موسيقى تخفف الغثيان داخل السيارة!

باحثون يصلون إلى استنتاج أنّ الموسيقى المبهجة خفّفت أعراض دوار الحركة بنسبة 14% مقارنةً بالمجموعة التي مارست التأمّل، وكانت الموسيقى الهادئة ثاني أفضل نوع موسيقي، حيث خفّفت الأعراض بنسبة 13.4% مقارنةً بالمجموعة الضابطة.

  • موسيقى تخفف الغثيان داخل السيارة!
    موسيقى تخفّف دوار الحركة

في المرة المقبلة التي تجد نفسك فيها داخل سيارة تقودها على طريق متعرّج، لمَ لا تستمع إلى لحن مُبهج؟ قد يُساعدك ذلك على التعافي من دوار الحركة.

وبحسب  صحيفة "ساينس آلرت" الأسترالية فقد وجد فريق من الباحثين بقيادة عالم الأعصاب ييلون لي في معهد خنان للعلوم والتكنولوجيا الصيني أنّ الموسيقى قد تكون وسيلة فعّالة بشكلٍ مُفاجئ للحدّ من الغثيان والدوار الناتجين عن السفر. يعتمد ذلك على نوع الأغنية.

وفي التجارب، خضع 30 مشاركاً لجهاز محاكاة قيادة، حيث تمّ جعلهم يشعرون بدوار الحركة مع ارتداء قبعة تخطيط كهربية الدماغ (EEG). سمح هذا للباحثين بقراءة نشاط أدمغة المتطوّعين آنياً، حيث انتقل من حالة مستقرة إلى حالة دوار الحركة، ثم عاد تدريجياً.

  •   تجربة دوار الحركة، التي حاكت دافعاً مُثيراً للغثيان (لي وآخرون، فرونتيرز إن هيومن نيوروساينس)
    تجربة دوار الحركة التي حاكت دافعاً مُثيراً للغثيان (لي وآخرون، فرونتيرز إن هيومن نيوروساينس)

وقُسّم المشاركون إلى 6 مجموعات. استمعت أربع مجموعات إلى دقيقة من الموسيقى بعد القيادة المُثيرة للغثيان، بينما لم تستمع مجموعة أخرى إلى أي موسيقى بعد القيادة، وقضت دقيقة واحدة في التأمّل، وأنهت المجموعة الثالثة القيادة قبل أن يشعر المشاركون بالغثيان مُباشرةً.

ووجد الباحثون أنّ الموسيقى المبهجة خفّفت أعراض دوار الحركة بنسبة 14% مقارنةً بالمجموعة التي مارست التأمّل.

وكانت الموسيقى الهادئة ثاني أفضل نوع موسيقي، حيث خفّفت الأعراض بنسبة 13.4% مقارنةً بالمجموعة الضابطة.

ومن المثير للاهتمام أنّ نوعاً واحداً من الموسيقى خفّف الغثيان بمعدل أسوأ من مجرّد انتظار زوال الشعور بدوار الحركة. ويبدو أنّ الموسيقى الحزينة جعلت التعافي أصعب.

وبحسب الصحيفة، من الصعب تحديد مدى أهمية هذه التغييرات، حيث استندت التجارب الحالية إلى حجم عيّنة صغيرة مع قوة إحصائية محدودة.

فرحات للميادين نت: تفاعل مع التركيبة الموسيقية

تؤكّد رئيسة ومؤسّسة الجمعية اللبنانية للعلاج بالموسيقى  كوسيط د. حمدة فرحات في تقريرٍ سابق  للميادين نت أنّ العلاج بالموسيقى كوسيط هو نوع من العلاج النفسي والجسدي الذي يتوسّط الموسيقى بجميع مكوّناتها، أي اللحن والإيقاع والهارموني والبوليفوني والصوت البشري والآلات بأنواعها والأوركسترا والأصوات الطبيعية والمبتكرة.

وتشرح أنّ "كلّ هذه العناصر في التركيبة الموسيقية تنفعل ويتفاعل معها الشخص الخاضع للعلاج، سواء أكانت الجلسات العلاجية إدراكية أم ناشطة فردية أم جماعية".

واللافت أنّه "من الممكن أن يكون العلاج بالموسيقى علاجاً مستقلاً قائماً بحدّ ذاته، وكافياً، وهنا يكون بديلاً، وخصوصاً لأنه يقدّم الخدمة بأسلوب أقلّ تعباً للمريض وأقلّ خطورة من ناحية العوارض الجانبية، وهنا نتكلّم عن العلاج النفسي بالموسيقى، كما نجد تجارب حول العالم في التخدير وتعديل ضربات القلب والضغط والتنفّس إلخ"....