"سبيرولينا".. فوائد صحية وغذائية مذهلة.. ولكن!

تتمتع طحالب الـ"سبيرولينا" بمزايا صحية عديدة نظراً لفوائدها الغذائية الخارقة، ما يجعلها أحد المكوّنات المشهورة للمكمّلات الغذائية.. فما هي الـ"سبيرولينا" ولماذا يستخدمها البعض في نظامهم الغذائي؟

  • فوائد صحية مذهلة لطحالب
    طحالب "سبيرولينا"  لونها أخضر مائل للزرقة تنمو في المحيطات والبحيرات المالحة

تنمو طحالب "سبيرولينا" (Spirulina) في المحيطات والبحيرات المالحة، وتُعدّ من أكثر الأغذية الخارقة بسبب ما تحتويه من فوائد وعناصر غذائية.

يميل بعض الأشخاص للبحث عن المكمّلات الغذائية الغنية بالفيتامينات والمعادن كنوع من التعويض عن سوء التغذية، فيتناولون طحالب "سبيرولينا"  نظراً لما تتمتّع به من فوائد ومميّزات صحية عديدة ومذهلة.

ما هي "سبيرولينا"؟

نوع من أنواع الطحالب لونها أخضر مائل للزرقة، وتنمو في المحيطات والبحيرات المالحة في المناخات شبه الاستوائية. وهي تُعدّ من الأغذية الخارقة بسبب غناها بالأصباغ النباتية، وقدرتها العالية على تنظيم عملية التمثيل الضوئي، ما جعلها أحد المكوّنات المشهورة في المكمّلات الغذائية.

تتميّز الـ"سبيرولينا" بطعمها المرّ، ما يجعل البعض يلجأ إلى خلطها مع اللبن، والعصائر، والمشروبات الأخرى على أنواعها للحصول على فائدتها من دون طعمها المرّ. 

أبرز فوائد "سبيرولينا"

مقاومة السرطان: من الممكن أن يسبّب الالتهاب المزمن العديد من الأمراض ومنها السرطان. وكون الـ"سبيرولينا" تحتوي على مضادات الأكسدة التي تحارب الالتهاب المزمن، فقد يكون لها تأثير مضاد أو وقائي للسرطان خصوصاً بسبب احتوائها على مادة "فيكوسيانين" (Phycocyanin)، والتي تُعدّ من أهم المكوّنات المسؤولة عن خصائصها المضادة للأكسدة، والمانعة لنمو الأورام، وحتى القضاء عليها.

أما فيما يخصّ سرطان الفم تحديداً، فقد بيّنت دراسة أجريت على 87 شخصاً مصاباً بمجموعة من التليّفات المخاطية، والتي تعدّ آفات سرطانية، فظهر في الدراسة أنّه "بعد استخدام غرام واحد يومي من سبيرولينا لمدة عام، قلّت آفات الفم بنسبة 45% لدى المصابين، بينما عادت لتنمو وتتطوّر مباشرة بعد التوقّف عن تناولها"، ولكن لم تثبت فعّالية نتائج هذه الدراسة حتى الآن.

الوقاية من أمراض القلب:  تشير العديد من الدراسات إلى دور "سبيرولينا" في خفض مستوى الكولستيرول الضار (LDL) والكلي في الدم، بينما ترفع من مستوى الكولستيرول الجيّد (HDL)، إضافةً إلى تقليل مستويات الدهون الثلاثية، ما يعمل على تقليل فرصة حدوث التجلّطات وأمراض القلب المرتبطة بارتفاع الدهون في الدم.

وبيّنت  إحدى الدراسات أنّ تناول غرام واحد يومياً من "سبيرولينا" أدّى إلى انخفاض الدهون الثلاثية بنسبة 16.3% والكولستيرول الضار بنسبة 10.1%، كما أكّدت العديد من الدراسات الأخرى على هذ التأثير لـ"السبيرولينا"، لكن بجرعات أكبر تصل حتى 8 غرامات في اليوم الواحد.

إضافةً إلى ذلك، تبيّن أنّ البروتينات الموجودة فيها تحفّز إنتاج "أكسيد النيتريك"، الذي يعمل على ارتخاء جدران الأوعية الدموية، وبالتالي الحفاظ على ضغط الدم من الارتفاع.

تقليل أعراض التهاب الأنف التحسسي: إحدى الدراسات التي أجريت على أشخاص مصابين بالتهاب الأنف التحسسي، أظهرت فوائد هذه الطحالب في التخفيف من بعض الأعراض المصاحبة لالـتهاب الأنف التحسسي، مثل: إفرازات واحتقان الأنف، العطس والحكة لدرجة كبيرة، والتي تنتج عن مسببّات الحساسية، مثل: حبوب اللقاح، شعر الحيوانات، وغبار القمح، ما قد يجعلها بديلاً محتملاً لعلاج أعراض تحسس الأنف.

تنظيم مستويات سكر الدم: أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات أنّ "سبيرولينا" تخفّض من مستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ.

وفي دراسة أخرى أجريت على البشر، وشملت 25 مريضاً مصاباً بالسكّري من النوع الثاني، أدّى تناول 2 غرام منها يومياً إلى خفض مستوى سكر الدم إلى درجة تقلل خطر الوفاة بسببه بنسبة 21%. إلّا أنّ هذه الدراسة دامت لمدة شهرين ونصف الشهر فقط، ما يشير  إلى حاجة إعادة فحص العلاقة بين "سبيرولينا" وسكر الدم بشكل أكثر عمقاً.

ونبّهت الدراسات إلى ضرورة عدم أخذ مرضى السكري لمكمّلات "سبيرولينا" قبل استشارة الطبيب.

علاج فقر الدم: يتميّز أكثر أنواع فقر الدم شيوعاً بانخفاض "الهيموغلوبين" أو خلايا الدم الحمراء في الدم، وهو أمر يتعلّق أيضاً بنقص الحديد في الجسم.

ففي دراسة أجريت على 40 شخصاً من كبار السن، ولديهم تاريخ من فقر الدم، زادت مكمّلات "سبيرولينا" من محتوى "الهيموغلوبين" في خلايا الدم الحمراء. كما تحسّن عمل جهاز المناعة، ومع ذلك لم تُجرَ العديد من الدراسات في هذا الخصوص، ما يعني وجود حاجة لدراسات على مستوى أكبر لفهم التأثير بشكل أدقّ.

دعم الجهاز المناعي: بسبب محتواها العالي من مضادات الأكسدة، والفيتامينات، والعناصر الأساسية قد يكون لـ"سبيرولينا" دور في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي، وتحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة، ما يعزّز عمل الجهاز المناعي في محاربة بعض أنواع الفيروسات، مثل: الإنفلونزا، ولكن ما زالت النتائج  قيد الدراسة.

تعزيز إعادة بناء العضلات: بيّنت بعض الدراسات أنّ "سبيرولينا" قد تكون من ضمن الأطعمة التي ترفع من قدرة العضلات على تحمّل ضرر تأكسد خلايا العضلات والتقليل منها، إلّا أنّ هذه النتائج لإثبات ذلك على نحو أدقّ.

فوائد أخرى لـ "سبيرولينا" وتشمل: تقليل الشهية وتخفيض الوزن، تحسين صحة الجهاز الهضمي، تطهير الجسم من السموم، التقليل من الشعور بالتعب،  وقيمة غذائية عالية.

وتحتوي كل ملعقة واحدة من مسحوق "سبيرولينا" المجفّف، والتي تعادل (7 غرامات) على كمية هائلة من الفيتامينات والمعادن، تشمل ما يأتي: البروتين (4 غرامات)، (فيتامين ب 1)  11% من حاجة الجسم اليومية، (فيتامين ب2)  15% من حاجة الجسم اليومية، (فيتامين ب3) 4% من حاجة الجسم اليومية، (النحاس) 21% من حاجة الجسم اليومية، و(الحديد)  11% من حاجة الجسم اليومية.

كما أنها تحتوي على كميات مهمة من المغنيسيوم، والبوتاسيوم، والمنغنيز، وكل هذه الفائدة تأتي مع 20% من السعرات الحرارية فقط، و1.7 غرام من الكربوهيدرات القابلة للهضم، إضافةً إلى محتواها العالي من مضادات الأكسدة والالتهابات، ومنها مادة "الفيكوسينين" (Phycocinin).

كذلك فإنّ نوعية البروتين الموجود في "سبيرولينا" ممتازة أيضاً كالبيض، حيث يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم.

تتوفّر طحالب "سبيرولينا" على شكل مسحوق أو أقراص، ويمكن استخدامها بإحدى الطرق الآتية: إضافتها إلى العصائر، أو رشّ بودرتها على السلطات أو في الحساء.
كما يتمّ تناولها كمكمّل غذائي على شكل أقراص.

ما هي أبرز أضرار "سبيرولينا؟

يمكن أن يسبّب تناول الكثير من "سبيرولينا" بعض الأضرار مثل: الغثيان والتقيّؤ، الإسهال، الصداع، الدوخة، الحساسية، ومشكلات في النوم (الأرق).

كما تشمل بعض الأعراض الجانبية الشديدة، وهي نادرة الحدوث مثل: ردّ فعل تحسّسي شديد، وتورّم الحلق، وحينها يلزم الشخص بضرورة التوقّف فوراً عن استخدامها.

ورغم كلّ الفوائد التي تتمتّع بها طحالب "سبيرولينا" إلّا أنه في بعض الأحيان فإنّ استخدامها غير آمن في الحالات الآتية: أثناء الحمل، أو للأطفال، والمصابين بأمراض المناعة الذاتية، والمرضى الذين سوف يخضعون للجراحة.