تشديد أممي على أهمية تنفيذ حملة التطعيم في غزة

يؤكد مدير عام منظّمة الصحة العالمية أن آلاف الأشخاص لا يزالون يهجّرون قسراً في منطقتي خان يونس ودير البلح بسبب أوامر الإخلاء المتكررة التي تصدرها قوات الاحتلال، وبالتالي هناك خطر الإصابة بشلل الأطفال.

  • غيبرسون يناشد: يجب تنفيذ حملة التطعيم في غزة
    عوامل تشكّل الفيروسات موجودة في كل مكان من غزة

أعرب مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، عن قلقه البالغ إزاء تأكيد إصابة طفل يبلغ 10 أشهر  بمرض شلل الأطفال في قطاع غزة، مؤكداً أنه يجب وقف عمليات الإخلاء بأي ثمن، حتى تتمكّن الأمم المتحدة من تنفيذ حملة التطعيم.

وسبق لوزارة الصحة في قطاع غزة أن حذرت في تموز/يوليو الماضي من أنّ القطاع منطقة وباء لشلل الأطفال، نتيجة الحالة المزرية التي وصل إليها سكانه من جرّاء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ نحو 11 شهراً.

بدورها، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن تدمير النظام الصحي في غزة، وانعدام الأمن، وإعاقة الوصول، والنزوح المستمر للسكان، ونقص الإمدادات الطبية، وسوء نوعية المياه، وضعف الصرف الصحي، تؤدي جميعها إلى انخفاض معدلات التطعيم الروتيني وزيادة خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال.

وفي إثر ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية  أنها سترسل أكثر من مليون لقاح ضد شلل الأطفال إلى قطاع غزة، حيث اكتُشف الفيروس في مياه الصرف الصحي.

ولفتت الوزارة، في البيان، إلى حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام، وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي، وتكدّس آلآف أطنان القمامة، وانعدام الأمن الغذائي، وتكدّس السكان في أماكن النزوح القسري.

وأمس الجمعة، قال "غيبريسوس" في تدوينة على حسابه في منصة "إكس"، "أشعر بقلق بالغ إزاء التأكيد بأن طفلاً يبلغ 10 أشهر غير حاصل على التطعيم في دير البلح بغزة، أصيب بمرض شلل الأطفال للمرة الأولى منذ 25 عاماً".

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها بدأوا على الفور العمل على جمع ونقل عيّنات من الأطفال في غزة لفحصها في مختبر معتمد لدى منظمة الصحة العالمية في المنطقة.

وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية إلى أن تسلسل الجينوم أكد أن الفيروس مرتبط بـ "فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني"، الذي تمّ اكتشافه في العيّنات البيئية التي تمّ جمعها من مياه الصرف الصحي بغزة في حزيران/يونيو الماضي.

وبيّن "غيبريسوس" أن حالة الطفل المصاب بشلل أسفل ساقه اليسرى مستقرة، وأنه نظراً لارتفاع خطر الإصابة بالمرض في غزة ومحيطها فقد قرّرت وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة ويونيسيف تنفيذ حملة تطعيم على مرحلتين لوقف انتقال الفيروس.

وكشف أن آلاف الأشخاص لا يزالون يهجّرون قسراً في منطقتي خان يونس ودير البلح بسبب أوامر الإخلاء المتكررة التي تصدرها قوات الاحتلال، وبالتالي هناك خطر الإصابة بشلل الأطفال.

ما هو  هذا الفيروس؟ 

و شلل الأطفال  هو مرض يسبّبه فيروس يؤثر بشكل رئيسي على الحبل النخاعي أو جذع المخ. ويمكن لشلل الأطفال في أشد حالاته تفاقماً أن يؤدي إلى فقدان القدرة على تحريك أطراف معيّنة. كما قد يؤدي إلى صعوبة في التنفّس، وفي بعض الأحيان إلى الوفاة. ويُعرف هذا المرض أيضاً بالتهاب سنجابية النخاع.

يُصاب 5% تقريباً من الأشخاص المصابين بفيروس شلل الأطفال بنوع معتدل من المرض المسمَّى التهاب سنجابيَّة النخاع المُجهِض. ويؤدي هذا المرض إلى ظهور أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا تستمر من يومين إلى 3 أيام. وتتضمن: الحُمّى- الصداع- آلام العضلات- التهاب الحلق- ألم المعدة- فقدان الشهية- الغثيان- القيء.