العنف اللفظي على الأطفال يترك ندوباً نفسية أعمق من العنف الجسدي

دراسة حديثة تتناول التأثير النفسي السلبي للعنف اللفظي على الأطفال، وتؤكّد أنّ العنف اللفظي في الطفولة يمكن أن يترك ندوباً نفسية عميقة وطويلة الأمد تماماً مثل العنف الجسدي.

0:00
  • العنف اللفظي على الأطفال يترك ندوباً نفسية أعمق من العنف الجسدي
    العنف اللفظي في الطفولة يمكن أن يترك ندوباً نفسية عميقة وطويلة الأمد تماماً مثل العنف الجسدي

كشفت دراسة حديثة أنّ الألفاظ المسيئة قد تخلّف أثراً نفسياً عميقاً لدى الأطفال، لا يقلّ عن تأثير العنف الجسدي.

وأوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة "BMJ Open" أنّ الأشخاص الذين تعرضوا للعنف الجسدي في طفولتهم كانوا أكثر عرضةً بنسبة 50% لمشاكل نفسية في مرحلة البلوغ، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 60% بين الأشخاص الذين تعرضوا للعنف اللفظي.

 واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات أكثر من 20 ألف شخص بالغ من 7 دراسات في بريطانيا وويلز.

وقال الدكتور مارك بيلس، أستاذ الصحة العامة والعلوم السلوكية بجامعة "ليفربول جون مورز" في المملكة المتحدة: "تشير النتائج إلى أنّ العنف اللفظي في الطفولة يمكن أن يترك ندوباً نفسية عميقة وطويلة الأمد، تماماً مثل العنف الجسدي".

 ما هو العنف اللفظي؟

وأوضحت الدكتورة شانتا ديوب، أستاذة علم الأوبئة ومديرة قسم الصحة العامة في كلية "ليفين" للعلوم الصحية بجامعة "وينغيت" في ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة، أنّ "هناك تحولاً ملحوظًا في العالم يتمثّل في زيادة عبء العنف اللفظي عبر السكان".

فيما حذّر بيلس من أنّ "العنف اللفظي قد يقوّض الفوائد النفسية التي تُحقّقها المجتمعات من تقليل العنف الجسدي".

قد يكون من الصعب رسم خط واضح بين الكلام القاسي والعنف اللفظي، ولكنه قد يشمل لوم الأطفال، أو إهانتهم، أو توبيخهم، أو انتقادهم، أو تهديدهم، وفقاً للدكتور أندريا دانيسي، أستاذ الطب النفسي للأطفال والمراهقين في "كينجز كوليدج لندن" والأستاذ السريري المساعد في مركز "ييل لدراسة الطفل"، الذي لم يشارك في الدراسة.

ومن بين أبرز الأمثلة على العنف اللفظي: "أنت دائماً تخطئ" و "أنت غبي"، و"أنت بلا قيمة".

وأوضحت ديوب أنّ "الأطفال غالباً ما يأخذون هذه العبارات بشكل حرفي، ما يجعل تأثير الكلمات القاسية عليهم طويل الأمد".

ثقافة اعتماد لغة إيجابية للأطفال

وأكّد بيلس ضرورة إيلاء الباحثين والأفراد اهتماماً أكبر للعوامل التي تؤثر على الصحة النفسية طويلة الأمد، مشيراً إلى أنّ دعم وتزويد الأهل ومقدمي الرعاية بالمعلومات والمهارات المناسبة يساعدهم على خلق بيئات منزلية أفضل.

وقال بيلس في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "هذا يعني المساعدة في بناء مهارات التنظيم العاطفي لدى الآباء والأطفال، وتعزيز الارتباط العاطفي بينهم، وتنمية مهارات التواصل، وتشجيع الآباء على تقديم نماذج سلوكية تُظهر الأساليب التي يرغبون أن يتبناها أطفالهم عند مواجهة المشاكل".

ولا يقتصر الأمر على الأهل فحسب، بل "يجب أن يدرك جميع البالغين الذين يتعاملون مع الأطفال مدى تأثير العنف اللفظي عليهم"، بحسب ديوب.

وقال دانيسي إنّ "الحل ليس فقط في توبيخ البالغين". 

ويسعى باحثون آخرون إلى دعم تحول ثقافي نحو جعل الجميع أكثر وعياً باللغة المستخدمة تجاه الأطفال وكيفية تأثيرها عليهم.

اقرأ أيضاً: اكتشاف أربعة أنماط فرعية للتوحّد.. هل يوجد علاج؟

اخترنا لك