علماء يطورون ترياقاً "ثورياً" ينقي الدم من أول أكسيد الكربون

يعدّ التسمّم بأول أكسيد الكربون حالة خطيرة وغير ملحوظة بسبب عدم وجود رائحة أو لون. يرتبط الغاز بالهيموجلوبين، ما يعيق توصيل الأكسجين، ويؤدي إلى الصداع والغثيان والاختناق وحتى الوفاة.

  • علماء يطورون ترياقاً
    أظهرت التجارب أنّ البروتين الجديد يرتبط بأحادي أكسيد الكربون أسرع بنحو 50 مرة من الهيموجلوبين (الكونسلتو)

أظهرت المراجعة الإحصائية السنوية لمعهد الطاقة في الولايات المتحدة، أنّ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من قطاع الطاقة سجّلت مستوىً قياسياً مرتفعاً للعام الرابع على التوالي في 2024، مع استمرار زيادة استخدام الوقود الأحفوري، حتى مع بلوغ الطاقة المتجدّدة مستوىً قياسياً.

يؤدّي التسمّم الخفيف بأحادي أكسيد الكربون إلى الشعور بالصُّدَاع والغثيان والدَّوخة وصعوبة التركيز والقيء والنعاس وضَعف التناسق.

ويتعافى معظم الأشخاص الذين يحدث عندهم تسمّم خفيف بأحادي أكسيد الكربون بسرعة عند انتقالهم إلى الهواء النقي.

بينما يتسبّب التسمّم المتوسِّط أو الشديد بأحادي أكسيد الكربون في حدوث ضَعفٍ في المحاكمة وتخليط ذهنِي وفقدان الوعي واختلاجات وآلام في الصدر وضيق في النَّفَس وانخفاض ضغط الدّم وغيبوبة.وبذلك، يكون الكثير من الضحايا عاجزين عن التحرّك بأنفسهم، ويجب إنقاذهم.

ويكون التسمّم الشديد بأحادي أكسيد الكربون مُميتاً غالباً.وفي حالاتٍ نادرة، وبعد أسابيع من التَّعافي الظَّاهر من التَّسمُّم الشديد بغاز أحادي أكسيد الكربون، تظهر أعراضٌ مثل فقدان الذاكرة وضَعف التَّناسق واضطرابات في الحركة والاكتئاب والذُّهان (والتي يشار إليها بالأعراض العصبيَّة النَّفسيَّة المتأخِّرة).

وبالإجمال، يعدّ التسمم بأول أكسيد الكربون حالة خطيرة وغير ملحوظة بسبب عدم وجود رائحة أو لون. يرتبط الغاز بالهيموجلوبين، ما يعيق توصيل الأكسجين، ويؤدي إلى الصداع والغثيان والاختناق وحتى الوفاة.

وغالباً ما تبقى الأعراض غير مكتشفة حتى فوات الأوان. والعلاج التقليدي الذي يتمثّل في إعطاء الأكسجين النقي عبر قناع أو في غرفة الضغط العالي يعمل ببطء، بينما تكون الدقائق الأولى حاسمة في حالات التسمّم، والمعروفة باسم "عشر دقائق بلاتينية".

وطوّر علماء من جامعتي بيتسبرغ و  ماريلاند حلاً مبتكراً، حيث قاموا بتطوير بروتين معدل يسمى RcoM-HBD-CCC ويعتمد على جزيء من بكتيريا Paraburkholderia xenovorans  القادرة على التقاط أول أكسيد الكربون. ويعمل هذا البروتين كإسفنجة جزيئية، حيث يلتقط الغاز فوراً ويُزيله من الدم. 

اقرأ أيضاً: تقنية صينية لامتصاص الكربون في الأراضي العشبية

وأظهرت التجارب أنّ البروتين الجديد يرتبط بأحادي أكسيد الكربون أسرع بنحو 50 مرة من الهيموجلوبين. عند حقنه في الوريد للفئران بدأ يعمل على الفور، حيث غادرت نصف جزيئات أول أكسيد الكربون مجرى الدم في أقل من دقيقة.

والأهم من ذلك فإنّ الترياق لا يتعارض مع العمليات المهمة الأخرى.

وعلى سبيل المثال، لا يتفاعل مع أكسيد النيتريك الذي يؤدّي دوراً حاسماً في تنظيم ضغط الدم. وبالتالي، لم تلحظ أي آثار جانبية خطيرة مثل فرط ضغط الدم في الحيوانات.

اقرأ أيضاً: تقرير: مستوى قياسي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية

ويستعدّ الباحثون الآن للخطوة التالية، وهي زيادة إنتاج البروتين على نطاق واسع والتحضير للتجارب السريرية.