طرق بسيطة تجنبنا "شيخوخة العمل" المكتبي

بعد تحليل 13 دراسة حول أنماط الحياة التي تتسّم بقلة الحركة والنشاط البدني اليومي، خلص الباحثون إلى أن "أولئك الذين يجلسون لأكثر من 8 ساعات في اليوم دون نشاط بدني إضافي لديهم نفس مخاطر الوفاة المبكرة مثل الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والمدخنين".

  • العمل المكتبي قد يؤدي إلى شيخوخة الجسد بسرعة
    العمل المكتبي يسبب  مشاكل صحية

إذا كنت تعمل في مكتب أو في المنزل، فمن المحتمل أنك تعرف صعوبة الجلوس على كرسي لعدة ساعات دون استراحة، وإذا كنت تفعل هذا كل يوم، فستشعر بالألم وسيصاب ظهرك بالخدر، ما يسبب  مشاكل صحية.
ففقي تقرير نشر في مجلة JAMA Cardiology  يتضح مدى تأثير الجلوس المفرط على حالة الأشخاص من 21 دولة.

لطالما كان  العمل المكتبي خطيراً على الصحة، حيث من المفيد أن يتحرّك موظفو المكاتب قليلاً طوال اليوم.

وفي السنوات الأخيرة، بسبب جائحة كوفيد-19، بدأ الناس العمل بشكلٍ متزايد من المنزل، ولكن حتى في الظروف الجديدة، فهم يقضون عدة ساعات في وقت واحد على الطاولة أو على الأريكة. لسوء الحظ، لإن هذا يتسبب هذا في تلف الجسم للعديد من الأشخاص.
وجد الباحثون، الذين نشروا تقريراً في مجلة JAMA Cardiology، أنه بالنسبة لجميع المشاركين الذين فحصوا، فإن الجلوس لفترات طويلة يزيد من مخاطر المشاكل الصحية.

وفي السياق، يقول مقال في المنشور الإلكتروني ScienceAlert، والذي يلخّص نتائج التقرير المنشور، إنه إذا جلست لمدة 6-8 ساعات في اليوم، فإن احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة يزيد بنسبة 12-13% مقارنة بأولئك الذين يجلسون لمدة أقل من 4 ساعات في اليوم.

وإذا كنت تقضي أكثر من 8 ساعات في اليوم في هذا الوضع، فإن الخطر يزداد بنسبة مذهلة تصل إلى 20%.
توصّل العديد من العلماء الآخرين في سياق أبحاثهم إلى استنتاجات مماثلة حول الآثار السلبية للجلوس لفترات طويلة أثناء النهار.

في عام 2019، نُشر مقال في المجلة الأميركية للطب الوقائي يفيد بأن الجلوس لفترات طويلة يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

أمراض واضطرابات

في عام 2017، نشرت مجلة Lifestyle Medicine بيانات من دراسة أخرى، حللّ مؤلفوها عادات العاملين في المكاتب وخلصوا إلى أن الجلوس لمدة 6-8 ساعات يومياً يسبب ارتفاع ضغط الدم وأعراض الاضطرابات العضلية الهيكلية.
كما تحذّر Mayo Clinic (مايو كلينك) من مخاطر الجلوس الطويل دون حركة وتؤكد أن مثل هذه العادة تسبب مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة وارتفاع نسبة السكر في الدم وتكوين رواسب من الدهون الداخلية حول أعضاء البطن.

مخاطر الوفاة المبكرة

وبعد تحليل 13 دراسة حول أنماط الحياة التي تتسّم بقلة الحركة والنشاط البدني اليومي، خلص الباحثون إلى أن "أولئك الذين يجلسون لأكثر من 8 ساعات في اليوم دون نشاط بدني إضافي لديهم نفس مخاطر الوفاة المبكرة مثل الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والمدخنين".
هذه إحصائيات مثيرة للقلق، لكن لحسن الحظ، فإن تغيير عاداتك والتخلي عن الجلوس الطويل أسهل مما تعتقد.
يجب أن تصبح الحركة اليومية من عاداتك اليومية
قد تبدو نتائج الباحثين قاتمة، ولكن هناك أمل في مكافحة آثار الجلوس لفترات طويلة، ويتعيّن على الكثير منّا ببساطة الجلوس على مكتب لساعات عديدة في اليوم للقيام بعملنا، لكن الدراسات العلمية تظهر أنه إذا تحركت ولو  لمدة ساعة في اليوم، فسيكون لها تأثير إيجابي هائل.

فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2016 من جامعة كامبريدج أن 60-75 دقيقة من التمارين اليومية المعتدلة، مثل المشي السريع وركوب الدراجات، يمكن أن تعكس الآثار السلبية للشيخوخة وتقليل خطر الموت المبكر بسبب الجلوس الطويل.
وفي بعض الأحيان لا يمكن ممارسة الرياضة يومياً بسبب جدول العمل المزدحم أو عوامل أخرى. لكن من الجيد أن تعرف أنه حتى شيء أساسي مثل المشي له تأثير إيجابي على الصحة.

لكن يمكنك أن تمارس لنفسك وأن تمارس نشاطاً بدنياً آخر. إذا كنت تعمل في مكتب أو في المنزل، فحاول المشي في الصباح أو في المساء بعد العشاء.

وإذا كان لديك اختيار بين السلالم والمصاعد، فاختر السلالم لمكافحة آثار الجلوس لفترات طويلة.