"أصبح عندي الآن بندقية"... متى نزور متحف هذا المبدع؟

متحف ومكتبة الموسيقى العربية مكان رائع تشنِّفُ أذنيك فيه بالطرب الأصيل.. فتعود أدراجك إلى صدق الكلمة وعذوبة اللحن.. وتسمح لدمعتك بالانسلال مع كل معنى ولحن فتطلب المزيد.. تعبّ وتغبّ.. وتغيب وتهيمن في آن..!

  • متى يتحقق حلم وليد خويص؟
    خويص جمع آلاف الأسطوانات االأصلية ومئات القطع القديمة والصالحة للعمل

ما حققه رجلٌ واحد من انجازات مبهرة أفضت إلى تكوين أهم متحف للموسيقى العربية داخل منزل متواضع، يضاهي جهود وزارات وجهات رسمية وخاصة بكلّ ما في الكلمة من معانٍ وعِبر .

لذلك، كان لا بد من قرار استمرار  هذا الصرح اللبناني العالمي الفريد، فبعد وفاة الدكتور وليد خويص، آلت العائلة الحاضنة لهذا الانجاز على نفسها،حفظ هذا الإرث الثقافي الحضاري.

"يا دار أزهري من جديد"!

وهكذا كان وتحت شعار "يا دار أزهري من جديد...مباركة بروح الوليد" .. وبجو من الألفة والمحبة والرقي تم استعادة نشاط متحف ومكتبة الموسيقى العربية بعد إقفالٍ دام لأكثر من عام .

وبدعوة من  زوجته نورا خويص وجمعية التواصل والحوار الإنساني ومجلة kam news magazine، وبجهود  من الشاعر خليل حمادة كان اللقاء بداية الانطلاقة لهذا الصرح الثقافي الفني الذي سوف يخلد اسم الراحل اجتمع أصدقاء وأدباء وشعراء وموسيقيين في المنزل - المتحف وأناروا المكتبة كنجومٍ تضيء العتمة.

من "بولشوي" إلى "فريد"... روح ترفرف في المكان

مشهد سريالي تراءى للجميع .... فروح المبدع وليد خويص رفرفرت فرحة في متحف ومكتبة الموسيقى العربية الأولى من نوعها في الشرق الأوسط مع نخبة الشعراء ومن أهل الفكر والثقافة والعلم والمعرفة تحدثوا عن مآثر الكبير وانجازه وكنزه الموسيقي الفني الذي سوف تنهل منهالاجيال ..

فمنذ نعومة أظافره شغف الراحل الدكتور وليد خويص بالموسيقار العربي الراحل فريد الأطرش، هذا العشق تبلور عام 1986 إلى بداية مسيرة، بعدما سافر لحضور دورة الألعاب الأولمبية في موسكو.

  • خلال اللقاء الذي جمع أدباء وشعراء في المتحف
    خلال اللقاء الذي جمع أدباء وشعراء في المتحف
  • خلال اللقاء الذي جمع أدباء وشعراء في المتحف
    خلال اللقاء الذي جمع أدباء وشعراء في المتحف
  • خلال اللقاء الذي جمع أدباء وشعراء في المتحف
    خلال اللقاء الذي جمع أدباء وشعراء في المتحف

هناك وعلى خشبة المسرح القومي الروسي الشهير "البولشوي"، فوجىء يوماً بسماع معزوفات أغاني الموسيقار فريد الاطرش، إلى جانب موسيقى “باخ” و “بيتهوفن” وغيرهما من عظماء الموسيقيين العالميين، فعزم على إحياء التراث الفني العربي الأصيل.

بدأ الراحل الكبير العمل لتحقيق حلمه وهو مكتبة لأعمال العظيم فريد الأطرش وغيره من المطربين الكبار، فراح يجمع الأيقونات الموسيقية، ساهراً مواظباً، منقّباً عن الفن الأصيل، جامعاً، مؤرشفاً، مسافراً إلى أي مكان… سعياً وراء أيقونات وتحف موسيقية من اسطوانات وآلات حاسبة وفونوغرافات وكاميرات ومراجع…

منزل - متحف

وهذا الجهد المنقطع النظير للمرحوم خويص وانغماسه في المراجع والكتب بعد سنين من البحث المتواصل، أهّله  للدكتوراه بامتياز.

تحوّل منزل الراحل إلى متحفٍ، بكلّ ما في الكلمة من معانٍ، ويجمع كثيرون ممن زاروا منزله،أن في المكان من أضخم و أكبر المتاحف للموسيقى في الشرق الأوسط يضم كل ما "تشتهيه" الأذن من المعزوفات والأغاني النادرة وعرف باسم “متحف ومكتبة الموسيقى العربية” في مدينة الشويفات الجامعة لقوس قزح اللبنانيين جميعهم.

  • قطع قديمة نادرة
    قطع قديمة نادرة
  • قطع قديمة نادرة
    قطع قديمة نادرة
  • قطع قديمة نادرة
    قطع قديمة نادرة
  • قطع قديمة نادرة
    قطع قديمة نادرة
  • قطع قديمة نادرة
    قطع قديمة نادرة

وبات المكان محط انظار الاعلام اللبناني والعربي وحتى الأجنبي، متحفاً مفتوحاً يستقبل بالمجّان عشاق الطرب الاصيل، لا بل مزاراً لكبار الفنانين والسياسيين والدبلوماسيين والضيوف من مختلف دول العالم.

مكان رائع تشنِّفُ أذنيك فيه بالطرب الأصيل.. فتعود الهوينى إلى صدق الكلمة وعذوبة اللحن.. وتسمح لدمعتك بالانسلال مع كل معنى ولحن فتطلب المزيد.. تعبّ وتغبّ.. “تسلطن” وتهيمن في آن..!

  • الراحل خويص في مكتبته
    الراحل خويص في مكتبته

خويص جمع آلاف الاسطوانات الطربية العربية الأصيلة والأصلية… إلى مئات القطع القديمة والصالحة للعمل من كاميرات وأجهزة صوت ومذاييع و.. و.. من دول العالم.

"أصبح عندي الآن بندقية"!

في تلك الزاوية، كان وليد يسرد مع صوت أم كلثوم صادحاً بكل عنفوان: “أصبح عندي الآن بُندُقيّة.. الى فلسطين خذوني معكم”.. نذهب معه بلا أدنى تردد ، نبحث عن “فلسطين والقباب الخضر ووجه المجدلية ” !

نبحث معه عن بيتها وطفولتها وكتبها.. نجدد العهد مع البندقية والرجال الذين كانت تخاطبهم، فندرك أن آلة الزمن أعادتنا إلى زمننا هذا.. تنسلّ دمعة رغماً عنا،مع هزة رأسٍ حنونة رؤومة!

  •  الراحل خويص في مكتبته
    الراحل خويص في مكتبته
  • الراحل خويص في مكتبته
    الراحل خويص في مكتبته

السفير التونسي: كنز حقيقي في المكان

في منزل الرجل الذي لم تفارق البسمة وجهه، كنز أغنى من الذهب والياقوت لأنه عصارة فكر الأجيال في منزل، يوماً قال سفير دولة تونس لدى زيارته منزل خويص "إن  كنزاً حقيقياً في هذاالمكان". 

الحِمل كبير! فما تركه الراحل ليس إرثاً سهلاً، وهو الذي رفض "شيكاتٍ على بياض" مقابل أسطوانة أو قطعة نادرة.. والدعوة معقودة الآن من جميع الجهات لتحقيق حلمه بتأسيس متحف نوعيّ خاص.

وهنا، تجد العائلة كوّة وبصيص نور في جهود وزير الثقافة المتميّز الدكتور القاضي محمد وسام المرتضى النشط والحاضن والرافد لكلّ عمل ثقافي، لتحقيق حلم خويص بعد رحيله، وذلك عبر تخصيص مكان يليق بالمتحف وما يجمعه ليمسي متاحاً لكل لبنان وعربي وأجنبي. 

  • وزير الثقافة اللبناني مع عائلة الراحل خويص
    وزير الثقافة اللبناني مع عائلة الراحل خويص

وكان المرتضى قد غرد عبر التوتير: "شرفتني  عائلة المرحوم وليد خويص بزيارةٍ عزيزة. ‏المرحوم أمضى عمره جامعاً لقطع وآلات واسطوانات وتسجيلات موسيقية قيّمة جداً وبالغة الندرة فكوّن مكتبةً ومتحفاً باسم "متحف ومكتبة الموسيقى العربية" في الشويفات لا نظير لها أقلّه محلياً. ‏انصح بزيارتها! ‏وقريباً ندوة عنه في قصر الاونيسكو".