ما هي سلبيات وإيجابيات "الأكسدة"؟

كثيراً ما نسمع بعبارة "الأكسدة" ولا ندرك معناها العلمي الطبي، وانعكاسها الصحيّ، وغالباً ما تُعطى العبارة صفة سيّئة في استخدامها على مستوى عام. لكنّ للأكسدة مفهوماً واسعاً ومتشعّباً، ومؤثرات متنوّعة، منها الجيد الإيجابي، ومنها الضارّ السلبي.

  •  سلبيات وإيجابيات التأكسد
     يحذّر عيراني من إبطال عمليات التأكسد في الجسم

الأكسدة هي تفاعل بطريقة معيّنة بين مواد مختلفة، مع عنصر الأكسيجين، ونتيجة تفاعل العناصر بالأكسيجين، تحدث عملية الأكسدة، من دون أن نفهم معانيها، وما يمكن أن تشير إليه.

ولكي نستوضح حول معنى الأكسدة، وكيفية التعامل مع الحالة، التقى "الميادين نت" خبير التغذية، والطب البديل الدكتور رالف عيراني.

التأكسد إفرازات طبيعية 

يوضح عيراني في تفسير الأكسدة أنه "عندما نتحدث عن التأكسد، نتناول بصورة غير مباشرة ما يعرف بالـ (ROS) أي reactive oxygen species، وهي نوع من أنواع الراديكالات الحرة (free radicals)، وهي مواد مؤكسِدة يفرزها الجسم طبيعياً لتنشيط جهاز المناعة، وتنشيط عملية الأيض ( metabolism) لقتل الميكروبات، ولتجديد الخلايا.

لكنّ كثرة الأكسدة هي الضار وبالأخصّ التعرّض للملوّثات كالمازوت، والدخان، والمقالي، والمعادن الثقيلة، والمبيدات، والسكر، والمأكولات المصنّعة، والضغط النفسي، وكثرة ممارسة الرياضة زيادة عن حدّها المطلوب، وغيرها من المسبّبات. 

في هذه الحالة تزيد الالتهابات، والأمراض ذات الأبعاد المناعية، وأمراض القلب، والكبد، والسرطانات وسواها، وبسبب ذلك، كَثُر الحديث عن مواد مانعة للتأكسد، وبدأ كثيرون بتناولها، ووصفها اعتباطياً، بينما ذهب مقتنصو الفرص إلى الاتّجار بها.

ويحذّر عيراني من إبطال عمليات الأكسدة في الجسم، مشدّداً فقط على تخفيفها إذا زادت عن حدّها.

وبالنسبة لأنواع الراديكالات الحرة مثل الـ ROS، فهي تساهم في عمليات الأكسدة، و إذا كثرت، تؤدي إلى آلام مختلفة، والتهابات، وأمراض مناعيّة.

تخفيف مضار الراديكالات

أمّا الطرق الطبيعية لتخفيف مضار هذه الراديكالات، وعملها من دون أن نبطلها تماماً، يقول عيراني: "عوضاً عن منع التأكسد نهائياً، اكتشف العلماء طريقة بتخفيف ما ينتج عن عملية التأكسد، وبذلك نخفّف من ضررها. 

فكثرة الأكسدة تولِّد مادة ضارة اسمها IsoLGs وهي التي تضرب الخلايا، والأنسجة، والأعضاء، وبدلاً من توقيف عملية الأكسدة، يمكننا أن نبطل عمل هذه الـ IsoLGs وبذلك نحمي الجسم، ولا نعرّضه لخسارة مواد وعناصر وعمليات مفيدة له".

وعن كيفية إبطال الأكسدة الزائدة عن حدّها، يقدّم عيراني مثالاً  عبر القمح الروسي المعروف بالـ buckwheat  وهو يحتوي على مواد طبيعية كالـ hydroxybonzylamine التي تلتحم مع الـ IsoLGs، وتبطل مفعولها، وبذلك نحمي الخلايا من الالتهابات، والأمراض الناتجة عن كثرة التأكسد، من دون أن نحرم الجسم نهائياً من عملية التأكسد.

وعن المواد الطبيعية المانعة للأكسدة،هو يرى الكثير منها،إذ يجد مواد طبيعية كثيرة تمنع كثرة التأكسد كالـ:Quercetin، Resveratrol، Gogi extract، Rutin، EGC3G ،APIGENIN، وسواها.

وتناول عيراني بعض المواد المُبطِئة للأكسدة، منها الهال، والنعناع.

الهال محارب

تناول عيراني مادة "الهال" كمحارب للأكسدة، وهي المادة التي تضاف إلى القهوة، فتعطيها نكهة جميلة محبّبة على قلوب كثيرين، ومن فوائدها التخفيف من حدّة الالتهابات، والأهم هو المساعدة على تذويب الكتل الدهنية المتراكمة ، أي " قد" يساعد على التنحيف.

المفضّل من الهال ما يأتي ضمن كبسولات، فهو المادة التي تخفّف من حدة الالتهابات.

النعناع: فائدة مهمة 

وينتقل عيراني إلى "النعناع" ويفيد أنّه يحتوي على أكثر من 50 مادة طبيعية منها:Rosmarinic acid lithospermic, salvianolic  acids، Carvone، Menthol، وغيرها تساعد على: منع التأكسد، وتخفيف الالتهابات، وزيادة إنتاج اللاقطات العصبية، وزيادة مواد neurotrophins، وحماية الخلايا العصبية، والمساعدة على خلق خلايا عصبية جديدة.

ويتحدّث عن فوائد كثيرة للنعناع، ويقول: "لكن هناك فائدة مهمة جداً له وهي أنّه يساعد على نموّ، وخلق خلايا عصبية جديدة، ليس فقط للأطفال، بل للبالغين، والمسنّين أيضاً، ما يؤثّر بشكلٍ مباشر على الذاكرة، والاستيعاب، والتحليل، والذكاء، والتحكّم بسرعة البديهة".

  • للنعناع فوائد جمّة
    للنعناع فوائد جمّة

لهذه الأسباب من المفضّل استعمال النعناع مع الطعام، وشربه كالشاي، كما ينصح عيراني، مضيفاً إنه "يمكن استعمال مقطّر النعناع، ولكن مع إشراف ذوي الاختصاص لأن مستخلص النعناع المركّز، والمقطّر لا يقلّ قوة، وفعاليّة عن الدواء، وهو، اذا استعمل بطريقة مغلوطة قد يؤذي الكبد، والمعدة، والخصوبة عند الذكور، وقد يتفاعل مع بعض الأدوية".

التمر متعدد التأثيرات

من ناحية أخرى، يشكّل التمر مادة متعددة التأثيرات، ومنها محاربة الأكسدة، وفيه أكثر من 3 مواد مضادة للأكسدة، منها مركبات الفلافونويد التي تقلل الالتهابات، ومرض السكري، والالزهايم، وأنواع معينة من السرطان.  

  • التمر
    التمر يعزز الصحة

يعزّز التمر صحة القلب، ويقلل من خطر الاضطرابات المرتبطة بالعين، مثل الضمور البقعي، وحمض الفينول المعروف بخصائصه المضادة للالتهابات، يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب. 

عناصر الأكسدة كثيرة، والمهم في الموضوع معرفة أن الأكسدة مضرّة بزيادة نسبتها، وضرورية بنسبة أخرى والأمر يحدّده الطبيب المختص.