فنانون في 4 آب: أمل وانبعاث.. رغم السواد

فنانون يتذكرون انفجار مرفأ بيروت ويقدمون أعمالاً من وحي المناسبة.. فكيف عبروا عن مشاعرهم وتجربتهم في 4 آب؟

 

  • فنانون في 4 آب: أمل وانبعاث.. رغم السواد
    منى جبور
  • فنانون في 4 آب: أمل وانبعاث.. رغم السواد
    من أعمال الفنانة جبور
  • من أعمال الفنانة جبور
    من أعمال الفنانة جبور
  • من أعمال الفنانة جبور
    من أعمال الفنانة جبور
  • من أعمال الفنانة جبور
    من أعمال الفنانة جبور

لا يزال انفجار مرفأ بيروت متفاعلاً في نفوس الفنانين، كما في نفوس مختلف اللبنانيين، كأنه حدث اليوم، حيث لا يزال وقعه كما حصل لحظة التفجير من دون تغيير، نظراً إلى الآثار الكارثية التي خلفها.

مع الذكرى الأولى لهذا الجرح، عرض مجموعة من الفنانين أعمالاً من وحي المناسبة وعلقوا عليها وعلى الحدث.

الفنانة منى جبور التي قدمت لوحات تعتبر تقاسيم على وتر المأساة، تقول لـ الميادين الثقافية إن المناسبة "مأساة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، وهي انفجار. لا ندري ما كان سبب الانفجار، ونحن بلد منكوب ومنهوب، وبحالة غضب وثورة، وكلنا كشعب لبنان ننتظر".

  • ريما الشاعر
    ريما الشاعر
  • من أعمال الفنانة الشاعر
    من أعمال الفنانة الشاعر
  • من أعمال الفنانة الشاعر
    من أعمال الفنانة الشاعر
  • من أعمال الفنانة الشاعر
    من أعمال الفنانة الشاعر
  • من أعمال الفنانة الشاعر
    من أعمال الفنانة الشاعر

عرضت الفنانة ريما الشاعر لـالميادين الثقافية أربعة من أعمالها من قلب الحدث، ووصفت الأولى بأنها "تعبير عما يتردد في ذهني من موجات الانفجار الصوتية، واستخدمتها لعلها تزيل ذلك الصوت المرعب من رأسي".

أما اللوحة الثانية، فهي للانفجار في الساعات الأولى بعد وقوعه، إثر زيارتها للمرفأ. يطغى على اللوحة الحزن والألوان الداكنة. تقول الشاعر: "فيها تعبير عن مدى الألم لحظة مشاهدتي للدمار".

وتصف الشاعر لوحتها الثالثة برمزية "رائحة الحريق" ومثال الصدأ الذي شوهد نتيجة قوة الحريق. وتقول: "بتنا لا نرى بيروت إلا بلون الصدأ أو القرفة. لون طالما أحببته قبل الانفجار، وصار عقدة لونية الآن". 

أما اللوحة الرابعة بالأسود والأبيض، فهي "الظلام التام الذي نشعر من خلاله بعمق النفق المظلم، وصعوبة الخروج منه. بت أرى فيها تعميم صورة المرفأ السوداوية على كل لبنان".

وتختم الشاعر: "هو ثالث أقوى انفجار في العالم. دماره الرهيب يقتل الأمل في النفوس، لكن يجب علينا ألا نيأس، بل نؤمن بعودة بيروت الجديدة ولبنان الجديد".

  • ريبال ملاعب
    ريبال ملاعب
  • فنانون في 4 آب: أمل وانبعاث.. رغم السواد
    لوحة للفنان ملاعب

أما مدير "متحف ملاعب للفنون" ريبال ملاعب، فقرر التعبير عن المأساة بأحد أعماله من دون أن يضيف أي كلمة.

  • هلا عز الدين
    هلا عز الدين
  • لوحة قبل الانفجار وبعده لعز الدين
    لوحة قبل الانفجار وبعده لعز الدين
  • لوحة الانفجار لعز الدين
    لوحة الانفجار لعز الدين

من جانبها، عرضت الفنانة هلا عز الدين لــ الميادين الثقافية عملين من أعمالها يتعلقان بانفجار مرفأ بيروت، "قليلاً قبله، وقليلاً بعده"، تتحدث عنهما بالقول: "لا أستطيع أن أفصل هذين العملين في سياقهما الطبيعي من ناحية الأسلوب والتعبير عن باقي أعمالي الفنيّة، إلا من ناحية اللحظة التي دفعتني إلى إنتاجهما"، أي انفجار المرفأ.

حملت لوحة البورتريه تسمية "before and after 4 august"، والتي كانت قد بدأت بها بعد إنهاء تحضير معرض "in searsh of light". تقول عز الدين: "لم يكن هناك أي قرار بأن تكون اللوحة عبارة عن وجه يتضمّن تعبيرين يفصلهما حدث كهول ما مرّ علينا نحن والمدينة. انطلقت من هدف بسيط هو إكمال عملي اليومي. بدأته على القماشة التي شددتها يدوياً بسبب الحجر الذي كنّا فيه، وأنجزتُ أول وجه، غير آبهة بالمساحة المتاحة الباقية، محافظة على احتمال فصله في ما بعد وإعادة شدّه".

وتضيف: "حدث الانفجار. حاولت بعد الكارثة أن أستعيد روتين الحياة وممارسة ما أقوم به يومياً، هرباً من الواقع الذي خلّفه الانفجار. أنهيت رسم الوجه الثاني الذي كنت قد وضعت خطوطه سابقاً في وقت قصير جداً، لكنه بعد الانفجار جاء صورة تعبيرية عن أثر الانفجار في الوجه". 

وعن لوحة "explosion"، وهي بالرصاص، تفيد عز الدين بأنها "استغرقت قرابة 4 أشهر لإنجازها، تحت الكثير من الضغط والمشاعر المنتاقضة التي خلّفها هذا الحدث والمدينة في آن معاً، فكنت كلما اقترب من إنهائها يتمكلني شعور بزيادة كمية الشحنة التي تحملها أكثر".

وتختم عز الدين: "ما خلّفه الرابع من آب في داخلي ولدى غيري من كل اللبنانيين، نحن سكان هذه المدينة، لا يُحكى. بالنسبة إلي شخصياً، بيروت تعني لي الكثير. نفسي بنيتها يوماً بعد يوم في ظل هذه المدينة بكل تناقضاتها، بفرحها، وحزنها في الوقت عينه. والحزن على ما تمرّ به هذه المدينة الغريبة المميزة، يستغرق منا كثيراً من التأرجح ما بين المغادرة لشعور أفضل أو البقاء فيها".

  • نديم فتفت
    نديم فتفت
  • لوحة للفنان نديم فتفت
    لوحة للفنان نديم فتفت

أما الفنان نديم فتفت الذي اكتسب الفن بالتعلم الذاتي، فقد قدم لوحة رآها تعبر عن هول الفاجعة: "المباني المحطمة والمتهالكة والأغاني المتكسرة والعيون المتجمدة مع النفوس المشحونة، ستطارد من استباح عذرية مدينة بيروت بمجزرة أبكت شواطئ بحار العالم.. لن نستسلم.. وأنا وقعت باللون واللوحة.. غضبي".

  •  نزيه هاجر
    نزيه هاجر
  • نصب شمعي للفنان هاجر
    نصب شمعي للفنان هاجر

 

فنان التشكيل بالشموع نزيه هاجر شارك بنصب من الشمع تعبيراً عن الانفجار، مكتفياً بالتعليق: "لن يصلح العطّار ما أفسده الانفجار".

في 4 آب/أغسطس 2020 دوى الانفجار وغطى الغبار شوارع بيروت، تفجرت شحنة نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت وتغير شكل المدينة منذ ذلك الوقت، شهداء وجرحى ودمار.. تصاحب ذلك مع أسوأ أزمة اقتصادية سياسية عاشها لبنان.