بوابة الجنوب.. هذه هي مفاجآت مدينة صيدا اللبنانية
يحلو العيد في صيدا، "أهلاً رمضان، علّوا البيارق علّوها وغنّوا للعيد" وتحلو طقوس الشهر الفضيل، التي تعيشها المدينة بتفاصيل ليلية ساحرة، فعاصمة الجنوب وبوابته مدينة رمضانية بامتياز، تغلّف طيبة صيّاديها وعمّالها وناسها المشهد في أبهى حلله.
-
صيدا بوابة الجنوب .. مدينة رمضانية بامتياز (غرافيك: حوراء علي)
تزخر مدينة صيدا اللبنانية، بإرثٍ ثقافي ضارب في القدم، وبجماليات طبيعية وبحرية وأثرية ومنازل ومتاحف وأسواق ثراثية وغيرها من جماليات ومعالم.
تنهض عليها قلعة تتصدّر بحرها، مع جزيرة "الزيرة" الشهيرة، وما يحيط بها من مساحات غوصٍ مميّزة، زادها أهمية تشكيل نقابة الغواصين اللبنانيين وعلى رأسها النقيب محمد السارجي، "حديقة صيدون المائية" تحت الماء تتضمّن دبابات وطائرات وحافلات تشجيعاً لسياحة الغطس وجلباً للأسماك النادرة من عرض البحر.
والجدير بالذكر هنا، أن جمعية "أصدقاء زيرة شواطىء صيدا، حملت الفكرة وعملت على تنفيذها مع بلدية صيدا ونواب المدينة.
-
مشهد من وضع الطائرات تحت الماء في بحر صيدا
صيدا بوابة الجنوب اللبناني وعاصمته، كانت يوماً المدينة التي رذلت المحتل الإسرائيلي وطردته منها، مع عملية "فتى صيدا" نزيه هاشم قبرصلي (14 عاماً) الشهيرة، التي أودت بضابط للعدو مع 3 جرحى من جنوده، حيث سمّي شارعٌ باسمه، وتوالت العمليات إلى أن كان شهر شباط/ فبراير الماضي ذكرى تحرير المدينة بفضل سواعد أهلها وأحزابها.
يحلو العيد في صيدا، "أهلاً رمضان، علّوا البيارق علّوها وغنوا للعيد" وتحلو طقوس شهر رمضان المبارك، " التي تعيشها المدينة بتفاصيل ليلية ساحرة، فصيدا مدينة رمضانية بامتياز، تغلّف طيبة صياديها وعمّالها وناسها المشهد، فتعيش رمضان و "الفطر" و"الأضحى" و"الميلاد" و"الفصح" في أبهى الحلل، "مراجيح" "حنزوقات"، عربة وحصان، حلويات عربية، باعة متجولون، مقاهي رصيف، مطاعم شعبية وأخرى فخمة، أسواق شعبية مسقوفة، حارات عتيقة، مراكب صيد وتنزّه..
"خان الإفرنج" الأثري العتيق
كلّ هذه المشهديات تزنّر "خان الإفرنج" الأثري القديم القريب من كلّ هذه الجلبة المحبّبة، وهو الذي بناه الأمير فخر الدين الثاني أواخر القرن السادس عشر من الحجارة الرملية، مؤلف من طابقين و24 غرفة وقاعة كبيرة، له بابان فيهما مسامير حديدية ضخمة، الأول يطلّ على جانب البحر والآخر يؤدّي إلى باب السراي في صيدا القديمة.
يتوسّط الخان بهو داخلي فيه حوض ماء فسيح وأشجار، وقد جرى تدمير الحوض خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.
في الطابق الأرضي إسطبل للخيول وغرف واسعة كانت مكاتب للتجار ومستودعات للبضائع. والطابق الأعلى استعمله التجار الغربيون لنومهم واستراحتهم.
-
بانوراما لليالي رمضان في خان الإفرنج
وفي الخان سلّمان حجريان يؤديان الى السطح حيث كان التجار يصعدون ليقضوا ليالي الصيف وهم يتأملون البحر ويستنشقون الهواء المنعش.
ترميم ونشاطات جميلة
يدلج المرء إلى الخان من بوابات ضخمة، وبعد ترميمه أدرج عام 2002 على لائحة المناطق التي تقام بها النشاطات المتعددة من قبل مؤسسة الحريري، وها هو يزدهي كلّ عام بأجمل الحفلات واللقاءات.
هذا العام كان مفعماً بأيام رمضانية في زينة جميلة تستقبلك على مشارف المدينة، أظهرت طابع المدينة الشعبي الطيّب المتعدد المشارب، وضمن مهرجان " ليالي رمضان صيدا " الذي تنظّمه" Live Your Dream " بالتعاون مع مؤسسة الحريري في إطار فعّاليات موسم "صيدا مدينة رمضانية" لهذا العام ، نقلت الليالي الحضور الذي قدم من المدينة ومحيطها، ومناطق لبنانية بعيدة، بما تقدّمه من أجواء رمضانية بات عرض المولوي من علامتها اليومية الفارقة، الى جانب فقرات أنشطة منوّعة تناسب الكبار والصغار.
-
مشاهد من الليالي الرمضانية -
مشاهد من الليالي الرمضانية -
الفنانة ليليان نمري والكاتب جهاد أيوب
مازن معضّم: صيدا مدينة نموذجية في شهر رمضان
ما وسَم المهرجان بلياليه الأربع هو دقة التنظيم، وعفوية المشرفين وتفاعلهم مع المشاركين في "الإستاندات" لعرض التراثيات والبضائع وكل ما يهمّ الزائر، كذلك الترحيب بالحضور، بحيث شعر الجميع بأجواء الشهر الفضيل، ويمكنني القول بكل ثقة إن جهود الممثل اللبناني المحبوب مازن معضّم كانت واضحة في إنجاح هذه التظاهرة الحضارية.
معضّم المجلي لبنانياً وعربياً في عالم التمثيل، أراد أن يمثّل مدينته في أرقى تمثيل، متكئاً على تنظيمه "مهرجان صيف صيدا 2025"، فعكف مع زميلته الناشطة ثريا البابا وزوجته وعائلته على مساعدة فريق كبير من المتطوّعين والمتطوّعات لإنجاز هذا الحدث الكبير.
-
مازن معضم خلال الافتتاح -
مازن معضم وثريا البابا مع النائب بهية الحرير خلال افتتاح المهرجان
ويقول "لديّ ذكريات كثيرة في صيدا، منذ طفولتي، وأنا أعتبرها مدينةً نموذجيةً في شهر رمضان، ولا تُشبه سواها. أكثر الذكريات التي تشعرني بحنين هي المرتبطة بمحلَّة صيدا القديمة. ودائماً شهر رمضان مميّز في صيدا، حيث يأتي اللبنانيون من أماكن بعيدة لزيارة معالم المدينة الرمضانية بامتياز، وكذلك التلذذ بحلوياتها اللذيذة بنكهة صيدواية عربية.
وأذكر أننا "كنّا نتوجَّه إلى هناك في الشهر المبارك لنتناول حلويات التمرية أو طبق السحلب اللذيذ بعد الإفطار أو عند السحور. وعندما كبرتُ، كنت أتوجّه مع أصدقائي إلى حمّام السوق التركي، ونلعب ورق الشَّدَّة وطاولة الزهر".
#صيدا مدينة رمضانية لعام 2025..
— الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) March 15, 2025
تقرير: جمال الغربي #لبنان #الميادين_لبنان@GhourabiJamal pic.twitter.com/gKs8DoLx1P
لا يهدأ مازن، هو كالدينامو فعلاً، الممثل الشاب يعطي مثالاً يحتذى به للشباب اللبناني والعربي، لا بل لكل فنّان قادر على صنع حدثٍ ما، وترك بصمة فرح على وجوه الناس، من دون إغفال الدورالهام والحيوي لجميع المشاركين في التنظيم والتنفيذ.
برنامج حافل ومتنوّع
حرص المنظمون على التنويع وإرضاء كل الشرائح العمرية، فمن عروض الأطفال، وحكايا تحضُر فيها شخصيات علاء الدين والفوانيس. ومع بلال نقوزي، يحاول الزوّار فكّ ألغاز فوازير رمضان.
حلّ الفنان اللبناني طوني عيسى القادم من بلدة عمشيت في قضاء جبيل ضيفاً في الليلة الأولى، حيث تفاعل معه الجمهور الكبير بحماسة، بالإضافة إلى المنشد الشيخ مصطفى الجعفري، مع عرض علاء الدين للأطفال و" فانانيس"، مع المضيف بلال نقوزي.
-
الممثل طوني عيسى مشاركاً في تقديم الهدايا
وفي الليلة الثانية كان الحضور على موعدٍ مع الممثل والمسرحي طلال الجردي، حزّر فزّر مع بلال، تيتا الحكواتية هلال ونور المنشد محمود هندم وعرض مولوي، وسهرة عود مع الفنان إيلي الحاج.
-
الفنان الممثل طلال الجردي مع "حكايات تيتا" -
المسحراتي
وكانت فعّاليات المهرجان في ليلته الثالثة تميّزت بإطلالة خاصة لضيفة الشرف النجمة المحبوبة ليليان نمري، وعرض مولوي وسهرة عود مع الفنان والممثل سعد حمدان، الذي أطرب الناس بالعزف على العود والغناء الطربي، وشارك كضوف شرف الفنان كميل متّى، والمنتج والمخرج العربي الفنان هادي حجار، الناقد الصحافي الفني جهاد أيوب.
كما تضمّنت عرض Animation & characters ، تلاه نشاط "عيلة فنية" وبرنامج المسابقات "حزّر فزّر" مع بلال نقوزي ، بمشاركة عدد من وجوه الفن والثقافة.
وحلّ الممثّل الكوميدي طوني أبو جودة ضيف شرف على المهرجان في ليلته الأخيرة التي شهدت عروضاً رمضانية وتراثية منوّعة تضمّنت" لوحتي فنانيس والمسحراتي وأمسية لموسيقى الكشّاف المسلم" وعرض مولوي وبرنامج المسابقات "حزّر فزّر مع بلال نقوزي .وكان ختامه بسهرة عود مع الفنان جهاد قبيسي.
-
الفنان سعد حمدان مع عوده -
فرقة انشادية
وشهدت الليالي الأربع حضوراً حاشداً، مع هدايا مجانية ساهم فيها العارضون الذين أبرزوا النواحي الحرفية ومونة المنازل، إضافة إلى الرسامين والتشكيليين وغيرهم.
-
تفاعل الناس مع الممثل طوني أبو جودة
-
علاء الدين
-
حضور من كل لبنان ويبدو الممثل كميل متى
-
معضم مع ضيوف وممثلين
-
النائب الحريري والوزير السابق هكتور حجار -
النائب ميشال موسى مع ثريا البابا في جولة على المعرض -
من ستاندات المعرض والهلال حاضر بقوة