"مهدد بالخطر".. دير القديس هيلاريون في غزة على قائمة التراث العالمي

إدراج دير القديس هيلاريون في غزة على قائمة التراث العالمي المهدّد بالخطر، بعد قصف الاحتلال للأماكن التراثية والأثرية والدينية في القطاع.

0:00
  • جانب من دير القديس هيلاريون في غزة

تعود آثار دير القديس هيلاريون إلى واحد من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، وتُعدّ "بمنزلة شهادة استثنائية ومنقطعة النظير على نشأة المسيحية في المنطقة"، كما تقول لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لحماية الممتلكات الثقافية.

وأدرج دير القديس هيلاريون في قطاع غزة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي المهدّد بالخطر، كما أعلنت منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليوم الجمعة.

وكتبت اليونسكو على موقعها الإلكتروني أنّ "آثار دير القديس هيلاريون/تل أم عامر الواقعة على تلال ساحل النصيرات، هي من أقدم مواقع الأديرة في الشرق الأوسط، تعود إلى القرن الرابع".

من جهته،  أوضح مدير التراث العالمي إيلوندو لازاري لوكالة فرانس برس أن "الطلب صدر عن فلسطين" التي تعدّ اللجوء إلى اليونسكو "الملاذ الوحيد لحماية الموقع من الدمار في الظروف الحالية" في ظلّ الحرب المدمّرة على قطاع غزة.

وكانت اللجنة قرّرت  في اجتماعها الذي عقدته في 14 كانون الأول/ديسمبر 2024، أن تمنح مجمع دير القديس هيلاريون "الحماية المعزَّزَة المؤقتة" – التي تكفل أعلى درجات الحماية المنصوص عليها في اتفاقية لاهاي لعام 1954  وبروتوكولها الثاني.

والاتفاقية المذكورة، هي معاهدة رئيسية لحماية التراث الثقافي هو 1954 اتفاقية لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلّح. وبشكل عام، إنها تتعامل مع حماية التراث الثقافي في النزاع المسلّح والاحتلال من التلف والدمار ومن جميع أشكال الاختلاس.

وبعد قصف الاحتلال للأماكن الدينية والتراثية، قالت المنظّمة على صفحتها، "على الرغم من ضرورة إسناد الأولوية عن حقّ إلى الوضع الإنساني، يجب أيضاً الأخذ في الاعتبار التراث الثقافي وحمايته بجميع أشكاله. وتدعو اليونسكو، وفقاً لولايتها، سائر الأطراف المعنية إلى إبداء الاحترام الصارم للقانون الدولي. كما ينبغي عدم استهداف الممتلكات الثقافية أو استخدامها لأغراض عسكرية، باعتبارها من البنى الأساسية المدنية".

الدير قيمة استئنائية

يمثّل دير "القديس هيلاريون" الموجود في فلسطين، وتحديداً في وسط قطاع غزة، قيمة استثنائية لما يحمله من جوانب تاريخية وثقافية ومعمارية ودينية، حيث يعدّ هذا الدير شاهداً على هوية فلسطين التاريخية.

ويتشكّل دير "القديس هيلاريون" من تحفة معمارية، حيث توجد في جهته الشرقية الغربية، الكنيسة، التي يقع مدخلها الرئيسي غرباً، ويمكن الوصول إليها من خلال طريق مرصوف بحجارة من الرخام.

ويعرف أسفل أرضية الكنيسة بـ"الديباس الكنسي"، وهو المنطقة المظلمة التي تقع أسفل منطقة قدس الأقداس في الكنيسة، وهي التي نقل إليها تابوت جثته.

وتشير التنقيبات الأثرية إلى أن الدير يحتوي على (180) غرفة معمارية، كما توجد فيه مجموعات معمارية أخرى، ومنها "الحمام" والذي توجد فيه قاعة ومطبخ لإعداد الطعام، وأماكن لتخزين النبيذ وعصر الزيتون، إلى جانب شبكة واسعة من قنوات المياه المصنوعة من الفخار والرصاص داخل الدير، وأخرى من قنوات الصرف الصحي الموجودة على مستويات راقية تؤدي إلى خارج الدير، إضافة إلى وجود بقايا قطع رخامية تدلّ عليها.

اقرأ أيضاً: كنيسة برفيريوس... قبل وبعد قصف قوات الاحتلال

ويعود دير "القديس هيلاريون" إلى الفترة البيزنطية، كما عرف شعبياً باسم "تل أم عامر".

قصف الاحتلال للمعالم الدينية والتراثية

ولم تسلم المعالم الدينية والتراثية والأثرية من قصف الاحتلال، فقد خلّف القصف الإسرائيلي الذي استهدف كنيسة الروم الأرثوذوكس (كنيسة القديس برفيريوس)  في غزة، التي تؤوي نازحين،  دماراً كبيراً في أقسامها.

وتُعدّ الكنيسة ثالث أكبر الكنائس في العالم وهي تقع على مساحة ما يقارب (216 متراً مربّعاً) في أحد أقدم الأحياء الشعبية بغزة وهو حي الزيتون حيث إنها بنيت معانقةً جامع كاتب ولايات في هذا الحي العريق، ولها بابان رئيسيان الباب الغربي المؤدي إلى المدخل الرئيسي للكنيسة والباب الشمالي.

وقد استغرق بناء هذه الكنيسة ما يقارب الـ 5 سنوات من عام 402 م وحتى عام 407 م حيث دشّنت هذه الكنيسة باسم كنيسة أفظوكسيياني نسبة إلى الإمبراطورة أفظوكسييا.

وأقر إعلام إسرائيلي  بتدمير جبش الاحتلال 192 مسجداً في قطاع غزة بذريعة "وجود أنفاق تحتها"، وشنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات على المسجد العمري التاريخي في البلدة القديمة بمدينة غزة، ما أدّى إلى تدمير أجزاءٍ واسعة منه.

اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي يقر: "الجيش" دمّر 192 مسجداً في قطاع غزة 

ويعدّ "العمري"، الذي أُسس قبل أكثر من 1400 عام، من أكبر وأعرق مساجد غزة، وثالث أكبر مسجد في فلسطين المحتلة بعد المسجدين الأقصى وأحمد باشا الجزار في عكا، ويوازيه بالمساحة جامع المحمودية في يافا.