"تاج نابليون"!.. هكذا سرق متحف "اللوفر" في وضح النهار

تندرج هذه الحادثة ضمن سلسلة من السرقات التي طالت متاحف فرنسية مؤخراً، ولكن متحف "اللوفر" تعرّض للسرقة مرات عدّة منذ تأسيسه.. فماذا نعرف عن هذا المتحف العالمي الشهير؟

0:00
  • بالسلالم.. سرقة متحف
    تاج من موجودات متحف "اللوفر" الشهير ( AYA.ONE)

نشرت قناة BFMTV الفرنسية مقطع فيديو يوثق لحظة السرقة التي وقعت في وضح النهار في متحف اللوفر الشهير في باريس الأحد، فيما تواصل الشرطة البحث عن الجناة.

وانتشر تسجيل مصوّر على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف استخدم اللصوص المصعد للوصول إلى نافذة المتحف الواقعة على ضفة نهر السين.

يُذكر أن اللصوص حطموا النوافذ وسرقوا مجوهرات ثمينة، قبل أن يتمكنوا من الفرار، ما دفع إدارة المتحف إلى إغلاق الأبواب أمام الزوار.

وشهد المتحف اللوفر عملية سرقة لثماني مجوهرات لا تُقدر بثمن، ما أثار موجة واسعة من الاستنكار. لكن ما قد يجهله كثيرون هو أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها اللوفر للسرقة، إذ إن أشهر لوحاته، "الموناليزا"، لم تكتسب شهرتها العالمية إلا بعد أن سُرقت من قاعاته قبل أكثر من قرن.



 ووفقاً للتحقيقات الأولية، فقد تمكّن اللصوص، وهم ملثمون بالكامل، من الوصول إلى المتحف الواقع على ضفة نهر السين، حيث كانت تجري أعمال بناء، واستخدموا مصعدا لنقل البضائع للوصول مباشرة إلى الغرفة المستهدفة في معرض أبولو، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام فرنسية.

وتبحث الشرطة الفرنسية عن 4 لصوص قاموا بالسرقة، ويتابع القضية نحو 60 محققاً من فرقة مكافحة الجريمة (BRB) التابعة للشرطة القضائية في باريس، والمكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية.

وفي وقت سابق قال وزير الداخلية لوران نونيز إن عملية السرقة استمرت " 7 دقائق"، وأن منفذيها لصوص "متمرسون" قد يكونون "أجانب" و"ربما" عرف عنهم ارتكابهم وقائع مشابهة.

من جهتها، أشارت وزارة الثقافة الى أن سرعة تدخل موظفي المتحف دفعت اللصوص "الى الفرار تاركين معداتهم خلفهم".

وقالت المدعية العامة للجمهورية الفرنسية في باريس لور بيكو إن الرجال الأربعة كانوا "ملثمين" وفروا على درجات نارية والبحث جارٍ عنهم.

هذا، ويُبقي متحف اللوفر في باريس أبوابه مقفلة أمام الزوار اليوم الاثنين، على ما أفاد أحد مسؤوليه وكالة فرانس برس، وقال المسؤول إن "المتحف لن يفتح أبوابه اليوم"، بعدما أُغلِق الأحد عقب عملية السرقة التي وقعت صباحاً.

السرقة ليست الأولى..!

و"اللوفر" هو المتحف الأكثر استقطاباً للزوار في العالم مع استقباله ما يقرب من 9 ملايين زائر عام 2024، نحو 80% منهم أجانب.

  • لوحة
    لوحة "الموناليزا" 

وتندرج هذه الحادثة ضمن سلسلة من حوادث السرقات التي طالت متاحف فرنسية مؤخراً، منها سرقة موجودات نادرة من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، وخزف ثمين من متحف في "ليموج"،ما يطرح السؤال حول ثغرات محتملة في أنظمة الحماية.

-ففي عام 1911، أقدم الإيطالي فينتشنزو بيروجيا، الذي كان حرفياً في تركيب النوافذ الزجاجية في متحف اللوفر، على سرقة لوحة "الموناليزا"، مدعياً أن نابوليون استولى عليها من إيطاليا وأن من حق بلاده استعادتها.

وأخفى "بيروجيا" لوحة "ليوناردو دافنشي" تحت سريره لمدة عامين، قبل أن يحاول بيعها في إيطاليا، حيث تعرّف أحد تجّار التحف في فلورنسا على اللوحة وأبلغ السلطات، ما أدى إلى استعادتها.

  • بانوراما لمتحف اللوفر
    بانوراما لمتحف اللوفر

-وفي عام 1939، سُرقت لوحة أخرى هي "اللامبالي" للفنان أنطوان واتو. فقد أخذها أحد الزوار في وضح النهار تحت أنظار الحرّاس. تسبب ذلك في حالة من الذعر والتفتيش الواسع داخل المتحف، وبعد شهرين سلّم سيرج بوغوسلافسكي نفسه إلى قصر العدل معترفا بسرقته.

-وسنة 1976، سُرق سيف الملك شارل العاشر وغمده من قاعة أبولون – وهي القاعة نفسها التي كانت هدف عملية السرقة الأخيرة. وأُصيب خلال الحادث حارسان، فيما فر اللصوص بغنيمتهم، ولم يُعثر على السيف مطلقاً.

  • "تاج نابليون" ومجموعته

-وفي عام 1983، اختفت خلال الليل قطعتان من درع من عصر النهضة مرصعتان بالذهب والفضة، ولم يُعثر عليهما إلا في عام 2021 بفضل جهود المكتب المركزي لمكافحة تهريب الممتلكات الثقافية.

-عام 1998، اختفت لوحة "طريق سيفر" للفنان كامي كورو في وضح النهار وأمام أنظار الزوار. ولم تُسترجع اللوحة حتى اليوم، وتُقدر قيمتها بمئات آلاف اليوروهات.

-وفي منتصف أيلول/ سبتمبر، سُرقت عينات من الذهب من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس الذي وصف ما حصل بأنه "خسارة لا تقدر بثمن" للبحث والتراث.
-وفي الشهر نفسه أيضاً، تعرّض متحف في ليموج  بوسط فرنسا، وهو أحد المتاحف الرائدة في مجال الخزف، للسرقة، وقدرت الخسارة بنحو 6,5 ملايين يورو.

ماذا نعرف عن متحف "اللوفر"؟

يعد متحف اللوفر أكبر صالة عرض للفن عالمياً وبه العديد من مختلف الحضارات الإنسانية، وفي المتحف المذكور توجد اللوحة الشهيرة الموناليزا للرسام ليوناردو دا فينشي.

وكان المتحف بالأصل قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190، تحاشياً للمفاجآت المقلقة هجوماً على المدينة أثناء فترات غيابه الطويلة في الحملات الصليبية، وأخذت القلعة اسم المكان الذي شُيدت عليه، لتتحوّل لاحقاً إلى قصر ملكي عُرف باسم قصر اللوفر قطنه ملوك فرنسا.

وكان آخر من اتخذه مقراً رسمياً لويس الرابع عشر الذي غادره إلى قصر فرساي العام 1672 ليكون مقر الحكم الجديد تاركا اللوفر ليكون مقراً يحوي مجموعة من التحف الملكية والمنحوتات على وجه الخصوص.

في عام 1692 شغل المبنى أكاديميتان للتمثيل والنحت والرسم والتي افتتحت أولى صالوناتها العام 1699.

 وخلال الثورة الفرنسية  أعلنت الجمعية الوطنية أن "اللوفر" ينبغي أن يكون متحفاً قومياً لتعرض فيه روائع الأمة. ليفتتح المتحف في 10 آب/ أغسطس 1793.

ويعدّ اللوفر أكبر متحف وطني في فرنسا وأكثر متحف يرتاده الزوار في العالم. خضع في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران  إلى عمليات إصلاح وتوسعة كبيرة.

 

 

اخترنا لك