شعلة ملتقى قرطاج التونسي في طرابلس اللبنانية

تم تسليم شعلة ملتقى قرطاج إلى ممثل الملتقى في طرابلس محمد هرموش لكي ينطلق النشاط في عاصمة الشمال، وسوف يتم تباعاً إرسالها إلى جميع المحافظات اللبنانية.

0:00
  • شعلة ملتقى قرطاج التونسي في طرابلس اللبنانية
    درع لبناني للسفير التونسي

حفاوة اللقاء اللبناني التونسي الذي جرى في طرابلس اللبنانية، أحيت في الذاكرة حنيناً دفيناً يربط البلدين المتشابهين جغرافياً كبلدين متوسطيين، واجتماعياً، وربما في التركيبة الفيزيولوجية والثقافية.

لكنّ ما هو مؤكد أن ما يجمع البلدين من عاطفة كامنة يعود إلى ما تعلمته مختلف الأجيال أن "أليسار" ابنة ملك صور الفينيقي هي التي أسّست مدينة قرطاجة، منذ مئات السنوات قبل الميلاد، مع العلم أن تونس العاصمة تقع على مقربة من الموقع الذي كانت قرطاجة عليه، وربما في الموقع عينه.

ومهما اختلفت الرؤى عن هذه الوقائع، ومدى صحتها، فإنه منذ نحو عقد ونصف، اكتشف هيكل عظمي في منطقة بيرصا التونسية، وعمد علماء الآثار إلى إعادة تركيبه.

تركيب الشكل الافتراضي الخارجي

كما قام متخصصون أثريون بإعادة تركيب شكله الافتراضي الخارجي بمواد مصنّعة، ولاحقاً، وبالصدفة، وجدت إحدى علماء الآثار المشاركة في الأبحاث، صياداً صيداوياً شبيهاً إلى حدًّ بعيد بشاب بيرصا، كما أسموه.

بنتيجة ذلك كله، أقيم حفل في متحف الجامعة الأميركية في بيروت، وأحضِر إليه التمثال التونسي، والصياد الصيداوي، وقورن التشابه الكبير بينهما، في محاولة شكلانية، غير مؤكدة بعناصر وراثية، بين الاثنين.

احتفال طرابلس

وفي ظل التناغم التونسي اللبناني، استضافت مدينة طرابلس اللبنانية، من ضمن فعاليات "طرابلس عاصمة للثقافة العربية"، احتفالاً جرى فيه إطلاق الشعار الرسمي لملتقى قرطاج الدولي"، ونقلت إلى لبنان شعلة الملتقى.

جرى الاحتفال برعاية مشتركة من وزارة الثقافة اللبنانية وسفارة تونس في لبنان، في أمسية تونسية - لبنانية في قاعة مؤتمرات معرض رشيد كرامي الدولي، في حضور سفيري تونس بوراوي الإمام ، والجزائر رشيد بلباقي، ومثّل مدير المعرض أكرم عويضة وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام مرتضى في الحفل، وفاعليات.

  • من حفل قرطاج التونسي
    من حفل قرطاج التونسي

استهل الحفل بالنشيدين اللبناني والتونسي على وقع موسيقى الكشاف، ثم دقيقة صمت وقوفاً حداداً على أرواح شهداء غزة ولبنان، فكلمة لرئيسة ملتقى قرطاج الدكتورة نسرين الأشقر فرحبت بالحضور في طرابلس ، لافتةً إلى "استضافة الفيحاء عاصمة لبنان الثانية عروس البحر المحمولة على جناح طائر الفينيق كمدينة للحضارة".

كما قدمت الأشقر "الملتقى المولود المفعم بالحياة الذي يحمل المستقبل وشغف العمل والتاريخ والحضارة وثقافة القاء الضوء على تراث الماضي والإفادة منه"، منوهة بأن "نقطة البداية في تغيير أمور الشعوب هي الثقافة، وأن مستوى حضارة الشعوب يحدد هويتها".

وشرحت الأشقر "هدف إطلاق هذا الفضاء الفكري و الثقافي، ذاكرة إنه، أولاً، للإسهام في تطوير علاقات الأخوة التاريخية بين تونس و لبنان، وترجمة هذا الأمر من خلال مبادرات عملية، وتنظيم نشاطات إقتصادية تجارية لدعم المشاريع الصغيرة الناشئة في البلدين فضلاً عن الأنشطة الفكرية و الثقافية المتنوعة ".

سفير تونس: لتمتين العلاقات

واعرب سفير تونس عن سعادته لوجوده في "طرابلس الشبيهة بالكثير من المدن التونسية"، كما جدد التهاني بإعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية، مشيراً إلى مشاركته في حفل الإعلان عن ذلك، شاكراً إدارة المعرض على احتضان هذا الحفل، ومؤكداً المشاركة في فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية، وقال: "إن أحسن مثال معبر للتواصل هو الزيجات المختلطة بين البلدين، وكل التحيات للتونسيات والتونسيين الموجودين في لبنان، وطرابلس".

واذ رحّب بالملتقى، أكد "تمتين العلاقات بين البلدين من خلال عمله ومختلف المؤسسات". 

وتوجه بالشكر الى الأشقر على الجهد الكبير الذي بذلته لإطلاق فكرة هذا الملتقى و تنظيمه، كما شكر كل من ساهم في دعم اللقاء، ونوّه أيضاً بجهود ممثل السفارة في طرابلس المحامي محمد هرموش. 

  • ازاحة الستار
    ازاحة الستار

كما رحّب بسفير الجزائر معبراً عن "الصلات القوية بين البلدين والسعي لإعادة إحياء تراثنا، وتكوين فضاء تلتقي فيه كفاءات من الجانبين، وإطلاق مبادرات ثقافية واقتصادية وتراثية".

ولفت إلى أن "الملتقى مشروع طموح يصبّ في سياق المودّة بين الشعبين، وإلى أن اللقاء يتزامن مع ذكرى إعلان الجمهورية الذي جاء تعبيراً وتكريساً للديمقراطية".

وختم موجهاً التحية إلى غزة معرباً عن تأكيده "أن النصر لا بد أن يكون قريباً".

الحضور التونسي في رحاب الفيحاء

والقى ممثل وزير الثقافة عويضة كلمة رحب فيها بـ “الحضور التونسي في رحاب الفيحاء”، مشدداً على "التلاقي المتعدد الأوجه بين طرابلس وتونس"، ومذكِّراً بـ"التاريخ المشترك للمدينتين والممتد لآلاف السنين بحيث تشابهت الثقافة والحضارة والعادات والتقاليد والموروثات الاجتماعية من زمن الفينيقيين".

ولفت إلى "جهود الوزير المرتضى لما يقدمه في مختلف المناسبات بسعي دؤوب وحرص وتفان"، ونوّه أيضاً بالجهود التي بذلت على مستوى السفارة التونسية و"ملتقى قرطاج".

وختم: "إنها طرابلس المدينة العريقة المتنوعة، تتلاقى فيها الحضارات، وتفتح ذراعيها لمختلف الثقافات واللقاءات وفعاليات ملتقى قرطاج فيها".

ثم رُفِعت الستارة عن الشعار الرسمي للملتقى، وقدّمت الأشقر درع تقدير الى وزير الثقافة ودرع تقدير أخرى الى سفير تونس شاكرةً إياهما على رعاية الحفل .

و  تم تسليم شعلة ملتقى قرطاج إلى ممثل الملتقى في طرابلس محمد هرموش لكي ينطلق النشاط في عاصمة الشمال، وسوف يتم تباعاً تسليمها إلى جميع المحافظات اللبنانية.