توهّج غامض في قلب درب التبانة.. هل يكون مفتاحاً لألغاز الكون؟
يأمل الباحثون أن تُقدّم تجربة أخرى مزيداً من اليقين، وأن تُقدّم أول دليل على وجود المادة المظلمة. إذا كانت أشعة "غاما" ذات طاقة أعلى، فمن المرجّح أنها تلك النجوم، بينما يُحتمل أن تكون الأشعة ذات الطاقة المنخفضة ناتجة عن تصادمات بين المادة المظلمة.
-
من الممكن أن تكون النجوم النيوترونية هي المصدر الحقيقي لهذا الإشعاع ( الصورة: اندبندنت)
شاهد علماء الفلك توهّجاً غامضاً لأشعة "غاما" ينبعث من قلب مجرة درب التبانة، وقد يكون هذا التوهج مفتاحا لكشف أحد أعظم ألغاز الكون.
وفي مقال للباحث أندريه غريفين في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية فقد ظل هذا التوهّج المنتشر ﻷشعة غاما لغزاً محيرا لعقود من الزمن، لكن العلماء يقدمون الآن تفسيرين محتملين: إما أن يكون ناتجا عن اصطدام جسيمات المادة المظلمة، أو عن دوران النجوم النيوترونية السريع.
وإذا ثبت أن المصدر هو المادة المظلمة، فسيكون هذا أول اكتشاف ملموس لهذه المادة الغامضة التي تملأ الكون، على الرغم من أننا لا نستطيع رؤيتها بشكل مباشر. فالمادة المظلمة تمثل ركيزة أساسية في فهمنا للكون، فهي المسؤولة عن تماسك المجرات وتشكيل البنية الكونية.
وفي هذا الصدد، يوضح البروفيسور جوزيف سيلك، أحد الباحثين البارزين في هذا المجال: "إن المادة المظلمة تهيمن على الكون وتتحكم في مصير المجرات، لذا فإن البحث عن أدلة لها يشكل أولوية قصوى لفهم طبيعة الكون".
🚨Sabine Hossenfelder: Just said what a lot of scientists won’t about 3I/ATLAS
— Skywatch Signal (@UAPWatchers) October 15, 2025
“The more data we have, the more unusual it’s become.”
“It’s shedding nickel and iron at an exceptional rate.”
“Its tail points toward the Sun, possibly seen for the first time.”
“It changes the… pic.twitter.com/LogmOU7duj
وفي دراسة حديثة، تمكّن العلماء من رسم خريطة مفصلة لتوزّع المادة المظلمة المتوقع في مجرتنا. وتشير هذه الخرائط إلى أن المناطق المركزية من المجرة شهدت في الماضي البعيد تجمعاً هائلاً للمادة المظلمة، ما زاد من فرص تصادم جسيماتها وإنتاج أشعة غاما التي نرصدها اليوم.
لكن التفسير البديل ما يزال قائماً. فمن الممكن أن تكون النجوم النيوترونية - وهي نجوم بالغة الكثافة تدور بسرعات هائلة - هي المصدر الحقيقي لهذا الإشعاع. غير أن هذا التفسير يتطلب وجود عدد من هذه النجوم أكبر مما نرصده حالياً.
This unexplained glow could unlock the universe’s biggest secret https://t.co/UH9EF3810c
— Metro (@MetroUK) October 17, 2025
ولحسم هذا الجدال العلمي، يخطط الباحثون لدراسة طاقة أشعة "غاما" المنبعثة. فإذا كانت طاقتها عالية، فالمصدر المرجح هو النجوم النيوترونية. أما إذا كانت منخفضة الطاقة، فذلك سيشير بقوة إلى المادة المظلمة.
ويضيف البروفيسور سيلك: "نأمل أن تكشف الدراسات المستقبلية الحقيقة. قد نتمكن من تأكيد إحدى النظريتين، أو قد نواجه لغزا جديدا أعمق، وهذا ما يجعل العلم شيقاً".
M45, the Pleiades, shines with a ghostly blue haze.
— World and Science (@WorldAndScience) September 14, 2025
That glow isn’t gas — it’s starlight scattered by dust in space!
Credit: T.A. Rector (University of Alaska Anchorage), Richard Cool (University of Arizona) and WIYN+ pic.twitter.com/kj1qyj7jQ4
و يأمل الباحثون أن تُقدّم تجربة أخرى مزيداً من اليقين، وأن تُقدّم أول دليل على وجود المادة المظلمة. إذا كانت أشعة "غاما" ذات طاقة أعلى، فمن المرجح أنها تلك النجوم، بينما يُحتمل أن تكون الأشعة ذات الطاقة المنخفضة ناتجة عن تصادمات بين المادة المظلمة.
و حتى ذلك الحين، يأمل الباحثون في إجراء عمليات محاكاة مماثلة لمجرات أخرى حول درب التبانة، ثم مقارنة ذلك بالبيانات.
