بشكلٍ غامض.. أجزاء ضخمة مقلوبة من قاع البحر!

يشير عالم الجيوفيزياء مادس هوس من جامعة مانشستر: إلى"إن هذا الاكتشاف يشير إلى عملية جيولوجية لم نشهدها من قبل على هذا النطاق".

0:00
  • بشكلٍ غامض..  أجزاء ضخمة مقلوبة من قاع البحر!
    صخور سينكيتية ضخمة تحت بحر الشمال

في أعماق أمواج بحر الشمال، يتصرف قاع البحر بطريقة غير متوقعة!

هناك، اكتشف العلماء مئات من أكوام الرمل الشاسعة، بعضها يصل عرضه إلى عدة كيلومترات، والتي، وفقاً لبيان صادر عن جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، "تتحدى المبادئ الجيولوجية الأساسية".

ووفق تقرير نشر في مجلة "ساينس آلرت"  تتراكم هذه الأكوام فوق هياكل تُعرف باسم السنكيتات، وهي نتيجة عملية تُسمى الانعكاس الطبقي، ولم يسبق العثور عليها بهذا الحجم من قبل.

ويقول عالم الجيوفيزياء مادس هوس من جامعة مانشستر: "إن هذا الاكتشاف يشير إلى عملية جيولوجية لم نشهدها من قبل على هذا النطاق".

وأضاف "لقد وجدنا هياكل حيث غرقت الرمال الكثيفة في الرواسب الأخف وزناً والتي طفت إلى أعلى الرمال، ما أدى فعلياً إلى قلب الطبقات التقليدية التي نتوقع رؤيتها وإنشاء تلال ضخمة تحت البحر".

ومن المتوقع أن تتبع الطبقات الجيولوجية ترتيباً معيناً يتوافق مع التقدم الخطي للزمن. تقع الطبقات الأقدم نحو أسفل التكوين، وتنمو تدريجيأ نحو الأحدث أقرب إلى القمة، وفقاً لترتيب الترسيب.

ويحدث الانعكاس الطبقي، أو عكس الطبقات، عندما تغوص الطبقات الأحدث، وترتفع الطبقات الأقدم إلى قمة التكوين، وهناك عدة طرق يمكن أن يحدث بها هذا، من الانهيارات الصخرية إلى الحركات التكتونية.

وحدد هوس وزميله، الجيوفيزيائي يان إريك رودجورد من شركة النفط "أكر بي بي" في النرويج، الصخور السنكيتية في قاع بحر الشمال باستخدام بيانات زلزالية مفصلة. عندما تنتقل الموجات الصوتية عبر الأرض، فإنها تنتشر وتنعكس بشكل مختلف عن المواد ذات خصائص الكثافة المختلفة. يمكن للعلماء بعد ذلك تحليل البيانات الزلزالية ورسم خرائط لأنواع الصخور المختلفة التي مرت بها الموجات.

وفي هذه البيانات، وجد هوس ورودجورد أن أجزاء كبيرة من قاع بحر الشمال تبدو مقلوبة، حيث توجد طبقات رملية أحدث مدفونة تحت طبقات أقدم.

  • خريطة للتلال الغريبة تحت بحر الشمال. (رودجورد وهوس، مجلة البيئة الأرضية المشتركة)
    خريطة للتلال الغريبة تحت بحر الشمال (رودجورد وهوس، مجلة البيئة الأرضية المشتركة)

وهذه الطبقات الأحدث أكثر كثافةً وثقلاً من المادة الأخف وزناً والأكثر ليونةً التي كانت تحتها، لذا غرقت مع مرور الوقت، منزاحةً المادة الأقدم والأكثر مساميةً، دافعةً إياها للأعلى، حيث استقرت فوق السنكيت الأكثر كثافةً.

اقرأ أيضاً: اكتشاف كائنات لم تكن معروفة في أعماق البحار

وأطلق الباحثون على هذه الطوافات المسامية اسم "العوّامات"، ويعتقدون أن هذه العملية ربما حدثت عند الحدود بين العصرين الميوسيني والبليوسيني، أي قبل حوالى 5.3 مليون سنة.

وربما أدت اضطرابات كالزلازل إلى تفتيت الطبقة العليا إلى رمال، غاصت بدورها مع الرواسب العائمة، وعلى مدى ملايين السنين التي تلت ذلك، غطت رواسب قاع البحر الهيكل بأكمله، ما أدى إلى ظهور قاع البحر المتموّج الذي يمكن العثور عليه هناك اليوم.
ويعمل الفريق الآن على تحسين تفسيرهم والتحقق من صحته - تفسير قد يساعد في فهم أفضل لقشرة الأرض تحت المحيط، حيث تكون ضعيفة ومستقرة، والعمليات التي يمكن أن تغيّر هذه الخصائص بشكلٍ كبير.

اخترنا لك