"البيروني" الإيراني... أول من قال إن الأرض تدور حول محورها

كان البيروني يجلس كل ليلة في مرصده، يتابع حركات الشمس والقمر والنجوم ويرسم على أوراقه خريطة لقبة السماء الزرقاء، يضع عليها مواقع المجرات والنجوم وأخذ كل يوم يكتشف الجديد في علم الفلك.

  • نصُب للعالم "البيروني" 

خلدّت إيران ذكرى "أبو ريحان البيروني" العالم في مجال الرياضيات والفيزياء والفلك والفلسفة والجغرافيا والجيولوجيا والصيدلة والتاريخ في القرنين الرابع والخامس الهجري وهو أول من قال إن الأرض تدور حول محورها.

وقد تمكّن العالم والنابغة الإيراني "أبو ريحان البيروني" من ابتكار طريقة جديدة لتحديد مقدار نصف قطر قبل 1000 عام  وهو كان من أكبر المؤيدين للأشخاص الذين جاؤوا بمقولة حركة الأرض وقد رصد الكسوف عدة مرات.

ولد أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني في  3 أيلول/ سبتمبر 973 للميلاد، في إحدى ضواحي خوارزم حينها، وهي مدينة (كاث) التي حلّت مكانها حالياً بلدة صغيرة تابعة لجمهورية أوزبكستان، وكانت مدينة خوارزم مركزاً عظيماً من مراكز الثقافة الإسلامية، وقد ازدادت شهرتها بعد انهيار الخلافة الإسلامية في بغداد.

ونشأ البيروني في هذا الجو الذي يحث على طلب العلم ويدفع إلى التعلّم، فحفظ القرآن الكريم ودرس الفقه والحديث النبوي الشريف.

متابعة الكواكب والفضاء الخارجي

وفي "بيرون" خالط أبو الريحان التجار الهنود واليونانيين وغيرهم، فنهل من طباعهم، وتعلّم لغتهم، فاتسع إدراكه وازدادت خبرته وتعمّقت تجارته، التقى أبو الريحان بمعلّم أعشاب استطاع أن يتعلم منه شيئاً عن تحضير النباتات الطبية، وأن يعرف أسماء النباتات، الأمر الذي دفعه إلى الاهتمام بالعلوم الطبيعية.

كان البيروني يجلس كل ليلة في مرصده، يتابع حركات الشمس والقمر والنجوم ويرسم على أوراقه خريطة لقبة السماء الزرقاء، يضع عليها مواقع المجرات والنجوم وأخذ كل يوم يكتشف الجديد في علم الفلك.

وأخذ يكتب في أوراقه كل ملاحظاته عن المد والجزر في البحار، وعن حركات النجوم والأفلاك وغيرها مما يتعلق بعلم الطبيعة، وكان الملوك والأمراء يتنافسون في إكرام العلماء.

وقد كتب في الحساب وشرح الأرقام الهندسية شرحا وافيا، وهي الأرقام التي اتخذت أساساً للأرقام العربية كما يعد الواضع الحقيقي للقواعد الأساسية لعلم الميكانيكيا، وكانت له نظريات في استخراج الأوتار من الدائرة، واستطاع أن يبتكر معادلة لمعرفة محيط الأرض.

اهتم البيروني في العديد من العلوم التطبيقية، إلى جانب اهتمامه الكبير في الصيدلة والطب وعلم الأدوية، كما أن اهتمامه في الفلك والتاريخ ظهر جليا في العديد من كتاباته ومؤلفاته، هذا وقد ساهم البيروني بشكلٍ كبير في إيجاد وتحديد الكتلة النسبية لمجموعة كبيرة من المعادن.

  • تمثال للعالم
    تمثال للعالم "البيروني"

كتاب التفهيم في صناعة التنجيم، وهو كتاب تعليمي على شكل أسئلة وأجوبة، يستعرض فيه المبادئ التي يجب أن يكون الباحث قائما بها في الفلك والهندسة والتنجيم، وله من هذا الكتاب نسختان واحدة عربية والأخرى فارسية.

الكتب التي ألّفها البيروني

- القانون المسعودي، وهو كتاب جليل مطبوع يشتمل على 11 مقالة تتضمن ما يفوق 140 باباً، منها وصف إجمالي للسماء والدوائر السماوية المستعملة في علم الفلك، وأنواع الأيام والشهور والسنين المستعملة في التقاويم وكبس السنين الشمسية والقمرية وجداول تحويل الإحداثات.

- كتاب الصيدنة والمادة الطبية، مطبوع.

- الجماهر في معرفة الجواهر، مطبوع.

- الآثار الباقية عن القرون الخالية، مطبوع.

- تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن.

- الاستيعاب في صنعة الأسطرلاب.