من تونس.. وجه آخر لنضال نساء فلسطين

اتجهت كل الأنظار إلى جناح فلسطين في المعرض الدولي للصناعات الغذائية لأفريقيا، المزيّن بمختلف الأطباق التي تفوح منها رائحة الزعتر والزيتون، لتؤكد لكل الحضور عمق الهوية الفلسطينية المتمسكة بتراثها الممتد منذ آلاف السنين

0:00
  • الحفاظ على التراث : وجه آخر لنضال نساء فلسطين

لا شي مستحيل عندما يتعلق الأمر بفلسطين الهوية والتراث، لا شي مستحيل عندما يتعلّق الأمر ببلد أثخنته الجراح وأستشهد في سبيله الآلاف، لكنه رغم كل ذلك لا يزال شامخاً، صامداً، تحدى كل الأسلحة وفشلت كل المخططات في اخضاعه. لأنه متشبث بالمقاومة والنضال، نضال وإن تعددت أوجهه واختلفت أساليبه، لا ينحني أصحابه إلا لعلَمٍ أقسموا  أن يظل مرفرفاً على الدوام، حتى وإن كلّفهم ذلك بذل الأرواح والتضحية بالنفوس. 

هنا في تونس وفي "المعرض الدولي للصناعات الغذائية لأفريقيا" في نسخته الثانية وبمشاركة أطباق غذائية من مختلف الدول ، اتجهت كل الأنظار إلى جناح فلسطين، المزيّن بمختلف الأطباق التي تفوح منها رائحة الزعتر والزيتون، لتؤكد لكل الحضور عمق الهوية الفلسطينية المتمسكة بتراثها الممتد منذ آلاف السنين، فلكل طبق حكاية نضال وقصة صمود، أمام احتلال حاول "سرقة" أهم الأكلات التراثية الفلسطينية ونسْبها إليه، لكنه يحاول عبثاً،  فهذه الأطباق، تبقى جزءاً من التراث الفلسطيني الذي يقاوم هو الآخر - على طريقته - ليبقى شامخاً، وحافظاً للهوية .

"حارسات الهوية" 

هن نساء بحجم وطن، يقاومن ويناضلن من أجل الحفاظ على الهوية الفلسطينية، وأخترن ان يكون لنضالهن في  تونس وجه آخر، فقررن المشاركة في هذا المعرض الدولي أولاً للتأكيد أن فلسطين حاضرة في كل المناسبات الدولية رغم الحصار، وثانياً للتعريف بالموروث الفلسطيني الغذائي،ومن ذلك إعدادهن الأكلات الفلسطينيّة التراثيّة مثل "المقلوبة"، و"المجدرة" و "فطائر الزعتر"، و"كعك القدس" ، وحرصن على أن تكون هذه الأكلات بنكهة فلسطينية أصيلة تعكس مدى تشبث المرأة الفلسطينية بالأرض والهوية حتى وإن كانت خارج الديار.

التراث ليس مجرد تاريخ

"إسرائيل" التي سرقت الأرض وعملت على تهويد عديد الأمكنة، تحاول سرقة التراث الفلسطيني بما يتضمّنه من أكلات شعبية. غير أن مواصلة نضال نساء فلسطين في الداخل أو الخارج  للتعريف بها في كل المحافل وترويجها بشتى السبل وتعزيزها لدى الأجيال الجديدة، دحض كل الادعاءات  الإسرائيلية، لأن التراث ليس مجرد تاريخ بل هو الهوية وسلاح من أسلحة حرب الصراع الوجودي.

لا يختلف إثنان على أن لكل بلد تراث متعدد الجوانب من ذلك الأكلات الشعبية، حيث شهد المعرض الدولي، مشاركة العديد الدول الأفريقية والعربية والغربية بأطباق غذائية تقليدية فسحت المجال أمام رواد المعرض للتعرّف على مختلف العادات الغذائية والأطباق الشهية التي تجاوز إعدادها سد الرمق ليصبح نوعاً من الفن.