عبر الذكاء الصناعي... آفاق واعدة في الطب التجديدي

يتنوّع العلاج بالطب التجديدي بتنوّع تقنياته بدءاً من العلاج بالخلايا الجذعية المكوّنة للدم أو العلاج بالخلايا البيضاء المناعية أو العلاج بالبلازما إلى العلاج الجزيئي الحيوي.

  • تتسارع الأبحاث في مجال الطب التجديدي
    تتسارع الأبحاث في مجال الطب التجديدي

تتسارع الأبحاث في مجال الطب التجديدي Regenerative Medicine في العقد الأخير نظراً لاعتماده على محاولة إصلاح الخلل بالاستناد إلى آليات عمل جسم الإنسان نفسه.

ويستند هذا النوع من الطب إلى تعزيز كفاءة الجهاز الهرموني والمناعي لترميم الخلايا في مكافحة الأمراض والاضطرابات التي تصيب الإنسان.

في الوقت الراهن، يتنوّع العلاج بالطب التجديدي بتنوّع تقنياته بدءاً من العلاج بالخلايا الجذعية المكوّنة للدم أو العلاج بالخلايا البيضاء المناعية أو العلاج بالبلازما إلى العلاج الجزيئي الحيوي.

وكلٌّ من هذه العلاجات يُستخدم في حالات متناسبة وبحسب الحالة المرضية. 

وتشمل تطبيقات العلاج بالطب التجديدي مجالات واسعة من ترميم شبكة العين وحتى بعض أنواع سرطان الدم، ولكنّ هذا النوع من العلاجات الطبية لا يزال حديث العهد نسبياً.

ما هو جديد الطب التجديدي؟

جديد الطب التجديدي دخول الذكاء الصناعي مجال الأبحاث والدراسات اللازمة لاختيار العلاج المناسب وتحسين كفاءة الإجراءات المتخذة في هذا المجال.

فقد قام فريق من العلماء في مركز "رايكن" لأبحاث ديناميكيات النُظُم الحيوية بتطوير نظام آلي قادر على دعم تشخيص الأمراض الصعبة واختيار العلاج الأنسب بحسب الحالة.

ووفقاً للبحث المنشور في المجلة العلمية eLife، فإن خوارزميات الذكاء الصناعي قادرة على معالجة سيناريوهات عديدة بوقتٍ أقل بالمقارنة مع التجارب "اليدوية" التي يتطّلبها الطب التجديدي، وهي تجارب عادة ما تستغرق وقتاً طويلاً.

وقدّمت الدراسة نموذجاً عن استخدام العلاج بالطب التجديدي في مجال ترميم شبكة العين الحيوية للرؤية السليمة، فقد صار باستطاعة النظام الآلي المطور تحديد 200 مليون حالة محتملة لتقديم علاج الحالة المعنية بهكذا نوع من الأمراض. وبمقدور النظام المطوّر تحديد كافة الظروف المحتملة من أجل "تنمية طبقات صبغة الشبكية الوظيفية من الخلايا الجذعية".

وفي السابق، كانت مثل هذه العمليات تتطلب اجراء تجارب مطولة ومعقدة من أجل العثور على النوع الصحيح من الخلايا وتحديد الجرعات كما المتغيرات الفيزيائية المحيطة بالتجربة نفسها واختيار التوقيت المناسب لنقل الخلايا والتحكم بدرجة الحرارة وما إلى ذلك من عوامل دقيقة تؤثر في جودة العلاج.

 القيمة الاجمالية لسوق الطب التجديدي 

أما مع تصميم الذكاء الصناعي للمساهمة في مجال الطب التجديدي، فقد بات أمراً أسهل رسم عملية العلاج كاملة حاسوبيًا من دون الاضطرار إلى تطبيق التجارب وإعادتها او تصحيحها.

وبحسب الفريق البحثي الذي طوّر النظام، فإن استخدام أنظمة الذكاء الصناعي سيساهم في "تسريع الاستكشاف المنهجي وغير المتحيّز في البحث التجريبي"، مؤدياً إلى "تطوّرٍ هائل" على صعيد تقييم النتائج وصياغة التجارب ورفع مستويات النجاح.

وبلغت القيمة الاجمالية لسوق الطب التجديدي في العام 2020 نحو 8.5 مليارات دولار حول العالم، في حين يتوقع خبراء أن يتجاوز حجم هذا المجال الحيوي 18 مليار دولار بحلول العام 2025.