"رؤى اليوم": عواصف اللبنانيين في معرض فني

17 فناناً وفنانة من لبنان يطرحون إبداعاتهم على وقع الاضطراب السياسي والاقتصادي والأمني. فماذا قدموا؟

  • مشاهد عامة للمعرض
    مشاهد عامة للمعرض
  • مشاهد عامة للمعرض
    مشاهد عامة للمعرض
  • مشاهد عامة للمعرض
    مشاهد عامة للمعرض

معرض "رؤى اليوم" محاولة استكشاف لما يعتمر في قلوب اللبنانيين وأفكارهم، في ظلّ الاضطراب السياسي والاقتصادي والأمني الذي يعيشون، عبر تجارب 17 فناناً وفنانة من لبنان، إنْ بأعمالهم الفنية، أمْ بنزوعهم الاستشرافي، أم ْحَدْسهم، أمْ تطلّعاتهم للمستقبل.

سبق للفنانين أن قدّموا أعمالهم في "غاليري جانين ربيز"، وشاركوا في إبداعاتهم التعبيرية عن الحركة الشعبية التي شهدها لبنان ما بعد 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019.

  • "قيمة ذائبة" لأحمد غدار
  • من علاء عيتاني
    من علاء عيتاني
  • عمل لآلاء آزاد
    عمل لآلاء آزاد

مُنسّقة الشؤون الإدارية والفنية في الغاليري شيرين، تُفيد الميادين الثقافية أنه تم دعوة نُخبة من الفنانين للمشاركة برؤاهم وفق ما تتجلّى لهم التطوّرات اللبنانية ومآلاتها، مُضيفة: "طُلِب من الفنانين التعبير عن الطريقة التي ينظرون فيها إلى أعمالهم، وتطوّراتها، واستجابتها لتحديات الواقع المشتركة، وكيف تعكس، أو تجابه، أو تهرب من، أو تتعالى عن الظروف التي نواجهها جميعاً".

قسَّم الغاليري المعرض إلى دفعتين، تمتد الأولى حتى 29 تموز/يوليو الجاري تليها دفعة ثانية حتى انتهاء المعرض في 20 آب/أغسطس الجاري.

هنا جولة على الفنانين، وكيف تناول كل منهم أعماله ذات الصلة بالتطوّرات الراهنة، والأبرز منها انفجار المرفأ.

ميرنا معلوف: "مشهد جريمة" عنوان أعمالها كسلسلةٍ تعكس رُعب 4 آب، عبر أشرطة صوَر مُمزّقة، أُعيد لصقها على غراء جاف، وشظايا زجاج مُبعثرة أعيد تجميعها بمادة صمغية. ترى معلوف فيها "حركة تذكّر بنفس المشهد الذي لوحِظ في شبابيك بيروت من دون زجاج".

ثياري شهاب: فنان يتبنّى فكرة أن يكون للفن غاية والتزام، وليس مُجرّد تعبير جمالي، ويفيد أنه "طالما اعتقدت أنه يجب أن يكون للرسم غاية، فعملي الفني ليس فقط بهدف إظهار جمالات، بقدر ما هو لتقديم قصص أو تسجيل حقائق وفق تفسيري الشخصي لها". 

  •  من كارول شاكر
    من كارول شاكر
  • <img src="https://media.almayadeen.net/archive/image/2021/8/6/d5eaf2b1-ac38-4d58-bd51-ec17f3eafc01.jpg" data-src="https://media.almayadeen.net/archive/image/2021/8/6/d5eaf2b1-ac38-4d58-bd51-ec17f3eafc01.jpg" data-ratio="-1" class="optimal editormedia" data-id="b90221bf-f68b-11eb-80d4-00505601c6a2" data-replace="true" alt="" وجوه="" ذائبة"="" لغسان="" عويس"="">
    "وجوه ذائبة" لغسان عويس

ويُضيف: "لقد كان لبنان مصدر الإلهام الرئيسي لي. المشكلة اليوم هي شعبه الذي أكثر مَن يعاني ويتألّم، وغاية رسوماتي إلقاء الضوء على الجوانب الإنسانية التي باتت تتموضع على هوامش الحياة".

أما منار علي حسن غالفاني فتؤكّد: "سننهض مُجدّداً"، وتتوجّه بها "لأولئك الذين اختبروا، أو اقتنعوا بأنفسهم بأن شيئاً ما بات مستحيلاً. كمَن يعود من ضياع السنتين السابقتين. إنها تجربة لنا، هي حلمٍ بعيد المنال، ولطالما قلنا ذلك، يبقى السؤال أن النهوض ليس هو المُعضلة، إنما متى يكون". 

غسان عويس: تظهر مجموعة لعويس وجوهاً ذائبة كأنها من شمع تعرّض لحرارة عالية. إذ يقول إنها من مجموعة "نحن والملوك"، موضحاً أن "الذوبان يأتي بعد انفجار المرفأ والثورة، حيث بدا كل شيء كأنه يذوب، خصوصاً الناس". 

مجموعة سامي الكور أدرجها تحت عنوان "هجرات"، ورمزها السمكة، وهاجسه ما يلاحظه من هجرة اللبنانيين الهائلة. يقول: "بعد كل هذه المُعضلات السياسية والاقتصادية التي حصلت في لبنان، إضافة إلى انفجار بيروت الكبير، جرت هجرات جماعية كبيرة بحثاً عن مستقبلٍ أفضل. وخلال زياراتي لشطآن البحر المريحة، لاحظت تشابُهاً كبيراً مع أسراب السمك المُسافِر، وبين الجمهور اللبناني المهاجر، هذا هو السبب الذي دفعني إلى أن أتّخذ السمكة كرمز، ونموذج لذلك المُعطى في أعمالي الفنية".

  • رؤى اليوم: عواصف اللبنانيين في معرضٍ فني
    جوزيف حرب
  • رؤى اليوم: عواصف اللبنانيين في معرضٍ فني
    كارما دبغي
  • رؤى اليوم: عواصف اللبنانيين في معرضٍ فني
     "ثقب أسود" لليلى جريديني
  • رؤى اليوم: عواصف اللبنانيين في معرضٍ فني
    "ضياع" لليلى جريديني

علاء عيتاني: "إنها سلسلة من الأعمال يتحرّى فيها الفنان، وينتقد تأثير المُمارسات الاستشراقية المستمرّة على العالمين العربي والإسلامي، مُتّخذاً مثالاً من أشكال الجواري التي اختُزلت بصدور منفردة كبيرة، ورؤوس مقرعة مفقودة الشكل لا تقوم بأيّ فعل". 

مجموعة كارما دبغي بعنوان "لحظات خراب" هي: "مجموعة من أربع قطع فريدة من نوعها، تُعالِج مفهومي المؤقّت وسريع الزوال، وكل عمل يظهر لحظة ملموسة في تطوّرات غيمة انفجار مرفأ بيروت".

راشد بحصلي قدم عملاً بعنوان "حصى كونية" أُدرِجت ثلاث لوحات كانفا مرسومة بالأكريليك. يرى بحصلي أنها: "حصى بلا قيمة وحجارة رُميت في فراغ الفضاء الأسود، غير آمنة، بلا وزن، ولا جاذبية تتطلّع إليها لجَذْب أيّ مُسطّح لتتحطّم عليه".

كارول شاكر: عرض رمزي لانفجار الرابع من آب، وذلك برأيها أن "الآلام المستمرة للشعب اللبناني وتصميمه على مسح ذكريات الماضي المؤلمة، واستبدالها بالسعادة، والتّوق، هي إرادة مُقدَّسة لعملية الخلق وإعادة البناء". 

سليم معوّض يحكي عن تجربته: "عندما جرّبت أن أرسم انفجار مرفأ بيروت كطفل، انتهيت لأجد الحقيقة المُطلقة كأنها كانت احتفالية بسيطة لألعاب نارية".

أما أحمد غدار فيشرح نظرته للعملة الورقية عبر فنه: "منذ بداية الثورة اللبنانية، ظهرت أزمة اقتصادية في لبنان. سنة واحدة تالية، ازداد سعر صرف الدولار الأميركي لما يناهز ثمانية أضعاف ما كان عليه، فظهرت مظاهر التضخّم في الأسواق. في هذه السلسلة المُسمّاة" تضخِّم"، أردتُ أن أوضح هذا التضخم بتضخيم الأزمة، مُستخدماً العملة الورقية".

من جهته، عنون بترام شلش أعماله بــ "تدعيم لعالم مُبْهَم جديد"، وهو عمل بصري يُفسِّر الجنون العام الجاري عقب الانهيار الاقتصادي. مُبرّراته، بنظره، "السباق الفوضوي الذي بلغته معظم العائلات، والناس، بهدف إعادة بناء، وتقوية إحساس من الأمان، على أمل تأكيد تأمين مستقبل أكثر أمناً، في زمن الضياع". 

  • رؤى اليوم: عواصف اللبنانيين في معرضٍ فني
    من منار غالفاني
  • رؤى اليوم: عواصف اللبنانيين في معرضٍ فني
    من سليم معوّض
  • رؤى اليوم: عواصف اللبنانيين في معرضٍ فني
    بترام شلش
  • رؤى اليوم: عواصف اللبنانيين في معرضٍ فني
    "هجرة جماعية" لسامي كور
  • رؤى اليوم: عواصف اللبنانيين في معرضٍ فني
    من ندى متى

أما ليلى جبر جريديني فقالت: "كيف تنكشف لنا جميعا أحداث السنوات الأربعين الماضية، وخصوصاً منذ انفجار 4 آب، الذي بدَّد أصغر الآمال التي حاولنا الاحتفاظ بها لمستقبلٍ أفضل، وأكثر أمناً".    

وتُضيف: "ثمة أسئلة شغلت فكري في كل ثانية من الوقت، مهما حاولت إبعادها، أو هي عادت بإصرار: هل سأبقى هنا؟ أم أغادر؟ إلى أين؟ كيف؟ شعرت كأنني معصوبة العينين، وتحت ضغط كبير، لأن أقرِّر.. ولا أقدر أن أقرِّر.. نجم عن ذلك لوحتي الأولى "إلى أين؟" تظهرني واقفة أمام الكرة الأرضية، معصوبة العينين لا أعرف كيف أتوجّه، مع دبوس إشارة بيدي محاولة تحديد وجهة ما بصورة عشوائية". 

السؤال الثاني: هل بقي مستقبل للبنان؟ سؤال ضخم بإجابات قليلة جداً. شعرت أنني على حافّة ثقب أسود، كان يفترض أن يسحب لبنان إليه. عالجت هذا الثقب الأسود بوسيط مختلف تماماً، وهو "التلبّد"، بتثقيب خيوط صوف بإبرة على القماش.