وجدان التي بثّت الحياة في شوارع بغداد

تحوّلت 15 جدارية في شوارع المدينة وعلى أبنيتها إلى لوحات تكرم الشخصيات العراقية الرائدة في مجالات الهندسة المعمارية والشعر والفكر والرسم.

  • لوحة المهندسة العراقية العالمية زها الحديد بريشة وجدان
    لوحة المهندسة العراقية العالمية زها الحديد بريشة وجدان

تمرر وجدان الماجد بدقة وهدوء ريشتها على أحد جدران شوارع بغداد.

فقد نجحت الفنانة العراقية في مدينة تخنقها الأبنية الاسمنتية العالية، ببثّ الحياة في شوارعها عبر لوحات لأيقونات عراقية وعالمية بارزة مثل زها حديد وجواد سليم وغيرهما.

ويختار علاء معن، وهو مهندس معماري وأمين بغداد، الشخصيات التي سيتم رسمها وتضع وجدان لمساتها الدقيقة عليها فتمرر بريشتها على جفن الشاعر العراقي مظفر النواب الذي صورته في جداريتها، كما أبدعت على الجدارية في تصوير مشاهد قروية لفلاحين بثياب تقليدية.

وبرعاية أمين بغداد، تحوّلت 15 جدارية في شوارع المدينة وعلى أبنيتها إلى لوحات تكرم تلك الشخصيات الرائدة في عوالم الهندسة المعمارية والشعر والفكر والرسم.

ويشرح أمين بغداد علاء معن أن هذا المشروع الذي انطلق قبل 9 أشهر "جزء من رؤية متكاملة لنهضة بغداد" يطمح إلى أن تشمل تطوير البنية التحتية المتهالكة في المدينة.

في صندوق، وزعت وجدان الألوان، ووضعت الريشات المتنوعة في المياه. تبطىء السيارات والمارة والدراجات النارية والتكتك، لدى مرورهم قربها، يتأملون بذهول وحشرية المشهد غير الاعتيادي الماثل أمامهم.

  • الرسامة العراقية وجدان الماجد
    الرسامة العراقية وجدان الماجد

وتشكّل هذه أول تجربة فن شارع تقوم بها وجدان،التي اعتادت أن تعرض لوحاتها المائية والأكريليكية داخل المعارض التقليدية المغلقة المرتادة دائما من الوجوه نفسها، وتقول الفنانة البالغة من العمر 49 عاماً والتي تدرس في كلية الفنون الجميلة "تكسر الألوان المفرحة الرتابة التي تهمين على المدينة الغارقة بالاسمنت والفوضى، وتنتشر في كل شوارعها الكابلات الكهربائية السوداء المتشابكة".

على جدارية، لوحة تمثل المهندسة العراقية العالمية زها حديد، مع نظرة عميقة على وجهها وخلفها أعمالها، قربها، لوحة لجواد سليم، أحد عرابي الفن العراقي الحديث، وكذلك عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبير ومن حوله الكتب.

وفي حي الصدرية الشعبي، أعادت ماجد رسم لوحة للفنان العراقي حافظ الدروبي تمثل بائعي بطيخ، أضفت بعض الفرح على المكان.