مقاهي وسط القاهرة... مُلتقى الأدباء والفنانين

مقاهي وسط القاهرة... مُلتقى الأدباء والفنانين

المقاهي القديمة في وسط البلد، مُلتقى الأدباء والفنانين

تُعدّ القاهرة من أكثر المدن التي تنتشر فيها ثقافة المقهى، وبالأخصّ المقاهي القديمة التي يتراوح عمر بعضها أكثر من 80 عاماً. مقاه احتضن بعضها أشهر الفنانين والأدباء على مرّ العصور، كما كان لبعضها الآخر دور كبير في انطلاق الثورات والاحتجاجات الشعبية. إليكم أهم 10 مقاهٍ في منطقة وسط البلد التي كان لها تاريخ حافل وعلاقة مباشرة بإنتاج أهم الأعمال الأدبية والفنية على مرّ التاريخ.

"ريش" ... ومنشورات الثورة

"ريش" ... ومنشورات الثورة

يقع هذا المقهى في شارع سليمان باشا في وسط البلد. أسّسه النمساوي برنارد تسينبرج وصمّمه ليُحاكي مقاهي المثقفين في باريس. اشتهر هذا "مقهى ريش" بجلسات وندوات الكتّاب الكبار مثل نجيب محفوظ وعباس العقّاد وطه حسن وتوفيق الحكيم، كما اعتادت السيّدة أمّ كلثوم ارتياده وكذلك أمل دنقل ونجيب سرور وجمال الغيطاني، هؤلاء جميعهم تُزيّن صوَرهم جدران المقهى.

كما لعب مقهى ريش دوراً كبيراً في العام 1919 حيث كان مكاناً لطباعة المنشورات أثناء الثورة، وهو ما تؤكّده المطبعة التي تمّ العثور عليها داخل إحدى غرفه.

"زهرة البستان" ... "شيكاغو" و"عمارة يعقوبيان"

"زهرة البستان" ... "شيكاغو" و"عمارة يعقوبيان"

يقع "زهرة البستان" في شارع طلعت حرب في وسط البلد وهو المقهى الشعبي المُلاصِق لكافيه ريش وكان مُلتقى لكثيرٍ من الأدباء. فنجيب محفوظ مثلاً كان يعقد فيه ندوته كل ثلاثاء، كما أبدع فيه علاء الأسواني فكتب روايتيه " شيكاغو" و"عمارة يعقوبان". أما الشاعر أمل دنقل فكان أيضاً أحد أهم روّاد "زهرة البستان"، وهو الذي أطلق عليه لقب" العُمق الاستراتيجي لريش" مُعتبراً إيّاه امتداداً للمقهى الثقافي العريق.

"الحرية" ... هنا كان عرابي

"الحرية" ... هنا كان عرابي

أقيم هذا المقهى في منطقة باب اللوق على أنقاض منزل الزعيم أحمد عرابي، ومن مشاهير روّاده الرئيس الراحل أنور السادات وعدد من الضبّاط الأحرار والشاعر بيرم التونسي. "مقهى الحرية" يُعتَبر أحد أشهر المقاهي الشعبية في القاهرة.

"الندوة الثقافية" ... مُلتقى الأدباء

"الندوة الثقافية" ... مُلتقى الأدباء

على بُعد 100 متر من مقهى الحرية يقوم مقهى آخر يحمل إسم "الندوة الثقافية". وقد تمّ إنشاؤه في فترة الستينيات، وكان مركزاً لاجتماع معظم الأدباء والفنانين المُستقلّين، كما اشتهر كذلك بإقامة الندوات الثقافية كل أسبوع.

"الفيشاوي" ... نابليون عاشق "الحِلبة"

"الفيشاوي" ... نابليون عاشق "الحِلبة"

يُعدّ هذا المقهى من أعرق المقاهي الموجودة في وسط البلد، إذ يزيد عمره عن 200 عام، ويقع على بُعد 2 كيلومتر من شارع محمّد علي. يُعدّ الآن مزاراً للسيّاح باعتباره أحد أعرق المقاهي التي اشتهرت بروّادها من الفنانين والأدباء. وبالرغم من أن الأديب نجيب محفوظ يُعدّ من أشهر روّاد المقهى، إلا أن تاريخاً عريقاً للمقهى يمتد حتى عام 1797، وقد ورد ذكره في كتاب "وصف مصر" الذي قال إن نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر قد اعتاد الجلوس فيه لشرب "الحِلبة".

"أمّ كلثوم"

المقاهي القديمة في وسط البلد، مُلتقى الأدباء والفنانين

مقهى يحمل إسم "كوكب الشرق" أمّ كلثوم، ويقوم بالقرب من شارع 26 يوليو وسط العاصمة المصرية، ويقع بالقرب من تمثال أمّ كلثوم في المنطقة نفسها. يُعدّ "مقهى أمّ كلثوم" من أشهر المقاهي، ويضمّ جدارية كبيرة لأمّ كلثوم بالإضافة لركن خاص يجمع صوَراً نادرة لكوكب الشرق مع عمالقة الفن في ذلك الوقت.

"أفتر إيت" ... ملاذ ثوّار 25 يناير

"أفتر إيت" ... ملاذ ثوّار 25 يناير

يحمل هذا المقهى أيضاً إسم "استراحة محارب" لأنه المقهى الوحيد الذي فتح أبوابه للمُتظاهرين في ال18 يوماً التي سبقت تنحّي محمّد حسني مبارك. وعلى الرغم من قرب المقهى من ميدان التحرير إلا أنه اعتبر مكاناً آمناً للمتظاهرين لصعوبة اقتحامه من قِبَل قوات الأمن، فهو أشبه بــ "المتاهة" ويصعب على من لا يرتاده بكثرة معرفة مداخله ومخارجه.

"الحرافيش" ... نجيب محفوظ كان هنا!

"الحرافيش" ... نجيب محفوظ كان هنا!

لم يكتف نجيب محفوظ بارتياد هذا المقهى وحسب، بل هو إسم أيضاً لأحد أشهر رواياته ... "الحرافيش" التي عدّها النقّاد إحدى أهم الملاحم الإنسانية. يقع المقهى في بداية شارع الملك فيصل في الجيزة، ولا يزال حتى اليوم ملتقى للفنانين والأدباء. يرتفع عند مدخل المقهى تمثال لنجيب محفوظ، وجدرانه تتزّين بصوَر لشلّة الحرافيش. و"شلّة الحرافيش" إسم أطلقه الفنان أحمد مظهر على ثلّة من الكتّاب والفنانين من بينهم محفوظ. كما يوجد داخل المقهى ركن يحتوي على روايات محفوظ وركن آخر للشاعر بيرم التونسي وركن ثالث للكاتب الساخِر محمود السعدني.

"التكعيبة" ... روح خاصة

"التكعيبة" ... روح خاصة

يُعدّ "التكعيبة" مقهى حديثاً نسبيا مقارنة بباقي المقاهي، لكنه استطاع أن يحجز لنفسه مكاناً متميّزاً بين جمهور وسط البلد من المُثقفين والفنانين. يقوم المقهى في منطقة وسط البلد في شارع النبراوي، وهو شارع هادئ ولا تمرّ فيه السيارات لأنه مُغلَق من أحد أطرافه، وهو ما سمح للمالك باستغلال أكبر مساحة ممكنة من الشارع. كما يقع أمام أحد القصور الملكية المهجورة، الأمر الذي أضفى عليه روحاً خاصة، وقد ساعد في ذلك الغموض الذي يدور حول القصر والقصص التي ينسجها روّاد المقهى عنه. يستضيف المقهى العديد من الأمسيات الشعرية، ويحتضن أيضاً عدداً من المخرجين والفنانين الشباب.

 

ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]