرض، فالعلاجات متوفرة في علوم القزحيّة، بالاعتماد على الطب العضويّ الطبيعي".

  • مخطط اليد والقدمين
    مخطط اليد والقدم

وقدّم أمثلة بسيطة عن تفتيت الحصى في الكلية بكوب (قهوة) من زيت الزيتون مع عصير حامض الليمون، ونصف ملعقة كربونات، يؤخذ على الريق لمدة 10 أيام. 

والرمل بالكلية يعالج بأضلع البقدونس، فتغلى مع ليتر ونصف ماء، وتشرب ثلاث مرات في اليوم، وخلال أسبوعين لن يبقى الرمل.

يؤكد شيبان أن "كل العلاجات طبيعية، ولا أعتمد العلاجات الكيميائية، وأنا أركّب الأدوية من النباتات الطبيعية التي درسناها، واختبرناها، وباتت الحصيلة مُعتمِدة على تجارب مع أكثر من 50 ألف مريض قمت بمعالجتهم”.