متحف مزهر يكرّم شخصيات لبنانية مؤثرة

بحضور وزير الثقافة السابق القاضي محمد وسام المرتضى وبحضور واسع من النقابات الثقافية والاجتماعية كرّمت جمعية "متحف عزت مزهر للفنون" مجموعة من الممثّلين وأهل الثقافة.

والفنان اللبناني الراحل عزت مزهر، نحات ورسام تشكيلي حفر في الصخر موهبته، فأينعت مئات التماثيل التي زيّنت لبنان من أقصاه إلى أقصاه، وأخفت بجمالياتها آثار الحرب سواء في الحجر أو في البشر، لأنها تعكس العادات اللبنانية الجميلة وتدعو إلى السلام والتآخي.

وهو كنحات ينتمي فعلاً إلى الرعيل الثالث . لكنه واقعياً ينتمي إلى الحدث الذي انصهر فيه. بفعل كونه ابن مدينة الناعمة التي تقع جنوبي بيروت وعلى حافة البحر الأبيض المتوسط . وهي محاطة بالهضاب والبساتين .

استقبال كشفي لافت

ومن المكرّمين في متحف مزهر نقيب الممثّلين نعمة بدوي، الممثّلة جوليا قصّار والممثّلة تقلا شمعون، مدير المكتبة الوطنية في بعقلين غازي صعب، و"صوت لبنان في السنغال" الأستاذ عصام عميص.

افتتح الحفل باستقبال مميّز من فرقة كشافة التربية الوطنية - فوج الناعمة -حارة الناعمة، تلته مشاركة لافتة من عدد كبير من الممثّلين والفنانين التشكيليين، رئيس لجنة المبدعين هنري زغيب، ورئيس جمعية الفنانين التشكيليين ميشال روحانا،وعميد كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية البروفسور هشام زين الدين.

كما شارك في الحفل عدد كبير من رؤساء البلديات والمخاتير ورؤساء الجمعيات الثقافية والاجتماعية، إضافة إلى أصدقاء المتحف من مختلف المناطق.
 
بعد النشيدين الوطني اللبناني ونشيد المحترف، بأداء مميّز بصوت "السوبرانو" ماريا مطر افتتحت الإعلامية داليا مزهر الحفل بكلمات من القلب لجميع الحضور وتحدّثت عن أهمية الجمعية، تلتها كلمة للسيدة سمر عطايا مزهر، التي تحدّثت عن أهمية هذا التكريم ومكانة الراحل عزت مزهر، ودور المتحف في الحفاظ على تراثه الفني والثقافي.

المرتضى: متحف وطني

 بدوره أشاد وزير الثقافة السابق محمد وسام المرتضى بأهمية المتحف، معتبراً أنّ لبنان لا يزال بلد الثقافة والمقاومة والتحدّي، رغم الظروف الصعبة، وحيّا السيدة مزهر على جهودها الدؤوبة في الحفاظ على إرث الفنان عزت مزهر.

وقال، "في السنوات الثلاث التي تولّيت فيها حقيبة الثقافة في لبنان، جعلتُ من أولوياتي تمتين العلاقات المباشرة بين الوزارة وجمهرة المثقفين اللبنانيين، بمختلِف مواهبهم ونشاطاتهم الإبداعية. ذلك لإيمانٍ عندي لا يزالُ مقيماً في الجوارح، بأن وزارةً فقيرة الميزانية أصلاً في دولة تعاني انهيارات نقدية ومعيشية، ليس بمقدورها أن تقدّم شيئاً ملموساً للثقافة التي صنعت مجد لبنان، ما خلا الدعم المعنوي تُسديه للمثقفين، باحتضانهم ورعايتهم والمشاركة في مناسباتهم الثقافية، على قدر المستطاع.

وأضاف "كان من جملة ما فعلتُ في هذا المضمار، أن أدرجْتُ متاحفَ خاصة على قائمة المتاحف الوطنية، وفي ذلك ما فيه من سعيٍ إلى إبراز كنوز هذ المتاحف التي تحتوي على إبداعات أصحابِها".

وأضاف "متحف عزت مزهر أحدُ هذه المتاحف الخاصة التي اعتبرت بمنزلة متحف وطني، وهو يستحق بلا ريب أن يُعَدَّ كذلك، نظراً لما تختزنُه زواياه من أعمال إبداعية تشكّل بقية ما تركه لنا عزت مزهر النحات والرسّامُ والأستاذ الجامعيُّ والرائدُ في حركة الفن التشكيلي اللبناني التي ازدهرت عندنا كثيراً خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وما برحت إلى اليوم تحتلّ حيّزاً واسعاً من مساحة الإبداع اللبنانيّ، ومن حضور هذا الوطن الصغير في مسار الثقافة العالمية".

وكان المرتضى قد أدرج متحف النحات اللبناني عزت مزهر على لائحة المتاحف الوطنية، بناء على قرار أصدره بتاريخ 30 كانون الأول/ديسمبر 2024.

بدوي: لدعم الفنانين والمبدعين

 من جهته، ألقى نقيب الممثّلين الاستاذ نعمة بدوي كلمة عبّر فيها عن تقديره لهذا التكريم، داعياً إلى مزيد من الدعم المعنوي والمادي للفنانين، في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة.

كما ألقت الفنانتان تقلا شمعون وجوليا قصّار كلمتين شدّدتا فيهما على أهمية دعم الفنون والثقافة.
 
وكانت كلمة لرئيس لجنة المبدعين هنري زغيب حيّا من خلالها السيدة سمر عطايا مزهر على هذا النوع من العمل المميّز الذي يصب ّفي خدمة الثقافة.

دروع تكريمية

 
وفي الختام، تمّ توزيع الدروع التكريمية للمكرّمين، وتكريم السيد عصام عميص حيث تسلّم الدرع التكريمية ولده زياد عميص الذي تحدّث عن عمل الجالية اللبنانية في الاغتراب وأهمية إيصال صورة لبنان الجميل إلى كلّ العالم من خلال وجود أعداد كبيرة من المغتربين شاكراً السيدة سمر عطايا مزهر على المجهود الثقافي المهم.

تلا ذلك جولة في المتحف حيث أعرب الحضور عن إعجابهم الكبير بأعمال الفنان الراحل عزت مزهر، وبجهود المتحف في إبقاء فنه حيّاً.

وسيكون للميادين نت تقرير مفصّل ينشر لاحقاً حول متحف "عزت مزهر للفنون" الهام والجميل، والذي ينهض شاهداً على إبداع اللبناني في شتى المجالات.