لعبة بسيطة تفرح أطفال غزة

بسبب العدوان والحصار، يصنع الفنان الفلسطيني مهدي كريرة مجسمات دمى "ماريونيت" في خيمته من العلب المعدنية الفارغة من مخلفات المساعدات الغذائية للقطاع، ليقدم بها عروضا للأطفال النازحين.

0:00
  • لعبة بأدوات بسيطة تفرح أطفال غزة
    يستخدم كريرة أدوات بسيطة لصنع الدمى

يحاول الفنان الفلسطيني مهدي كريرة النازح من شمال غزة، ترك مسحة فرحٍ وحبور  على وجوه الأطفال .

فرغم العدوان الإسرائيلي الذي يرتكب المجازر اليومية، وعلى أنقاض المنازل المدمرة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يجتمع أطفال نازحون حول الفنان، وهو يقدم عروضاً مسرحية بمجسمات دمى "ماريونيت".

وإدخال الفرحة عبر عروضٍ فنية بسيطة قد يحاكي أحلام الأطفال وشغفهم، ليخفف عنهم معاناة الحرب ويمنحهم لحظات من السعادة والبهجة.

وبسبب العدوان والحصار، يصنع الفلسطيني كريرة مجسمات دمى "ماريونيت" من العلب المعدنية الفارغة من مخلفات المساعدات الغذائية للقطاع، ليقدم بها عروضا للأطفال النازحين داخل خيمته القريبة من شاطئ البحر.

ويستخدم كريرة أدوات بسيطة لإعادة تدوير المواد المتاحة، مثل العلب الفارغة والخيوط وقطع الكرتون، في محاولة لتقديم عروضه.

تدوير علب المساعدات الغذائية

ودمى "الماريونيت"، والمعروفة أيضاً بعروض العرائس المتحركة، هي مجسمات اصطناعية يتم التحكم في حركاتها من قبل أحد الأشخاص إما يدوياً أو عبر خيوط أو أسلاك أو عصي.

وتستخدم الدمى على شكل أشخاص أو حيوانات أو نباتات أو أشياء أخرى، حيث تتقمّص أدواراً متنوعة ضمن مسرحيات تهدف إلى تقديم الترفيه والمرح للجمهور.

يقول كريرة إنه "رغم استشهاد أكثر من 60 فرداً" من أبناء عائلته خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أنه يواصل تقديم العروض المسرحية للأطفال.

أحاول مساعدتهم على نسيان المعاناة

ويرى الفنان الفلسطيني أن في تقديم العروض للأطفال "وسيلة لمنحهم لحظات ممتعة ومليئة بالبهجة في ظل ظروف الحرب القاسية".

و يأمل أن تساهم تلك العروض في "توفير بعض السعادة والراحة للأطفال، وأن تساعدهم على نسيان معاناة الواقع ولو لفترة قصيرة"، بحسب قوله.

  • لعبة بأدوات بسيطة تفرح أطفال غزة
    أصنع تلك الدمى من علب المساعدات الغذائية

وأضاف قائلاً "الأطفال يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة من جرّاء الحرب والقتل والدمار على مدار الأشهر الماضية، لذلك وجب عليّ كفنان أن أساعدهم في تخطي هذه الظروف الصعبة".

قصة تصميم رغم كل شيء

بالعودة إلى بداية قصة مهدي، فهو منذ نعومة أظافره متيّم بعروض "بوجي وطمطم"، وبقيت فكرتها تلاحقه بإصرار، إلى أن استطاع قبل أعوام تقديم أول عرض له، لافتاً إلى أنّ أولى محاولاته كانت بوساطة "دمية ليست بالمستوى المطلوب"، لكنّه أدرك في الوقت ذاته أنّها بشرى تُنبئ ببوادر نجاح التجربة.

تعلّم مهدي صناعة الدمى ذاتياً من خلال مشاهدة عدد كبير من المقاطع لمخططات صناعتها على موقع "يوتيوب"، ودعّم ما تعلّمه بالاستعانة بأراء أصدقائه الموجودين خارج فلسطين المحتلة من ذوي الخبرة، الأمر الذي حقّق لديه التغذية الراجعة لتطويع المواد الخام، كالأقمشة وعجينة الورق والجِبس، بالإضافة إلى مواد أخرى مُعادة التدوير، للوصول بدميته إلى خشبة المسرح مباشرة. 

و كان صيت مهدي ومسرحه "علم عزّوز"، "أنامل وحيد"، "أنا مش تمثال"، "كلام ريهام"، "نخلة الشر"، "كنوز القراءة"، قذ ذاعا في قطاع غزة قبل العدوان، فقدّم العديد من العروض في المدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني، متنقلاً بين غالبية محافظات المدينة المحاصرة، ما سمح له أن يشاهد الحب والتشجيع في عيون جمهوره، الذي يطلب منه في كل مرة تقديم المزيد من العروض، خاصة في المدارس والمناطق المهمّشة.

اقرأ أيضاً: "الأونروا": أكثر من مليون فلسطيني فقدوا منازلهم في غزة ونزوح 75% من السكان

ومؤخرا، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إن أطفال قطاع غزة "يواجهون الفواجع والصدمات كل يوم".


وأشارت،  إلى أن فرقها بغزة، "رغم التحديات المستمرة، تواصل تقديم دعم الصحة العقلية لأطفال غزة الذين يواجهون الفواجع والصدمات كل يوم".
وأضافت الوكالة الأممية: "زملاؤنا بمدينة خان يونس جنوبي القطاع ينظمون اليوم أنشطة للأطفال غير المصحوبين بذويهم للسماح لهم باللعب مجدداً".