أقدم حديقة حيوان في الشرق الأوسط تدخل مرحلة التطوير.. والمصريون خائفون

حديقة الحيوان في مصر والتي تعتبر من أقدم الحدائق في الشرق الأوسط بدأت مرحلة التطوير، حيث رصدت الحكومة المصرية نحو مليار جنيه لتطويرها، وآلاف المصريين الذين اعتادوا التوافد إليها يخافون من أن تطول فترة انتهاء عملية التطوير، وغلاء تذكرة الدخول إليها.

  • الحكومة المصرية ترصد نحو مليار جنيه لتطوير الحديقة
    الحكومة المصرية ترصد نحو مليار جنيه لتطوير الحديقة

على الرغم من قرار إغلاق حديقتي الحيوان والأورمان المتجاورتين في مصر الشهر الماضي لأعمال تطوير تستغرق عامين تقريباً، إلا أنّ يوم الجمعة من كل أسبوع لا يزال يشهد توافد عشرات الأسر على أبواب حديقة الحيوان بشكل خاص، لعدم معرفتهم بقرار الإغلاق، في وقت باتت تعاني فيه الأكشاك الصغيرة الموجودة على بوابات الحديقة من الركود، وحركة بطيئة في أعمال التطوير لم تظهر آثارها بعد.

تشهد حديقة الحيوان عادةً إقبالاً من الأسر والعائلات، يوم الجمعة من كل أسبوع، لقضاء اليوم مع الحيوانات المختلفة، حيث تسجّل الحديقة توافد الآلاف من المواطنين سواء من سكان القاهرة الذين يتجاوز عددهم 20 مليون نسمة أو عبر رحلات من المحافظات المجاورة.

يتجاوز عمر حديقة الحيوان في الجيزة 132 عاماً، وتعتبر أول وأقدم حديقة حيوان في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث جرى افتتاحها إبان حكم الخديوي محمد توفيق عام 1891 على مساحة 80 فداناً. توجد فيها مجموعة من أندر الأزهار والأشجار، وتقع في مقابل جامعة القاهرة.

عانت الحديقة خلال آخر عقدين من الإهمال الشديد من قبل السلطات، وفقدان العديد من الحيوانات من دون العمل على استيراد حيوانات بديلة للتي نفقت منها، إلى جانب أعمال تطوير منقوصة لم تكتمل، شوّهت شكل الحديقة من الداخل، وقلّصت مساحة وجود الحيوانات مع التوسع في ألعاب الأطفال والألعاب المائية.

الحكومة المصرية ترصد نحو مليار جنيه لتطوير الحديقة

رصدت الحكومة المصرية، بشكل مبدئي مبلغ مليار جنيه لتطوير الحديقة، وفق أحدث المعايير العالمية، وبما يسمح لتحويلها إلى حديقة حيوان مفتوحة من دون حواجز، مع توفير ظروف معيشية أفضل للحيوانات الموجودة بداخلها، بعد تزايد معدلات النفوق بين الحيوانات خلال السنوات الماضية.

بعد الانتهاء من عملية تطوير حديقة الحيوان، يفترض أن تضاهي الحديقة المصرية نظيرتها في العاصمة الألمانية برلين، والتي تسمح بالتجول بحرية وسط الحيوانات من خلال ممرات للمشي وحفر عميقة تفصل الحيوانات عن الزائرين، إلى جانب إتاحة لافتات معلوماتية عن الحيوانات المختلفة وتاريخ ولادتها، وجعل الحديقة صديقة للبيئة مع الحفاظ على الهوية التاريخية للمباني ذات الطابع الأثري.

اختارت مصر تطوير حديقة الحيوان الرئيسية لتكون على غرار حديقة العاصمة الألمانية الشهيرة التي تسمح بعملية دمج بين استخدام الأقفاص المغلقة والمأوى المفتوح مع توفير مساحات مناسبة لكل حيوان لكي تكون أقرب للبيئة البرية التي نشأ فيها، وهو أمر لم يكن معمولاً به في الحديقة المصرية.

عملية تطوير حديقة الحيوان جاء تزامناً مع تطوير حديقة الأورمان المواجهة لها، حيث يفصلهما شارع مروري واحد، وتضم آلاف الأشجار النادرة بهدف تحويل المنطقة لتكون ممشىً سياحياً للزائرين عبر ربط الحديقتين بنفق وتلفريك، مع تخصيص منطقة للألعاب الترفيهية.

مخاوف المصريين من عملية التطوير لم تكن مقتصرة فقط على احتمال تغيير سعر التذكرة للدخول إلى الحديقة، الذي وصل لخمس جنيهات (0.15$) قبل الإغلاق بعدما تضاعف خلال السنوات الخمس الأخيرة، ولكن تأتي المخاوف أيضاً من تغيير شكل الحديقة وإزالة الأشجار التاريخية الموجودة فيها، وهو ما نفته الحكومة المصرية. 

وهناك جزء مرتبط بالتكلفة الكبيرة التي ستتكبّدها الدولة المصرية خلال عام واحد لتنفيذ المشروع، وهو الأمر الذي أعلنته وزارة الزراعة باعتبارها المسؤولة عن إدارة الحديقة، وعدم تكبّد ميزانية الدولة عبئاً مادياً إضافياً، بعدما جرى الاتفاق على أن تكون عملية التطوير من خلال تحالف يضم ثلاث شركات تكون مسؤولة عن إدارة الحديقة خلال الـ25 عاماً المقبلة.

عملية إدارة الحديقة من تحالف الشركات لن تكون مقتصرة فقط على إنهاء عملية التطوير، ولكن أيضاً إتمام عملية تدريب العاملين في الحديقة مع شركة أجنبية متخصصة يتدريب العاملين بحدائق الحيوان، إضافة إلى عملية تعاقد مع شركة متخصصة ستتولى عملية التغذية الصحيحة للحيوانات وأن تتولى نقل خبراتها للعمالة المصرية خلال 3 سنوات.

الحكومة المصرية خططت وبدأت التنفيذ بالفعل، حيث وضعت أغطية على أسوار الحديقة الحديدية لتغلق الرؤية بشكل كامل، بعد البيانات الرسمية التوضيحية، ونفي المخاوف التي سادت بين أوساط المواطنين، مع تأكيد اعتزام إبقاء سعر التذكرة مناسباً للأسر والعائلات المصرية.

وبينما يترقّب المصريون نتائج التطوير في صيف 2024 كما وعدت الحكومة، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى تأخير الانتهاء من أعمال التطوير بسبب عدم إنجاز  المخططات النهائية لبعض المناطق داخل الحديقة حتى الآن.