هل مشاهدة الرياضة تُحسّن صحتك حقاً؟

وجدت ورقة بحثية أخرى حديثة أن مشاهدة البيسبول في الملاعب تعزّز "الحيوية الذاتية" في اليابان، وبشكل أكبر من مشاهدة المباراة نفسها على التلفاز.

  • هل مشاهدة الرياضة تُحسّن صحتك حقًا؟
    مشاهدة الرياضة تُظهر ارتباطاً إيجابياً بتحقيق الرضا في الحياة

حاولت دراسة يابانية حديثة اختبار فرضيّة "هل يُظهر الأشخاص الذين يشاهدون الرياضة بانتظام تغيّرات هيكلية مرنة في مناطق الدماغ المرتبطة بالصحة؟" من خلال إخضاع 14 متطوّعاً لفحص بالرنين المغناطيسي أثناء مشاهدتهم للرياضة. 

بدأت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "مراجعة إدارة الرياضة" العام الماضي، وصحيفة "الغارديان" البريطانية بتحليل بيانات عامّة لـ 20 ألف مقيم ياباني.

ووجد الباحثون أنّ مشاهدة الرياضة، سواء في الملعب أو عبر الإنترنت أو على التلفزيون، تُظهر ارتباطاً إيجابياً بتحقيق الرضا في الحياة، حتى مع مراعاة عوامل العمر والجنس والدخل.

"وبشكل أكثر تحديداً، أشارت النتائج إلى أنّ إدراك السكان لتحقيق الرضا في الحياة تمّ تفسيره بشكل كبير من خلال مشاهدة الرياضة في الملعب أو الساحة ومشاهدة الرياضة عبر الإنترنت أو على شاشة التلفزيون"، كما لاحظ الباحثون.

طلب الباحثون من 208 مشاركين - موزّعين بالتساوي بين الرجال والنساء - مشاهدة مقاطع فيديو لرياضات متعدّدة، وتقييم صحتهم قبل المشاهدة وبعدها.

ووجدوا أنّ الرياضات الشعبية في اليابان، وخاصةً البيسبول، كان لها تأثير أكبر على تحسين الصحة النفسية مقارنةً بالرياضات الأقلّ شعبية، مثل الغولف.

ثم جاء البحث الأخير، والأكثر إثارة للاهتمام، والذي شمل 14 متطوّعاً في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، يشاهدون مقاطع فيديو مدتها 20 ثانية من البيسبول والغولف. عند تحليل النتائج، أظهرت أن الرياضة تُحفّز بالفعل دوائر المكافأة في الدماغ، مما يدل على مشاعر السعادة أو المتعة - وكان التأثير أكبر في البيسبول منه في الغولف.

أشار الباحثون إلى أنّ "المشاهدة الرياضية اليومية، على وجه التحديد، ارتبطت ارتباطاً إيجابياً بحجم دوائر المكافأة في المادة الرمادية".

وأضافوا: "قد يعني ذلك أنّ هياكل الدماغ قد تتغيّر تدريجياً بمشاهدة الرياضة يومياً، ما يُتيح للناس الشعور براحة أكبر بسهولة أكبر".

ويوضح البروفيسور شينتارو ساتو، المؤلف الرئيسي للدراسة، الأمر على النحو التالي: "وُجد أنّ كلّاً من المقاييس الذاتية والموضوعية للرفاهية تتأثّر بشكل إيجابي من خلال الانخراط في مشاهدة الرياضة. ومن خلال إحداث تغييرات هيكلية في نظام المكافأة في الدماغ بمرور الوقت، فإنه يعزّز الفوائد طويلة الأجل للأفراد".

كما أشار ساتو أيضاً إلى أنه قد يكون هناك جانب اجتماعي يؤدّي دوراً هنا بالنظر إلى أنّ البيسبول، الرياضة الأكثر شعبية في اليابان، جذبت أكثر المشاعر الإيجابية. استنتاجه؟ "بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى تعزيز رفاهيتهم بشكل عام، يمكن أن تكون مشاهدة الرياضة بانتظام، خاصةً تلك التي تحظى بشعبية كبيرة مثل البيسبول أو كرة القدم، بمثابة علاج فعّال". وبالطبع، هذه دراسة واحدة فقط في مجال لا توجد فيه سوى أبحاث محدودة.

ومع ذلك، فقد وجدت ورقة بحثية أخرى حديثة أن مشاهدة البيسبول في الملاعب تعزّز "الحيوية الذاتية" في اليابان، وبشكل أكبر من مشاهدة المباراة نفسها على التلفاز.

قال لي الأكاديمي جيسون دويل، أحد مؤلفي تلك الدراسة الثانية: "باختصار، أعتقد أنّ البحث يقيم دليلاً قوياً على أنّ مشاهدة الرياضة يمكن أن تعزّز الرفاهية".

اقرأ أيضاً: دراسة: الرياضة تعزّز الصحة البدنية المثالية

وعلى نطاق أوسع، هناك العديد من الطرق التي يمكن للرياضة من خلالها تحسين الصحة النفسية والرفاهية.

"ومع ذلك، هناك بالطبع جانب مظلم حيث يمكن أن تؤدي مشاهدة الرياضة أيضاً إلى نتائج معادية للمجتمع مع نتائج سلبية على الصحة والرفاهية أيضاً، بما في ذلك الشغب والتنمّر. لذا، فهو موضوع معقّد ومستمر ومثير للاهتمام".

هذا صحيح بالتأكيد. وقد يكون الأمر كذلك فإنّ المواقف في اليابان مختلفة تماماً عن تلك الموجودة في بريطانيا أو أوروبا أو الولايات المتحدة.

ولكن في الوقت الحالي، على الأقل، الرسالة مشجّعة. ربما تكون مشاهدة الرياضة مفيدة لك. حسناً، أين وضعت جهاز التحكّم عن بعد؟