اكتشاف مدينة أثرية في قاع المحيط قرب سواحل إندونيسيا عمرها أكثر من 140 ألف عام
كان العلماء يعتقدون أنّ الإنسان المنتصب عاش منعزلاً في جزيرة جاوا، لكن اكتشاف مدينة أثرية في أعماق المحيط على سواحل إثيوبيا يشير إلى أنه انتشر في الأراضي المنخفضة حول "ساندالاند".. ما القصة؟
-
العلماء يكتشفون مدينة أثرية يعود عمرها لأكثر من 140 ألف عام في قاع المحيط قرب سواحل إندونيسيا
اكتشف العلماء في أعماق المحيط قبالة سواحل إندونيسيا مدينة أثرية يعود عمرها لأكثر من 140 ألف عام، يُعتقد أنّ تاريخ هذا الموقع يمتد بين 162 ألفاً و119 ألفاً من السنين، ما يجعله أول دليل مادي على وجود العالم المفقود "سندالاند".
وأثناء التنقيب، عثر الفريق على جمجمة لإنسان منتصب، يُعدّ أحد أسلاف البشر الأوائل، إلى جانب نحو 6000 أحفورة لحيوانات من 36 نوعاً، بينها تنانين كومودو، والجاموس، والغزلان، والفيلة، بحسب ما ذكر موقع "Express".
ويُقدّر العلماء أنّ الجمجمة دُفنت قبل نحو 140 ألف عام، وقد خُفظت تحت طبقات من الطمي والرمل في مضيق مادورا بين جزيرتي جاوا ومادورا في إندونيسيا.
The mysterious legacy of Sundaland.https://t.co/DVv3wVFHOs
— ScienceAlert (@ScienceAlert) May 26, 2025
نوع من البشر منقرض
كشفت دراسة نُشرت في مجلة "البيئات والبشر" أنّ البقايا الأحفورية عُثر عليها بعد مشروع لاستخراج الرمال البحرية في مضيق مادورا، وهو امتداد مائي بين جزيرتي جاوة ومادورا الإندونيسيتين. ومن خلال فحص هذه الأحافير، فتح علماء الآثار نافذة على حياة الإنسان المنتصب الذي استغل انخفاض مستوى سطح البحر للانتشار عبر أرض مغمورة بالمياه قبل 140 ألف عام.
كما أظهر التنقيب عن بعض عظام الحيوانات آثار جروح وقطع، وهذا دليل على استخدام البشر الأوائل لأدوات حادة في الصيد ومعالجة الغذاء.
ويعتقد الباحثون أنّ الوادي والحفريات تعود إلى فترة بين 162 ألف و119 ألف عام، حيث ىري العلماء أنّ هذه الاكتشافات تفتح نافذة نادرة على حياة البشر الأوائل، وربما تشكّل دليلاً على وجود مدينة قديمة تُعرف باسم "ساندالاند".
🚨Underwater Fossils Reveal #Lost Human World in 🇮🇩Indonesia
— Info Room (@InfoR00M) May 26, 2025
🔹Over 6,000 fossils, including two Homo erectus skull fragments, were recovered from the Madura Strait. This sunken plain, Sundaland, hosted hippos, Komodo dragons, and #ancient hunters 140,000 years ago, hinting at… pic.twitter.com/NmMcINO662
حقبة شديدة التنوّع
من الاكتشافات البارزة حفريات لحيوان "الستيجودون"، ثديي منقرض يشبه الفيلة الحديثة، يزن أكثر من 10 أطنان وطوله نحو 4 أمتار. كما وُجدت أنواع مختلفة من الغزلان، ما يشير إلى أنّ المنطقة كانت غنية بالأراضي العشبية والغابات والمياه.
وفي هذا الإطار قال هارولد بيرغوس، عالم الآثار في جامعة لايدن الهولندية، وقائد فريق البحث: "تتميّز هذه الحقبة بتنوّع كبير في صفات أشباه البشر وتنقّلهم المستمر بين مناطق مختلفة".
ويشير العلماء إلى أنه في الماضي السحيق، كان هذا الجزء من العالم مختلفاً تماماً عمّا هو عليه اليوم. فقبل ملايين السنين، كانت كتلة اليابسة المسماة "ساندالاند" تربط جزراً مثل بالي وبورنيو وجاوا وسومطرة.
وانكشفت "ساندالاند" خلال العصور الجليدية عندما كان مستوى سطح البحر منخفضاً، مما شكّل جسراً برياً مهّد الطريق لتدفّقات الهجرة البشرية في مراحل مختلفة من التاريخ. وهكذا وصل الإنسان المنتصب وأنواع أخرى إلى جاوا.
وأضاف الباحثون أنه كان يُعتقد أنّ الإنسان المنتصب عاش منعزلاً في جاوا، لكنّ الاكتشافات تشير إلى أنه انتشر في الأراضي المنخفضة حول "ساندالاند"، خاصة خلال فترات انخفاض مستوى سطح البحر.
ويُعدّ العثور على أحافير الغزلان مهماً للغاية، لأنّ هذه الحيوانات تفضّل العيش في المساحات المفتوحة والأراضي العشبية، مما يعطي تصوّراً واضحاً عن طبيعة البيئة القديمة. كما كشفت أحافير رسوبية أخرى عن نظام بيئي نهري مزدهر، يشير إلى أنّ المدينة القديمة ربما كانت جزءاً من بيئة غنية ومعقّدة، وفقاً لموقع "Ladbible".
ومع تقدّم تقنيات الغوص والاستكشاف تحت الماء، يأمل العلماء في الكشف عن مزيد من الحضارات القديمة ، وفهم أعمق لتاريخ ما قبل الكتابة، وإعادة هذه الأراضي الغارقة إلى ذاكرة البشرية.
Experts say the site may be the first physical evidence of the lost world, a prehistoric landmass known as Sundaland that once connected Southeast Asia in a vast tropical plain.https://t.co/TgqFJSEkn8
— Benny Dreieiei 🥚🥚🥚 (@DreieieiBenny) May 25, 2025