أنفك قد يفضح حالتك النفسية!
علماء بريطانيون يوثقون في دراسة إشارة يرسلها أنفك عند تعرضك للتوتر، وذلك عبر الصور الحرارية.. ما هي هذه الإشارة وكيف تكشفنا؟
-
يتدفق الدم إلى وجوهنا عندما نمر بمشاعر مرتبطة بالتوتر
كشفت دراسة علمية أنّ أنوفنا تصبح أكثر برودة عندما نتعرض للتوتر، وأنّ هذا التغير ملحوظ لدرجة يمكن رصده عبر الصور الحرارية.
فقد أظهر بحث جديد من علماء جامعة "ساسكس" البريطانية، كيف يتغير تدفق الدم إلى وجوهنا عندما نمر بمشاعر مرتبطة بالتوتر.
وعبر باستخدام التصوير الحراري، تمكن الفريق من رصد "انخفاض حرارة الأنف" الذي يحدث باستمرار خلال المواقف العصيبة.
Your nose gets colder when you're stressed. These thermal images show the changehttps://t.co/aaBf3BEj64
— BBC Science News (@BBCScienceNews) October 13, 2025
وشملت الدراسة اختباراً تجريبياً للتوتر، حيث طلب من المشاركين الاستماع إلى ضوضاء بيضاء عبر سماعات الأذن، ثم أعطوا ثلاث دقائق لتحضير خطاب مدته خمس دقائق عن "وظيفة أحلامهم"، وكل هذا بينما كانت لجنة من الباحثين تحدق فيهم بصمت.
وفي الوقت نفسه، تمّ استخدام التصوير الحراري لتتبع التغيرات في تدفق الدم في الوجه مع ارتفاع مستوى التوتر لدى المشاركين. وفي كل متطوع من الـ 29 مشاركاً، لاحظ الباحثون انخفاضاً في درجة حرارة الأنف تراوح بين 0.3 و0.6 درجة مئوية.
ووفقاً للباحثين، فإنّ تغيرات تدفق الدم تحدث عندما يتم تنشيط نظام الاستثارة لدينا، حيث تطورت أدمغة وأجساد البشر لتستجيب للضغوط الخارجية من خلال زيادة اليقظة.
ولأنّ البصر هو الوسيلة الحسّية الأساسية لدى جميع الرئيسيات، فإننا متكيفون لزيادة انتباهنا للبيئة البصرية، ما يؤدي إلى سحب تدفق الدم من أجزاء أخرى من الوجه.
وهذا التحول يسبب انقباض الأوعية الدموية حول الأنف، ما يؤدي بدوره إلى انخفاض ملحوظ في درجة حرارة طرف الأنف مقارنة بالحالة الطبيعية.
وفي هذا السياق، قال العلماء إنّ انخفاض حرارة الأنف يمكن استخدامه كـ"مقياس بيولوجي مباشر وغير باضع (غير جراحي) للتوتر في الوقت الفعلي".
Have you experienced this @grok with your nose?
— Rough Journey (@Challenging2025) October 14, 2025
Your nose gets colder when you’re stressed, new thermal images show https://t.co/perfGL6LFJ
ومن المقرر أن تثبت الباحثة الرئيسية البروفيسورة جيليان فوريستر هذا الانخفاض أمام جمهور في حدث "نيو ساينتست لايف" في لندن في 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وأخبر فريقها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه نظراً لأنها استجابة تطورية موجودة في جميع الرئيسيات، فيمكن استخدامها لقياس مستويات التوتر لدى القردة العليا وكذلك البشر.
ومن جهتها، أوضحت ماريان بايسلي، الباحثة في جامعة "ساسكس" أنّ "القردة لا تستطيع التعبير عن مشاعرها، ويمكن أن تكون ماهرة في إخفاء مشاعرها"، مضيقةً: "لقد درسنا الرئيسيات على مدى المائة عام الماضية أو ما يقارب ذلك لمساعدتنا على فهم أنفسنا. والآن بعد أن أصبحنا نعرف الكثير عن الصحة النفسية البشرية، ربما يمكننا استخدام هذه المعرفة لرد الجميل لها".