كل ساعة تأخير عن موعد نومك تزيد من نسبة الدهون في جسمك!

هل تعلم أنّ ساعات نومك تؤثر على وزنك؟ إذا كنتَ من محبي السهر لساعات متأخرة فأعد التفكير في ذلك، إذ لم تعد الرياضة والنظام الصحي مفتاحاً للحفاظ على وزن صحي، فالسهر يزيد من تراكم الدهون في الجسم.

  • النوم المتأخر وقيلولة النهار يزيدان من دهون البطن
    النوم المتأخر وقيلولة النهار يزيدان من دهون البطن

من المثبت علمياً أنّ قلّة النوم أو عدم انتظامه أمر غير صحي للجسم ويؤثر على عملياته الحيوية. والنوم في وقت متأخر يُعيق عملية الأيض والشعور بالشبع، حتى لو استيقظ الشخص متأخراً وحصل على ساعات نوم كافية.

فقد أثبتت دراسات عديدة أنّ مدة النوم وتوقيته يؤثران بشدة على عملية الأيض لدينا، وبالتالي يواجه الأشخاص الذين ينامون متأخرين صعوبة أكبر في خسارة الوزن، ويميلون إلى اكتساب المزيد من الدهون بمرور الوقت.

ففي دراسة سابقة نُشرت نتائجها في المكتبة الوطنية الأميركية للطب بيّنت أنّ الأشخاص الذين ينامون بين 7 و8 ساعات ينخفض لديهم مؤشر السمنة وزيادة الوزن، مقارنةً مع الأشخاص الذين ينامون 5 أو 6 ساعات فقط.

دراسة أخرى ربطت بين النوم المتأخر وزيادة الدهون في الجسم أجرتها خبيرة التغذية إليزابيث أ. توماس من جامعة كاليفورنيا، نُشرت نتائجها في مجلة Nutrients الغذائية، حيث راقبت توماس خلال دراستها 83 شخصاً بالغاً يعانون من وزن زائد بواسطة أساور معصم للنشاط وسجلات طعام، وتبيّن أنّ كل ساعة نوم متأخر كان يقابلها زيادة في دهون الجسم بمعدل 1.64 بالمئة.

النوم المتأخر وقيلولة النهار يزيدان من دهون البطن

دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة "هارفارد" الأميركية على كبار السن وأشخاص في منتصف العمر ربطت بين النوم في ساعات متأخرة وزيادة دهون البطن على وجه التحديد. حللت الدراسة بيانات حوالى 137 ألف شخص من الجنسين ومن مختلف مستويات الدخل من 26 دولة حول العالم، وفق مجلة "فوكوس".

وأفاد 14 بالمئة من المشاركين أنهم ينامون في منتصف الليل (الساعة 12) أو بعده، وبالمقارنة مع النوم بين الساعة 8 و10 مساءً تبيّن أنّ النوم المتأخر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة (مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى) بنسبة 20 بالمئة. كما ارتبط النوم المتأخر بزيادة محيط الخصر بحوالى 88 سنتيمتراً للنساء، و101 سنتيمتر للرجال.

كما ارتفع الخطر بنسبة أعلى وصلت بين 35 و38 بالمئة بين الأشخاص الذين ينامون بين الساعة 2 صباحاً والساعة 6 صباحاً. حتى أنّ القيلولة الطويلة لها تأثير سلبي، فربطت الدراسة بين قيلولة النهار الطويلة وخطر تراكم دهون البطن لدى النساء على وجه الخصوص.

اقرأ أيضاً: أخلد إلى النوم خلال دقيقة واحدة؟

كيف يؤثر النوم على الوزن؟

وعن سبب ارتباط تأخر موعد النوم بزيادة الوزن تكهّن الباحثون في الدراسة الأخيرة بأنّ ذلك يرتبط "بخلل يحدث في الساعة البيولوجية للجسم عند الذهاب متأخراً إلى النوم".

ووفق الباحثين فإنّ حدوث خلل في الساعة البيولوجية يزيد من مستويات هرمون الكورتيزول المُسبب للتوتر، وهو ما يساهم في زيادة الوزن في منطقة البطن.

وربطت الدراسات الأخرى بين النوم متأخراً وتغير أسلوب الحياة، فقد أظهر الأشخاص الذين ينامون متأخراً أنهم أكثر عرضة لاضطراب إيقاع النوم ليلاً ونهاراً، وتناول الطعام بشكل أكثر انتظاماً، وممارسة الرياضة بشكل أقل خلال النهار.

كما أنّ قلة النوم تخفّض من مستوى هرمون الشبع وتزيد من هرمون الجوع، ما يعني أنّ مَن ينام ساعات أقل ينخفض لديه الشعور بالشبع. بالإضافة إلى ذلك تؤدي قلة النوم إلى اضطراب تنظيم السكر، وقلة النوم أو عدم انتظامه تقلل من حساسية الخلايا للأنسولين ويرفع مستوى السكر في الدم، وهو ما يعزز السمنة ومقاومة الأنسولين على المدى الطويل.

وهناك تفسير آخر لارتباط قلة النوم بزيادة الوزن هو مركز المكافأة في الدماغ، فبعد النوم غير الكافي تتفاعل مناطق معينة من الدماغ بشكل أقوى مع صور البيتزا أو الكعك أو رقائق البطاطس، ويشتهي الجسم المأكولات التي تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة، وفق "فوكوس".

ومن خلال مراقبة أسلوب الحياة والوزن تبيّن أنّ المراهقين والشباب الذين يميلون للنوم في وقت متأخر لديهم كتلة جسم أعلى ودهون أكثر في الجسم مقارنةً بأقرانهم الذين ينامون مبكراً. كما أنّ النوم في وقت مبكر يزيد من استهلاك الطاقة في اليوم التالي بأكثر من 500 سعرة حرارية.

اقرأ أيضاً: النوم أولاً.. وإلا ستواجه 172 حالة صحية