أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية.. ما السبب؟

تُعدّ القهوة ثاني أكثر المشروبات استهلاكاً بعد الماء، إذ يُستهلك نحو 2.6 مليار كوب من القهوة حول العالم يومياً، لكنّ مُحبّيها يُنفقون مالاً أكثر لأجلها.. فما سبب ارتفاع أسعار القهوة حالياً؟

يزداد سعر القهوة غلاءً في كل أنحاء أوروبا، فخلال العام الماضي، تضاعف سعرها تقريباً، ما جعل المستهلكين وأصحاب المقاهي على حد سواء يتساءلون عن سبب هذا الارتفاع الكبير في ثمنها.

من طاولات المقاهي إلى أرفف المتاجر الكبرى، صار ارتفاع الأثمان واضحاً. لكنّ الأمر لا يعود إلى التضخّم فحسب، بل هو مزيج مُعقّد من القضايا العالمية التي تُشكّل مصاعب أمام صناعة القهوة.

مضاربات ونقص توريد

يعود ارتفاع أسعار القهوة إلى مجموعة من العوامل، ومنها أنه يتم تداول القهوة في البورصات العالمية، وقد أدّت المضاربة إلى تضخّم الأسعار، من دون أيّ استفادة تذكر بالنسبة المزارعين.

في الوقت نفسه، فقد أدّى الطقس القاسي في الدول المُنتجة الرئيسية مثل البرازيل وكولومبيا وفيتنام إلى ضعف المحاصيل. إضافةً إلى تعطّل آليات التوريد، وعدم الاستقرار السياسي، ونقص حاويات الشحن، مما أدّى إلى سوق متقلّب.

يستقبل المستوردون في أوروبا شحنات أقل، وتزداد صرامة فحوصات الجودة بسبب المخاوف من العفن والتلوّث، حتى أنّ الشركات المتخصصة، التي تربطها علاقات ممتدة لسنوات بالمزارعين تعاني أيضاً.

كما يعلن كثيرون حاجتهم إلى الأمن لحماية حبوب البن من السرقة، بينما فقد آخرون عملاءهم في المتاجر الكبرى، غير الراغبين في تحمّل التكاليف المرتفعة.

هل سيظلّ الثمن مرتفعاً؟

ارتفاع أسعار القهوة لا يقتصر على العرض والطلب فحسب، فتغيّر المناخ يزيد من صعوبة زراعة البن، بينما ستتطلّب قواعد الاتحاد الأوروبي الجديدة قريباً إثبات عدم ارتباط حبوب البن بإلحاق ضرر بالغابات، مما يزيد الضغط على المنتجين.

كما أنّ الرسوم الجمركية، وخصوصاً على حبوب الروبوستا من فيتنام، تعيد تشكيل طرق التجارة العالمية، وقد يكون عصر القهوة الرخيصة قد ولّى.

يقول أحد الخبراء: "ربما كانت القهوة رخيصة جداً في البداية، لكن سيكون مستقبل أسعار القهوة أكثر تكلفة، وأيضاً أكثر استدامة وشفافية".

اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": ما علاقة القهوة بالاستعمار والديمقراطية؟