دراسة: "كويكب كربوني" أبعد من المشتري تسبب بانقراض الديناصورات

دراسة جديدة نُشرت في مجلة "ساينس" تؤكّد أنّ الكويكب الذي أدّى إلى الانقراض الجماعي الأخير للديناصورات قبل 66 مليون سنة، تشكّل في نقطة أبعد من كوكب المشتري، وهو كويكب كربوني وليس مذنّباً.

0:00
  • دراسة:
    دراسة: "كويكب كربوني" أبعد من المشتري تسبّب بانقراض الديناصورات

أثار الجدل الدائر حول طبيعة الكويكب الذي تسبّب في انقراض الديناصورات حيرة العلماء طوال عقود، إلّا أنّ دراسة جديدة وفّرت أخيراً معطيات مهمة في هذا الشأن.

واستُخدِمَت في هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس"  المرموقة تقنية مبتكرة لإثبات أنّ الكويكب الذي أدّى إلى الانقراض الجماعي الأخير قبل 66 مليون سنة، تشكّل في نقطة أبعد من كوكب المشتري.

كذلك يدحض الباحثون في الدراسة الفكرة القائلة بأنّ مذنّباً كان في الواقع وراء هذا الانقراض.

ويُفترض أن تساهم هذه المعطيات الجديدة في شأن الكويكب الذي تحطّم في تشيكسولوب، في ما يعرف راهناً بشبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، في توفير فهم أفضل لتاريخ الأجرام السماوية التي ضربت الأرض.

وأوضح ماريو فيشر-غوده، المعدّ الرئيسي للدراسة، وعالم الجيوكيمياء في جامعة كولونيا لوكالة (فرانس برس) أنّ الباحثين باتوا يستطيعون القول "إنّ هذا الكويكب تشكّل أساساً أبعد من كوكب المشتري".

وتكتسب هذه الخلاصة التي توصّلت إليها الدراسة أهمية خاصة نظراً إلى أنّ هذا النوع من الكويكبات نادراً ما يضرب كوكب الأرض.

ويمكن أن تكون مثل هذه المعلومات مفيدة لتقويم أي خطر مستقبلي، أو لتفسير وصول المياه إلى كوكب الأرض، بحسب الدراسة.  

وتستند هذه الدراسة الجديدة إلى تحليل عيّنات رواسب تشكّلت قبل 66 مليون سنة، وتضمّنت الجزيئات التي أدّى اصطدام الكويكب بالأرض إلى قذفها نحو مختلف أنحاء العالم، حيث أجرى فيها الباحثون قياساً للنظائر - أي أنواع الذرات - التي يتضمّنها عنصر كيميائي معدني هو الروثينيوم. والأخير غير موجود ضمن الرواسب الأرضية، ولذلك عرف العلماء أنّ الروثينيوم المقاس جاء بأكمله من الكويكب.

وأكد ماريو فيشر-غوده أن مختبر جامعة كولونيا "هو أحد المختبرات القليلة" القادرة على إجراء هذا النوع من التحاليل، مشيراً إلى أنه الأول من نوعه لدراسة كويكب تشيكسولوب أو أي جسم سماوي مهم آخر ضرب الأرض.

وتتيح نظائر الروثينيوم التمييز بين مجموعتين كبيرتين من الكويكبات الموجودة: تلك من النوع "سي" (الكربونية) التي تشكّلت في النظام الشمسي الخارجي، وتلك من النوع "إس" (السيليكات) التي تشكّلت في النظام الشمسي الداخلي.

وخلصت الدراسة بشكل قاطع إلى أنّ الكويكب المسؤول عن انقراض الديناصورات كان من النوع "سي"، وبالتالي تشكّل في مكان أبعد من كوكب المشتري.

كذلك دحضت الدراسة فكرة أنّ الجسم الذي ضرب الأرض قبل 66 مليون سنة كان في الواقع مذنّباً (صخور جليدية تتطور على حافة النظام الشمسي). وهذه الفرضية طرحتها دراسة أجريت عام 2021 وأثارت ضجة، لكنها كانت مبنية على عمليات محاكاة إحصائية.

وتُظهر تحاليل العيّنات اليوم أنّ تركيبة الجسم مختلفة تماماً عن فئة من النيازك تُعرف بالكوندريتات الكربونية، يُعتقد أنها كانت في الماضي عبارة عن مذنّبات. لذلك "من غير المحتمل" أن يكون هذا الجسم مذنّباً، وفقاً لماريو فيشر-غوده. 

ويرى العلماء أنّ كويكبات يمكن أن تكون أتت بالماء، لكنها على الأرجح كويكبات من النوع "سي"، مثل تلك التي كانت موجودة قبل 66 مليون سنة، التي نادراً ما تضرب الأرض. 

ورأى الباحث أنّ العودة بالزمن تتيح كذلك الاستعداد، وقال: "إذا وجدنا أنّ انقراضات جماعية أقدم مرتبطة أيضاً بكويكبات من النوع (سي)، وبالتالي إذا كان مثل هذا الكويكب سيعبر مدار الأرض مجدداً يوماً ما، فسيتعيّن علينا أن نكون حذرين جداً  لأنه قد يكون آخر ما نراه".

اقرأ أيضاً: كيف اكتشف العلماء أقدم حفرية ديناصور؟