مسنون وكهول في غزة.. صمودٍ لا ينحني رغم الآلام

الخطير أن العشرات من المسنين تعرضوا لعمليات تصفية وإعدامات ميدانية في شوارع وساحات غزة، بعد أن حولّها الاحتلال إلى أهداف مشروعة منذ بدء عدوانه.

  • الاحتلال لم يميّز بين الأطفال والنساء والمسنين
    الاحتلال لم يميّز بين الأطفال والنساء والمسنين

على الرغم من أنّ عمره تجاوز 100 عام ٍ، مسنٌ فلسطينيٌ يواصل صموده كشاهد على النكبة ومختلف الحروب على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة الجماعية والتهجير التي يشنّها العدوان الغاشم على غزة منذ أكثر من 115 يوماً، وزادت حدته وإجرامه في خان يونس.

هذا المسنّ الذي أقعده المرض والأعوام الطوال التي عارك فيها الحياة والظلم الذي طارد شعباَ بأكمله طيلة عقود لم يذق فيها طعمًا للراحة، وإن كان مشهده يدمي القلوب ويبكي العيون، إلا أنّ في باطن المشهد صورة لصمودٍ أسطوريٍ سيبقى يذهل العالم، لشعبٍ تجذر في أرضه ورفض التهجير والتآمر الذي تمّ بشراكة العالم وشهادته.

ليس وحده، فآلاف المسنّين والكهول في الغزة تحولوا لأيقونات صمود وجبالٍ للتصدي وحمل جيلٍ بأكمله على الصبر والتحمّل الذي بلغ مدى لم يعد يتصوره عقل البشر ويضيق عن فهمه إلا في غزة الصامدة المكابرة على جرحها رغم كبره ومصابها رغم شدته، ليقولوا للعالم، مهما كبر سننا وبان شيبنا لن نرحل عن أرضنا ونسعد عدونا بنصر حتى وإن دفننا بالقصف تحت أنقاض أرضنا سنبقى حراس الأرض وحماة الوطن.

و وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إعدام قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عشرات المسنين الفلسطينيين بعمليات إطلاق نار مباشرة دون أي مبرر، في قطاع غزة، في وقت تواجه فيه هذه الفئة من المدنيين الفلسطينيين معاناة مضاعفة بعد أن حولتها "إسرائيل" إلى أهداف مشروعة منذ بدء عدوانها الواسع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وكشف "الأورومتوسطي" أنه وثّق، في حصيلة غير نهائية استشهاد 1049 مسناً من الذكور والإناث، بعد 76 يوماً من العدوان، بما يقارب 1% من إجمالي عدد المسنين في قطاع غزة البالغ عددهم 107 آلاف مسن، وبما يقارب 3.9 % من إجمالي الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي.

وأشار إلى أن الغالبية من هؤلاء استشهدوا سحقاً تحت أنقاض منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجأوا إليها بعدما قصفتها الطائرات الإسرائيلية على رؤوسهم، أو خلال تحركهم الاضطراري لقضاء حاجاتهم الأساسية في الشوارع والأسواق، فيما الخطير أن العشرات منهم تعرضوا لعمليات تصفية وإعدامات ميدانية.

وأبرز المرصد تلقيه شهادات صادمة عن تصفيات جسدية وإعدامات ميدانية تعرض لها عشرات المسنين ممن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، بما في ذلك عمليات إطلاق نار مباشرة من الجنود بعد الطلب منهم مغادرة منازلهم، وفي بعض الحالات جرت إعدامات بعد لحظات من الإفراج عنهم بعد ساعات أو أيام من الاحتجاز والاعتقال التعسفي.

 يتزامن ذلك مع العدوان المتواصل الذي يشنّه جيش الاحتلال  على غزة، وتسبب بارتقاء أكثر من 26 ألفا و637 شهيداً و65 ألفاً و387مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.